حَلَبٌ هنالكَ سيِّدي أشباحُ

هذه قصيدة للأستاذ والشاعر والأديب
يحي بن حسن مذكور

زفرةٌ من أعماقه يهديها إلى بلاد الشام الباسلة


حَلَبٌ هنالكَ سيِّدي أشباحُ ..
ودمشقُ جرحٌ نازفٌ أينَ هُوْ الجرَّاحُ ؟؟

وعواصفٌ تأتي على أفنانها
وزوابعٌ في ريفها تجتاح ُ ...

وجهُ الجنانِ تغيرَّت بسماتُهُ
وغدت تُلَوَ ِنُ ثغرهُ الأتراحُ

أرضٌ حرونٌ والحياة مسومةٌ
و تشرُّ دٌ وتيتُّمٌ ونواح ُ

وطفولةٌ أضحتْ بلا أثدائها
وصباح ُ ضحكتها لظىً لفَّاحُ

وعويلُ أمٍّ قد تساقطَ زرعها
وبكاءُ شيخٍ قد حثتْهُ رياحُ

صور العذاب كثيرةٌ ومريعةٌ
والصمتُ يُقتَلُ والوتينُ مباحُ

صورٌ تشيبُ لِهَو ْلِها ولدانها
وتُقطِّعُ الأكبادَ وهيَ صفاحُ

درع البطولة إدلبٌ وحماتها
والديرُ والأرياف ُ والقرقاحُ

النار تحرقهم وحسبي أنَّها
تُذكي فتيلاً زيتُهُ الأرواحُ

ياشامُ توتك أُزْ هِقَتْ أعذاقُهُ
والتينُ والزيتون والتفاحُ

يا حمص أمسٍ ياوسادةَ خالدٍ
سُلِّي سيوفاً قد دعاكِ كفاحُ

كنَّا نبثُّ الروح في إصباحنا
والآنَ ويلي كم يموتُ صباحُ

متكاثرونَ وصيَّةً نبويَّةً
لكن سؤالي أين هوْ القدَّاح ُ ؟؟

وعديدنا المزعومُ أين جموحهُ
أوَ ليسَ فيهم خالدُ و صلاح ُ ؟؟

أجسادنا عددٌ ننوءُ بحملها
لا فيصلٌ فيها ولا سفَّا ح ُ

آشامنا والموتُ رايةُ نصركم
هُبُّوا إليهِ فنصركم وضَّاح ُ

لا يأسَ يخذلكم فتلكَ شموسكم
بلَجٌ تفجَّرَ منه ذا الإصباحُ

لايرسمُ المجدَ البهيَّ سوى دمٌ
فالمجدُ غالٍ والحياةُ جراح ُ ...


شعر الأستاذ .. يحي بن حسن مذكور
وهو من أسرة هذا المنتدى الغالي

تبًّا لغثاء السيل !!

الشام لها الله .. ولشهدائها الجنة ،
وأمّا الشاعر فأتقن الوصف والحال
ونزفه يُغني عن المقال.

سيد فارس
حريٌّ بنا ألا ننسى هذه الزفرة ،
فالقصيد الذي يجمع بين جمال المعنى وألم الواقع
يشعل بنا جذوة التأثير التي لا تنطفئ !!

ليس بيدنا إلا الدعاء،
ولابُدّ للجرّاح من جرحٍ غائر ذات يوم،
أظنّه لن يندمل !!

سلم الشاعر والنّاقل ،

تحياتي وتقديري.

حَلَبٌ هنالكَ سيِّــــــــــــدي أشباحُ ..
ودمشقُ جرحٌ نازفٌ أينَ هُوْ الجرَّاحُ ؟؟

مطلع قصيدة لايجيده إلا شاعرٌ متمكن
كالذي أتيت تزف لنا مزيج حزنه بجمال أحرفه
من تلك السحابة التي هطلت فسقت كل جدب
في كل حدب وصوب ..

أخي الشاعر العذب الجميل
يافارس الكلمة والمعنى وعاشق الفن الأصيل
من أنت ومن أي ناح أتيت
فما أن أرى موضوعاً يحمل إسم الفارس
إلا وأجد بطيته كل جميل وعذب
أكان ذلك من قولك أم كان من منقولك
فإنه لايضاهى
فإذاً
أنت الجمال
والعذوبة
و
الفن البديع
وأنت الخيال

فلله درك ودر شاعرها
على هذه الدرر التي جلبتها لنا لتبل بها عطشنا
من فيض المعاني والحروف

شكراً لك بحجم ماتحمله حروفك من معانٍ وجزاله

وفقك الله وأسعد قلبك
فلروحك الياسمين:thumb: