حديث العيون.
نعم هكذا عرفت الحياة .. عندماتُخرس الألسن ، وتُلجم الأفواه وتصبح عاجزة عن البوح ..
تتحدث العين . نعم تتحدث بصوت صارخ يملأ الدنيا ولكن لا يسمعه أحد ..
فذاك الحبيب عندما يقابل حبيبه بعد غياب طويل فلا يستطيع أن يصف شعوره تجاهه
يبقى حديثا لعيون .
وذاك الشيخ الهرم عندما يرى أن الحال غير الحال وان الدنيا غير الدنيا وعندما يرى الناس
منشغلين عنه في الملهيات .. لا يستطيع الكلام
فيبقى حديث العيون
وذلك الطفل اليتيم عندما يتضور جوعا فلا يجد ما يسد رمقه ولا يجد من يشكو له
جوعه ..
يبقى حديث العيون ..
وتلك المرأه التي اوهنها المرض وجعلها طريحه الفراش وايقنت بدنو اجلها فتنظر إلى
اطفالها الصغار من حولها وهم يرقبون حالتها فأن الصمت يعتريها
ويبقى حديث العيون .
وذاك الغريب الذي ابتعد عن وطنه فلا انيس يذهب وحشته ولا جليس ينادمه فأن قلبه
يتقطع ألما .. كيف لا .. وهو من ترك وطنه مجبرا .. فعندما يرى مايذكره بوطنه يجتاحه
الصمت ويتملكه الحنين ..
ويبقى حديث العيون .
هكذا علمتني الحياه أن للعيون حديث وحديث العيون اصدق من حديث اللسان . فالعينان لا تكذب
