تخيل لو ان ميتاً من الاموات عاد

تخيل أخي لو أنّ ميتاً من الأموات، قدر الله له أن يبعث برسالة إلى شخص حي، ماذا يا ترى سيكتب هذا الميت؟! وبأي لغة يرسل أحرفه ليُسمع هذا الحي الذي يتمتع بالحياة، كتب الميت يقول :
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أيها الإنسان الحي هل تسمع ندائي القادم من أعماق الأرض؟ وهل ستلامس نبرات صوتي المبحوح جدار سمعك؟ أحس أن الأحياء قد أغلقوا سمعك بضجيج أصواتهم المزعجة، ولكن حاول أن تصغي لقولي المدفون فلن تجد من يصدقك الحديث مثلي ولن تجد مرشداً أميناً يسديك النصائح مثلي !!
أيها الإنسان الحي: كم أنا لك حاسد، وكم تقطع قلبي الحسرات، وتمزق نفسي الآهات، على ما أنت فيه، إنني لا أحسدك على مالك الوفير .. ولا على منصبك الكبير.. ولا على قصورك العالية .. إنني أحسدك على شيء زهيد عندك، أحسدك على دقيقة واحدة فقط، من مجموعة الدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين التي تعيشها، وقد عشتها قبلك، نعم على دقيقة واحدة والحسرة أنها من المستحيل أن نملكها أو حتى نفكر في امتلاكها نحن الأموات، لقد عرفت قيمة هذه الدقيقة منذ أن قدم ملك الموت لقبض روحي وإلى الآن لم أزل أتجرع مرارة فقدانها وانصرامها ...
لقد عشت ملايين الدقائق وآلاف الساعات ومئات الشهور، ولم أكن أتصور أنني سأحتاج إلى دقيقة واحدة فيُحال بيني وبينها، لقد كانت الدقائق من أيسر ممتلكاتي التي ربما وزعت منها الكثير الكثير على نفسي وعلى الناس بدون أي حرج أو ضيق بل على أمور أنا اليوم أحاسب عنها .. وأصطلي بنار تضييعها والتفريط فيها ..
يا لها من حسرات تفتك بالفؤاد حين أتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ) لقد عرفت الغبن وذقت مرارته حتى الثمالة .. وقبل ذلك علمت علم اليقين ماذا تعني الدقيقة الواحدة في حياة المرء .. يا ليتني يوم كنت فارغ البال نشيط القلب ذكرت الله وحمدته واستغفرته .. يا ليتني يوم كنت أنام الساعات الطوال في الليالي الطويلة قمت وصليت ركعتين في جنح الظلام .. ليت أن أموالي وعقاراتي وأرصدتي أنفقتها في سبيل الله ..
أيها الإنسان: أدرك عمرك قبل فواته .. وزهرة شبابك قبل ذبولها .. وربيع صحتك قبل خريفه .. وتذكر أن وقتك أعز ما تملك فاعمره بصالح القول والعمل واجعل من ليلك ونهارك مزرعة للطاعات وفعل الصالحات .. وبادر بالتوبة عقب كل صغيرة وكبيرة فأعظم باب أغلق دوننا هو باب التوبة .. حين خرجت أرواحنا من أجسادنا .فاللبيب من اتعظ بغيره، ولن تزال بخير ما كان لك من قلبك واعظ، والسلام .

مع تمنياتي لكم بتوفيق الله عزوجل حمد (ابوالحسن)

"تخيل لو ان ميتاً من الاموات عاد"
حقيقة لقد شدّ انتباهي أسلوب هذا العنوان"تخيل لو أن ميتاً من الاموات عاد"فدخلت مسرعاً على الموضوع وعندما قرأت الموضوع اتضح لي حسب استيعاب مفهومي للموضوع أن العنوان في وادٍ والموضوع في وادٍ آخر بمعنى أوضح أن أسلوب العنوان لايتناسب مع أسلوب الموضوع.
أخي حمد(أبوالحسن)
لقد خانك التعبير في اختيارك لهذا العنوان"تخيل لو أن ميتاً من الاموات عاد"بهذا الأسلوب فلو تخيلنا أن أحد الأموات قد عاد إلى الدنيا فهل هو بحاجة إلى كتابة رسالة إلى الأحياء في الدنيا ينصحهم ويحثهم على فعل الأعمال الصالحة؟ أليست النصيحة بالكلام أبلغ من الرسالة؟
هناك أكثر من عنوان قد يكون مناسباً لأسلوب الموضوع مثل:"رسالة من ميت إلى حى"و"نصيحة من مقبور إلى حي" إما أن يكون العنوان بهكذا أسلوب"تخيل لو ان ميتاً من الاموات عاد" فأظن بأن ذائقة القراءة الصحيحة التي تبحث عن الثقافة قد تمقت هذا الأسلوب.
أيضاً:
لاتنس أخي الفاضل أن كلمة"منقول"لاتنقص من الشخص شيئا وإنما تزيده رفعة ومكانة وثقة بالنفس لأنه إلتزم بأمانة النقل واعترف بالفضل لأهل الفضل بحفظ حقوقهم.
عموما:
جزااك الله خير على التذكير ودمت بحفظ الرحمن.

ما أجملها من موعظة قصيرة وبليغة المعنى
الأخ / عقش ما أجمل أن تبدأ بلغة الثناء والتحفيز ثم بعد ذلك النقد تقبلوا مروري

اخي عقش لست بصدد المنازله هداك الله , يا اخي الم يشدك العنوان او وليس الموضوع جميلاً ......!!!! ايحتاج كل هذا التعقيب ... عموماً يا عزيزي اشكر لك مروروك وتعقيبك فما احببت الا المشاركة فقط اما بقولك انسبه لصاحبه ومنقول .... فانا لم انسبه لي ماهي الا مشركة اولى احببت ان استهل بها مشاركاتي وعلى فكرة اساس كل طرح عنوان يشد الانتباه ... وليس بالضروري التطابق فنحن في منتدى يعز علينا مسماه ومن فيه وهدفما المشاركة وتبادل الاراء حول هذه المدينة العزيزة بالطرح الهادف وتبادل النصائح والاستفادة ممن سبقونا خبرة بهذه الحياة لغة التحاور واتأدب في الاحاديث والمساعدة والمصداقية , لا البروز والتباهي بالعضلات لما اعطانا الله من مكانة بها في هذه الدنيا , مع عدم اهمل بعد كل ذلك الاسلوب في الطرح سوى النقد او الثناء , فقد راق لي ما قلت فهو خيراً لي من ثناء يتخلله النفاق المكاني.
ارجو تقبل كلماتي, لك مني كل الود ولن اغفل عن ثقافتك وسوف تحضى بكل اهتمامي

انشغلت في هذه الأيام كثيرا
وقرأت كلماتك وأثرت في نفسي والله , الأموات من أغلى أمنياتهم أن تعود لهم الحياة لعبادة الله ولو دقائق
إدريس عليه السلام استأذن الله عند موته أن يؤجله فقط لأن شعر بلذة التسبيح وأراد أن يطول عمره لعبادته عز وجل
أسأل الله العظيم أن يجزيك خير الجزاء
ويرزقك الفردوس الأعلى بلا حساب ولا سابق عذاب
والله يحييك أستاذ أبو الحسن في المنتدى الديني