سأبحث عن وطنٍ آخر ليس فيه استجداءً ولا استسلامًا عند أول محك .
وطن يحفّني بالدفء من أول المكوث فيه ، لا أنْ يرميني على قارعة القلق وأظلّ منتظرًا حنوّه ولمسة دلاله متى أعطى أعطى .
وطن لا يعرف التردد يلقمني الأمان ويلقي في دمي الحب .
وطن يرّحب بي وإن كان في جسدي كل التهابات الكبد الوبائي .
وطن كأمي يزيح كلّ ما ترسّب فيّ بدعاء .
وطن لا يقول عندما يعطي ( هذه منحة ) ، يكرمني بعطفه دون أن يقول ( هذه مكرمة ) .
وطن فطِن عندما ألقي عليه أتعابي يزيح كلّ ما بي .
أمّا أنتِ ..
فلاتنتظري مني أن أعود .
سأبحث عن وطنٍ آخر لأنك لا تغفرين ما كتبه الله عليّ .
احرقي جيدًا كل قصائدي لأنني لن أغفر لك ولو مقدار حرفٍ إذا لم تحرقيها جيدا .
لن أقول ( إلى اللقاء ) لأن بعد الآن ( لا لقاء ) .
