قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
الرومانسي
كنا قد تشاجرنا هذا الصباح ، على أمر سخيف .
أعترف أني كنت البادئ بالاستفزاز .
قلت لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات ، التي تملأ حياة بعض الناس ، فتجعلها وردا وقوس قزح ..؟
صوبت نحوي نظرة باهتة ،
ثم قالت بسرعة : - "الشاهي ناقصة حلا" .
قلت ، وقد بدأت وتيرة صوتي تعلو : - "حياتنا كلها ناقصها حلا" .
أخذت ترتب أطباق الطعام أمامي ، دون أن تتكلم ، فبلغ الغيظ مني أقصاه ، فأهويت بقبضة يدى على معصمها ، وأطبقت عليها بشدة وأنا أهزها ،
والكلمات تنطلق كالضجيج من فمي : - لمـاذا لا تسمعيني كلمـة حـب واحدة ، لماذا تقتلين حياتي ومشاعري المتأججة ، بهذا البرود .. ؟ لماذا .. لماذا ..؟
وأنطلقت أعدد عليها ما تحتاجه صحراء قلبي المجدبة . حدثتها عن العطش ، عن الجوع ، عن أحلام قتلها الصقيع ... عن الحب ، يموت ظامئا .. جائعا .. تائها ، لا عينين يأوي إليهما . كانت يدى تطبق على يدها ، ولم أشعر أني قد آذيت معصمها في غمرة إنفعالي ، مما أراه سكونا بلـيدا ، مميتا ، في مشاعرها تجاهي .
لم أدرك ذلك ، إلا حينما رأيت وجهها ينطق بكل معاني الألم ، وهي تقول لي بصوت متهدج : "يدي .. يدي .. أرجوك ، لقد أوجعتني" .
أطلقت يدها ، وسيطر على شعور بالندم ، وأخذت أتأملها ، وهي تغالب الدمع ، وتمسح يدها بيدها الأخرى .
قلت في نفسي : - (كيف يؤذي من يطلب الحب) ؟ كان واضحا أن يدها تؤلمها ، إذ لم تستطع أن تستخدمها في إكمال إفطارها . ولاحظت أيضا ، أنها على وشك أن تبدأ معي معركة ، فقد كانت متوترة ، وملامحها توحي بالرغبة في الرد على إتهاماتي وعدواني . في دخيلة نفسي كنت أريد معركة من هذا النوع ، لأدينها ، ولأؤكد لها ، أنني (أنا) الإنسان المعطاء ، وهي تمثال من الشمع ، بلا مشاعر . سادت لحظة من الصمت ، خشيت خلالها أن تنطفئ جذوة انفعالها ،
فقلت مستفزا :
- يا ضيعة احلامي . أنت تتحسسين يدك ، ومرهم كفيل بأن يحل المشكلة ، أما أنا فكيف أداوي قلبي الذي تيبس من الجفاف ..؟ رمقتني بنظرة عميقة ، لم أعتدها منها ،
ثم قالت ، وقد أختفت كل معالم التوتر من وجهها : - هل تظن أني لو لم أكن أحبك ، سأبقى معك دقيقة واحدة ..؟
نزلت عبارتها كالصخرة على صدري : "إذن هي التي تقرر أن تبقى معي أولا تبقى ، وليس أنا . وبالتالي ، فمفهومها للحب هو الذي يحدد استمرار العلاقة بيننا" .. هكذا خاطبت نفسي . لماذا لا تفهم أنـي أنـا لي رؤيتي الخاصة ، في أن نبقى معا أو لا نبقى ؟ لماذا لا تدرك أني أنا أيضا بحاجة لأن أحبها ، لكي أبقى معها ؟ إذا كانت تحبني وفق تصورها الخاص ، لماذا لا تمنحني الحق في أن أحبها بالشكل الذي أريد كذلك ؟ ألست في النهاية سأحبها هي ، وليـس شخصـا آخـر ..؟
أليس مؤذيا أن تقول لإنسان : ساعدني كي أحبك ، فيكون الجواب : لا عليك أنا أحبك ؟ ها هو يوم جديد ، وجولة من الإحباط جديدة ، وفشل يتراكم . في الظهر ، أثناء رجوعنا إلى البيت من مقر عملها ، حيث تعمل معلمة في مدرسة في حي فقير ، رأيت على جانب الطريق إمراة تمشي ، مسرعة الخطا ، حافية القدمين . كان يوما لاهبا ، أشعر فيه أن السيارة تئز تحتي من شدة الحرارة . كان منظر المرأة ، وهي تسير حافية على القار ، الذي سال بعضه ، وتشقق البعض الآخر ، من هول الحرارة ، التي تصبها الشمس على الأرض ، يثير الألم .
إلتفتت إلى حيث كنت أنظر ، فأبصرت المرأة ، وقالت بأسى : - لحظة .. لحظة قف قليلا . حينما أوقفت السيارة ، فتحت الباب ونزلت باتجاه المرأة . مر بعض الوقت ، وأنا لا أدري لماذا نزلت ، ولا بماذا تتحدث مع المرأة ، وفجأة ، رأيتها تنزع حليها من يديها وتعطيها المرأة ، ثم أتجهت إلى السيارة ، وقالت لي : - معك نقود ؟ - كم تريدين .. قلت لها ؟ - الذي معك .. أجابت .
أخرجت من محفظتي الف وسبعمائه ريال ، هي كل ما معي ، وناولتها إياها ، فاتجهت إلى المرأة ووضعتها في يدها ، وتبادلتا بضع كلمات ، لم أسمعها ، وعادت إلى السيارة .
قبل أن تركب ، استدارت فجأة نحو المرأة ، وقالت : - خاله .. حين ألتفتت المرأة ، خلعت حذاءها ورمته تجاهها . لم يصرفها عن النظر إلى يدي المرأة البائسة ، اللتين رفعتهما إلى السماء ، بعدما وضعـت الحذاء في قدميها ، اللتين أكلهما القار الحار ، إلا لهيب الرمضاء الذي أحرق قدميها ، وجعلها تتقافز ، كحمامة حطت على صفيح ساخن . ركبت ، وخيم الصمت بيننا . هي ، أظن أنه قد ألجمها الموقف ، وصدمة التأثر ، لتعاسة هذه المرأة البائسة .
أما أنا فقد خجلت من نفسي : "أهذا الكيان الشامخ بلا مشاعر ؟ كم كنت ساذجا ، حينما كنت أغمس يدي في هذا المحيط ، ثم أعيدها متأففا انه بلا محار ... وبلا لؤلو" . حينما وصلنا إلى البيت ، أستأذنتها لحظة بعدم النزول ، ودخلت البيت وأحضرت لها حذاء ، ولم أتكلم ، ولم نحتج إلى الكلام مرة أخرى .
د. محمد الحضيف
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
الله أكبر
من أجمل ما قرأت فشكراً لاختيارك الموفق.
تحياتي
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سيف الراجحي
الله أكبر
من أجمل ما قرأت فشكراً لاختيارك الموفق.
تحياتي
سُعدت كثيراً أبا سيف .."!
أشكر المرور الجميل حين حلْ ..!
وفقك الله
wr
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
متاهة موجعة
ودوامة من المشاعر والأحاسيس
وموقف يكاد يهتز له الصخر
شكرا لهذه المتعة أيها الشاب الخلوق
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإسماعيل
متاهة موجعة
ودوامة من المشاعر والأحاسيس
وموقف يكاد يهتز له الصخر
شكرا لهذه المتعة أيها الشاب الخلوق
الغائب الحاضر ..!
والشمعه المعتمة ..!
جميلٌ تناثر حرفك ياصاح ..!
سُعدت حد البهجه بإطلاتك البهيه .."
بوركت
wr
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
رساله رائعه موحهه الى كل رجل
معكم في بيوتكم زوجات كأنهن اللؤلؤ يحببنكم فلا تقسوا لاتخدعوا لاتخونوا احبوهم فهم اولى بحبكم
لانهم احبوكم وافنوا اعمارهن في خدمتكم
لك التقدير اخي على هكذا منقول دمت بتألق
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
اه عليك
واه على هذا الحضيف
الذي تمنع كتبه من مكاتبنا للأسف
قمة الجمال والله..له ابنه توفيت في الرابع والعشرين أو الخامسة والعشرين من عمرها تشاطرها اباها الإبداع في كتابة الروايه..رحمها الله
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دكتور حب
اه عليك
واه على هذا الحضيف
الذي تمنع كتبه من مكاتبنا للأسف
قمة الجمال والله..له ابنه توفيت في الرابع والعشرين أو الخامسة والعشرين من عمرها تشاطرها اباها الإبداع في كتابة الروايه..رحمها الله
نعم كم هي رائعه هديل الحضيف رحمها الله
غادرت وهي لازالت صغيره
وكم هو جميل قلم اباها
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خزامى
رساله رائعه موحهه الى كل رجل
معكم في بيوتكم زوجات كأنهن اللؤلؤ يحببنكم فلا تقسوا لاتخدعوا لاتخونوا احبوهم فهم اولى بحبكم
لانهم احبوكم وافنوا اعمارهن في خدمتكم
لك التقدير اخي على هكذا منقول دمت بتألق
رساله صادقة إلى قلوب نأمل أن تكون وفيه كذلك ..!
جميل مرورك آختاه .."
سُعدت ولا شك ..!
wr
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دكتور حب
اه عليك
واه على هذا الحضيف
الذي تمنع كتبه من مكاتبنا للأسف
قمة الجمال والله..له ابنه توفيت في الرابع والعشرين أو الخامسة والعشرين من عمرها تشاطرها اباها الإبداع في كتابة الروايه..رحمها الله
قرأت له الكثير ..!
تصويره جميلٌ جداً ..!
لكن بعضها قد تكون مخالفه بالفعل ..!!!
رحم الله إبنته رحمة الأبرار ..
سُعدت بمرورك ياأيها الجميل
لروحك wr
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
مرحبا
و الصمت في حرم الجمال جمال
أيكون ذاك الكيان بلا مشاعر .. كم نكون قساة حين نستبق الحكم و نظنّ أنفسنا كل المثالية
في الحبّ و العطاء و نتناسى أننا خلقنا ضعفاء القلوب
جميل جدا ما قرأت هنا فشكرا لذاك الانتقاء المميّز
احترامي
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Fifi Maria
مرحبا
و الصمت في حرم الجمال جمال
أيكون ذاك الكيان بلا مشاعر .. كم نكون قساة حين نستبق الحكم و نظنّ أنفسنا كل المثالية
في الحبّ و العطاء و نتناسى أننا خلقنا ضعفاء القلوب
جميل جدا ما قرأت هنا فشكرا لذاك الانتقاء المميّز
احترامي
جميلٌ تعبير الحرف لديك ..!
جميلٌ في نظمه وفي وصفه الدقيق .."!
ممتنٌ لك ياسيدتي
wr
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
راقت لي كثيراً..
وشدني التصوير البلاغي لاكمال قرأتها ..
ذوق جميل ،،
من شاب خلوق
رد: قال لها : - لماذا لا أسمع منك كلمة حالمة ، شيئا من تلك الرومانسيات .. ردت .."الشاهي ناقصة حلا"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة SAMAH
راقت لي كثيراً..
وشدني التصوير البلاغي لاكمال قرأتها ..
ذوق جميل ،،
من شاب خلوق
ذلك الكاتب ثورة قلم مغيبه ..!
سُعدت كثيراً بحضورك البهيء ..!
وفقك الله ورعاك .."
wr