][][][ قضبــــان الصمـــت ][][][

هذه خاطرة قراتها في احد المنتدياات سطرتها كاتبتها بعد وفااة زوجها ...

اعجبتني و اتمنى ان تنال اعجابكم ....

أسأل ولا تجيب .. أنادي وتضيع نداءاتي ..
أتوجع وترتد آهاتي ..
لا تتركنـــي ..
هات يدك .. واملاء عينيك من تقاطيع حزني .. وملامح تشردي ..
إبعث انفاسك حولي بهدوء ليس ثمة سواي هنا ..
انا و عينيـــك ..
وصمت موحش يشدك رويداً رويـــداً بعيداً عني ..
وفراغ مرعب يحجب صوتك عني .. ويغوص بك ..
وتغوص معك الكلمات والاحلام ..

أرجوك .. اتوسل اليـــك .. استيقظ لا وقت لدينا نضيعه ..
استيقظ لأحدثـــك .. لم ادخل هنا ببساطه ..
قال لي الطبيب خمس دقائق فقط !
وجودك هنا خطر على صحته ..!!
كدت اقهقه كالمجنونه .. يرون بأن وجودي خطر على صحتك !
لمَ لا يكونوا هم الخطر وليس أنا ..

أصمت ام اكمل ..؟
لابد انك تسمعني .. انك تسمعني اعلم ذلك ..
انا مازلت في انتظارك لماذا تأخرت وبقيت هنا وتهاويت
داخل هذا الصمت انك تعذبني ..

آه .. اتدري لم احضر الصغيره حنان معي كانت نائمه ..
ولم اشأ ازعاجها ..
أفق أرجــــوك وعاتبني لماذا لم احضرها معي ؟
قم وتمرد على هذا الرداء الابيــــض الذي يبدلونه لك
بين الفينة والاخرى دون ان تتدخل باختياره ..
او تبدي رأيك بمدى اناقته ..!

استيقظ وقل لي " أحبـــــك " مثلما قلتها لي في أول ساعة بدأت
فيها حياتنا ..
مسيرتنا في أول خطوة شيدنا فيها سعادتنا ..

أتذكر الآن احلامي الماضيه التي لم احدثك بها ..
لم اكن اريد بث القلق في نفسك ..
كانت الاجراس تقرع امام عيني كلما غفوت .. واستغرقت في نومي ..
وأحصو منها لأبحث عنك وأطمئن بأنك الى جانبي ..
ولم يحدث لك مكروه ..
حلمت كثيراً اثنتيـــن او ثلاث ربما اكثر ..
و الحلم المتشابه يطاردني وألوذ بك .. وانت تضحك وتقول
انه محض كابوس !

ليته كابوساً لأحصو منه .. وتكمل حديثك لي ..
عن احلامــــــك .. وامانيـــــــك ..
عن المتاعب التي تواجهك في عملك ..

آه لو اني علمتُ ..
بأن هذه القضبان الهائله ستمنع صوتي
من الوصول اليك لحظة واحده ..
لقلتُ لك كل ماينحسر في داخلي وكل مايمكن ان يستجد
وكل مايمكن ان يتصاعد في مستقبل ايامنا ..
لو اني اعلمت ..

يطل احدهم يطلب مني المغادرة سريعا ..
الاجهزة الطبية مازالت تعمل على مايرام ..
وذرات الاوكسجين تنساب الي رئتيك ..
وانت معزول في هذه الاجواء المعتمه البارده..

أنظر ليه بلا مبالاة واصمت .. لا اشعر برغبة في الحديث
او التوسل .. او اي شئ !
قل لهم بأنك لا تحتاج الى انابيب او أوكسجين ..
وأنني وحدي البديل عنه ..
قل لهم بألا يأخذوني منك وأن حواسك جميعا ستتوقف بدوني ..
افق وقل لهم هي تلك التي منحتني عمراً بأكمله ..
أفق واخبرني أنك عائد ..
عائد لتأتيني كل يوم بتفاؤل جديد ..
ولعبة صغيره لطفلتك ..
استيقظ وحدثني انت لا اريد حديث
الأطبــاء ولا الممرضين او المختصيــن ..
انت فقط حدثني ..
قل لي سأستمع اليك .. ابوابي موصدة عن كل ما لايحمل
نفحة من روحــــــك ..
قل لي بأنك لست متوجعاً الى ذلك الحد ..
وانه آلم بسيط وسيـشفى حين تمسه يدي ..
قل بأنك لست غائباً عن الوعي الى ذلك الحد ..
لكنك تسمع وتعي بعض الكلمات وستعود الى الصحوة
شيـــئاً فشيــــئاً ..

_ سيدتي انتهى الوقت المحدد للزيارة !

تجمدتُ في مكاني على مقعدي ثم انتصبت على قدمي..
كانت يداه تمسكان بكتفي ..
لماذا يمسك بي هل يدفعني .. ربما كان يدفعني
او يساعدني .. ربما لم اعد امتلك القوة
لتثبيت خطوتـــي ..
لم اكن احس بقدمي كنت كمن يسير تحت تأثير المخدر ..
واسمع الصوت يردد لاتخافي ....!!

يكــــــذب .. أعلم انه كـــــــاذب ...

استدرتُ .. نظرتُ ورائي ..
الى عينيــــــك المغمضتيـــــــن ..
ثمة هالة من النــــور تحيط وجهك ..

خالد أفق وقل لهم بأن يرحلوا وانا ابقى معك ..

خالد هل تسمعنـــي ...!

اتمنى ان تنال اعجابكم ....

السلام علييكم ....