قصيدة و 3 قصص مذهلة عن (أول السواقات)
- صديقي و حبـيبي : أرجو أن تكون هذه الأبيات العليلة مقدمة حلوة و مشجعة لك لقراءة ما يتلوها من قصص - -
......................................
- (عــــــــودي)-
- قصيدة من شعر التفعيلة -
- رمت الحجاب – على التراب
- و علت خيولا من سراب –
- وترحَلت نحو الغروب ...
- فلحقتها – ناديتها - - - يا مرج زهر العاشقين - -
- قفي رجاءً – كلميني - -
- من تقصدين ؟
- من تقصدين بلمح طرفك ذا الفتون - -
- و بذا التمخطر بالمسير على القلوب - - على العيون - -
- من تقصدين ؟؟
- لم تنزلين بذا الربيع – لتدفنيه في الرمال أيا فتاه - -
- لم تنزلين ؟؟
- لم تنظرين إلى الوراء - - تتلفتين إلى البغاه - -
- لم تنظرين ؟؟
- أضيعتهم ؟!
- أم ضاع قلبك عندهم شر الضياع - -
- و تخطفته بخسة – تلك الكواسر و الضباع - -
- أعشقتهم ؟؟
- أم بل تراك – تراوغيني- كي أغار ؟
- كي أجرب – دون طرفك- كل أسلحة الدمار - -
- كي أنازل كل طرفٍ جامحٍ – يبتغي فحشا و عار - -
- كفِي - - فقد أشعلت بالأحشاء نار –
- كفِي - - فإنك لو طلبت شغاف قلبي - أخذتها - -
- كفِي - - فإنك لو قصدت جيوش حبي – هزمتها - -
- كفي و عودي إلى الديار – كفي و عودي إلى الديار –
- في ذا العراك على الطريق - -
- تنسلُ من ورد الحديقة وردتان -
- و تغيب عن مقل الليالي نجمتان –
- و تذوب في الوجه الجميل الوجنتان –
- في ذا العراك على الطريق - -
- يخبو بقلبينا الأمان - -
- كفِي وعـــــــودي إلى الديار –
- كفِي فإنك تستحقي – تستحقي – تستحقي –
- أن أغار –
...............................
سلسلة قصص ( أول السواقات )
- القصة الأولى -
(Golee thiban)
- ( جولي بنت ذيبان ) -
كان ذيبان هذا شابا غنيا ومن أسرة غنية – ولكنه كان أيضا- وللأسف- تلميذا بليدا وغبيا لأبعد الحدود – ولذلك فعندما تخرج من الثانوية لم يكن مجموعه ولا مستوى ذكائه يؤهلانه لدخول كلية الطب الحكومية والتي كانت أسرته تود أن يلتحق بها حتى تستطيع بعد ذلك أن تفتخر أمام الناس بــ ( الدكتور ذيبان ) ...
ولذا فقد قررت هذه الأسرة أن ترسل ابنها ذيبان لدراسة الطب في أمريكا على حسابها الخاص – وفعلا – ذهب ذيبان إلى أمريكا , وهناك جلس على كرسي الدراسة , وجلست إلى جواره زميلته الأنسة الجميلة – سوزان باركر – وماهي إلا أيام حتى أحبا بعضيهما .
- ذيبان أحب سوزان لأنها فقط كانت جميلة للغاية – مع أنها كانت في نفس الوقت سكيرة ومعربدة وعصبية المزاج .
وسوزان أحبت ذيبان لأنه فقط كان ( Rich man)- رجل غني- و ( Stupid) - مغفل- ..
وتزوج ذيبان بسوزان , ومامرت سنه من عمر زواجهما حتى أنجبت سوزان مولودتها الأولى – جولي - , وأمتدت هذه الحياة لسنوات عديدة كان فيها ذيبان الفنان بالنسبة لسوزان مجرد أسم لصراف آلي , ومع ذلك فقد كان ذيبان سعيد جدا بهذه الحياة , لأن هذا المغفل كان يكفيه فقط أن تقول له الحبيبة سوزي :
- I LOVE YOU - فيصدق المغفل ويطير من الفرح بحب سوزي .
وأنتهت السنوات الست التي كانت مخصصة لدراسة الطب – ومازال ذيبان الفنان يعيد الدراسة في السنة الأولى – فبدأت بعد هذا أسرة ذيبان تقلق على ذيبان وتساورها الشكوك حوله , وبدأ ذيبان يسرد لهم الأكاذيب تلو الأكاذيب عن دراسته للماجستير والدكتوراه وما إلى ذلك -- ولكن في نهاية المطاف علمت الأسرة عبر مصادرها الخاصة بالحقيقة – وعندئذ طالبته بالعودة فورا – ثم أوقفت عنه المصروف الضخم الذي كانت ترسله له , وهنا أضطر ذيبان للرضوخ لطلب الأسرة – ولكن زوجته سوزان رفضت ذلك بكل قوه وقامت تصرخ في وجهه : - are you crazy - هل أنت مجنون؟ - تبغاني أترك بلدي – بلد التطور – وأروح معاك لبلد التخلف -- أترك بلد الحرية وأروح لبلد الكبت والعبودية والرجعية – لا – لا – قول غيرها يا ذيبي ....
فيرد ذيبان : - والله ما أدري إيش أقول لك - ياسوزي - أنت معاك حق في كل إللي قلتيه – لكن من فين تبغينا نعيش ونصرف – وأنا الأن خلاص – ماعاد معي أي شيئ – يا سوزي – الفلوس والقصور والسيارات والحدائق كلها هناك – كلها هناك ياحبيبتي سوزي .
وهنا بدأت سوزان تفكر بالأمر بواقعية أكثر – وبعد فترة من التفكير العميق عادت لتقول لذيبان : - OK –
- خلاص – أنا موافقه أجي معاك – بس لازم أول نسوي - agreement – إتفاق -
فقال ذيبان : - إيش تقصدي ؟
فقالت :- يعني – أنا ممكن إيجي معك لكن بشرط إنك تكتب لي ورقة تقول فيها إنك تضمن لي إني أقدر أتمتع هناك في بلدك بكل الأشياء اللي أنا أقدر أتمتع بها هنا في أمريكا – وبعدين إذا ما قدرت تسوي لي كذا يتم بيننا الطلاق وتعطيني بنتي جولي بالإضافه إلى مبلغ مالي قدرة – 10000000- عشرة مليون دلاور كتعويض , وبعدين تعطيني الورقة هذي عشان أودعها هنا في المحكمة الأمريكية – ها ه – موافق ؟
وهنا يرد ذيبان بكل عزة نفس وقوة وشجاعة : - OK - أوكيه سوزي – أوكيه سوزي -- !
وبالفعل – يوقع ذيبان الإتفاق , ويودع هذا الأتفاق لدى المحكمة الأمريكية – ويرجع ذيبان الفنان إلى بلده ومعه سوزان وجولي , وتضطر أسرة ذيبان أن ترضى بالأمر الواقع فتعفو عنه ثم تسكنه مع أسرته المصونة في أحد قصور العائلة الفارهه – رغم أنه لم يكن حتى قد أخبرهم بقصه زواجه بسوزان – وهنا تبدأ سوزان بالتدلل وإملاء الرغبات على ذيبان وكلما حاول أن يقول لها : - لا , قالت له : -
( Remember the agreement) تذكر الاتفاق يا ذيبي -- , ورفضت سوزان ارتداء الحجاب وبدأت تمارس حياتها الطبيعية – تماما - وكأنها في أمريكا – ولكن مع بعض الحشمة بسبب خوفها من غضب أفراد المجتمع المتمسكين بتعاليم الدين وبالعادات والتقاليد -- , وأصبحت سوزان كذلك تعتبر نفسها رائدة الحرية والانفتاح الأولى في بلد ذيبان الفنان -- , وكبرت جولي التي بدت أكثر انفتاحا وانتفاخا وكبرياء وعنادا من أمها ---
وسئمت جولي من الركوب مع السواق , فأصرت على أبيها ذيبان أن يشتري لها سيارة خاصة – ووافقتها أمها على ذلك وأصدرت أوامرها لذيبان – فلم يرفض ذيبان ذلك – بل كان يرغب هو أيضا في ذلك – لاسيما – وأنه هو أيضا قد أصبح يرى نفسه رائدا من رواد الحرية والانفتاح – ويرى أن قيادة البنت للسيارة أمر طبيعي ومن مسلمات الحرية , ولكنه كان يخاف على ابنته من غضب الشباب الملتزمين بالدين من ناحية , ومن تحرش الشباب الصيع من ناحية أخرى , فتصبح ابنته عندئذ عبارة عن ( صيد سهل ) إما للملتزمين أو للشبان الصيع – وهنا بدأ يحاول أن يقنع جولي بأن هذا أمر صعب – وصعب للغاية في الوقت الحالي , وأنه يجب عليها أن تنتظر حتى يلين هذا المجتمع و ( يسيح )أكثر وأكثر , ويصبح متقبلا لهذا السلوك --- ولكن جولي لم تقتنع بكل هذا الكلام وأصرت على موقفها – فما كان أمام ذيبان إلا أن يوافق ويشتري لها السيارة – وهنا أخذت جولي مفتاح السيارة وبدأت تقز شوارع المدينة كما كانت أمها تقز شوارع أمريكا –
-وأصبحت جولي السواقة الحلوة حديث أهل المدينة – وهنا بدأ الشبان المراهقين في نصب الشباك لجولي – وبالفعل – فما هي إلا أيام حتى جاءت الأخبار بأن جولي بنت ذيبان قد وقعت في قبضة مجموعة من الشبان فأخذوا سيارتها وانتهكوا كرامتها وصوروها بكميرا الجوال ورموها في الشارع وهي في وضع مقزز للغاية ...........
ثم نشروا صورها عبر شبكة الأنترنت – وعلم ذيبان بالخبر فما كان منه إلا أن غضب – أو بالأصح إلا أن مثل أنه قد غضب من جولي وأمها – وأمام ضغط الأسرة والمجتمع يضطر ذيبان إلى تطليق سوزي والتبرؤ منها ومن ابنتها جولي التي جلبت للأسرة العار والشنار – وهنا عادت سوزان وابنتها جولي إلى أرض الوطن – أمريكا – وهناك تقدمت مباشرة إلى المحكمة لرفع قضية التعويض – وماهي إلا بضعة شهور حتى حصلت بالفعل على العشرة مليون دولار – قيمة التعويض الذي كان قد أقره ذيبان على نفسه في الماضي – وانتهت القضية , ولكن لم تمض عدة شهور حتى بدأت نار البعد والشوق لسوزي وجولي تعصف بقلب ذيبان الفنان
- وهنا قرر العودة مجددا إلى أمريكا للبحث عن الحبيبة سوزي وفلذة الكبد جولي -- فسافر بالفعل وبدأ بالبحث –وبالمصادفة لمح سوزي وهي خارجة من أحد المحلات , فطار من الفرح وذهب يجري وراءها : - سوزي – سوزي آي - أنا ذيبان ياسوزي – وهنا تلتفت إليه سوزي باحتقار , وتقول له :-
- Go to hell أذهب للجحيم يا ذيبان – أذهب للجحيم – أنا لم أعد في حاجة إليك – ارجع إلى بلدك المتخلف يا متخلف – من زين ذي ( الكشه ) عليك ( يعني الخشه ) – ثم تركب سيارتها وتفحط في وجه ذيبان الفنان وتنطلق مسرعة – تاركه ذيبان الفنان – رائد الحرية والانفتاح – يندب حظه العاثر على أرصفة شوارع أمريكا 0 ...
.................................................. .......................................
.................................................. .......
رد : قصيدة و 3 قصص مذهلة عن (أول السواقات)
سلسلة قصص (( أول السواقات ))
- القصة الثانية -
(Dr. modhi)
- ( الدكتورة موضي ) –
-- موضي هي البنت الكبرى في أسرة عثمان السند – البسيطة – الطيبة – متوسطة الدخل – والتي تضم إلى جانب موضي – الأم – خديجة – والأخت الصغرى – عفاف – والاخ الاكبر – خالد - ..
وقد كانت العلاقة الأسرية بين أفراد هذه الأسرة قوية إلى درجة أنه كان يضرب بها المثل في كل بيوت الحي – وخاصة تلك العلاقة التي كانت تربط بين الأختين – موضي وعفاف – إذ كانت كل منهما تعتبر الأخرى أختها وصديقتها الأولى في نفس الوقت ..
ومرت الأيام حتى جاء ذلك اليوم الذي تقدم فيه أحد الشباب لخطبة موضي – وكان ذلك الشاب هو الدكتور أنور – وهو شاب وسيم ومن أسرة مشهورة وغنية ومتخرج من جامعة (هارفارد) الأمريكية – أضخم جامعات العالم على الإطلاق – ولهذا فقد كان العرض مغريا جدا لموضي وأسرة موضي – فتمت الموافقة وتم الزواج - وأحبت موضي أنور أشد الحب – أو بالأصح – أنبهرت به أشد الأنبهار – وأصبحت تراه نموذجا لأفضل زوج في العالم - .
وفي الحقيقة أنه لم يكن هناك شيء يعيب الدكتور أنور – إلا – إعجابه الشديد وإنبهاره الواضح بالحضارة الأمريكية الغربية – وإحتقاره الشديد لحضارة العالم العربي والإسلامي .
- وفي هذه الاثناء كانت موضي وكذلك عفاف قد أنهيتا الدراسة الجامعية بتفوق – موضي في مجال اللغة والأدب الإنجليزي – وعفاف في مجال علم الفيزياء - - وعندئذ طلب الدكتور أنور من موضي أن تسافر معه لإكمال دراسة الماجستير والدكتوراه في جامعة هارفارد – هو في مجال طب العيون – وهي في مجال الأدب الإنجليزي – وهنا ترددت موضي قليلا – ولكنها سرعان ما أذعنت لطلب حبيب القلب والعقل الدكتور أنور – ورحلت معه إلى أمريكا ..
وهناك في أمريكا – وبمساعده دكاترة الجامعة والوضع الإجتماعي الأمريكي – بدأ التأثير الفكري والثقافي للدكتور أنور يتغلغل أكثر وأكثر إلى عقل وقلب موضي - - ولهذا فلم تكد أن تنتهي سنوات الدراسة الست في أمريكا حتى أصبحت (الدكتورة موضي السند) أشد تعلقا وأنبهارا بحضارة أمريكا والغرب من زوجها الدكتور أنور .
وأنتهت سنوات الدراسة وحصل كل منهما على شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف – وعاد الزوجان إلى أرض الوطن – وهنا بدأت تصرفات موضي تتغير بشكل واضح – وحتى طريقتها في الكلام بدأت تتغير - وبدأت موضي تلمح لأفراد أسرتها وطالباتها في الجامعة وكل من له علاقة بها بإعتقاداتها الفكرية والثقافية الجديدة – وهنا بدأت تتوتر العلاقة بين موضي وأفراد اسرتها الذين لم يعجبهم هذا الحال – وخاصة أختها وصديقتها القديمة الدكتورة عفاف – التي هي أيضا قد حصلت على الدكتوراه في الفيزياء – وأصبحت تدرس في الجامعة .
وهنا حاول كل افراد الأسرة إقناع موضي بخطأ توجهاتها الجديدة – ودخلت معها عفاف في حوارات طويلة – ولكن دون فائدة - ..
ومع مرور الأيام بدأت الدكتورة موضي تصرح وتدعو بوضوح إلى معتقداتها الفكرية الجديدة عبر مقالات مطوله في الصحافة المحلية – تتحدث فيها عن الحضارة والأدب والحقوق المهضومة في المجتمع – وخاصة حقوق المرأة – وخاصة حقها في نزع الحجاب وقيادة السيارة ومزاولة مختلف أنواع المهن - - .
وهنا بدأت علاقة موضي بأفراد أسرتها تتوتر أكثر وأكثر – وتكاد تصل إلى حد القطيعة التامة – وفي هذه الأثناء لجأت عفاف هي أيضا بدورها إلى الصحافة لمناقضة ومعارضة أفكار وإتجاهات موضي ومن يسير في ركب موضي .
وهنا رأت موضي أن الصحافة لوحدها لم تعد تكفي – فاتجهت إلى الإذاعة والتلفزيون وأصبحت ضيفه شبه دائمة على برامج الفضائيات العربية التي تطل من خلالها وهي سافرة ومتبرجة تماما – وبذلك طبعا تستطيع أن تلمح – ولو بالمنظر – إلى حقوق المرأة التي تريدها-
– - وفي هذه الأثناء اتجهت عفاف هي أيضا إلى الإذاعة والتلفزيون – ولو على نطاق ضيق – لمناقضة أراء موضي ..
وهنا رأت موضي أن كل ما تفعله لم يعد كافيا وان عليها أن تقوم بـ ( خطوة حاسمة) – فقامت بالتنسيق مع مجموعة من زميلاتها وصاحباتها من أصحاب نفس الإتجاه – ثم قام الجميع وفي مقدمتهم الدكتورة موضي بقيادة سياراتهن – سافرات الوجه – عبر شوارع المدينة – في مظاهرة للتعبير عن مطالبهن – وذلك بشكل عملي هذه المرة ...
بيب بيب بيب - - بيب بيب - - بيب بيب بيب - - بيب بيب ...
ولكن لسوء حظهن فقد أنتهت هذه المظاهرة بشكل سريع - - حينما تدخل رجال الأمن فأوقفوا هذه السيارات واعتقلوا موضي وصاحباتها – ثم أطلقوهن بعد ذلك بعدما أخذوا عليهن التعهدات بعدم العودة إلى مثل هذا السلوك ..
وهنا نزل خبر هذه المظاهرة على أسرة موضي كالصاعقة – وتبرأ الجميع منها – وتوجه أخوها خالد مباشرة إلى منزلها ليطالبها مجددا بترك ما هي عليه – ولكنها رفضت – فقام خالد بضربها بالكف – وعندما حاول زوجها الدكتور أنور التدخل أخذ هو أيضا نصيبه من كفوف خالد ....
وهنا زاد هذا الموقف الدكتورة موضي تمسكا بمواقفها وأراءها وأصبحت تعتبر هذه القضية بالنسبة لها قضية حياة أو موت – وعادت بقوة أكبر للدعوة إلى الحرية والديموقراطية وحقوق المرأة – ومحاربة أنصار التخلف والرجعية وعلى رأسهم أختها الدكتورة عفاف ..
وفي هذه الأثناء كانت قصة موضي – داعية حقوق المرأة – وأختها عفاف المعارضة لها – كانت قد أنتشرت على نطاق واسع – مما جعل إحدى كبريات قنوات التلفزة الفضائية العربية تقوم باستغلال هذه القضية وتقوم بدعوة الأختين إلى برنامج حواري مباشر – يتابعه الملايين من المشاهدين ..
فوافقت الدكتورة موضي مباشرة – وترددت الدكتورة عفاف – ثم وافقت ولكن شريطة أن تكون مشاركتها عبر الهاتف فقط – بينما وافقت الدكتورة موضي على الحضور إلى الأستوديو.
- وإليك الآن عزيزي القارئ فقرات مختصرة من هذا الحوار المثير الذي تناقلته فيما بعد مختلف وسائل الإعلام العالمية .
- الأستاذة / إيمان – في مقدمة البرنامج – تقول :
أعزائي المشاهدين – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – وأهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج – أعزائي المشاهدين – في هذه الحلقة سنناقش مع الضيفتين الكريمتين مجموعة من القضايا التي تشغل الرأي العام في الوقت الراهن – وفي مقدمتها قضايا الديموقراطية والحرية وحقوق المرأة – وإن كنا سنركز بشكل أكبر على قضية حقوق المرأة خاصة في مسألتي الحجاب وقيادة السيارة ..
وضيفتانا في هذه الحلقة – أعزائي المشاهدين – وهنا ربما تكمن نقطة المفارقة والإثارة – هما الأختان – الدكتورة موضي السند – والدكتورة عفاف السند – إذ أنهما رغم كونهما أختان إلا أن لكل منهما رأي مخالف ومعاكس تماما لرأي الأخرى فيما يخص مواضيع هذه الحلقة .
وبداية – نرحب بالضيفتين – الدكتورة موضي هنا في الاستوديو- أهلا وسهلا دكتورة موضي .
- الدكتورة موضي : أهلا وسهلا
والدكتورة عفاف عبر الهاتف – أهلا وسهلا دكتورة عفاف ..
- الدكتورة عفاف : أهلا وسهلا .
- المذيعة : أريد في البداية أن أسألكما سؤالا مشتركا – وربما يكون بعيدا قليلا عن موضوع الحلقة – هل هذا الخلاف الحاصل بينكما هو مجرد خلاف حول وجهات النظر فقط – أم هو يذهب أبعد من ذلك ؟ وماهي حقيقة مشاعركما الآن تجاه بعضكما البعض ؟
تفضلي دكتورة موضي بالإجابة أولا ..
- الدكتورة موضي : أنا بصراحة ما أقدر أجاوبك على هذا السؤال - - وأفضل إننا نروح مباشرة للمواضيع الأساسية في الحلقة ..
- المذيعة : تفضلي دكتورة عفاف .
- الدكتورة عفاف : أنا بصراحة – أشكرك على طرح هذا السؤال – لأني بالفعل كنت أحب إني أقول من البداية إني اسفة جدا إني أكون اليوم في هذا الموقف أمام أختي الكبيرة إللي كانت زمان أختي وحبيبتي وصديقة عمري وكل حاجة في حياتي ( وهنا تبكي الدكتورة عفاف قليلا ثم تواصل ) ولكنني أظن أنه عندما يتعلق الموضوع بالمبادئ والقيم والدين والأخلاق فأعتقد أن هذه الأمور هي أهم عندي من أي شيء أخر في هذه الحياة .
- المذيعة : حسنا – دكتورة موضي – أنت الآن تطالبين بالحرية والديموقراطية وإعطاء المرأة حقوقها في ممارسة مختلف انواع المهن وخلع الحجاب وقيادة السيارة في مجتمع – لنقل أن معظمه إن لم يكن كله – يعارض هذه التوجهات وتتحملين من أجل ذلك عداوة أقرب المقربين إليك – فلماذا كل هذا ؟ وهل تعتقدين أنك ستنجحين في نهاية المطاف ؟
- الدكتورة موضي : المسألة يا عزيزتي هي فعلا مثل ما قالت الدكتورة عفاف – مسألة
( principles and ethics) – مبادئ واخلاق – فمبادئي وأخلاقي لا تسمح لي أن أرى الظلم وأسكت عنه – والمرأة في مجتمعنا هي بطبيعتها كائن ضعيف – فكيف نسمح لأنفسنا أن نزيد هذا الكائن الضعيف ضعفا على ضعفه عبر تشريعات قديمة ومتخلفة أكل الدهر عليها وشرب - - يا عزيزتي - إن الدين الإسلامي الذي يدعون هم أنهم يتمسكون بتعاليمه – ويحرمون على المرأة كل شيء بأسم تعاليمه – هو دين سماحة وحب وحرية – وهناك قاعدة أساسية في هذا الدين تقول : إن الضرورات تبيح المحضورات – وكل ما نطالب به نحن يندرج تحت هذا الإطار – ولا يعارض تعاليم الدين بأي شكل من الأشكال – فالحرية يا عزيزتي ضرورة – والديموقراطية ضرورة – ونزول المرأة للعمل – مع اختلاطها بالرجال – ضرورة – وخلع حجابها ضرورة – وقيادتها للسيارة أيضا ضرورة – خاصة وأنه في كثير من العائلات لا يوجد بها رجال يقومون بهذه المهمة لقضاء أغراض وحاجيات الأهل .
وأما فيما يخص سؤالك الثاني – هل سأنجح أم لا – فإني أقول لك - بالتأكيد سأنجح – وخاصة إذا ساندتنا في ذلك جهود المسؤولين الطيبين في هذا البلد –.........
- المذيعة : إذن – دكتورة عفاف – ماذا تقولين أنت - وأختك هنا – كما سمعت – تقول أن كل ما تطالب به هو من باب الضروريات – وبغض النظر عن ذلك – فالعالم كله من حولكم يا دكتورة عفاف يسمح بهذه الأشياء التي ترفضونها أنتم – فلماذا تصرون أنتم – أو أنت بالتحديد على هذا الرفض والسير بالتالي ضد التيار ؟
- الدكتورة عفاف : حسنا – يا أستاذه إيمان – أولا – نحن ندين بدين الله وليس بدين العالم – وقد أوجدنا الله هنا لنقود هذا العالم لا لنسير خلفه – وثانيا – أنت بسؤالك هذا كأنك تقولين لي : لماذا لا تسيرين مع الخيل يا شقرا – أو - لماذا لا تكونين يا عفاف ( إمعه) وتسيرين مع الناس حتى ولو كانوا يتجهون بك إلى جحور الضبان أو إلى قعر جهنم !!!
يا أستاذه إيمان – سلوك الأكثرية لا يعني دائما أنه هو السلوك الصحيح , بل قد يكون سلوك الفرد الواحد أو الدولة الواحدة هو السلوك الصحيح ..
وأما فيما يخص مسألة الضروريات التي تحدثت عنها الدكتورة موضي فإني أقول لها : أولا يا دكتورة موضي – ما أنزل الله من بلاء أو مرض إلا وأنزل معه دواء له – علمه من علمه – وجهله من جهله – وإذا كنا قد جهلنا هذا الدواء – أو بالأصح – لم نتعب أنفسنا بالبحث عنه – فلا يجب علينا أن نعالج البلاء ببلاء آخر أكبر منه – ثم نكذب على انفسنا وندعي أن هذا من باب الضرورة - - فالنظام الديموقراطي الحزبي – مثلا يا دكتورة – ليس بضروري لنا ونحن نستطيع تطوير نظام الشورى .
والاختلاط بالرجال عند ممارسة العمل هو أيضا ليس بضروري لنا ونحن نستطيع بناء مجمعات نسائية خاصة لمختلف أنواع المهن بما فيها حتى الفن والتمثيل – بل إننا في أمس الحاجة اليوم إلى هذه المجمعات وخاصة في المجال الطبي الذي له علاقة مباشرة – كما تعلمين – بسلامة جسد المرأة وبالتالي بسلامة عفافها وشرفها ...
وكذلك قيادة المرأة للسيارة هو أيضا ليس بالأمر الضروري يا دكتورة موضي ونحن نستطيع توظيف مجموعة من الرجال الأمناء العاطلين عن العمل – مع زوجاتهم – في كل حي وقرية لاداء هذه المهمة وخدمة العائلات المحتاجه للسيارة التي تكلمت عنها – في أي وقت وعلى مدار الــ 24 ساعة – وبذلك نحل المشكلتين ونخدم الطرفين دون الاضطرار إلى المغامرة بالأشياء الثمينة من أجل الأشياء الرخيصة .
وبعد كل هذا – إذا كنت ما زلت تعتقدين يادكتورة أن كل ما تطالبين به هو من باب الضرورة فعليك أن تدركي يا دكتورة أن حق المرأة في الحفاظ على شرفها وكرامتها هو أيضا ضرورة – وهو ضرورة أكبر من الضرورات التي تطالبين أنت بها .
- هذا أولا – وأما ثانيا – فإن كل أو معظم الأمور التي تطالبين أنت بها يا دكتورة هي أمور محرمة بموجب آيات قرآنية وأحاديث نبوية واضحة كعين الشمس – وبالتالي فإنه يا دكتورة لا يجوز لأحد منا إلغاء القرآن والسنة وبالتالي كل الدين من أجل هذه الضروريات التي يتوهم هو – مجرد وهم – أنها ضروريات – او بالأصح – يتمنى – أن تكون ضروريات ...
وأما فيما يخص المسؤولين الطيبين – الذين قلت أنهم سيساندونك – فإنني أريد أن أأكد لك أنه لا يوجد هناك – في كل هذا العالم - مسؤول طيب وعاقل ويمثل شعبه أمام العالم ثم يرضى على نفسه وعلى كرامته أن يقف مع حفنة من أصحاب العقول المعلبة المستوردة ضد شعبه – ويفرض على هذا الشعب ما لا يرضاه من أجل عيون الأجانب العسلية ...
- المذيعة : شكرا – شكرا دكتورة عفاف - - دكتورة موضي من المؤكد أنك تريدين الرد على ما قالته الدكتورة عفاف – ولكني قبل ذلك أستأذنك وأستأذن الدكتورة عفاف في أخذ هذه المداخلة من الأستاذ / عثمان السند – ( والد الضيفتين ) – أهلا وسهلا أستاذ عثمان - -
- الوالد عثمان : السلام عليكم ورحمة الله ..
- المذيعة : وعليكم السلام ورحمة الله ...
- الوالد عثمان : في الحقيقة – ليس عندي أي إضافة أو تعليق على ما قد قيل في هذا الحوار – عندي فقط تصحيح بسيط لك ولكل المشاهدين الذين يتابعون هذا البرنامج الان – ألا وهو – أن هذه السيدة التي تجلس إلى جوارك الآن تدعي منذ بداية الحلقة أنها ابنة عثمان السند – وعثمان السند هاهو الآن يكلمك بنفسه ويقول لك إن هذه السيدة ليست إبنته – أنا كانت – في الماضي – عندي إبنة إسمها موضي ولكنها قد ماتت منذ سنوات عديدة – فأرجو أن تكون هذه المعلومة قد وصلت إليكم بوضوح – وشكرا جزيلا لكم على إتاحة الفرصة ...
- المذيعة : شكرا لك يا أستاذ عثمان – شكرا لك - - الدكتورة موضي – ماذا تقولين فيما سمعت ؟
( وهنا يبدو الإرتباك واضحا على ملامح وجه موضي - ولكنها تحاول تدارك الأمر )ثم تجيب : نعم – نعم – هذا الشخص بالفعل هو ليس والدي والمسألة كلها تبدو لي مجرد تشابه أسماء – وهذا ما هو صوت الوالد ...
- المذيعة : ولكن كيف يكون والد الدكتورة عفاف ولا يكون والدك ؟
- الدكتورة موضي : برضه – ماهو أبو الدكتورة عفاف ...
( وهنا تتدخل الدكتورة عفاف) فتقول : لا يا دكتورة – هذا أبويه – وأنا عارفه صوته كويس ..
( وهنا ترد موضي بإنفعال ) : خلاص يا ستي – أبوك أبوك – مين ما كان يكون – مش هذا موضوعنا ...
- وهنا تتدخل المذيعة لتهدئة الوضع : عفوا – عفوا – عفوا دكتورة موضي – عفوا دكتورة عفاف – لدينا فاصل إعلاني – ونعود بعد الفاصل ....
- - - وبعد الفاصل يستمر الحوار الذي كانت فيه الغلبة في معظم الوقت للدكتورة عفاف – التي كانت هي الأقدر – غالبا - على إقناع المشاهدين بوجهة نظرها ....
- - وانتهى البرنامج – وشعرت الدكتورة موضي أنها قد أذلت وهزمت في هذه الموقعة – ولكن زوجها الدكتور أنور بالإضافة إلى الزملاء والأصحاب المقربين إليها شرعوا في تهدئتها ومحاولة إقناعها بأنها هي أيضا كانت بارزة – وان نتيجة الحوار كانت هي التعادل - - ولكن الدكتورة موضي بقيت تشعر بالكثير من المرارة لدرجة أنها عادت لتتمنى أنها لم تكن قد وافقت على إجراء ذلك الحوار ..
ولكنها أيضا – رغم هذه الهزيمة – لم تتراجع وأستمرت بقوة في طريق دعوتها – وكذلك أيضا أستمرت الدكتورة عفاف بقوة في طريق دعوتها ...
ومرت الأيام – والأحوال تسير على ما هي عليه دون تغيير واضح أو تطورات جديدة في الاحداث – حتى جاء ذلك المساء الذي توجهت في الدكتورة موضي برفقة زوجها الدكتور أنور إلى إحدى الصالات لإلقاء محاضرة جديدة عن حقوق المرأة – وجرت الأمور ليلتها على مايرام – وأنهت الدكتورة محاضرتها بشكل طبيعي – ثم أستقلت السيارة مع زوجها عائدة إلى البيت - - ولكن - وبينما كانت حينها تتحدث مع زوجها عن موضوع المحاضرة وعن ردود الأفعال المتوقعة حولها – إذ بأحد الإطارات الأمامية للسيارة ينفجر فتفقد السيارة توازنها وتنقلب عدة مرات ثم تستقر رأسا على عقب – في حادث مروع أدى إلى وفاة الدكتور أنور على الفور – وإصابة الدكتورة موضي بكسر في العمود الفقري أدى بالتالي إلى إصابتها بشلل نصفي في الأطراف السفلية بالإضافة إلى بعض الجروح والتشوهات في الوجه والذراعين ...
- - ونامت الدكتورة موضي على السرير الأبيض يعصرها الألم على ما حل بها وبزوجها - - وعقب هذا الحادث الأليم كان هناك – في البداية – تواصل وزيارات مستمرة من قبل زميلات وزملاء الدكتورة - - ولكن ما هي إلا أيام ثم توقفت هذه الزيارات وأنشغل كل منهم بنفسه وبأموره الخاصة - - لتبقى الدكتورة موضي وحيدة في غرفتها معظم الوقت – الأمر الذي جعلها تشعر بالمزيد من الألم وبالكثير من الضيق والوحشة التي لا تطاق ...
وظل الحال هكذا لعدة أسابيع حتى جاء ذلك اليوم وطرق أحدهم الباب – فردت موضي : مين ؟
- ففتح الباب ودخلت تلك السيدة المحجبة – ثم كشفت عن وجهها وإذا بها السيدة خديجة – أم موضي - - وهنا عانقت الأم أبنتها بكل عطف وحنان – وأمتزجت دموع الأم بدموع البنت ..
- وظلت السيدة خديجة إلى جوار أبنتها موضي ورفضت العودة إلى المنزل – رغم عدم موافقة السيد عثمان السند – زوجها ووالد ابنتها – على تصرفها هذا منذ البداية - -
ولكن بعد هذا – ومع مرور الوقت – بدأ بقية أفراد الأسرة يلينون أكثر وأكثر – ومن ثم بدأ الجميع بالتوجه لزيارة موضي واحدا تلو الآخر – فحضرت في البداية عفاف – ثم ما لبث أن تبعها خالد – وأخيرا حضر الوالد عثمان السند بنفسه لزيارة موضي ...
- - وألتفت الأسرة من جديد حول موضي - - وهنا بدأت موضي تفكر بحقيقة وواقعية مواقفها السابقة تجاه أسرتها ومجتمعها – وبحقيقة وواقعية تلك الأسباب التي جعلتها تقف تلك المواقف ضد أغلى الناس – وبدأت تسأل نفسها :- أنا ليش سويت كذا ؟ أنا ليش وصلت لهذا الحال ؟ وين صاحباتي وزميلاتي ؟ ليه خلوني وراحوا ؟؟؟
- ثم بدأت تجيب نفسها بنفسها : ما فيه غير جواب واحد لكل هاذي الأسئلة – طريقة تفكيري المادي البحت هي سبب كل مشاكلي وأخطائي اللي وقعت فيها - - الإنسان منا ماهو مادة وبس – الإنسان ما هو جسد وبس – الإنسان ما هو عقل وبس - الإنسان قلب وروح قبل كل شي ...
- وهنا تقرر موضي تعديل المسار بدرجة 180 - وتقرر السير جنبا إلى جنب إلى جوار أختها وصديقة عمرها الدكتورة عفاف على نفس الطريق ....
- وعادت الدكتورة موضي إلى منزل الأسرة القديم – بعد إتمام فترة العلاج – ومن هناك بدأت تحاول مراسلة تلك الصحف التي كانت تنشر بها مقالاتها في السابق – ولكنها بالطبع رفضت نشر مقالات موضي الجديدة التي تعاكس وتخالف سياسات واستراتيجيات تلك الصحف – مما جعلها تضطر للنشر عبر نفس تلك الصحف التي تنشر بها عفاف مقالاتها –..
- - المشهد الأخير - -
عفاف تدفع موضي بالعربية ( الكرسي المتحرك ) في حديقة المنزل – ثم تقول لها : تدري يا موضي ايش حصل اليوم ؟
- فترد موضي : لا والله ما أدري – ايش حصل ؟
- عفاف : وحدة من الجرايد إياها اللي كنت بتكتبي فيها – بتقول إنه الحادث اللي حصل لك – ماكان حادث عادي وطبيعي -
فترد موضي بإستغراب : يعني ايش ؟
- عفاف : بتقول إنه كان - محاولة إغتيال – وعشان كذا تخلت الدكتورة موضي عن أفكارها ومشاريعها التقدمية الحضارية لأنها صارت تخاف من محاولة إغتيال ثانيه!! ...
- وهنا تضحك موضي بقوة – ثم تقول : الله يا عفاف – الله – يا زين هالقصة – بصراحة – قصة مرة حلوه – بس إنت عارفه ايش ناقصها ؟
- عفاف : ايش ناقصها ؟
- موضي : ناقصها بس إنهم يقولوا إن الدكتورة عفاف هي زعيمة خلية إرهابية نايمه !!!
- وهنا تضحك عفاف بقوة ثم تقول : يا شيخه أسكتي – حرام عليك – إحنا مالنا ومال الإرهابيين – الله يكفينا شرهم – قولي آمين ...
- وهنا تقول موضي وهي تبتسم : آمين – آمين – آمين ..
- ثم تستمر عفاف في دفع موضي بالعربية إلى الأمام ...
- ( ثم يسدل الستار) .....
.................................................. ...........................
.................................................. ...........................
- فكره صغيرة : -
- أظن أنه بالإمكان تمثيل معظم مشاهد هذه القصة على خشبة المسرح النسائي- ...
...........
رد : قصيدة و 3 قصص مذهلة عن (أول السواقات)
[align=center]سلسلة قصص (( أول السواقات ))
- القصة الثالثة -
(the princess - enar)
- ( الأميرة إينار ) -
- الأميرة إينار هي أجمل و أذكى فتيات الكوكب الفضي ( كوكب أورانوس) - الكوكب السابع من حيث البعد عن الشمس في المجموعة الشمسية - - -
- وهي كذلك ابنة الملك جازين عوساف – ملك أورانوس- - ولم تكن إينار فتاة جميلة و ذكية فقط – بل كانت أيضا – قبل كل ذلك- فتاة ذات أخلاق عالية و امرأة ذات رسالة عظيمة في الحياة – وهي العمل على نشر قيم الخير و العدل و السلام و محاربة كل أشكال الظلم و القهر
والفساد - -
و لهذا كله أصبحت الأميرة إينار محبوبة الملايين من أبناء شعب أورانوس- ولهذا أيضا أصبحت- كزوجة- أمل و حلم كل فرسان و قادة الكوكب – ولكنها كانت ترفضهم الواحد تلو الآخر – حتى تقدم إليها أشجع هؤلاء القادة و الفرسان و أكثرهم أدبا و حكمة و دهاء- وهو الأمير(سيومار)- وهنا يأتي إليها أبوها الملك ليعرض عليها طلب الأمير - و ليبدأ الحوار..
- الملك : أظنك قد علمت يا ابنتي الحبيبة إينار أنه قد تقدم إلينا هذا المساء الأمير سيومار طالبا الزواج منك- وأظنه هو يا إينار من كنت تنتظرينه - - فماذا تقولين ؟
- إينار: نعم يا أبي- نعم – هوحقا من كنت أنتظره- ولكن أين تراه سيسكنني يا أبي ؟
- الملك: أظنه سيسكنك في سويداء قلبه يا ابنتي - -
- إينار: لا – لا يا أبي – أنا لا أقصد هذا- بل أقصد المنزل الحقيقي الذي سأعيش فيه معه - -
- الملك: وهل هذه مشكلة يا ابنتي ؟!- سيسكنك حيثما تريدين على ظهر هذا الكوكب - -
- إينار: ولكني يا أبتي لا أريد أن أسكن على ظهر هذا الكوكب !!
- الملك باستغراب شديد: ماذا ؟ ماذا قلت ؟!
- إينار: كما سمعت يا والدي – لا أريد أن أسكن على ظهر هذا الكوكب- -
- الملك بسخرية: وأين تريدين أن تسكني؟..على بطنه مثلا ؟!!
- إينار: لا ولا على بطنه يا والدي- بل على ظهر كوكب الأرض....
- الملك: ماذا؟.... الأرض؟!!
- إينار: نعم..الأرض يا والدي...أنت تعرف كوكب الأرض ..أليس كذلك ؟
- الملك: نعم أعرفه.....
- إينار: وتعرف إن هذا الكوكب الجميل الذي يبدو لنا من هنا كزهرة في سماء الكون – يرزح منذ أمد تحت وطأة الظلم والقهر والفساد وتحالفات الأقوياء على الضعفاء- -؟
- الملك: نعم أعرف هذا أيضاً-
- إينار: وتعرف أيضاً أنه بمقدورنا أن نوقف كل تلك المهازل ؟
- الملك : أما هذه فلا- لا يا إينار – لا أعرف كيف نوقف تلك المهازل –
- إينار : لا تعرف ؟!! كيف لا تعرف يا والدي – وأنت تعلم أننا أكثر تقدماً وقوة من كل دول الأرض – وأن أقوى أسلحتهم النووية و الكيميائية لا يمكنها التأثير في أجسادنا أو مصنوعاتنا أومبانينا –
- الملك : نعم يا إينار ولكنني أظنكِ أكثر حكمة وعقلاً من أن تفكري بالغزو العسكري للأرض—
- إينار : وأنا عند حسن ظنك بي – أنا فعلاً لا أفكر إطلاقاً بالغزو العسكري………..
- الملك : وبماذا تفكرين إذن ؟!!
- إينار : أفكر بالغزو الفكري يا أبي …
-الملك : الغزو الفكري ؟!! هل لك أن توضحي لي أكثر هذه الفكرة يا أبنتي ؟
- إينار : نعم سأوضح لك أكثر – أسمع يا والدي : أنا أعلم تماما أننا إذا قاتلناهم فمن المؤكد أننا سنحتل أرضهم ولكننا عند ذلك سنكون قد خسرنا قلوبهم – ولكننا إذا ذهبنا هناك
واستطعنا أن نقيم دوله عصرية متطورة تحكمها قوانين العدل الحقيقي والمساواة الحقيقية والحرية الحقيقية في ظل القوة العظمى التي لا تستخدم إلا ضد المعتدين والظالمين – عندئذ سنكون قد صنعنا لهم أنموذجا رائعاً تسعى كل أمم الأرض لتقليده والسير على منواله … وعندئذ سنكون قد حررنا القلوب والعقول قبل أن نكون قد حررنا الأراضي ---
- الملك: يا لك من داهية يا إينار- فعلا – فكرة رائعة جدا- ولكنني أظن أيضا أنها ربما تكون كذلك فكرة خيالية جدا- - إذ كيف تعتقدين أن سكان الأرض سيقبلون التعايش معنا و نحن من كوكب آخر و جنس آخر؟- وقبل هذا- أين هو ذلك المكان الذي نستطيع أن نقيم عليه تلك الدولة ؟؟؟
- إينار: لا يا أبي – إنها ليست فكرة خيالية على الإطلاق بل هي واقعية و واقعية جدا - - أنا معك أننا من كوكب آخر و جنس آخر- ولكننا و كما تعلم نكاد نشابه سكان الأرض تماما في أشكالنا و لغات كلامنا و حتى في طريقة و ظروف حياتنا- إلى درجة أنني أجزم أنه لا يستطيع أي إنسان من كوكب الأرض- إذا قابل أحدنا- أن يكتشف أنه من كوكب آخر إلا بعد فترة غير قصيرة من الزمن- - كما أن لدينا القدرة الحيوية على التكيف مع كل مناخات الأرض – و أما فيما يخص المكان الذي سنقيم عليه الدولة- فهناك- وكما تعلم أيضا- على كوكب الأرض مكانان خاليان تماما و شاسعا المساحة ولا يملكهما أي شعب من شعوب الأرض و يشبهان إلى حد بعيد طبيعة كوكبنا هذا الباردة نتيجة بعده عن الشمس- - ألا وهما القطبان المتجمدان في شمال و جنوب الأرض- - ولذا فبإمكاننا أن نقيم هذه الدولة على أرض أيٍ من هذين القطبين........
- الملك: حسنا إذن يا إينار- أنا موافق- و أظن أن الأمير سيومار أيضا سيوافق- و لكن الأمر- كما تعلمين- سيحتاج أيضا إلى موافقة أغلبية الثلثين من أعضاء (مجلس الشعب) فهو وحده هذا المجلس صاحب القرار الأول و الأخير في كل الأمور الهامة التي تمس حياة الأمة و مستقبلها---
- إينار: لا بأس في هذا- لا بأس- فلتعرض الفكرة إذن على الأمير و مجلس الشعب.....
- الملك: سأفعل ذلك أيتها الغالية – وبأسرع وقت ممكن- فكوني مطمئنة......
..............................
- وهنا يمضي الملك بالفعل قدما ليعرض الفكرة على الأمير سيومار ثم مجلس الشعب – فيوافق الأمير سيومار بحماس كبير- ثم يوافق كذلك مجلس الشعب بالأغلبية—
- وهنا يتم زواج الأمير سيومار بالأميرة إينار- - ثم تمضي الإعدادات قدما لتنفيذ الفكرة
و السفر إلى كوكب الأرض ......
- وما هي إلا بضعة أسابيع حتى انتهت الإعدادات بنجاح تام لتحط أولى المركبات الفضائية الأورانوسية – الضخمة جدا- على سطح القطب المتجمد الشمالي حاملة معها العلماء و المهندسين و العمال و المواد الأساسية للبناء—و ذلك للقيام بتمهيد الأرض و بناء المدينة العاصمة ( سولاف) – استعدادا لاستقبال الأمير سيومار و زوجته الأميرة إينار و أخوها الأمير سينارين- بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الجنود و الأهالي الذين تم اختيارهم بدقة متناهية من بين الملايين من أبناء الشعب الأورانوسي- لتمثيل هذا الشعب خير تمثيل على وجه كوكب الأرض ....
- و تسير الأمور على خير ما يرام – وتستقبل الأرض بالفعل ضيوفها الجدد- وهنا يقوم الأمير سيومار في البداية باستكمال بناء مرافق البنية التحتية للدولة الجديدة التي سميت باسم الكوكب الأم – ( دولة أورانوس)- - -
و للقارئ العزيز هنا أن يتسآءل- - و أين كان سكان الأرض و الأقمار الصناعية و أجهزة الاستخبارات الأمريكية و الروسية و الأوروبية من كل هذا الذي يجري على أرضهم ؟- -
- و هل من المعقول أنهم لم يكونوا قد علموا بعد بأي شيء؟؟- وإن كانوا قد علموا فلماذا لم يقوموا بمقاومة هؤلاء الغرباء و إيقاف عمليات البناء و التشييد منذ البداية ؟؟؟
- و الجواب على كل هذه الأسئلة هو: أن أجهزة الإستخبارات العالمية جميعها – و بالتالي كل سكان العالم – كانوا بالفعل على علم بكل ما يجري منذ البداية – و لكنهم رغم ذلك لم يكن باستطاعتهم عمل أي شيء – لأن مجرد منظر تلك المركبات الفضائية الضخمة و الرهيبة جدا الذي تناقلته مختلف وسائل الإعلام العالمية- كان كافيا جدا لبث الفزع والرعب و زجر كل دول العالم عن التهور و الإقدام على أي عمل قد لا يجر معه إلا الدمار و الهلاك ---
- و لذا فقد كانت كل شعوب العالم تراقب الموقف عن بعد بخوف شديد بانتظار ما ستحمله الأيام إليها من أخبار- و انتظار المبادرة من هؤلاء الغرباء أنفسهم - -
- و هنا يكمل الأورانوسيون بناء دولتهم –ليبدؤوا التفكير الآن في كيفية المبادرة للتعرف على سكان الأرض و طمأنتهم و إخبارهم بأن هؤلاء الغرباء لم يأتوا غزاة بل جاؤوا ليعيشوا بسلام و محبة مع كل شعوب الأرض - - ولم يجدوا هنا طريقة أفضل من إرسال الرسائل المصورة عبر القنوات الفضائية الأورانوسية و التي أصبحت تغطي بإرسالها كل أنحاء الأرض و بكل لغات الشعوب - - -
- وبالفعل فقد قامت هذه الرسائل المصورة بوظيفتها بنجاح كامل فطمأنت و أبهرت و أسعدت كثيرا سكان العالم - - ولكنها أيضا أزعجت كثيرا كل تلك الدول التي كانت تمارس سياسات الظلم و القهر و العنجهية- و خاصة تلك الدول الواقعة في الغرب و الشمال
(و سنقول لكم- فيما بعد- لماذا هذه الدول بالذات كانت هي الأكثر ازعاجا مما جاء في الرسائل التلفزيونية الأورانوسية)
- وعموما فقد بدأت- بعد ورود تلك الرسائل الإعلامية المطمئنة- بصفة عامة- بدأت سلسلة الزيارات المتبادلة بين القادة والمواطنين من كلا الطرفين- وبدأ الأورانوسيون بالاندماج
(المقنن) في الأسرة الدولية و المجتمع الدولي – كما بدؤوا بالمشاركة في كل النشاطات العلمية و الثقافية و الرياضية و السياسية و الاقتصادية – و لكن بالطبع دون أن يرضوا بأي قانون أو تصرف يتعارض مع ثوابت و أخلاقيات الشعب الأورانوسي - -
- ثم أصبحت دولة أورانوس عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي و له حق النقض
- الفيتو- و ذلك باعتبارها أقوى دول العالم ....
- و هنا بدأ العالم بالفعل يرى الأنموذج الرائع لدولة المثل و الأخلاق و القوة التي أرادت الأميرة إينار أن تريها لشعوب الأرض – ولذا فقد بدأت هذه الدولة الناشئة تكسب بسرعة حب و احترام تلك الشعوب التي رأت فيها الدولة الوحيدة في هذا العالم التي لا تقيم علاقاتها مع بقية الدول على أساس ( المجاملات و المصالح المادية المشتركة)- بل هي من الأساس ليس لها أي مصالح مادية عند أيٍ من دول الأرض- ولذا فلو أنها قامت بإفناء
كل هذه الدول بواسطة قواتها العسكرية الجبارة فلن تكون عندها قد خسرت أي شيء مادي- -
- و هنا و كنتيجة طبيعية لكل هذا – لم تمض بضعة أعوام حتى انتهت كل الحروب
و النزاعات في العالم و عادت كل الأراضي المحتلة ( العربية و غير العربية) إلى أصحابها الحقيقيين و بشكل سلمي – عبر المفاوضات التي لم تأخذ وقتا طويلا من الزمن ......
- ليتنفس المظلومون و المقهورون في العالم ريح الصعداء – و يذوقوا طعم العدل
و الحرية التي طالما حرموا منها- -
- و لينحصر الصراع على الأرض بين الأورانوسيين و تلك الدول التي ذكرنا أنها قد انزعجت منذ البداية من تلك الرسائل الأولى التي وردت عبر وسائل الإعلام الأورانوسية
- - وهنا نحب أن نوضح للقارئ العزيز أن السبب الرئيسي لانزعاج تلك الدول كان هو :
أن تلك الرسائل و البرامج التلفزيونية فد أظهرت منذ البداية و بشكل واضح أن هذه الدولة القادمة من الفضاء تعتنق دين الإسلام كفكر و عقيدة و نظام حياة متكامل – حتى أنه لم تظهر خلال كل تلك الرسائل و البرامج أي امرأة أورانوسية غير محجبة حجابا كاملا- يغطي حتى الوجه و الكفين - -
- وهنا يبدأ الصراع الفكري بالاشتداد اكثر فاكثر – و يبدأ كلا الطرفين بتكثيف البرامج
- و الانشطة الاعلامية و الاجتماعية المناصرة لاتجاهه و المعاكسة للاتجاه الاخر - -
- و منذ البداية كانت هناك عند الأورانوسيين دراسة و رؤية كاملة و واضحة لكل العقائد و الأيدولوجيات السائدة في كل دول العالم – ومن ثم فقد كانوا على علم بأن هناك في الشرق الاوسط دول إسلامية هي قريبة إليهم إلى حد بعيد من حيث كل نواحي الفكر و الاعتقاد و التطبيق للأنظمة الاسلامية – ولكن – وللأسف- قد أصبحت بها بعض التيارات الفكرية المستغربة و التي تحاول و بقوة جذب المجتمع و جره بعيدا عن تعاليم الإسلام عبر المطالبة بالديموقراطية المطلقة و الحرية المطلقة و حق المرأة في نزع الحجاب و مخالطة الرجال و قيادة السيارة .......
- ولهذا فقد بدأ التركيز أكثر و أكثر على هذه الدول بصفة خاصة- فوثقت العلاقات أكثر و أكثر مع هذه الدول – ومن ثم بدأت سلسلة الحوارات و اللقاءات الثقافية و الفكرية بين الطرفين - - و هنا قامت الأميرة إينار بنفسها بالمشاركة في هذه السلسلة .....
- ولكن هذه الاميرة – و في خضم هذه الاحداث – أقدمت على القيام بحركة مفاجئة في البيت الاميري- لم يتوقعها أحد منها - ......
- ففي إحدى الليالي و بينما كان الأمير سيومار يهم بدخول غرفته لينام – إذا به يفاجأ برؤية شريط فيديو ملقىً قرب باب الغرفة – فيأخذ هذا الشريط ليرى ما به – فإذا به يرى في هذا الشريط الأميرة إينار وهي تقود إحدى السيارات في وسط شوارع العاصمة سولاف- و هي متبرجة و كاشفة لوجهها و شعرها و بكامل زينتها - - وهنا يجن جنون الامير – فيصرخ بأعلى صوته : إينار – إينار – أين أنت يا إينار ؟؟
- وهنا تأتي إينار مسرعة : نعم – نعم – ما بك ؟ ماذا تريد ؟
- فيشير الأمير بيده إلى شاشة التلفزيون وهو يقول : ما هذا يا إينار؟ بالله قولي لي –
ما هذا ؟؟
- فترد إينار بكل برود : هذه أنا - - شعرت ببعض الملل و الضيق فقمت بجولة قصيرة بالسيارة ثم عدت إلى البيت !!!
- الأمير : ماذا ؟!!- شعرت ببعض الملل ؟ و هل هذا هو دواء الملل ؟! مع من أتكلم أنا الآن؟- هل أنت بالفعل هي زوجتي الأميرة إينار ؟!!
- إينار: نعم أنا زوجتك الأميرة إينار - -
- الأمير: وهل هذه هي حشمتك أيتها الأميرة ؟ - هل هذا هو حياؤك ؟ - هل هذه هي أخلاقك و مبادئك و دينك و رسالتك التي جعلتنا نترك من أجلها الأهل و الأصحاب و الأخوة و الأحباب و نأتي إلى هذا الكوكب النائي البعيد ؟؟؟
- إينار: رويدك – رويدك يا زوجي العزيز – المسألة بسيطة – ولا تستحق كل هذا
الغضب !!!
- الأمير: المسألة بسيطة ؟! – تروجين نفسك و تبدين مفاتنك للغرباء – و تقولين المسألة بسيطة ؟! – و أيضا يا – زوجي العزيز-؟! – لا – لا يا سمو الأميرة – لن أكون لك بعد اليوم زوجا أو عزيز - - لقد كنت أتمنى أن يبقى جمالك و تبقى مفاتنك لي أنا- زوجك-
فقط – وأما الآن وقد سوقتها و بعتها وبعت نفسك معها على أعين الناس فلم أعد في حاجة إلى امرأة مثلك – و غداً صباحا ستعودين بإذن الله إلى أبيك الملك يا ابنة الملك – فأنت من الآن طااا- -
- وهنا تصرخ إينار: لا – لا – مهلا أرجوك- مهلا أيها الأمير الحبيب – فأنا لا أستحق منك هذه الكلمة القبيحة – وكل ما جرى أمام عينك الآن كان مجرد تمثيلية صغيرة !!!
- الأمير: ماذا ؟ تمثيلية صغيرة ؟!!
- إينار: نعم – تمثيلية صغيرة – تعال لأريك شيئا - -
وهنا تخرج الأميرة إينار للأمير شريطا آخر تبدو فيه وهي تقود السيارة في مكان خالٍ تماما من السكان – ثم تقول للأمير: هذه هي النسخة الأصلية للشريط – الذي قام بتصويره لي أخي الأمير سينارين – وقد قمت بعد ذلك بإدخال هذا الشريط إلى جهاز الكمبيوتر ثم قمت ببعض عمليات المونتاج التي جعلت السيارة تبدو وكأنها تسير وسط شوارع العاصمة – ثم قمت بترك هذه النسخة لك قرب الباب- - -
- الأمير: أيتها الماكره - - و لماذا فعلت كل هذا ؟؟- لقد كدت أن أطلقك يا أغلى الأحبة- -
- إينار: فعلت كل هذا أيها الأمير الحبيب لأوضح لك أن انعدام الشعور بالغيرة على الزوجات و البنات هو ما يدفع أولئك الرجال المستغربين في تلك الدول للدعوة إلى خلع الحجاب و قيادة السيارة – كما أن انعدام الشعور بالحياء هو ما يدفع تلك النسوة المستغربات في تلك الدول للإنسياق خلف تلك الدعاوى - و إني لأقسم بالله العظيم أنه لو كان عندهم مثقال ذرة من غيرة أو حياء – لكانوا قد عرفوا أن هذه الأمور التي يدعون إليها هي أشياء شنيعة- ترفضها الفطر السوية و الأنفس المهذبة - - -
- الأمير: حقا إنك رائعة يا زوجتي الحبيبة – ولكن رجاءً – لا تمثلي عليّ دورا كهذا مرة أخرى - -
- وهنا تتبسم الأميرة ثم تقول: حسنا حسناً أيها الأمير – لا بأس عليك- طهور إن شاء الله- طهور إن شاء الله !!!
........................
- ثم تستمر اللقاءات و الحوارات مع أصحاب و صاحبات تلك الأفكار و الإتجاهات المستغربة في تلك الدول – ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف مضطرين لسماع صوت المنطق السليم و العقل المستنير – و ليتخلوا بمحض إرادتهم عن كل أفكار و مشاريع الاستغراب تلك التي كانوا يدعون إليها - -
- - - -
- و تستمر معركة الثقافة و الإعلام – و تمضي الأيام لتثبت للعالم يوما بعد يوم سلامة النهج و الإعتقاد في دولة أورانوس – ليدخل الناس في دين الله أفواجا – و لتحكم عندئذٍ
- الديموقراطيات الإسلامية- معظم شعوب الأرض - - -
- وهنا تبدأ الإدارة الأمريكية بالشعور بالخطر المحدق بها – ويرى الرئيس الأمريكي
و قادته في الولايات المتحدة أن الأمر قد أصبح لا يطاق وأن نفوذهم في العالم بدأ يتلاشى تماما- بل حتى نفوذهم داخل أمريكا نفسها قد أصبح مهددا بالخطر بعدما دخل الملايين من الأمريكان في دين الإسلام - - و هنا يقرر الرئيس الأمريكي عقد اجتماع طارئ و عاجل مع كبار القادة السياسيين و العسكريين لمناقشة سبل الخروج من هذا الوضع الخطير ......
...................................
.....تابع.........
رد : قصيدة و 3 قصص مذهلة عن (أول السواقات)
- فينعقد الاجتماع على الفور و يفتتح الرئيس الجلسة بقوله :
- أظنكم تعلمون أيها السادة لماذا دعوتكم هذا المساء – لقد أصبح الأمر لا يطاق – المياه تتسرب من بين أصابعنا – والكل ينادي بالإسلام و الديموقراطية الإسلامية – وكل ما بنيناه عبر عشرات السنين نراه الآن ينهار أمام أعيننا – فماذا نعمل – ماذا نعمل أيها السادة؟
- - هل نستسلم لهذا الطوفان الجارف – ونسير في ركب دولة الفضاء اللعينة هذه أورانوس أم ماذا؟- ما العمل أيها السادة ؟؟؟
- وهنا ترد مستشارة الأمن القومي قائلة: عفوا يا سيادة الرئيس – ولكن يبدو لي أن اجتماعك هذا قد جاء متأخرا للغاية – وليس أمامنا الآن بالفعل إلا الاستسلام - -
- فيرد عليها الرئيس بانفعال شديد: shut up- اخرسي أيتها اللعينة – اخرسي – لا أب لك- - أمريكا؟؟؟- - أمريكا العظمى؟؟؟- التي كانت ما تزال إلى وقت قريب وكل دول العالم تتزلف إليها و تطلب ودها – بل وتركع تحت أقدامها – تريدينها الآن أن تستسلم هكذا –
وبكل بساطة- ماذا جرى لعقلك أيتها المستشارة ؟! هل أنت معنا أم ضدنا؟!- كنت أعلم منذ البداية أن وظيفتك هذه لا تصلح للنساء !!!!
- وهنا يتدخل نائب الرئيس قائلا: عفوا يا سيادة الرئيس – هل تأذن لي بالكلام ؟
- الرئيس: نعم- تفضل - -
- نائب الرئيس: شكرا لك – سيادة الرئيس – أرجو أن تسمعني جيدا - - إن ما قالته المستشارة هو فعلا – فيما يبدو لنا جميعا- خيار صعب و مقيت – و لكن في حقيقة الأمر
- ليس لنا خيار آخر غير هذا الخيار – فنحن حتى ولو تابعنا الآن السير بسياساتنا المعتادة ثم أجرينا الانتخابات بطريقتنا المعتادة- و مع وجود الرقابة الدولية – فربما أو من المؤكد أنه سيفوز بها الإسلاميون - - ولذا فلا خيار أمامنا يا سيادة الرئيس- لا خيار .......
- الرئيس: لا – لا يا معالي النائب – لا و ألف لا – بل هناك خيار آخر - -
- النائب : وما هو ؟
- الرئيس: fire and iron – النار و الحديد يا معالي النائب – النار و الحديد - - -
- النائب: ماذا يعني فخامتكم ؟!- هل تريدنا أن نقاتل شعبنا ؟!!
- الرئيس: لا- لن نقاتل شعبنا – بل نحن فقط سنؤدب (المارقين) من أفراد شعبنا – هل فهمت؟-
- النائب: نعم- ولكن ماذا لو تدخلت قوات أورانوس؟
- الرئيس: لا – لن تتدخل – فهذا شأن داخلي – ولا يحق لأي دولة في العالم أن تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ......
- النائب: ولكن هؤلاء المسلمين هنا هم إخوانهم في العقيدة – و أما الشؤون الداخلية – فإننا نحن أنفسنا لطالما تدخلنا في الشؤون الداخلية للدول الأخرى – فهل نسيت ذلك يا فخامة الرئيس ؟؟
- وهنا يرد الرئيس بغضب: لا- لم أنس- لم أنس يا معالي النائب الحقير التافه – لم أنس ذلك – ولكنني أيضا لم أنس كذلك أننا كنا عظماء هذا العالم و سنظل عظماء هذا العالم-
و ليأت هؤلاء الأورانوسيون الملاعين – فلن يجدوا أمامهم إلا الهزيمة ولا شيء آخر غير الهزيمة - - سنحرقهم حرقا على أسوار واشنطن بأسلحتنا النووية التي تحرق الأخضر
و اليابس - - -
- وهنا يؤدي نائب الرئيس التحية العسكرية ثم يقول: yes sir – حسنا – حسنا إذن يا سيادة الرئيس – لا يسعنا إلا أن نقول لك سمعا و طاعة يا فخامة الرئيس- سمعا و طاعه –
...........
- وهنا تتحول القيادة الديموقراطية الأمريكية إلى قيادة دموية و دكتاتورية عظمى – يقودها دكتاتور أعظم و أكثر دموية من هتلر و صدام حسين – فتعيث في الأرض فسادا وتتوالى سلسلة الاعتقالات و الاعدامات و الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان - - -
- وهنا يصبح لزاما على القوة العسكرية لدولة أورانوس أن تتدخل لإنقاذ الأخوة المستضعفين و المضطهدين – بعد أن كانت قد فشلت كل المساعي السلمية و الوساطات في إقناع الإدارة الأمريكية بالتخلي عن هذه التصرفات الاجرامية المشينة و التي يستنكرها و يرفضها كل العالم .....
- وهنا حانت ساعة الصفر - - وبدأت الحرب ( الحرب على أمريكا )-و في البداية كان المحللون العسكريون يتوقعون أن تستمر الحرب لفترة قد تمتد لبضعة أسابيع - - ولكنها بعد ذلك لم تستمر على أرض الواقع سوى ثلاث ساعات فقط ...- لتسقط واشنطن في قبضة المحررين الفاتحين ...
- و هنا يضطر الرئيس و كبار قادته للفرار إلى أماكن مجهولة - - و لكنهم سرعان ما يقعون في قبضة العدالة واحدا تلو الآخر- - ليوقفوا من ثم جميعا أمام محكمة العدل الدولية وليحاكموا محاكمة عادلة و علنية تحت سمع و نظر كل شعوب العالم .....
.......و هنا تصل مهمة الأورانوسيين بقيادة الأمير سيومار و الأميرة إينار إلى نهايتها...وتكون قد أنجزت بنجاح تام...- لتأتي ساعة الوداع-
- وفي مشهد مؤثر مفعم بالمشاعر- يودع الأورانوسيون الأرض عائدين إلى كوكبهم الأم- أورانوس - -
........................................ المشهد الأخير ...............................
- مركبات الفضاء الأورانوسية الضخمة تهم بمغادرة الأرض – بينما يقف الشاب العربي- أحمد السالم – مع مئات الآلاف من البشر- ملوحا بيده لهذه المركبات -
- ثم ما هي إلا لحظات حتى انطلقت هذه المركبات بسرعة فائقة نحو الفضاء- ولكن ما إن كادت تغيب هذه المركبات عن الأنظار – حتى شعر أحمد بألم مفاجئ في إحدى قدميه- ثم إذا به يسمع أحدهم يناديه : قم يا أحمد – قم يا ولدي – فقد أذن المؤذن لصلاة الفجر!!!!
- وهنا يستيقظ أحمد ليدرك أن كل ما رآه كان مجرد حلم!! - - فيجيب – بحسرة- أباه الذي جاء ليوقظه لصلاة الفجر : آه- آه يا والدي- آه لو كنت قد رأيت ما رأيته أنا هذه الليلة – لربما تركتني نائما إلى الأبد !!
- الوالد : حسنا – حسنا – لنذهب للصلاة أولا – ثم نعود لنجلس و تحدثني بما رأيت .......
- وهنا يذهب أحمد مع أبيه للصلاة ثم يعود ليجلس معه في فناء المنزل و يحدثه بما رآه في المنام ... وما أن أكمل أحمد سرد قصة حلمه حتى بادره أبوه بالقول : اللاااااه – الله يا أحمد
- حلم جميل – حلم جميل جدا – و لكنني أتمنى أن لا تخبر به أحدا غيري ؟!
- أحمد: و لماذا لا أخبر به أحدا غيرك ؟؟
- الوالد: لأن كل من سيسمع بحلمك هذا يا ولدي سيقول لمن بجواره : أنظر يا عزيزي أنظر إلى هؤلاء المسلمين المساكين – لقد عجزوا تماما عن الانتصار على أرض الواقع حتى أنه لم يعد أمامهم إلا أن يحلموا بأولئك الملائكة أو تلك العفاريت التي ستنزل عليهم من السماء لتخلصهم مما هم فيه - - -
- يا ولدي إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم – و إنني لأقسم لك بالله العظيم يا ولدي أننا إن غيرنا ما بأنفسنا و بيوتنا و أسواقنا و شوارعنا وأجهزة إعلامنا و جاهدنا في الله حق جهاده – لفعلنا على أرض الواقع لأنفسنا ما هو أعظم و أروع مما فعله لنا الأورانوسيون على أرض الخيال – إذ ليس للباطل أن يهزم يوما الحق – كما أنه ليس للمادة أن تهزم يوما
الروح........
- أحمد: صدقت – صدقت والله يا والدي الحبيب – و هذا وعد مني لك بأن لا أخبر بحلمي هذا أحدا غيرك أبدا ......
- وهنا يلتفت الاثنان( أحمد و والده) إلى الأفق البعيد ليترقبا – بعيون الأمل- ذلك المنظر الساحر لطلوع الشمس ...................................
.................................................. ............................
- - - إشارات هامة- - -
1 - بنهاية هذه القصة تكون قد انتهت سلسلة قصص السواقة الأولى...
2 - في كل هذه القصص- أرجو أن لا يفهم أحد من إحدى الجمل أو العبارات
المكتوبة بأنني أريد أن أشير بإصبع الإساءة أو الاتهام إلى شخص معين
أو جهة معينة في داخل هذا الوطن الحبيب والغالي والمحفوظ بإذن الله
قيادة و شعبا من كل شر ...
.................................................. .........................................
.......................................