هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ(158)
فهل ينتظرون من عطاءات الوجود المحيط بهم إلا أن تأتيهم الملائكة التى تقبض الروح؟ والملائكة تأتى هنا مجملة . وفى آيات أخرى يقول:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ ..(28)} (سورة النحل)
ولن يتأبى أحد على الملائكة ، لذلك يلقون لهم السلم وتنتهى المسألة.
ويتابع سبحانه:
{أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ(158)} (سورة الأنعام)
ووقف العلماء عند هذا القول الكريم لأنهم أرادوا أن يفسروا الإتيان من الرب على ضوء الأتيان منا ، والأتيان منا يقتضى انخلاعاً من مكان كان الإنسان فيه إلى مكان يكون فيه ، وهذا مالا يليق بمضمون الأية الكريمة . إنما الملائكة خلق يؤمرون فيكونون حيث ما يأمرهم الله ولا يخلى مكانهم منهم في غياب بل هم مدد يمدون حيث ما يراد الله لهم فيفعلون ما يؤمرون به من ربهم من حيث هم يكونون دون أن يمسهم لغب بعون ربهم قادرون على فعل ما يامرهم الله به ولا يعصون لذلك ربط الله كلمة يأتي ربك أو يأتي بعض أيات ربك وقال أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك . بيان الأيات من سياق مضمونها بفهم المعنى تحذير للناس بأن الأتيان ثابت لا جدال فيه بطرق عديدة تنبئ بنهاية زمن الحي ليبدأ زمن اخر فيكون فيها بما قدم وأخر . وألله أعلم .
محمد المساوى
