الــــــــــحج عرفـــــــة ..
الحج عرفة
http://nawasreh.com/samieo/images-ShowPic.gif
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحج عرفة ) رواه الترمذي والنسائي
، وفي ذلك دلالة أكيدة على أهمية هذا الركن من الحج حتى كأنه الحج كله .
ويقع عرفات خارج حدود الحرم، حيث يبعد عن مكة 21 كيلو متراً تقريبا، وهو أحد حدود الحرم من الجهة الشرقية، وإجمالي مساحته10.4كم²، وقد وضعت - الآن - علامات تبين حدوده، فيجب على الحاج أن يتنبه لها حتى لا يقف فيما ليس بموقف فيفوته الحج .
http://nawasreh.com/samieo/images-396-haj.gif
ويجتمع الحجاج فيها يوم التاسع من شهر ذي الحجة ويصلون الظهر والعصر قصراً وجمع تقديم
ويبقون هناك إلى غروب الشمس .
ويستحب يوم عرفة الإكثار من الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن، لقوله صلى الله عليه وسلم:
( خير الدعاء دعاء يوم عرفة ) رواه الترمذي .
http://nawasreh.com/samieo/images-396-haj.gif
ومما ورد في فضل هذا اليوم المبارك، ما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة
وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء ).
ويحد عرفات من الجهة الغربية وادي عرنة، وبه مسجد نمرة الذي صارت مؤخرته بعد التوسعة داخل عرفة
وبقيت مقدمة المسجد خارج عرفة، فيُنتبه لذلك حيث لا يصح الوقوف في مقدمته .
http://nawasreh.com/samieo/images-396-haj.gif
فكم وقفت بساحة عرفات جموع من المسلمين، و سالت على صعيده دموع الخاضعين، وتعارف عليه الناس، وذابت على ثراه الأجناس، وكم تعانقت فوقه قلوب، وكم امتزجت فيه دموع المذنبين، واختلطت رغبات الراغبين، و تداخلت أصوات المستغفرين، وكم خلصت عليه النيات، وسالت على حصبائه العبرات، وذل أهل الأرض لخالق الأرض والسموات
لم لا؟ فيوم عرفة من الأيام الفاضلة التي تجاب فيه الدعوات، وتقال فيه العثرات، ويباهي الله فيه الملائكة بأهل عرفات، وهو يوم عظَّم الله أمره، ورفع على الأيام قدره. وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة، ويوم مغفرة الذنوب والعتق من النيران، يوم لا يعرف التفرقة بين الطبقات المتفاوتة، ولا بين الألقاب المجوفة، فلا تكاد تميز بين أمير ومأمور، ورئيس ومرءوس، إذ كل أولئك قد سوى بينهم المظهر الجديد، فلا اختلاف ولا تمييز.
http://nawasreh.com/samieo/images-396-haj.gif
ومن المعلوم أن الوقوف بعرفة ركن من أركان الحج لقول الله تعالى: "ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا"، ثم فسر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "الحج عرفة"، أي: الحج هو الوقوف بعرفة، لأن الحج فعل، وعرفة مكان، فلا يكون حجًا إلا إذ حصل الوقوف، وحيث إن الحج فرض بنص الآية الكريمة، وإن الحج هو الوقوف بعرفة، فيكون الوقوف ركنا من أركان الحج.
وسُمِّي عرفة بهذا الاسم؛ لأن الناس يتعارفون فيه، وقيل: سُمِّي بذلك؛ لأن جبريل طاف بإبراهيم عليه السلام، كان يريه المشاهد فيقول له: أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟ فيقول إبراهيم: عَرَفْتُ، عَرَفْتُ. وقيل: لأن آدم عليه السلام، لما هبط من الجنة وكان من فراقه حواء ما كان فلقيها في ذلك الموضع؛ فعرفها وعرفت. وعُرف كذلك باسم عرفات، كما قال تعالى: "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام". وعرفة أو عرفات ميدان واسع أرضه مستوية يبلغ نحو ميلين طولا في مثلهما عرضا، وكانت عرفة قرية، فيها مزارع وخضر، وبها دور لأهل مكة، أما اليوم فلم يبق لهذه الدور من أثر.
http://nawasreh.com/samieo/images-396-haj.gif
وعرفة واد بين مزدلفة والطائف يمتدّ من علمي عرفة إلى جبل عرفة، الذي يحيط بالوادي من الشرق على هيئة قوس، وفي طرفه من الجنوب الطريق إلى الطائف، وفي طرفه من الشمال لسان يبرز إلى الغرب يسمى جبل الرحمة، وفى طرفه الغربي صخرة عالية هي موقف الخطيب، والمسافة من علمي عرفة إلى سفح جبل الرحمة تبلغ نحو ألف وخمسمائة متر. والوقوف بعرفة يتحقق بالوجود في أي جزء من أجزائها، بشرط أن يكون الموجود في ذلك المكان محرما، سواء وجد واقفا أو راكبا أو مضطجعا، ما دام الوقوف في وقته.
وفي عرفات جبل الرحمة، وهو عبارة عن أكمة أو تل صغير يصعد عليه الحجاج يوم الوقوف، وقد قال العلماء إنه ليس شرطا أن يقف عليه الحاج، أو إنه ليس من واجبات الحج، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما وقف في مكانه: "وقفت ها هنا بعرفة، وعرفة كلها موقف"، وهناك منطقة من الجبل تسمى مبرك الناقة يتسابق الحجاج للوقوف عليها، وهي صخرة عظيمة شبه مستوية في أسفل الجبل الذي يتوسط المشعر، حيث كان مبرك ناقته صلى الله عليه وسلم هناك، وكثير من الحجاج يتزاحمون على هذا المكان تأسيا به عليه الصلاة والسلام.
http://nawasreh.com/samieo/images-396-haj.gif
وفي عرفات مسجد يسمى بمسجد نمرة، تقام فيه صلاتا الظهر والعصر جمعا في هذا اليوم، ويستمع فيه الحجيج إلى خطبة عرفات، وكان قبل العهد السعودي مسجدا صغيرا يصلي فيه الحجاج، كانت مساحته لا تزيد عن 166 مترا طولا وعرضه لا يتجاوز 153مترا، وقد اهتمت الحكومة السعودية بهذا المسجد حيث أصبح يتسع لأكثر من 300 ألف مصل، وتزيد مساحته عن 27 ألف متر مربع، ويعد الفقهاء الجزء الغربي من مسجد نمرة خارج الحدود، ويسمى ببطن عرنة.
أما وقت الوقوف بعرفة فهو من طلوع الفجر يوم عرفة إلى طلوع الفجر من يوم النحر. قال ابن قدامة رحمه الله تعالى: "لا نعلم خلافًا بين أهل العلم في أن آخر الوقت -وقت الوقوف بعرفة- هو طلوع فجر يوم النحر. وقال جابر: "لا يفوت الحج حتى يطلع الفجر من ليلة جمع "مزدلفة"، وقال أبو الزبير: فقلت لجابر: أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك؟ قال: نعم". وأما أول وقت الوقوف بعرفة فمن طلوع الفجر يوم عرفة، فمن أدرك عرفة في شيء من هذا الوقت وهو عاقل فقد تم حجه.
http://nawasreh.com/samieo/images-396-haj.gif
فهنيئاً لحجاج بيت الله الحرام، يا من رزقهم الله الوقوف بعرفة، بجوار قوم يرجون الله بقلوب محترقة ودموع مستبقة، فكم فيهم من خائف أزعجه الخوف وأقلقه، ومحب ألهبه الشوق وأحرقه، وراج أحسن الظن بوعد الله وصدقه، وتائب أخلص الله من التوبة وصدقه، وهارب لجأ إلى باب الله وطرقه، وكم هناك من مستوجب للنار أنقذه الله وأعتقه، ومن أعسر الأوزار فكه وأطلقه، وحينئذ يطلع عليهم أرحم الرحماء، ويباهي بجمعهم أهل السماء، ويدنو ثم يقول: ما أراد هؤلاء؟ لقد قطعنا عند وصولهم الحرمان، وأعطاهم نهاية سؤالهم الرحمن.
رد: الــــــــــحج عرفـــــــة ..
رد: الــــــــــحج عرفـــــــة ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أعشق الليل
جزاك الله خير اخت ميدوزة
وإيَّاك بارك الله فيك أعشق الليل ..