إرهابي أم ضحية (الجزء الثاني)
[ 2 – 6 ]
وصل سالم وأحمد مدينة بيشاور الباكستانية حيث بيت الأنصار وفيه يتم استقبال العرب وكانا قد كونا صورة عن شظف العيش الذي ينتظرهما
وأن آخر عهدهما بالطعام اللذيد قبل ركوب الطائرة وما أن وضعت السفرةوأحضرت المقبلات حتى هيئا نفسيهما للحياة الجديدة ...لحظات وأحضر
الطعام المتنوع ومن ضمنه اللحم فنظرا إلى بعض وضحكا.
توجها بعد ضيافتهما إلى مركز التدريب الأفضل والأطول مدة حيث يقضي المتدرب شهرين يتدرب لياقياً إلى جانب التدريب على الأسلحة الخفيفة والثقيلة
كان البرد قارصا فالثلوج تغطي كل مكان وكان هذا هو التحدي الأكبر لهما.
وضع أحمد أفضل قليلاً فقد درس بأبها وعاش جوها البارد شتاءً بينما سالم لم يغادر حر ورطوبة جازان وأقصى مكان وصله الدرب شمالاً
مر ما يقرب من الشهر والنصف غادر سالم إلى بيشاور للعلاج حيث أصيب بآلام شديدة في مفاصل أصابع القدمين جراء البرد ورافقه أحمد
خاصة بعد إن علم بأن ملهمه وقائده في المعسكر الصيفي أبا البراء موجود في مركز تدريب آخر وهو أقل برودة من مركزهم هذا.
التقيا في المركز الجديد بأبي البراء وفرح أحمد بلقاء قائده السابق ولم يكن أبو البراء أقل فرحاً منه.
قائد المركز رجل قوية الشخصية مهاباً طويلاً وسط بين النحافة والبدانة لا يعرف للضحكة سبيل من سوريا وفي إحدى المرات وأثناء التدريبات
اللياقية التي تستلزم شخصين معاً حيث يحمل أحدهما الآخر على كتفيه بقي مجاهد يمني لم يجد معه أحد وهنا تقدم القائد السوري وحمله فقال اليمني
(سبحان الذي سخر لنا و ما كنا له مقرنين) فضحك السوري للمرة الأولى.
حاول أحد المجاهدين فك شفرة هذا القائد فتجرأ وسأله
_ لماذا لا تضحك يا قائدنا؟؟!!
_ وكيف اضحك وقد رأيتهم يقتلون أبي وأمي وعائلتي؟؟!!
_ سأل بصعوبة ودهشة....من قتلهم؟؟!!
_ النظام البعثي السوري قتلوا المسلمين في مجزرة حماة ودفنوهم في مدافن جماعية لم يرحموا طفلاً أو امرأة .
هنا انهار هذا الليث وجرت دموعه فزادته مهابة وحباً في نفوسهم ولم يملك أحمد نفسه فبكى تأثراً بالموقف.
هذا القائد رآه أحد المجاهدين لاحقاً في بيشاور وسلم عليه فيقول كان ينظر في الأرض متواضعاً يتكلم بصوت منخفض فأين ذلك الليث؟؟!!!
إنها الأمانة التي حملها هذا المسلم فعندما كان قائداً استلزم ذلك أن يكون قوي الشخصية حتى يصنع رجالاً أشداء على الكفار وعندما كان خارج
نطاق عمله ظهرت طيبته وتواضعه.
انتقل أحمد وسالم مع أبي البراء إلى مركز آخر وهو المركز الرئيسي الذي يتواجد غالباً أبو البراء وإنما تواجده في المركز الأول كان لمهمة فقط
كان أبو البراء في هذا المركز من المقربين من القائد الجزائري أبي بنان والذي قتل لاحقاً – رحمه الله - .
بعد أن أتم سالم وأحمد التدريب في فترة بسيطة نظراً لما تدربا عليه سابقاً إضافة إلى إتمام المجاهدين المتواجدين في المركز تدريبهم جمعهم القائد
وقال: أتممتم التدريب وأصبحتم مؤهلين للانضمام إلى إخوانكم في مختلف الجبهات ولكنني أذكركم بأن الجبهة ليست كهذا المركز فهناك من يقتل
وهناك من يصاب إصابات خطيرة فمن أراد الانسحاب فله ذلك.
ولكن
وإذا كانت النفوس كباراً ###### تعبت في مرادها الأجسام ُ
لم ينسحب أحد ولم يكونوا يجهلون ما قاله وتوكلوا على ربهم لينصرهم.
في الليلة الأولى كان مكان نومهم الخنادق التي لم يروها من قبل وقد تم تحذيرهم من الألغام على جانبي الطريق الذي لا يتجاوز عرضه مترين
وقد حرسا لمدة ست ساعات متواصلة وبعد أن أنهت فترة الحراسة وذهبا للنوم كان أحد الشخصين الذين استلما منهما الحراسة وهو يمني الجنسية قد
غفل فخرج عن الطريق فأصيب بلغم حيث كسرت ساقه.
في الصباح عرفا بما حصل لأخيهم فدعوا له بالشفاء وتمنيا لو رأيا ذلك حتى يحسا فعلاً بأنهما دخلا أرض الخطر فيكفيهما تلك الأشهر الثلاثة التي
يسمعان فيها عن الشهادة وبعض الكرامات.
ذهبا مع مجموعة لإحضار الماء فسقطت بجوارهم قذيفة هاون تطايرت شظاياها من حولهم نظرا لبعض وتنفسا الصعداء وابتسما فقد عاشا الخوف
الحقيقي لأول مرة وكان هذا الاختبار الفعلي الذي يبحثان عنه.
لم يكن العرب بنفس الدرجة من التقوى أو الثقافة الدينية أو الهدف من ذهابهم لأفغانستان فهناك من يجاهد لإعلاء كلمة الله ورغبة في الشهادة
وهناك من يقاتل رياءً وسمعة وقد حدث ذلك في العصر النبوي وهناك من ذهب لمعرفة نوايا المجاهدين إذا رجعوا لبلدانهم خاصة مصر وبلاد
المغرب العربي لوجود صراع بين الإسلاميين وحكامهم أما الدول الخليجية فقد ذهب أبناؤها بعلم ومساعدة دولهم فقد وقفت الدول الخليجية
ضد الغزو الروسي نصرة لإخوانهم وخوفاً من الضررالمحتمل بسيطرة الروس على أفغانستان وهو ذات السبب الذي جعل أمريكا تقف مع
المجاهدين وتمدهم بصواريخ سكود التي لعبت دوراً حاسماً في هزيمة الروس .
يزيد (فلسطيني): الحكام العرب كلهم كفار
عادل (سعودي) وقد ألجمته المفاجأة: اتق الله...ماذا تقول؟؟!!
يزيد: ولماذا الحدة والغضب؟؟!!!
عادل: ولكنك تكفر ملكنا حفظه الله بقولك هذا!!!!!
يزيد : لا أرى فرقاً بين حكام العرب
عادل: ألا ترى ما فعله ملكنا للمسلمين عندكم وفي كل مكان؟!! ألا ترى اهتمامه بالحرمين الشريفين؟؟!! ودعمه للفقراء والمنكوبين في مشارق الأرض ومغاربها؟؟!!
دعمه للجهاد الأفغاني بالمال والرجال أليس دليلاً واضحاً على زيف دعواك.
يزيد : اهدأ قليلاً ولتناقش بعقلانية
عادل: حسناً
يزيد: أليس الربا حرام؟؟
عادل: بلى
يزيد: ألا تتعامل البنوك بالربا؟؟
عادل: بلى
يزيد: ألا توجد في مكة وبجوار الحرم بنوك وقد اعترفت بأنها ربوية؟؟
عادل: بلى
يزيد : ما حكم من يحكم بغير ما أنزل الله؟؟
عادل: كافر
يزيد: إذاً عندكم ربا والحكومة لا تمنعه أي إنها لا تحكم بما أنزل الله وبالتالي فهي كافرة كسائر الحكومات العربية.
لم يجد عادل ما يرد به فقد كان يدافع عن حكومة بلاده بسبب عاطفته فقط
كان أكثر من شخص يستمعون للحوار رأى بعضهم أن قول يزيد مقنع ورأى الآخرون عكس ذلك ومنهم سالم الذي سأل
يا يزيد: كم أنواع الكفر
يزيد: نوع واحد
سالم : بل نوعان يايزيد ولم يندهش يزيد وحده بل كل الحاضرين استغربوا فهم يعرفون أن هناك إيمان وكفر واحد
أدرك سالم سر استغرابهم فأكمل الكفر نوعان: كفر يخرج من الملة وهو
خمسة أنواع: التكذيب - الإباء والاستكبار مع التصديق – الإعراض - النفاق – الشك (الظن).
وكفر لا يخرج من الملة ولكن صاحبه على خطر عظيم مثل: كفر النعمة – الحلف بغير الله – قتال المسلم.
وبعد أن فصل ووضح تلك الأنواع قال :
ويرى العلماء إنه لا يجوز الخروج على الحاكم إلا في حالتين:
الأولى: أن يكون الحاكم كافر كفراً بواحاً لا لبس فيه والتكفير لا يكون إلا من العلماء المشهود بعلمهم وخشيتهم لله.
الثانية: أن يكون لدى المسلمين الخارجين عليه القوة العسكرية الكافية للتغلب عليه.
فهل ينطبق هذا على من ذكرت من حكام الخليج يا يزيد؟؟!!!
اقتصر هذا الحديث على القليل من الموجودين لم يكن بينهم أحمد ولم تأتي مناسبة أخرى للخوض فيه.
إرهابي أم ضحية ....( الجزء الثالث )
( 3 - 6 )
انتقل أحمد وسالم إلى جبهة أخرى أشد ضراوة خاصة أنه لم يبقى أمام سالم الكثير فقد وعد أباه بالعودة لإكمال دراسته بينما أحمد مقتنع بأن الجهاد فرض عين فخرج
بدون إذن والديه ولا ينوي العودة خاصة وقد ذاق طعم الجهاد ويبت حارساً في سبيل الله وهو يستحضر الحديث الشريف ( عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية
الله وعين باتت تحرس في سبيل الله).
ما إن وصلا الجبهة وبينما المجموعة القادمة تقوم بالسلام على مستقبليهم حتى شق الفضاء صوت طائرة أطلقت إحدى قنابلها فانبطح الجميع وتطايرت الشظايا ولم
يصب أحد بإذن الله.
أحمد ومازال منبطحاً: يا له من ترحيب جميل!!!! فضحكوا على كلماته.
كانت تلك القنبلة تختلف عن غيرها ولأول مرة يشاهدها بعض المجاهدين فهي عندما تطلق تتحول لشظايا صغيرة وعديدة قبل وصولها الأرض حتى تخلف أكبر عدد من
الضحايا وعرفوا من القائد أن اسمها القنبلة العنقودية وهي محرمة دولياً مباحة على المسلمين.
هذه المعلومة زادت المجاهدين غيظاً وحقداً على الكفار خاصة أحمد الذي كان صفحة بيضاء محبوب من الجميع فقد جمع النقيضين البكاء حين يقتضي الموقف ذلك
والضحك وإضحاك الآخرين في مواقف أخرى.
في الليلة الأولى لحراسة أحمد برفقة آخر من القدامى في الجبهة على قمة الجبل في جو بارد ما هي إلا لحظات حتى سمعا صوت زغاريد وعزف على الطبول وإطلاق
رصاص بلون أحمر فقال أحمد مازحاً: لا نكون قرب قاعة فرح وحنا ما ندري؟؟!!!
صاحبه: ههههههههههههه
لا ولكن هؤلاء مجاهدون على الجبل الذي بجوارنا وقد اعتادوا التسلية على أنفسهم ليلياً بهذه الطريقة فالجهاد طويل وهذا الرصاص الذي تشاهده يسمى بالرسام.
قضيا وقتاً ممتعاً صفت فيه نفسيهما فقد كان الموت قريباً في أي لحظة غادرا بعده إلى بيشاور لإجراء اتصالات بذويهم ثم توجها إلى مكان آخر في خوست يعد أكثر
سخونة من قبل وقد حرص سالم على ذلك فإما ينال الشهادة وإما يرضي نفسه قبل العودة.
كان معهما مجموعة جديدة في السيارة التي تقلهم إلى الجبهة من ضمنهم مجاهد يمني أبيض البشرة لم يجاوز الثامنة عشر يكنى بأبي البراق كثير الصمت والذكر لله
وبعد وصولهم التقوا بمن سبقهم وكان منهم شخص كثير المرح خفيف الظل يسمى عبده ماس من محافظة أحد المسارحة.
كانوا في الخط الخلفي حيث يوجد الإمداد للخط الأول بالذخيرة وما يحتاجونه وكان ذهابهم دفعات يقضون وقتاً محدداً ثم تعود دفعة لتذهب أخرى.
في أثناء حراسة سالم مع شخص أخر رأيا أشخاصاً يقومون بالتجسس وعندما أخبر القائد وأرسل مجموعة كانوا قد فروا ولكنهم استطاعوا تحديد مركز المجاهدين
تحديداً جيداً فبعد ثلاثة أيام أصبحت الطائرات تقصف المكان.
انتشر بين المجاهدين خبر وجود ذئب فقد رآه أكثر من شخص وبينما كان سالم في حراسته رأى الذئب قريباً منه أراد أن يطلق رصاصة عليه ولكن قربه ووجود صخور
ستشكل خطراً فيما لو أرددت عليه ولذا حبس أنفاسه واستند إلى صخرة خلفه وهيأ نفسه فيما لو لاحت له فرصة مناسبة لإطلاق النار ولكن الذئب ذهب ونجا كل منهما
من خطر الأخر.
قضى عبده ماس أياماً جميلة أحبه الجميع ولكنه غادر بعدها خوست إلى جبهة أخرى تسمى لوجر تمتاز بالبرد القارص وسخونة المعارك وقد حزن أحمد كثيراً لمعرفته
السابقة به حيث عرفه إبان دراسته بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأبها.
كان سالم مستاءً يريد الخط الأمامي وجاء الفرج عاجلاً فقد كان هناك اقتحام سيقوم به المجاهدون الأفغان من عدة جهات وسيشارك معهم العرب في الجبهة الأمامية
ولذلك كانوا بحاجة للدعم فأرسل القائد إليهم مجموعة ضمت أحمد وسالم.
في الخط الأمامي تم تقسيمهم لثلاث مجموعات الأولى بقيت بنفس الموقع ومن ضمنهم أبوالبراق وهذا الموقع لقربه من العدو يستخدم الشيوعيون سلاح الهاون وهو من
أدق الأسلحة ويفرق عنها أن القذيفة إذا وصلت إلى المسافة المحددة فإنها تأخذ ما يشبه الزاوية تسعين ثم تسقط مباشرة على الهدف ولا يستخدم العدو هنا طائراته
لقرب المسافة وإمكانية الخطأ.
إلى الخلف يساراً الموقع الثاني ويضم الحبيبين أحمد وسالم وإلى اليمين متأخراً الموقع العربي الثالث وهو يقع تحت مرمى الطائرات.
كان الإعداد الروحي والتهيئة النفسية لهؤلاء الشباب في القمة وقد ظهر ذلك بعد بدء تبادل إطلاق النار فخلال جلوس بعض الشباب تحت شجرة في الموقع الثاني بانتظار
دورهم في إطلاق القذائف تجاه العدو نظراً لوجود مدفع واحد فقط لديهم وكل ما يملكوه أسلحتهم الخفيفة بينما هم كذلك إذ سقطت قذيفة بينهم تناثرت شظاياها ولم يصب
أحد ولكن إحدى الشظايا سقطت بينهم فأخذها أحدهم وهي مشتعلة ورماها على زميله مازحاً ثم بعد لحظات اشتعلت الحشائش التي تحت الشجرة فغادروها وكأن شيئاً لم
يحصل .
بعد أن هدأ القصف دخل المجاهدون الخندق وأراد سالم أن يتوضأ لصلاة الضحى وكان مكشوفاً للعدو فأطلق قذيفة دبابة عليه نظر سالم فلم يرى أحداً فعلم أنه المقصود
ولكنه أصر على إكمال وضوئه رغم الخوف الطبيعي فأطلقوا قذيفة ثانية ثم ثالثة ورابعة وكل واحدة أقرب من السابقة وهنا خرج القائد ليصرخ في سالم بالاختباء
وصادف ذلك هوى في نفسه فأمتثل لأمر قائده وسط دهشة وعتب زملائه.
سالم وهو ينظر إلى الموقع الثالث:يا أحمد انظر إلى الطفلين
أحمد في دهشة: ياااااه كم عمريهما؟؟؟!!!
سالم : بالتأكيد أقل من خمسة عشر سنة
أحمد: هههههههههه
طول الأصغر يقترب من طول الكلاشنكوف الذي يحمله!!!
هنا تحدث القائد: هذان أبناء أحد المجاهدين المصريين يسكن وأسرته في بشاور حيث يدرس ولداه وفي الإجازة يأتي بهما للجبهة.
أحمد : الله أكبر لولا إنني أراهما أمامي ماصدقت
سالم: الإيمان يصنع المعجزات لقد ذكراني بمعاذ ومعوذ الغلامين اللذين قتلا أبا جهل.
في تلك اللحظات أطلقت الطائرات أكثر من قنبلة على موقع الطفلين ولكن سالم وأحمد وغيرهما لم يرى هذا النوع الفظيع من القنابل من قبل فهي عندما تلامس الأرض
تتحول إلى نار كي تحرق الهدف الذي أطلقت عليه.
تساءل الجميع عن هذا النوع الجديد فبادرهم القائد بأسى وحزن هذا النوع يسمى النابالم الحارق وهو من القنابل المحرمة دولياً إلا على المسلمين
هنا مسك أحمد بكتفي سالم يهزه بعنف وهو يبكي هل ما زلت ترى بأن الجهاد فرض كفاية ألا ترى ما يفعلوه بالمسلمين إلى متى يبقى فرض كفاية حتى يقضوا على
الأطفال والنساء؟؟؟!!!!
احتضن سالم أحمد وهو يهدئ من حالته ولم يستغرب فقد عرف من قبل رقة قلب أحمد وغيرته.
كان يقوم بتوجيه قذائف المدفع في الموقع الثاني أحد المجاهدين من قمة جبل يشرف على العدو بحيث يبين للمسئول أين سقوط القذيفة يمين أو يسار الهدف أمامه أم
خلفه وكانت كل القذائف السابقة لم تصب الهدف وعندما قام المسئول بالتصحيح الأخير جاء الدور على سالم والذي كان يدعو الله أن يرزقه الشهادة أو يمكنه من قتل
أحد الأعداء قبل عودته للسعودية.
أطلق سالم القذيفة وبعد لحظات سمع التكبير من جهاز الاتصال من فوق الجبل فقد أصابت الهدف والعدو ينقل الجرحى كاد يطير من الفرح فقد ذكر قول الرسول صلى الله
عليه وسلم ( لا يجتمع كافر وقاتله في النار).
بعد ثلاثة أيام تمكن المجاهدون من التقدم من أكثر من جهة فاستولوا على عدد من المواقع الشيوعية وبذلك انتهت مهمة الفرقة المساندة وعادوا إلى المركز الخلفي عدا
أبو البراق اليمني.
بعد يوم أصيب مجاهدان في الخط الأمامي أحضرا إلى المعسكر الخلفي ومنه إلى مستوصف يبعد كثيراً
بعد يومين في الثانية بعد منتصف الليل رأى سالم سيارة تدخل المعسكر من البوابة الأمامية أثناء حراسته فوق الجبل ولم يهتم كثيراً بالموضوع رغم أنه وقت غير معتاد
لمجيء سيارة وبعد أن أنهى حراسته عاد للنوم فبعد الفجر وكالمعتاد ينتظره يوم حافل وقبل الفجر قام أحد المجاهدين السوريين بإيقاظه قائلاً قتل أبو البراق اليمني وهو
موجود بالخيمة الرئيسية.
لم يكن الأمر مفاجأة لسالم ولا لغيره فالجميع قد تنبأ له بذلك نظراً لصغر سنه وطول صمته وكثرة ذكره لله ولكن كانت المفاجأة الكبرى لسالم والحاضرين تلك الرائحة
الزكية (المسك) التي خرجت من دمه لقد سمعوا بهذه الكرامة وهم الآن يشمونها بأنفسهم .
فرحوا له بهذه الخاتمة الحسنة بإذن الله بقدر ما حزنوا لفراقه أما كيفية استشهاده فقد سقطت بينهم قذيفة هاون فأصيب أحد أصحابه وقتل هو - رحمه الله –
بعد أيام قلائل ودع سالم صديقه أحمد ورفاقه عائداً للسعودية فمازحه أحد المجاهدين بقوله : أنت نحس ففي أي موقع تتواجد لا يستشهد أحد فإذا غادرته سقط شهداء
فقال آخر: بل وجه سعد فما جئنا هنا لنقتل بالمقام الأول بل لننتصر ونرفع الظلم عن المستضعفين وأيده أحمد في ذلك.
اتفق سالم مع أحمد بأن يعود في شهر رمضان حيث تبدأ الإجازة ليذهبا لإحدى الجبهات وعليه أن يلتقيه في بيشاور في أول الشهر.
رد: إرهابي أم ضحية ....( الجزء الثالث )
جميل اخي ما طرحت هنا بارك الله فيك
احترامي
رد: إرهابي أم ضحية ....( الجزء الثالث )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد معافا
جميل اخي ما طرحت هنا بارك الله فيك
احترامي
جزاك الله خيرا
أسعدني مرورك الجميل
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الأول )
رائع جدا نقل حقيقة حياة بهيئة حرف يصور ما حدث بكل تفاصيله
متابع لك ولروعة ما تكتب بكل شوق لقصص الحقيقه وكيف كانت
شكرا لك اخي الكريم ابو سيف الراجحي
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الأول )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بن ثابت
رائع جدا نقل حقيقة حياة بهيئة حرف يصور ما حدث بكل تفاصيله
متابع لك ولروعة ما تكتب بكل شوق لقصص الحقيقه وكيف كانت
شكرا لك اخي الكريم ابو سيف الراجحي
شكرا لمرورك الأروع وإن شاء الله أوفق لكتابة ما يفيد ويسعد
تحياتي
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الأول )
ماشاء الله ابوسيف جميل سردك والله
استمر وربي يوفقك يارب
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الأول )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب الوفا
ماشاء الله ابوسيف جميل سردك والله
استمر وربي يوفقك يارب
شكرا لمرورك وثنائك الجميل
تحياتي
إرهابي أم ضحية....( الجزء الرابع )
( 4-6)
التقى أحمد وسالم في بداية رمضان في بيشاور وتوجها إلى أقرب جبهة وهي جلال أباد كانت من أشد الجبهات ضراوة وأراد سالم أن يقضي هذا الشهر المبارك طلباً
للأجر العظيم فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله عن وجهه النارسبعين خريفاً) رواه الشيخان.
كانت جلال أباد في ذلك الوقت في طقسها الحار كجازان فراق ذلك كثيراً لسالم وفي طريقهما إلى الخط الأمامي مرا بمركز للمجاهدين استشهد فيه أحد السعوديين من
عسير وقد شما منه رائحة المسك وهذه المرة الثانية بعد أبي البراق اليمني وكان هذا الشاب وهو في العشرينات من عمره قد قضى وقتاً طويلاً بالجهاد ثم عاد للسعودية
وتزوج وبعد مضيء ثلاثة أشهر على زواجه لم يطق صبراً عن الجهاد فقد لمس الفرق الشاسع في حياة القلب فعاد لأفغانستان ولم يمكث كثيراً حيث قتل رحمه الله وتقبله
شهيداً.
على مقربة من الخط الأمامي كان المعسكر الرئيسي للاستقبال فأقاما به ثلاثة أيام وكان من ضمن البرامج برامج ثقافية وروحانية ورياضية .
في العصر كان بعض المجاهدين يمارسون كرة القدم وكان الملعب أساساً معد لكرة السلة من قبل العدو لتسلية جنوده قبل أن ينسحبوا وبينما كان أحد العراقيين يتلاعب
بالمدافعين بمهارة عالية (مهارة العراقيين تكاد تكون فطرية أكثر منها مكتسبة) إذ فاجأتهم طائرة وأطلقت ثلاث قذائف فانبطح الجميع وبعد ثواني من تتطاير
الشظايا قام اللاعب لإكمال طريقه وسط ضحك المتابعين .
وصلوا لخط النار الأول حيث يشرف المجاهدون العرب على الأعداء من جهتين .
صعد سالم وأحمد وبعض أصحابهم إلى قمة الجبل حيث يشاهدون الأعداء بالعين المجردة وعندما فطن الأعداء لذلك أطلقوا قذيفة دبابة فتناثرت شظاياها وأصيب سالم
ولكن ليس من شظية القذيفة وإنما من شظية لإحدى الصخور حيث كان الأقرب للقمة من أحمد وعندما أدرك أن إصابته خفيفة ولا تكاد تذكر أراد أن يفعل مقلباً
في صديق العمر فسقط يتألم ووجهه للجهة الأخرى فجاء أحمد فزعاً سالم سالم كيف إصابتك؟؟ وعندما رآه ضاحكاً وأدرك المقلب عاجله بضربة قوية برجله خاصة وأن
أحمد كان قد أخذ تدريباً في الدفاع عن النفس فآلمت الضربة سالم أكثر من ألم الشظية.
حان وقت الإفطار وكم كانت المفاجأة كبيرة أن يكون من ضمنه السنبوسة ولم تدم دهشتهما كثيراً فقد عرفا أن من يقوم بعمل السنبوسة هي إحدى السعوديات المقيمة مع
زوجها في بيشاور التي لا تبعد كثيراً عن جلال أباد.
مضت أيام جميلة كانت هي الأجمل رغم قصرها فقد كانت الشهادة قاب قوسين أو أدنى منهما وكانا حريصين على التزود من الحسنات فمن لا يطيع ربه هنا فأين سيطيعه
ومن لم يترك معصيته هنا فأين سيتركها.
ممن تعرف عليهم سالم في رحلته الأخيرة في الطائرة أحد أبناء الشرقية ويكنى بأبي معاذ وهو ممن يدخل القلب بدون استئذان فحدث سالم بأنه أرسل جواز سفره مع
أحد الشباب لأخذ التأشيرة وقال كنت أدخن فجاءني اتصال منه فقلت في نفسي إن تمت الموافقة كسرت السيجارة وإن لم تتم الموافقة سأكملها فعندما بشرني بالسفر تبت
إلى الله وكسرتها.
أتم أبو معاذ تدريباً سريعاً خلال أسبوعين ثم توجه للجبهة في جلال أباد ليكرمه الله بالقتل في سبيله ففرح له سالم بهذه الخاتمة الجميلة ودعا الله أن يتقبله برحمته
شهيداً.
في نهاية الشهر المبارك كان العرب على موعد مع اقتحام مباشر ضد العدو والاقتحام هو مواجهة الأعداء وجهاً لوجه ونادراً ما يحدث ومعظم القتلى من المسلمين أو
أعدائهم لا يكون عن طريق الاقتحام وإنما عن طريق الروتين اليومي المعتاد وهو قصف من الأعداء بالطائرات والدبابات وغيرها وقصف مضاد من المجاهدين
بأسلحة ثقيلة أهمها وأجداها الهاون.
فرح الجميع بالمشاركة في الاقتحام خاصة سالم فهو بنهاية رمضان سيرجع لبلده طاعة لوالده واقتناعاً بأن الجهاد فرض كفاية (لا يجوز بدون إذن والده) بينما أحمد
ومعظم المجاهدين مقتنعون بأن الجهاد فرض عين ( لايشترط أذن الوالد أو الحاكم).
بلغ الاستعداد الروحي أقصاه للمشاركة رغم ارتفاع معدل الخوف فقد خاف الخوف الطبيعي من هم أفضل وأتقى صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنه لم يمنعهم من
الجهاد في سبيل الله ولم يؤد بهم إلى الفرار بعد أن اعتصموا بالله حق الاعتصام وهؤلاء الشباب في نهاية القرن العشرين يسيرون على نفس الطريق فالإله
واحد والنهاية المرجوة واحدة وهي رضوان الله وجنة عرضها السماوات والأرض والزواج باثنتين وسبعين من الحور العين والشفاعة في سبعين من أقاربهم إلى جانب
يقينهم بأن الشهيد لا يحس من ألم الموت إلا كما يحس الإنسان من ألم القرصة فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم
من مس القرصة ) رواه الترمذي
كان من ضمن العناصر الأساسية التي ستشارك في الاقتحام فرقة المتفجرات حيث يقوم بتدريبهم أحد المصريين وبينما يجري عملية التعليم والتوجيه شاء الله أن يرتكب
خطأ ليتحول مع زملائه إلى أشلاء.
كان الخبر كالصاعقة أحزن الجميع وتأخرت أو ألغيت عملية الاقتحام وهنا تذكر سالم قول أحد المجاهدين سابقاً ( أنت نحس على المجاهدين أينما تكون لا يقتل أحد فإن
غادرت قتل بعضهم) فلقد فاتته وزملاؤه فرصة من أجمل الفرص للاستشهاد في سبيل الله أو قتل أي من الأعداء.
مر الروتين العادي يحملون أرواحهم على أكفهم في كل لحظة حتى دخلت العشر الأخيرة من رمضان .
هناك في ولاية لوجر الواقعة جنوب شرق كابل كان ابن محافظة أحد المسارحة عبده ماس قد أحتل مكانة مميزة في قلوب أصحابه بشجاعته ومرحه فأحبه الجميع.
في إحدى المرات رأى محاولة للتجسس يقوم بها ثلاثة من الأعداء ولعل الوقت لم يكن مناسباً لإخبار القائد أو طلب المدد فعمل بمفرده - متوكلاً على الله – عملية التفاف
وفاجأهم وشل حركتهم فرموا أسلحتهم ورفعوا أيديهم مستسلمين وليفاجئ أصحابه بثلاثة أسرى.
بينما رمضان يقترب من نهايته وقبل غروب شمس أحد أيامه المباركة كان هناك تقدم للشيوعيين باتجاه مركز العرب فتصدى لهم بعض المجاهدين من ضمنهم عبده
ماس وأجبروهم على العودة وأثناء عودة المجاهدين للمركز وتناول الإفطار أطلق الأعداء قذيفة هاون فأصيب عبده ماس اصابة بالقلب لتخرج روحه الطاهرة إلى بارئها
راضية فرحة ولعله أفطر على يد الحور العين – رحمه الله وشفعه في أهله – وقد حزن أحمد كثيرا عندما بلغه الخبر فقد عرف عبده ماس في الجامعة وأحبه لحسن خلقه
وصفاء نفسه.
انتهى رمضان وغادر سالم داعياً ربه أن يتقبل منه ما وفقه له من الخير.
لم يدم الأمر طويلاً فقد دخل المجاهدون الأفغان إلى كابل عام 1992م وانتهى حكم الشيوعيين وانتهت مع دخولهم مهمة المجاهدين العرب وبانتهاء الجهاد رجع الكثير
من الخليجيين إلى دولهم أما من بقي من الخليجيين ومنهم أحمد إلى جانب العرب الآخرين فمنهم من بقي في أفغانستان ومنهم من غادر إلى كشمير أو الشيشان لإكمال
مسيرة الجهاد في سبيل الله.
لم يمضي طويل وقت حتى ظهر جرح نازف جديد في الجسد الإسلامي هناك في أوروبا حينما هاجمت القوات النصرانية من الصرب والكروات مسلمي البوسنة والهرسك
فماذا فعل المجاهدون العرب الذين اكتسبوا الخبرة في أفغانستان وصقلتهم المعارك؟؟!!!
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الأول )
الضحية والإرهابي
و
إرهابي أم ضحية ..
سرد فاق الوصف .. كأنها قصت لي من قبل ..
تميزت يا أبا سيف الراجحي ..
ما أبدعك .. وللبقية عودة ,,
:thumb:
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الأول )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميدوزة الأورليا
الضحية والإرهابي
و
إرهابي أم ضحية ..
سرد فاق الوصف .. كأنها قصت لي من قبل ..
تميزت يا أبا سيف الراجحي ..
ما أبدعك .. وللبقية عودة ,,
:thumb:
كنت أنتظر مرورك من البداية تأخر ولكنه أسعدني كثيرا فمثلك يفتخر الجميع بثنائهم
أو حتى مجرد مرورهم.
تحياتي
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الرابع )
جميل بارك الله فيك
احترامي
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الرابع )
شي يثلج الصدور بتذكيرنا بين لحظه وأخرى باالجهاد اللهم أن تجعلنا في نحور أعدائنا أعداء الإسلام وأعداء بلدنا العزيز الطاهر قبلة المسلمين
لك شكري وتقديري
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الرابع )
بارك الله فيك واكثرمن امثالك
لطرحك المميز ايها الاْخ الكريم
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الرابع )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد معافا
جميل بارك الله فيك
احترامي
وبارك فيك شكرا لمرورك الجميل
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الرابع )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حرامي القلوب
شي يثلج الصدور بتذكيرنا بين لحظه وأخرى باالجهاد اللهم أن تجعلنا في نحور أعدائنا أعداء الإسلام وأعداء بلدنا العزيز الطاهر قبلة المسلمين
لك شكري وتقديري
شكرا لمرورك
تقبل الله دعاءك وبارك فيك أخي الكريم
رد: إرهابي أم ضحية....( الجزء الرابع )
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عندليب الدقي
بارك الله فيك واكثرمن امثالك
لطرحك المميز ايها الاْخ الكريم
آمين وبارك فيك ويعطيك العافية على ثنائك .
تحياتي
إرهابي أم ضحية ....( الجزء الخامس )
( 5 - 6 )
حرب البوسنة والهرسك
بدأت الحرب في البوسنة والهرسك في عام 1992م بتدخل غاشم من القوات الصربية بمساعدة
الكروات ضد مسلمي البوسنة وكانت هذه الحرب الصليبية من أسوأ الحروب أخلاقياً فقد ركز
الصليبيون على إذلال المسلمين بالاغتصاب الجماعي للمسلمات حيث وصل عدد المغتصبات
خمسين ألف مغتصبة كحد أدنى حسب بعض الإحصائيات وقاموا بقطع أرجل البعض ثم تركهم في
الشارع يستغيثون حيث نقلت بعض الكاميرات هذه المشاهد التي ستبقى وصمة عار في جبين
العالم الذي وقف موقف المتفرج .
كانت مواساة المسلمين لإخوانهم بالدموع والمال والدعاء وقد أبدع الدكتور \ عبد الرحمن
العشماوي – شاعر الصحوة الإسلامية – في إبراز الحال البوسنوية بقصيدته الباكية (صرخة مسلمة ) حيث قال:
أطرقتُ حتى ملني الإطراقُ
وبكيتُ حتى احمرَّتِ الأحداقُ
سامرتُ نجم الليل حتى غاب عن
عيني، وهدَّ عزيمتي الإرهاقُ
يأتي الظلام وتنجلي أطرافُه
عنا، وما للنوم فيه مذاقُ
سهر يؤرقني ففي قلبي الأسى
يغلي، وفي أهدابيَ الحُرِّاقُ
سيّان عندي ليلُنا ونهارُنا
فالموج في بحريْهما صفَّاق
قَتلٌ وتشريدٌ وهَتْكُ محارمٍ
فينا، وكأسُ الحادثاتِ دِهاقُ
أنا قصة صاغ الأنينُ حروفَها
ولها من الألم الدَّفين سياقُ
أنا أيها الأحبابُ مسلمةٌ لها
قلبٌ إلى شرعِ الهُدى تَوَّاقُ
دفن الشيوعيون نَبْعَ كرامتي
دهرًا، وطارتُ حولي الأطباقُ
حتى إذا انكشف الغطاءُ غرَّدتْ
آمالنا، وبدا لنا الإشراقُ
وقف الصليبُ على الطريق فلا تسل
عما جناه القتلُ والإحراقُ
وحشيَّةٌ يقف الخيالُ أمامها
متضائلاً، وتمجُّها الأذواقُ
أطفالُنا ناموا على أحلامهم
وعلى لهيبِ القاذفاتِ أفاقوا
يبكون كلَّا، بل بكت أعماقهم
ولقد تجودُ بدمعها الأعماقُ
أطفالنا بِيعُوا وأوربا التي
تَشْري، ففيها راجت الأسواقُ
أين النظامُ العالميُّ أَمَا له
أثرٌ، ألم تَنْعقْ به الأبواقُ
أين السلام العالمي؟ لقد بدا
كَذِبُ السلام وزاغت الأحداق
يا "مجلس الخوف" الذي في ظله
كُسر الأمان وضُيِّع الميثاق
أوَ ما يحركك الذي يجري لنا
أوَ ما يثيرك جرحنا الدَّفاق؟!
يُعفى عن الصرب الذين تجبَّروا
وطغوا، ويُفرد بالعقاب عراق
هذا وربك شر ما سمعت به
أذْنٌ وما كُتبت به الأوراق
سرج العدالة مال فوق حصانها
ولوى العنان إلى الوراء نفاق
كُشف الستار وبان كل مخبَّأ
فإلى متى تتطامن الأعناق
أنا أيها الأحباب مسلمة طوى
أحلامها الأوباش والفُسَّاق
أخذوا صغيري وهو يرفع صوته
"أمي" وفي نظراته إشفاق
ولدي؛ ويصفعني الدعيُّ.. ويكتوي
قلبي.. ويُحكم بابي الإغلاق
ولدي.. وتبلغني بقايا صرخة
مخنوقة.. ويقهقه الأفَّاق
ويجرني وغْدٌّ إلى سردابه
قسرًا، وتُظلِمُ حولي الآفاق
ويئن في صدري العفاف ويشتكي
طهري، وتغمض جفنَها الأخلاق
أنا لا أريد طعامكم وشرابكم
فدمي هنا يا مسلمون يُراق
عرضي يدنس أين شيمتكم؟! أما
فيكم أبيٌّ قلبه خفَّـــاق
أختاه أمتنا التي تدعينها
صارت على درب الخضوع تُساق
أودت بها قومية مشؤومة
وسرى بها نحو الضياع رفاق
إن كنت تنتظرينها فسينتهي
نفق، وتأتي بعده أنفاق
مُدي إلى الرحمن كفَّ تضرع
فلسوف يرفع شأنك الخلاق
لا تيأسي فأمام قدرة ربنا
تتضاءل الأنساب والأعراق
هذه القصيدة نقلت حقيقة ما يجري هناك من انتهاك صارخ لكل المواثيق والصمت العالمي المخزي
لا لشيء سوى أن المعتدى عليهم مسلمون.
لبى الكثير من المجاهدين العرب الذين كانوا في أفغانستان وغيرهم من العرب نداء أخواتهم و إخوتهم في الدين
وسطروا بطولات سيخلدها التأريخ وسأذكر ثلاث حالات فقط كمثال لها.
أولاً: أبو الخلود اليمني
بعد إن سمعت زوجته بما يحدث في البوسنة باعت حليها وأعطت ثمنه لزوجها وقالت إذهب وانصر إخوتك في
البوسنة (ليس هذا من نسج الخيال بل حدث في أرض اليمن التي قدمت الكثير من أبنائها شهداء في أفغانستان)
فذهب برفقة صديق له وعندما كان مع المجاهدين انتخب مع بعضهم للتصدي لهجوم قام به الصرب وعند ذهابهم كان
أحد المجاهدين يقوم بالتصوير فسأل أبا الخلود ما رأيك بالشهادة فقال بروحه المرحة:
( الشهادة يعني موت وأشار بيده إلى نحره) بعد ذهابهم تمكنوا من صد الهجوم الصربي وعند عودتهم سقطت بينهم
قذيفة هاون فأصيب بشظية حيث أشار فمات – رحمه الله ورعى زوجته الطاهرة- وبعد وفاته تم دفنه ولكن بعد ثلاثة
أشهر اكتشفوا أنهم دفنوه لغير القبلة فعادوا وحفروا قبره لإعادة دفنه وكما قال أحدهم: تملكنا الخوف ونحن نحفر
كيف سيكون حاله لا بد وقد تغير وتحلل جسمه ولكن المفاجأة إننا وجدناه كما هو وكأنه نائم.
ثانياً:أبو عبدالله الليبي (إبراهيم علي قرداش)
نشأ في طاعة الله منذ صغره وفي البوسنة كان يمتاز بالتواضع ومحبة إخوانه إلى جانب شجاعته وجرأته.
خاض معارك شتى ضد الكروات وعندما غدر الكروات بالمسلمين فحاصروهم من الجنوب بينما الصرب من الشمال
ظهرت شجاعته للجميع فأعجب به قائده وسرعان ما آلت إليه القيادة.
امتاز بالترصد الدقيق ضد الأعداء حيث ذهب برفقة أحد المجاهدين في إحدى المرات حتى اقترب كثيراً فقال له
صاحبه: لقد اقتربنا كثيراً فابتسم وقال : نعمل ما علينا ونتوكل على الله ثم تمثل بقول
علي – رضي الله عنه –
أيُ يومي من الموت أفر @@ يوم لا يقدر أم يوم قدِر
يوم لا يقدر لا أرهبه @@ ومن المقدور لا ينجو الحذِر
ثم اقترب كثيراً حتى استطاع تسجيل حديثهم بجهاز تسجيل وفي إحدى المرات دخل أحد الصرب على خط الاتصال
للمجاهدين وأخذ يسب المسلمين فقال له أبو عبد الله: حدد موقعك وأمهلني نصف ساعة سأكون عندك فأقفل
الصربي جهازه.
بعد ثمانية أشهر أذاق فيها الأعداء الويلات أصيب بطلقة قناص في رأسه فقتل – رحمه الله – وحزن عليه أصحابه
كثيراً بسبب ثقله وأهميته بينهم.
ثالثاً: مشعل القحطاني ورائحة المسك
قاتل مشعل القحطاني في أفغانستان برفقة أخيه الذي قتل هناك وقد رجع بعد ذلك إلى الأحساء حيث تقيم أمه
واستأذنها للجهاد في البوسنة فرفضت وبعد وفاتها ذهب للبوسنة كان من الحفاظ لكتاب الله ومن طلاب العلم
الشرعي وفي رحلته مع أحد أصدقائه للبوسنة أقاموا في العاصمة الكرواتية في فندق لمدة ثلاثة أي أيام.
كان كث اللحية وسيماً وأنيقاً فأعجبت به كثيراً موظفة الاستقبال فعرضت عليه نفسها فاستعصم بالله ورفض طلبها
وفي اليوم الثالث وأثناء مغادرته قالت له انتصاراً لنفسها: ( لو أردتك لنفسي لأغويتك وعشرة من أمثالك ).
كانت هناك قمة جبل يشرف منها الصرب على المسلمين وأذاقوا المسلمين من خلالها الكثير من الخسائر فقرر
المجاهدون - فيما عرف لاحقاً بعملية (جبل فلاشيج ) الشهيرة – أن يعملوا التفاف من خلف الصرب لقطع الإمدادات
عنهم ومن ثم يتقدم المجاهدون .
قبل العملية بيومين رأى مشعل بأنه قتل اثنين من الصرب ثم جاءته رصاصة وأشار إلى نحره وقص رؤياه على أحد
إخوانه فبشره بالشهادة فقال: وأين أنا من الشهادة لا أستحقها وطلب ألا يخبر أحداً.
بعد مسيرة ثلاثة أيام وصلوا للقمة وكان ذلك في رمضان وقبل الفجر طلب القائد أن يفطروا هذا اليوم ولكن مشعل
استأذنه بالصوم فأذن له وبعد الفجر تقدم مشعل مع اثنين من أصحابه وحاولوا الدخول فخرج الصرب لملاقاتهم فقتل
مشعل اثنين منهم ثم جاءته الطلقة حيث رأى في منامه فقتل بينما سقط صاحباه مصابين فأراد الصرب أخذهما
أسيرين ولم يتمكن المجاهدون من إنقاذهما لسقوطهما بين الصرب فصاح أحد المصابين مستغيثاً يا الله يا الله يا الله
وما هي إلا لحظات حتى نزل ضباب كثيف غطى المكان فتقدم المجاهدون لأخذهما وفر الصرب.
وجدوا مشعلاً مبتسماً ابتسامة عريضة وعندما عادوا بجثته مع المصابين وأرادوا دفنه خرجت منه رائحة المسك
وشهد بذلك كل من دفنه.
بعد انتهاء الحرب عام1995م عاد المجاهدون العرب والتحقوا بتنظيم القاعدة وكان هذا الاسم قد ظهر في 1988م في
أفغانستان بعد طلب الشهيد الدكتور عبد الله عزام من ابن لادن تسجيل بيانات العرب لتزايد أعدادهم وكثرة الإصابات
والقتلى بينهم وبعد اغتيال عبد الله عزام عام 1989م عاد أسامة إلى السعودية واعتزل العمل السياسي.
وفي عام 1990 عاد أسامة للمشهد السياسي مرة أخرى بعد الغزو العراقي للكويت فقد رأى عدم السماح لأمريكا
بالتدخل ووصفهم بالكفار وأنه لا يجوز الاستعانة بهم ومع تشديد السلطات السعودية عليه غادر بأسرته الصغيرة إلى
السودان.
استدعى أسامة الظواهري والذي بدوره اقنع المجاهد العربي اليمني طارق الفضلي الابن الأكبر لآخر سلاطين
اليمن بأن يقيم مركز تدريب للعرب في اليمن.
سرعان ما توافد المئات من مصر والسودان وإيران وكينيا وأوغند للمعسكر وقد أثبت أهميته حيث أرسلت مجموعة
من المجاهدين لمناصرة المجاهدين في الصومال ضد الأمريكيين وكان لهم دور بارز في انسحاب أمريكا أوآخر عام
1993م
في النصف الثاني من 1996غادروا في الجولة الثانية إلى أفغانستان بعد تضييق الخناق عليهم من أمريكا وأنصارها
حيث استقبلتهم حركة طالبان.
رد: إرهابي أم ضحية ....( الجزء الخامس )
قصيدة قوية جدا
واخبار تشرف الشهداء
القحطاني اليس هو خطاب او عبد الله خطاب اللذي قتل في افغانستان فقد شاهدت مقطعا
لخطاب وهو قتيل فقد كان ن اشجع من قاتل في البوسنة والهرسك
اريد ان اتأكد هل هو ام لا
كل الشكر والتقدير