نصف مليون سعودي يكتتبون في "الريان"
بلغ عدد المكتتبين في مصرف الريان القطري حتى مساء أمس 600 ألف مكتتب، 500 ألف منهم سعوديون بنسبة 85 في المائة، والبقية من دول الخليج بحسب المصادر المصرفية.
وظل التزاحم سمة الاكتتاب خلال الأيام الماضية، لكنه تدنى أمس بسبب انتهاء إجازة الموظفين خاصة السعوديين منهم، إضافة إلى أن ساحة الاكتتاب لم تشرع أبوابها إلا في الثانية من بعد ظهر أمس بسبب أداء صلاة الجمعة.
ولم تنقطع السوق السوداء التي افتعلها عدد من السماسرة للمتاجرة فيها خصوصا بعد تدفق الأعداد الكبيرة من المكتتبين خلال اليومين الماضيين، على الرغم من التشديدات الأمنية والفرق السرية التي تتعقبهم خصوصا بعد التهديد الذي وجهه المسؤولون الأمنيون عن طريق مكبرات الصوت، والتأكيد لهم بأن من يقبض عليه متلبسا بالمتاجرة بالأرقام سيحال إلى الجهات الأمنية.
وبالفعل تم القبض على عدد كبير من السماسرة الذين أخذوا يتخفون في جنبات الساحة المزدحمة وأيديهم تعرض الأرقام وأعينهم على رجال الأمن، الأمر الذي دفع بعضهم إلى عرض تجارته خارج أسوار ساحة الاكتتاب.
هذه المهنة - المتاجرة بأرقام الدخول - لم تكن في بال الكثير من المكتتبين، ولكن أسعارها الخيالية كانت مغرية لهم، ما دفعهم لامتهانها عل أموالها توصلهم إلى أوطانهم، أو تعوضهم ما خسروه في إيجارات الفنادق.
بعض من حضر أمس أخذ يبحث عن أقرب رقم للدخول، في حين أخذ عدد من الشباب أسلوب الشراء الجماعي للرقم عن طريق دفع جزء من المبلغ من كل واحد منهم، وبالتالي دخول أحدهم إلى صالة الاكتتاب وإنهاء إجراءاته هو وزملائه.
أحدهم اشترى رقما بـ 400 ريال لإنهاء إجراءات اكتتابه، وبعد أن أنهى زميله أمره عمد إلى بيع الرقم بألف ريال إلى مواطنه السعودي، في مشهد يؤكد أن هذه الساحة أصبحت تماما كالأسواق الحرة.
نماذج الاكتتاب كانت أقل حظا من حيث أسعارها أمس حيث وصل سعر النموذج الواحد 50 ريالا، في حين كاد البعض من الأميين الذين حضروا يدفعوا أموالا لمن يدون معلوماتهم في هذه النماذج ـ على حد قول أحدهم.
هذه الأفعال دفعت إدارة بنك قطر الوطني إلى الإعلان عبر مكبرات الصوت بعدم قبول طلبات الأشخاص الذين يحملون وثائق آخرين ولا يحملون أوراق اكتتابهم الشخصية.
بعض النساء وجدن في ساحة الاكتتاب، منهن من أتين بصحبة محارمهن والبعض الآخر دونهم بغرض الاكتتاب، لكن الأمر تحول إلى الاكتتاب الشخصي والاكتتاب عن الغير من الرجال، وكان الأمر قد بدا أن فريقين يتنافسان في ملعب نادي قطر الرياضي على الظفر بأموال المكتتبين.
هذا الملعب – نادي قطر الرياضي، شبهه بعض المكتتبين والأخص القطريين منهم بمطار الدوحة الدولي نظرا للأعداد الكبيرة التي لم تشهدها ساحته حتى في أفضل احتفالاته بتحقيق الكؤوس.
السعوديون أشعلوا هذه السوق السوداء وروجوا لبضاعة السماسرة الخليجيين،
بسبب أنهم يشكلون الغالبية العظمى من المكتتبين وتلهفهم للاكتتاب حتى لو كلف الأمر الحصول على رقم الدخول ولو بسعر خيالي.
خصصت إدارة بنك قطر الوطني شباكا خاصا لعرض مفقودات المكتتبين، بسبب فقد كثير من المكتتبين وثائقهم الشخصية جراء الازدحامات والفوضى التي حدثت خلال الأيام الماضية.
مشاهد النوم في الطرقات تكررت أمس، وأضيف إليها النوم في المساجد، تحت الأشجار، وحتى على الساحل، كما أن الحركة المرورية كانت مزدحمة لدرجة يصعب تنظيمها من قبل رجال المرور الذين كثفوا جهودهم البارحة الأولى في ظل عدم احترام بعض المكتتبين أنظمة المرور ا،لمتمثل في الوقوف الخاطئ.
في الصباح الباكر توجهت "الاقتصادية" إلى ساحة مواقف السيارات الخاصة بنادي قطر الرياضي لترصد أحوال المكتتبين الذين لم يسعفهم الحظ في الظفر بالاكتتاب وإنهاء إجراءاتهم في اليوم نفسه، واتضح لجوء الكثير منهم إلى النوم في هذه الساحة بين مركباتهم على الرغم من الأجواء الباردة التي شهدتها الدوحة خلال الأيام الماضية.
وذكر أحدهم أن إنهاء إجراءاته في منفذي سلوى وأبو سمرة استغرق خمس ساعات متواصلة، مؤكدا أنه أنهك كثيرا ما دفعه إلى النوم في هذه الساحة التي اعتبرها منافسة للفنادق الفخمة - خمس نجوم.
في هذه الساحة كان هناك العديد من حافلات نقل الركاب السعودية التي أخذت تنقل المكتتبين من السعودية إلى قطر وبالعكس، بسبب عدم توافر حجوزات سفر عن طريق الجو.
عدد كبير من الذين رغبوا في الاكتتاب لم يستطيعوا أنهاء اجراءاتهم في اليوم نفسه ما اضطرهم للمغادرة إلى بلادهم بسبب ارتباطهم بوظائفهم، وبالتالي تحمل تكاليف السفر دون الاستفادة.
المصدر
http://www.aleqtisadiah.com/news.php?do=show&id=9635
من المسؤول عن هجرة هذه الأموال الى الخارج ؟ ؟
