رد: فضائل الشهادة والشهداء
الشهادة أفضل ما يؤتيه الله لعباده الصالحين :
عن سعد بن أبى وقاص :
أن رجلاً جاء إلى الصلاة والنبى صلى الله عليه وسلم يصلى فقال حين انتهى إلى الصف : اللهم آتنى أفضل ما تؤتى عبادك الصالحين ، قال فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال : من المتكلم آنفا ؟ قال رجل : أنا يارسول الله ، قال : إذاً يعقر جوادك وتستشهد
من هذا الحديث الجليل يتبين أن الشهادة هي هبة الله ونعمته يختص بها أهل الخير والصلاح من عباده ، وتحفته التي يتحفهم بها ، وخيره الذي يؤتيهم إياه .
فالله يختار لطاعته وإجابة دعوته من يشاء من عباده ، وهم أهل الخير والصلاح فالله يصطفي من يشاء من الخلق لميراث جنات الخلد والنعيم
رد: فضائل الشهادة والشهداء
الشهيد لا يجد ألم القتل :
من فضائل الشهادة التي أنعم الله تعالى بها على من بذل نفسه في سبيله ، أنه لا يجد ألم القتل وشدته عند قتله ، بل أن الله تعالى يهون هذا الأمر الشديد العظيم على نفس كل إنسان ، فيصير القتل مثل القرصة الهينة التي لا يلقي الإنسان لها بالاً ، فلا يحس ألم القتل إلا كمس القرصة ، وتلك خاصية فريدة ، ونعمة عظيمة ، وفضل لا يضاهى ، وخير لا يتناهى .
فكم للموت على الفراش من سكرات وغصص وآلام .. لا يتفادها إلا الشهيد
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ ))
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( الشهيدُ لا يجد ألم الْقَتْلِ إِلا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ ))
قال المناوي في فيض القدير : يعني أنه تعالى يهون عليه الموت ويكفيه سكراته وكربه بل رب شهيد يتلذذ ببذل نفسه في سبيل اللّه طيبة بها نفسه كقول خبيب الأنصاري حين قتل :
ولست أبالي حين أقتل مسلماً * على أي شق كان للّه مصرعي
وهذا الحديث فيه التحريض على العمل من أجل نيل الشهادة ، لأن الموت عندها يكون هينًا لا كرب فيه ولا ألم
رد: فضائل الشهادة والشهداء
ـ تظليل الملائكة للشهيد :
عن جابر رضي الله عنه قال :
جِيءَ بِأَبِي إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ ، وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ ، فَنَهَانِي قَوْمِي ، فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ ، فَقِيلَ : ابْنَةُ عَمْرٍو ، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو ، فَقَالَ : لِمَ تَبْكِي ، أَوْ لا تَبْكِي ، مَا زَالَتْ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ
قال الحافظ : مُحَصِّله أَنَّ هَذَا الْجَلِيل الْقَدْر الَّذِي تُظِلّهُ الْمَلائِكَة بِأَجْنِحَتِهَا لا يَنْبَغِي أَنْ يُبْكَى عَلَيْهِ بَلْ يُفْرَح لَهُ بِمَا صَارَ إِلَيْهِ
وعن جَابِر بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ :
لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَبْكِي وَأَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ فَجَعَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْهَوْنِي وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَنْهَ وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا تَبْكِيهِ أَوْ مَا تَبْكِيهِ مَا زَالَتْ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ
قال المهلب: هذا من فضل الشهادة وضع الملائكة أجنحتها عليه رحمة له
وعن سلمان رضي الله عنه قال :
كانت امرأة فرعون تعذب، فإذا انصرفوا، أظلتها الملائكة بأجنحتها، وترى بيتها في الجنة وهي تعذب
وعن أبي هريرة :
أن فرعون أوتد لزوجته أربيع أوتاد في يديها ورجليها ، فكان إذا تفرقوا عنها أظلتها الملائكة فقالت " رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين " فكشف لها عن بيتها في الجنة
وقد ماتت شهيدة رضي الله عنها ، قتلها فرعون
رد: فضائل الشهادة والشهداء
وروى ابن سعد في الطبقات : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( إنِّي رَأَيْت الْمَلائِكَةَ تُغَسِّلُ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِي عَامِرٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، بِمَاءِ الْمُزْنِ ، فِي صِحَافِ الْفِضَّةِ ، قَالَ أَبُو أَسِيد السَّاعِدِيُّ : فَذَهَبْنَا إلَيْهِ ، فَوَجَدْنَاهُ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً ، فَرَجَعْت ، فَأَخْبَرْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلَ إلَى زَوْجَتِهِ ، فَذَكَرَتْ أَنَّهُ خَرَجَ ، وَهُوَ جُنُبٌ ))
حضور الملائكة الكرام جنائز الشهداء وحملها
عن أنس قال :
لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته. وذلك لحكمه في بني قريظة، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال :
" إن الملائكة كانت تحمله "