نهاية البداية ولنا في أعمارنا آيه

هل من معتبر ! هل من متأمل إلى هذه الحياة بعين البصيرة ، أعوام تمضي وآجال تـُقضى ، سنة الله في الكون ، بالأمس كنا معاً وهانحن اليوم قد افترقنا ، أين ذهب عنا وما هو مصيرنا نحن، أليس لنا في رحيلهم عنا عبره ، ألم يدق جرس الإنذار عندنا نحن في خطر !!
إذا لم نتعض بغيرنا فغداً سيُتعض بنا، لكل بداية نهاية وها هي نهاية البداية
قف واعتبر من رحيل البشر ............. فاليوم فرح وغدا أحزان كُـثر
لم يمر علينا يوم من الأيام إلا ونسمع عن فلان من الناس قد فارق الحياة ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحمك الله يا أبا محمد لقد كان رجلاً ذو خلق عاليه ، كان لا يؤذي جيرانه ،كان يحب فعل الخير للناس ، ما من عمل فيه أجر إلا وله فيه نصيب ، كان بار بوالديه ،يصوم الاثنين والخميس من كل شهر إذا فاتته الجماعة حس بالندم وانب نفسه على التقصير، يجاهد نفسه على فعل الخير وترك المعاصي ،إذا حضر إلى مجلس تجده قليل الكلام كثير الاستماع إلى الآخرين ، إذا لم يقل خيرا فلا يتكلم ملتزما بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليقل خيرا أو ليصمت ) إذا تكلم أحسن الحديث واستمع له الآخرين ، استمر أبا محمد على هذا الحال شهر ثم عام أصبحت هذه الطباع تلازمه لا يستطيع أن يتخلى عنها، استمرت معه طوال حياته وفجأة سمعنا بوفاته ، رحمك الله يا أبا محمد وأسكنك فسيح جناته.