في منطقتي 10000موهوب وربما أكثر أو ينقصون قليلا في إدارتي التي أعمل بها عدد لابأس به من الموهوبين لكن من أين لهم بمسؤول مثل ممثل التوظيف في أرامكو السعودية إقرأ معي هذا المقال للكاتب عبد الله المغلوث في جريدة الوطن العدد 1861اليوم الجمعة الموافق 2/10/1426 هـ.
في صيف عام 1993مد ممثل التوظيف في شركة أرامكو السعودية بالظهران (شرق السعودية) يده لفرحان الشهراني القادم من قرية وادي بن هشبل، التي تقع على بعد نحو 50 كيلومتراً شمال شرق خميس مشيط في جنوب غرب المملكة عندما اقترح عليه أن يلتحق ببرنامج الابتعاث الجامعي بعد أن لاحظ درجاته المتفوقة بدلا من الانخراط في برنامج تدريبي داخل أرامكو لمدة سنتين يتأهل بعدها ليصبح مشغلا في المعامل أو فنيا في أعمال الصيانة.
أخذ فرحان بنصيحة ممثل التوظيف وانصرف عن فكرته السابقة التي تتمثل في التدريب لمدة عامين داخل الشركة وتمكن من اجتياز اختبار القبول لبرنامج الابتعاث الجامعي مما أهله لأن يدخل برنامج التحضير الجامعي في الظهران لمدة سنة والذي تشرف عليه إدارة التدريب في أرامكو السعودية. وبعد أن تمكن من اجتياز البرنامج التحضيري أصبح جاهزا للابتعاث الخارجي والداخلي أسوة بزملائه المتفوقين، فاختار بعثة داخلية لدراسة الكيمياء الصناعية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران.
وفي عام 1998تخرج فرحان والتحق بالعمل في أرامكو حيث انضم إلى مركز البحوث والتطوير.
ولم تتوقف رحلة الطالب النجيب إلى هنا حسب رواية الزميل المهندس فؤاد الذرمان (الشيقة) في القافلة الأسبوعية (نشرة أسبوعية تصدرها أرامكو السعودية لموظفيها) لعدد 27/9/2005 الموافق 23/8/1426.
حيث تابع الشهراني مسيرته عندما أكمل 3 سنوات من مهمات العمل المتنوعة في عدة إدارات ضمن برنامج أرامكو لتأهيل المهندسين حديثي التخرج فالتحق نهاية عام 2000 ببرنامج الماجستير الليلي لدراسة الكيمياء في جامعة الملك فهد على حساب وقته الخاص. وعندما أكمل برنامج الماجستير بتفوق عام 2002 لاحظ المشرفون على عمله وجود درجة عالية من الطموح وروح الانضباط والمثابرة لديه مما دفعهم إلى التوصية بابتعاثه لإكمال دراسته العليا ونيل درجة الدكتوراه.
وسنحت الفرصة عام 2003 لفرحان لمتابعة دراسته العليا عندما أقرت أرامكو خطتها الرئيسة في مجال الحفاظ على البيئة وحملت تلك الخطة أفكارا جديدة كانت إحدى ركائزها إنتاج ديزل ذي نسبة كبريت منخفضة جداً.
في ضوء تلك الخلفية حسب القافلة تم اختيار فرحان عام 2004 ضمن برنامج الابتعاث الخاص بموظفي أرامكو للحصول على درجة الدكتوراه. وكان نصيبه الابتعاث إلى جامعة أكسفورد بعد أن حصل على قبول من الجامعة المرموقة. ويعد الآن الطالب السعودي الوحيد الذي يدرس الدكتوراه في أكسفورد ويعتبر تخصصه الهندسي في كيمياء الوقود من التخصصات النادرة.
وإضافة إلى ذلك يواصل فرحان عمله الدؤوب في مشروع أبحاث مشترك بين أرامكو السعودية وأكسفورد في مجال إزالة مادة الكبريت من الزيت الخام والديزل.
"القافلة الأسبوعية" أرفقت مع قصة فرحان صورة له مرتديا ربطة عنق حمراء مقلمة بالأسود وسترة زرقاء فاتحة واقفا بين رئيس أرامكو الأستاذ عبدالله جمعة ونائب الرئيس للخدمات الهندسية الأستاذ عبدالرحمن الوهيب عندما التقياه في 15 سبتمبر الماضي بجامعة أكسفورد.
في مخيلتي نبتت صورة أخرى لفرحان (30 عاماً) يبدو فيها بالإضافة إلى رئيس أرامكو ونائبه أطفاله الثلاثة: الوليد، روان، وأمجاد وممثل التوظيف الذي قابله في الظهران وساعده بعد الله للوصول إلى ما وصل إليه.
ياحلم أيش رأيك في إدارة التدريب التربوي
