إختلط الأمر وتبعثرت الأوراق الساسية في منطقة الشرق الأوسط
على ضوء الأحداث الجارية الخطيرة جدا ومن الصعب على كبار المحللين
السياسين ومن لهم باع طويل في عالم السياسة أن يتنبؤوا بنتائج
ما يجري من حروب في الدول العربية .وبعد بدء التحالف ضد الإرهاب
وبرغم الضربات الجوية على داعش التي ما زالت حتى هذه اللحظة
تحقق تقدما على الجبهات كلها ولم يشفع للتحالف تفوقهم الجوي
ورأيت عبر وسائل الإعلام أحد مقاتلي داعش وهو يتحدى التحالف
ويؤكد بأنهم سوف يقومون باحتلال عين العرب كوبان وهم الآن يتجولون
في وسطها. علما بأن تركيا وعدت بأنها لن تسمح بسقوط كوباني
وذلك لطمأنة الأكراد في سوريا وداخل تركيا وبالمناسبة ما سر الخطوط
الحمراء تعلن من قبل بعض الدول مثل تركيا وقبلها أمريكا بأنهم لن يسمحوا بتجاوزها ثم يتم
تجاوزها بمسافات أبعد ولم يحدث شيئ ويتضح للمتابع بأنها مجرد خطوط من الصعب الوفاء
بإلتزاماتها وإيران أيضا تعلن عن خطوط حمراء بخصوص المفاوضات حول برنامجها النووي
غير أن إيران أعتبرها المستفيد الأول من كل الأحداث السياسية في المنطقة لأن ما يجري
يخدم المخطط الإيراني التوسعي لعل تداخل المصالح يسهم بشكل كبير في ذلك
لقد كانوا يعملون في سرية تامة منذ سنوات ولكنهم بعد أن قطعوا مشوارا طويلا أي الإيرانيون
فلم يعد يخشون أحدا وهم بالتالي يعلنون فرحهم بفوز الحوثيون وسقوط صنعاء كما سقطت قبلها
لبنان في أيدي الشيعة ثم العراق وسوريا وأخيرا .. صنعاء اليمن وهنا تكمن الخطورة الكبرى
ومن خلال أهداف الحوثين بالسيطرة على اليمن بشكل كامل وبالسيطرة على الموانئ اليمنية
وباب المندب وبالتالي تصبح الإمدادات الإيرانية تتدفق على الحوثين بدون أي عوائق لإكمال المخطط
الإيراني وبالنسبة للحوثين ليسوا سوى موظفين لدى إيران حيث أنهم رفضوا تعين أحمد بن مبارك
رئيسا للحكومة من قبل عبدربه الرئيس المسير ولم يرفضوا بن مبارك قناعة من عند أنفسهم ولكن
الفيتو الإيراني هو الذي أجبرهم على الرفض لأن إيران هي من يسير الأمور وهي تدفع وهي التي
توجه الحوثين.
مضيق هرمز ومضيق باب المندب
