صَرَحَ مصدَرٌ مسؤولٌ في الغابةِ أن مَجموعَةً من الدبابير استطاعتْ أن تَقتَحِمَ مَنزِلَ نَحلُ العَسلِ بشار وأن تُلقيَّ القَبضَ عَليه , وأضافَ المَصدَرَ أن أم بشار قد اختفتْ في ظِلِ ظروفٍ غامِضةٍ قَبلَ هجومِ الدبابير , وعادَ بشارٌ للبُكاء والنواحِ قائلاً : أين أمي ؟ أين أمي ؟ ..
http://www.mexat.com/vb/attachment.p...1&d=1159180212
http://imagecache.te3p.com/imgcache/...27ad9b67d4.jpg
.
.
قَد يَغضَبُ غاضبٌ مِني ويزَمجِرُ قائلاً : كيف تسمَحُ لنَفسِكَ أن تَسخَرَ من قضيةٍ حساسةٍ حَرجِةٍ مؤلمَةٍ بهذه الطَريقة الطفولية الساخرة ؟!!
وكيف رضيتَ أن تَنقُلَ هذه القضية بُكلِ زَخمِها المؤلمِ النازفٍ لتجعلَ مِنها أخباراً لاتَهمُ إلا الأطفالَ فحسب ؟!!!
وأقول للغاضبِ الحانقِ :
حنانيك أيها الكريم وانظرْ ماتقول !!
غَضبتْ عِندَما نقلتُ هذه القضية بُكلِ زَخمِها - كما تفضلت - لخَبَرٍ لايَهمُ إلا الأطفالَ فحسب ولم يَرِفْ لَكَ جِفنٌ أو تَقشَعَرُ لَكَ شَعرَةٌ عَندما نُقِلَ الأطفالُ بِكُلِ مافيهم من براءة وصفاء ونقاء وطفولةٍ وبساطةٍ لعالمِنا المؤلم النازِفِ الدامي المُتفَجِرِ !!!!
http://saudigirl800.googlepages.com/cry.jpg
أيها الكِرامُ
في كَثيرٍ من مُجتَمعاتِ القَهرِ والإرهابِ والاستبدادِ والتَفرَدِ والتسلطِ التي يَنتَفي فيها دورُ الآخرِ ومشاركَتهُ ويستبِدُ كُلُ فَردٍ بمن هو دونهُ ويستعبِده حتى أضحى لُكلِ فَردٍ في هذه المُجتمعات نفسيةُ العَبدِ المُصابِ بداء الخنوع لمن هو أقوى مِنه وفي الوقتِ نَفسهِ .. , هذه النفسية إذا أضفنا إليها مَزيجاً من المهانةِ والخسفِ إذا اقتدرتْ كانت ببشاعةِ ألف نَخاسٍ وطاغيةٍ على من اقتدرتْ عليه ممن هو دونها وأضعَفُ مِنها !!
ومن الطَبيعي في مَجتَمعِ نَفسيةِ العَبيدِ وهَرميةِ الاستبدادِ وفكرِ الوصايةِ والتفردِ أن يأتى ترتيبُ الطفلِ بضعفهِ فى أسفلِ سَلمِ الأولوياتِ كماً ضئيلَ الحجمِ والقدرِ مهملَ القيمةِ والكرامةِ ، وليسَ عِدةَ المُستقبلِ وبذرةِ التطورِ ومحَطَ الأملِ وقبلة الرجاءِ ، فهذا الكائنُ الذى لا يفهمُ ولا يعى ولا يدركُ ، والذى هو فى أسفلِ هَرمِ الاستعبادِ يجبْ أن يؤمرَ ويُنهى ويسيرُ وفِقَ رَغباتِ الأكبرِ سِناً والأعلى قدراً من الاخوةِ والأقرباءِ وغَيرهم ، وعليه دائماً أن يلبى ويخضعَ ، وليسَ لمثلهِ أن يسألَ أو لا يسأل ، ولا أن يُناقِشَ ، ولا أن يُناقَشَ ، وعليهِ التزامُ الصمتِ والطاعةِ ، لا تحترمُ أراؤه الطفولية ، ولا يؤبه لرغباتهِ الصبيانيةِ ، وعليهِ دون مساءلةٍ أو اعتراضٍ أن يكونَ كما نُريد ..!!!
نُقحِمَهُ بعوالِمنا الغاَمِضة المُعتَلةُ المَريضةُ ونَطلبَ مِنِهُ أن يكون أفضلَ وأكملَ !!!
أيها الكِرام
حتى لاأُطيلُ عليكم - حَفِظَكمُ اللهُ – أقولُ :
عالمنا العربي والإسلامي يمرُ هذه الأيام بمجموعَةٍ مُرَكَبةٍ من المُتغيرات والتقلبات والأزمات الطاحنة المُهلكة المُفتتة جعلتْ كَثيراً من الراشدين المُدركين يمرُ بحالةٍ نَفسيةٍ غاية في السوء وقَمةٍ في التأزمِ ..
هذا وهو راشِدٌ يَملكُ التفريقَ والتمييز والحَكمَ على الأمورِ فما بالنا بالأطفالِ الذين لايملكونَ كُل ذلك ؟!!!
ثقافتنا في التربية - في مُعظَمِ أحوالنا - لاتُراعي خصوصية الطَفل ولاتُراعي ضرورة انتقاء مايراه ومالايراه مايسمعهُ ومالايسمَعهُ .. , هو موجودٌ مع الأسرةِ أمام التلفازِ يُتابِعُ نَشرةَ الأخبار بُكلِ تفاصيلها الموجعةِ المؤلمة القاسية .. هو مَعنا يُشاهِدُ التقاريرَ المُصورة عن المجازرِ والانتهاكات التي يتعرَضُ لها البعضُ .. هو مَعنا يحضرُ نقاشِتِنا حولَ كُلِ مايَحدثُ ..!!!!
البَعضُ ممن يملكُ مِنطَقاً أعوجاً يقولُ : دَعهُ يتعَرفُ على خَفايا هذا العالمِ وأسراره ودعه يُشاهِدُ القَتلَ والتَمزيقَ والتَقطيع حتى يقوى قلبه ويثبُتَ جنانهُ وينشأ طِفلاً قوياً مُتماسِكاً ..!!!
ونقولُ لَهُ : أيها الأبُ الفاضلُ ماهَكذا تورَدُ الإبلُ فلكُلِ مَرحَلةٍ عُمريةٍ مايُناسبها ومالايُناسبِها ( وفي هذا تَفصيلٌ كَبير ) ..
أيها الكِرام :
أرجوكم لاتُقحِموا أطفالكَم في سنواتِهم العُمريةَ المُبَكِرةَ في عالمنا البغيض .. أرجوكم ..
أرجوكم لاتتحدثوا أمامهم عما يَحدث , عن القَتلِ , عن الوحشية ... أرجوكم ..
أرجوكم إذا أردتم مُتابَعةِ الأخبار أو التقارير عن بَعضِ مايَحدُثَ في بَعضِ المَناطقَ فافعلوا ذلكَ في منأى عَنهُم .. أرجوكم ..
أما إذا شعَرتمُ أن أطفالكم قد بلغوا سِناً عُمريةً تسمَحُ لهم بأن يستوعِبوا الأمورَ على شَكلِ صحيحٍ أو مُقَربٍ للصحيحٍ فلا مانِعَ من إطلاعَهِم على بَعضِ مايَحدثُ تحت رقابتِكم الكاملةَ وتفسيركم الصحيح والبعيد التفريغِ الساذجِ .. ( تَحديدُ السِنُ العُمريةِ المُناسبِ يَعتَمِدُ اعتماداً كامِلاً على الوالدين وهو يَختلِفُ من طَفلٍ لآخر ) ..
أرجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــوكـــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــم
.
.
***
مايتعَلَقُ في الأطفالِ الذين شاء الله أن يكونوا في قَلبِ الأحداثِ وأن يتعرَضوا وبَشكلٍ مُباشرٍ لكُلِ مايَحدثُ في بُلادنهم ( كتونس - ليبيا - البحرين - اليمن - الصومال - مِصر - العراق - سوريا ... إلخ ) ..
فهناكَ فِكرةٌ لمشروعٍ تطوعي ضَخمِ للغاية سيتولى تَقديم خَدماتٍ نفسيةٍ لهولاء الأطفال بشكلٍ مُختصٍ وعملي ودَقيقٍ وعلمي , وسوف يتولى هذا المشروعُ – بإذن الله – إعادةَ تأهيل هولاء الأطفال ممن مروا بأزَماتٍ نَفسيةٍ حتدةٍ وشودية لفقدهم أسرهم أو أحدٍ مِنها أو تَ‘رَهم أو لمن يمتُ لَهم بصلةٍ للتعذيب أو الاضطهاد ..
لأن هذه الفئة الآن فئةٌ منسيةٌ وللغايةِ وتحتاجُ لتكاتفِ وتوحَدِ جهودِ ذوي الاختصاص لتقديمِ يَدِ العون لهم ..
هذه الجمعية التطوعية - إن وفَقَ اللهُ - سوفَ ترى النورَ قريباً وسوفَ نحتاجُ – بإذن الله – لخدماتِ الجَميع ..
وأنا على يَقينٍ أن أحداً لن يتأخرَ في مَدِ يدِ العونِ ( لن يكون هناك أي التزامٍ مالي بأي شَكلٍ من الأشكالِ على أي عضو من أعضاء الجمعية وسوفَ نَحرِصُ أن نُمرِر هذه الجَمعية عَبرَ وزارة الشؤون الاجتماعية ليكونَ لها كينونة مُعتَمدة , وليس لهذه الجَمعية أي توجه سياسي أو ديني أو طائفي أو مادي بأي شَكلٍ من الأشكال .. )
وسنَعَمَلُ الفريقُ الذي تَحَمسَ للفكرة معي وأنا على أن نُتِمَ في الفَترَةِ القادمة جميع الإجراءات المُتعَلِقةِ بالجَمعية ثم سيتِمُ الإعلانُ عَنها إن نَجحنا في إتمامِ الأمر .. أما إن لم ننجحْ فسيكفينا شَرفُ المُحاولة .. والله يكتُبُ لنا الخَيرَ ويرضنا بِهِ ..
دوزَنةُ عَقل :
الطفلُ ذاك الإنسانُ الصغير النقي الأبيض الشفاف الُمُفعَمُ بالبراءة والحب والصفاء يحتاجُ مِنا أن نكونَ لَهُ
راق لي بقلم الدكتور احمد النجار
