" الأم الحنون والأم الجافية "

	" الأم الحنون والأم الجافية " بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } القمر49 صَدَقَ اللّهُ الْعَظِيمْ بدأت القصة قبل سنوات .. عندما دخل طلبة كلية الطب المختبر أو " المشرحة ".. وأمسك الأستاذ بـ " جمجمة " إنسان وبدأ يشرح لنا.. وطرح سؤلاً : ماذا يوجد ورائها.. وبداخلها !؟ وأجاب بعض الطلبة متسائلين : ما وراء عظام الجمجمة أو بداخلها ، الا المخ.. ! فقام الأستاذ بفتح الجمجمة.. وأرآهم شئ من أعظم ما خلق الله في الإنسان.. وما يعرف أحد عن هذا الشئ الا قليل من الناس.. ! الجمجمة البشرية " مغلّفة " بغلافين.. أحدهما داخلي يحيط بالجمجمة مباشرة من دون اي حاجز.. هذا الغلاف اسمه العلمي : الأم الحنون Pia mater .. لا تستغربوا من الإسم.. هذا فعلا هو أسم هذا الغشاء العلمي.. المعترف به في علم التشريح.. http://samtah.net/vb//uploaded/39891_01332567627.jpg - إذن لماذا سمّوها الأم الحنون..؟ سمّوها بهذا الإسم لأنها تحيط بالمخ بشكل كامل.. مثلما يحيط الرحم بالجنين.. ولأنها غنية بالأوعية الدموية التي تغذي المخ بكل ما يحتاجه.. " أم بجد حنون " ! فوق الأم الحنون.. بينها وبين الجمجمة.. يوجد غشاء أو غلاف آخر.. أسمه : الأم الجافية.. - لماذا سمّوها بهذا الإسم (الأم الجافية Dura mater).. ؟ لأنها لا تحتوي على أي أوعية دموية تغذي المخ.. ! و أصلاً لو ترونها.. كأنها ورق سيلوفان أبيض.. لا يوجد فيها أي شريان أو وريد دموي.. يابسة.. ! ولهذا السبب سموها بـ (الأم الجافية) .. ! و أخبر الأستاذ تلاميذه عن نزيف المخ وطريقته.. ومن خلال النقاش اتضح شيئاً لم يتضح منذ سنين طويلة ماضية.. ! قال الأستاذ : " أنه لا يوجد شيء يحمي المخ من النزيف والضربات مثل " الأم الجافية ".. لأنها صلبة نوعا ما.. وتحيط بالمخ بشكل كامل وتثبته في مكانه لا يدور على نفسه ولا يتحرك.. ! " وأضاف : " لولا الله ثم (الأم الجافية).. كان مجرد ضربة بسيطة على الرأس.. أو فلقة حصاة.. لكانت كفيلة بإحداث نزيف حاد في المخ قد ينتهي بالوفاة الفورية.. " و بدا على الطلبة الدهشة والإستغراب مما عرفوه من معلومات كانت خافية عليهم ، وصاروا يحمدون الله على هذه النعم العظيمة . بينما أحدهم أخذ يفكر بينه وبين نفسه.. ويقول: ياسبحان الله ويسمّونك الأم الجافية.. ! و كيف الجافية و أنتِ تقدمين للمخ هذه الخدمة الجليلة.... ! وأخذه التفكير بعيدا جداً.. فكر بـ " تطبيق واقعي " لمسألة الأم الجافية و الأم الحنون.. لاحظ ان الأم الجافية لا تقتصر على هذه الأم التي تحيط بالمخ.. الأم الجافية في كل مكان.. ! فلو تلفّتنا في صعيد حياتنا .. لسوف نجد الأم الجافية موجودة .. و الأم الحنون موجودة ايضاً.. تلفّتوا.. وسوف تجدون " أمكم الحنون " ذاك الشخص الذي يحوز على كل المدح والثناء والتقدير والتمجيد.. على حساب غيره.. وتلفّتوا أيضاً.. و سوف تجدون " أمكم الجافية " ذاك الشخص الذي لا نعطيه قدره وحقه من الحب والتقدير والإحترام.. يمكن لأنه لا يستطيع أن يُعبر عن حبه لنا بطريقتنا.. لكن افعاله تثبت ان محبته لنا تفوق الحدود.. ! لكن من الذي يُفكر ويُقدّر.. ؟ ولا يسعنا إلا أن نقول جميعــــــا ً " سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم "

موضوعك في غاية الروعة والجمال جنوبية 22
كل جزء في جسم الإنسان له حكمة وفائدة من خلقه .
نعم هناك اشخاص كثيرون في حياتنا قصرنا كثيرا في حقهم
ولم ينالوا تمجيدنا وحبنا ولا حتى شكرنا او كلمة طيبة ننطقها لهم
ربما لأنهم خانهم التعبير في إيضاح مشاعرهم واحساسهم نحونا
فجعلنا بيننا وبينهم عدة حواجز صنعناها برضانا لنكتشف ذات يوم
إنهم هم من يستحقون الحب والتقدير .

تحياتي وتقديري

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

عظمة الله فوق كل شيء

وما أكثر هؤلاء الأشخاص في حياتنا ومن حولنا
يبحثون عن نجاحات الآخرين ويحاولون التسلق عليها
كفانا الله شرهم

رائعة يا جنوبية

أعدتني ياجنوبية إلى أيام التشريح
والتشريح المقارن
مصطلح الأم الجافية والأم الحنون
والسمبثاوي ونطير السيمبثاوي


كلاهما عطاء من أجلنا وإحداهما لايحبذ عمله وإن كان لصالحنا كلايهما
فسبحان الله ..

تجديد معلومة وفائدة عظيمة منك يا غالية
بارك الله فيك ..

يعطيك العافية
معلومة رائعة وقيمة
تستحقين التقيم

ودي لشموخك

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
الله يحفظ أمي الحنون وأمي الجافية وأمي الحبيبة
أختي جنوبية معلومات قيمة سلمت يداك.