السلام عليكم
عذراً على الانقطاع فهي الاشغال انستنا الافكار ولم تُنسينا الاصحاب
مائدة الطعام جاهزة ولكن الطعام مازال على النار !!!
على رغم ما وصلت اليه تطورات العرب وتوسعهم في التعليم والتطوير والمفاهيم التي تُستقطب من كل قطر ومصر , ألا انهم لا زالوا يستمدون طاقاتهم في تشريح وشرح جزئيات ومداخل ومخارج المفاهيم الغربية , بكل رحابة صدر خاضعين لما يمكن انّ تؤول اليه الامور , ودون اللجوء الى ساعة من التفكير تمسح غشاء الرؤية حتى تتضح لنا الامور مع أنها واضحة تماماً , الا اننا لا زلنا على سابق العهد ولن نرضى بغيره فقد تشربت العروق من ميسيسيبي و ميزوري , حتى وأنّ كنا أصحاب حمى دجلة والفرات ونيلاً تستمد دويلات منه قوتها فقد استسلمنا لإمر الواقع المرير وفي دوامة من المشكلات والأزمات لا نعي كم هي صلتنا بها , تتكالب علينا من كل صوب , ولم يعد في وسعنا التصدي لها ولما ستخلفه من أزمات فنضع أهلا للثقة , من كنا نراه العدو الحقيقي لنا , بعد أنّ الُبست المرأة العجوز القبيحة لباس العروس ليوهموا الناظر لها أنها لازالت في مقتبل العمر , ويختفي خلف ما صاغته يداه ليظفر بمبتغاه أنها السياسة العملاقة التي تُدخل على عقول القوم داءها لتغير تركيبتها , وحتى ترى ما لم يراه غيرها من الخطأ , وإنّ أعلنتها صريحة كانت نهايتك وخيمة بعد أنّ تقضي خلوتك مع أفكارك خلف أسوارها حين من الدهر , فهي لا تريدك سواء دمية تتحرك برغبة غيرك حيث ما يشاء والى أنّ يشاء , وعلى هذا فإن أي فكرة أو رؤية مغايرة لهذه الأفكار هي مرفوضة وغير مقبولة , ما لم يكن هناك تصوراً لفكرة قد تكون مكملة لافكارها تدفع بها الى الامام , إنّ عدم التغيير يجعلنا نعزف على نغمة وتراً واحدا , دون العزف على اوتاراً متعددة اللوان والاشكال , دون الخروج عن الطور الصحيح عن عاداتنا وتقاليدنا , فضلاً عن كون هذا التغيير في ما هو على حسابنا كرامتنا وشرفنا ديننا ومعتقدتنا وهذا ايضاً ما نحّى الافكار نحو القطبية الاحادية أو العرضية الجماعية والسهو عن الوسطية , لماذا اليوم ؟ اهو التقدم غيّر ما لم نستطيع تغييره بما هم ارقى منه , من الطبيعي أنّ ترى في زمن الازدهار والتقدم والتطور التكنولوجي , إنتشار الحداثة الصارخ والثقافات المختلفة في كل مكان وفي بلد يمثل الدين الاسلامي , ولكن من غير الطبيعي أنّ ترى المجتمع الذي يمثل الدين يئن من تحت طائلة التغيير , كما لو كان حدثاً جديداً في تاريخ الامة الاسلامية , التي رسمت جمالياتها في عيون وقلوب ابنائيها , وعززت قدرها , وجعلت نفسها اهلاً للثقة في قلوبهم , بما يليق بها أمة ارتقت بتقاليدها وقيمها على منابر الشرف والفضيلة
إنّ ما تقتضيه حالة الزمان اليوم قليلاً من التأني والتفكير الذي يتمخض عنه أفكاراً تقود بنا إلى عالم العز كما كان سابق العهد الأصلي لنا , وليس المكوث خلف ما ينطلي علينا من الخدع والأكاذيب وليس أيضا الانتظار حتى وصول نبأ رسول من خُول في أمرنا وهذا وقت وحتى يفرغ من سِفارته ذاك وقتاً أخر وبينهما أموراً متشابهات , أنك بوقوفك في وجه التطور والعلة تدفعها نفسك اليها , وهي الخوف من السيطرة على رغباتك بما يتوافق مع تلك التطورات وتلبة لرغبة هي في الاصل تأخذ من كرى العين نونها , يعني بكل بساطة رضخت لها كما هي رغبة أولى في الرجوع الى الواراء إنّ التقدم يعني السير الى الامام وليس الرجوع الى الوراء والمشكلة لا تكمن هنا بقدر ما تكمن في كون الكثير جعل التقدم مقروناً بالتجرد من الدين واصفن المتمسك به بالرجعي المنغلق.
همسه
لا تظن يوماً أننا سنظفر بفرصة النجاة من الغدر إنّ لم نكن متهيئين له بقدرا على الأقل يضمن لك الخلود إلى النوم والاستيقاظ في اليوم الأخر دون أنّ يصيبك وخزت إبرة تخدير إلى الأبد .
ق/ص
