الى طفلة كبرتني ...
يا طفلة كبرتني ... لطالما اعتقدت اني عشت الحب ... ليس مع امراة واحدة بل مع اكثر من امراة... كنت افهم الحب على انه كلمات تقال .. ابتسامات بعد قراءة مسجات الحب ... اعتقدت انه يكون الحب كبيرا كلما كثرت المحادثات بين اثنين وكلما كنت الرسائل محملة ومثقلة بكلمات الحب والعشق والغزل
يا طفل كبرتني ...
قولي لي كيف اعيش على الارض من بعد ان اخرجت نفسي بيدي من جنتك .. صرت كشيطان منبوذ من ارض الملائكة ...
يا طفلتي ... اتدرين ما اشعر؟؟
اشعر بالمنفى وانا بوطني ... اشعر بالغياب وسط الحضور ... لم ادري يوما انك وطني .. وانك ارضي ... لقد كنتي حاضري فلماذا جعلتُ من نفسي ماضيك؟؟؟
أشعر بندم قاتل ... سرّي ... لا أجرأ على البوح به حتى بيني وبين نفسي ... حتى اليك لا استطيع ....
يا طفلتي ... اعلم اني في طيات نسيانك ... اعلم اني لم اعد انتمي اليك ...
يا طفلة كبرتني ... اعلم اني لم اعد بطلك .. اعلم اني لم اعد فارسك ..
فقد فقدت بذلتي الحديدية التي صنعتها لي لتقويني كي اواجه وحشية الحياة .. وقد فقدت القناع الحديدي الذي كان يخفي الكثير من خوفي وضعفي ...
قد صنعتي مني رجلا .. بطلا ... وماذا انا الان غير انسان عادي ...؟؟
يا طفلتي .. منذ فقدتك ادركت اني لم اعش الحب .. ماعشته مجرد مشاعر اسأت تفسيرها ..
يا طفلتي علمني حبك ان ما كنت اكنه لكي حب .. وعلمتيني معنى الحب
يا طفلتي تعلمت ان الحب كان في كلماتك الصباحية التي لم تتوقف حتى ذلك اليوم الذي خذلتك فيه ...
تعلمت ان الحب هو محاولاتك باضحاكي خاصة بتلك النكت او اي شيء خاص تبعثيه لتجعليني اضحك وسط زحمة احزاني....
تعلمت ان الحب هو ذلك الصمت وسط وابل من الكلمات الجارحة التي كنت القيها عليكي من غير ذنب بل الحب هو ذلك النسيان بعده وكان شيئا لم يحدث ...
علمتيني كيف ان الحب هو في ذلك الاستماع .. في ذلك التقبل .. في تلك التجاوزات عن النقائص ..
علمتيني كيف ان احب بفضيلة واحدة واعمي عيني عن 100 سيئة ..
علمتيني كيف ان الحب هو ذلك الاحترام والتقدير الذي كنت تكنيه لي ولم أعرف يوما قيمته ...
علمتيني معنى الاحترام .. معنى التقدير ... معنى الانوثة ,, فاحسست بالرجولة ..
يا طفلة كبرتني ... فعلا احببتني فلماذا خسرتك؟؟
هنيئا يا طفلتي لمن اخذك .
هنيئا لذلك الرجل الذي القى ظله عليك ,, فحماك .. واحتواك
الذي عرف كيف يحافظ عليك .... وعرف قدرك يا طفلة كبرتني
كبرتيني الان كفاية لادرك : اني فقدتك .. و اني خسرتك .. وادرك اني فعلا احببتك ...
كبرتيني كفاية لادرك انك انتي فقط من كبرت عقلك واحترمتيني ... وتحملتيني ...
كبرتيني كفاية لادرك اني غرست بك نفس الجروح التي داويتيني منها .... وضيعتك ....
وكبرتيني كفاية لادرك انك لن تاتي ...وكما قال نزار ((علمني حبك كيف يمر العمر ولا تأتي بنت السلطان )) .
كبرتيني كفاية لادرك ان الوصول اليك مستحيل .. واني لم اعد املك اصك التمليك .. واني لم يعد لي الحق حتى بالحنين اليك...
ولاني عرفت ان الحب هو ان تكتفي بواحدة فقط .... فساحاول ان اختار واحدة فقط لعلي التمس القليل من الحب في تلك الوحدانية ...
يا طفلة كبرتني .... كبرت كفاية لادرك أني خسرتك ...
((ماضيك))
((بشرى الجزائرية))
