النبؤات :
عند المسلمين يأخذون ما يتنبئون به من موجبات الحديث الشريف ومن مدونات كتاب الفتن وتأويل الآيات من القرآن الكريم .
عند غير المسلمين من ما توسوس لهم نفوسهم من وحي الشياطين ومن الكتب السماوية وما يدونه كهنوتهم في كل من التلمود والتوراة ولأنجيل .
فأما ما يخص المسلم فيسمى ذلك نبوءات ذهنية تنبئ عن واقعية من معطيات متوافقة مع ما يستحضره المتنبئ من أحداث فيصيب ويخطئ .
غير المسلم يبني تنبؤاته على معطيات كهنوتية مستمدة من علم وراثي موروث عن من سبقهم يستندون إلى ما استدلوا به من الكتب السماوية ودونوه في كتبهم مثل التلمود الذي هو مستخلص ما دونوه عن الألواح في التوراة ولأنجيل . وقد جعلوا شهر سبتمبر من كل حول فردي بمعنى كل سبع سنوات يحدثون فيه ما هو متوقع فيجعلون للعالم اهتزازات عاصفة تحقيقاً لما تنبأ به من يأمرهم فيكونوا رهن إشارته دون تردد متأملين مردود أطيب مما كانوا فيه . لذلك تجدهم دقيقين في تتبع المتوقع من الأحداث بحسب ما ينبئهم المنجمون والفلكيون وعلماءهم المعاصرون فيذهبون إلى اعماق الأرض يتحسسون الزلازل ويتابعون تكون الأعاصير والزوابع الرعدية والبرق وتمدد البحار وانحصارها ونقص الأرض من اطرافها وحسبة كل شيء بدقة حتى يكونوا مستعدين للمتوقع . توجد لديهم سجلات يرجعون إليها يدونون فيها كل صغيرة وكبيرة وتكون مراجع قيمة ذات صلة بماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم . على كل ما تقدم ذكره تبنى سياساتهم في العالم كله فيحولون الناس بالفتن وإحداث تغيير بحسب ما يخططون له وفق لعبة الشطرنج التي اخترعوها لكي تشحذ عقول المفكرين منهم مع أنها تسلية إلا إنها تستحضر مكامن قوتهم وضعفهم وتجعل الغلبة لمن يفكر منهم أخذين بالأسباب المؤدية لكسب الخصم عن طريق أخطاءه وعدم الانتباه دخول الخصم عليه واصطياده يعزله ويجعله في مرمى أهداف طموحه مستخدم المكر والدهاء والفطنة والعلم وكل وسيلة تؤدي إلى الغلبة والفوز فلا يتقدمون على شيء إلا بحسبة دقيقة مجربة تحت خبرات متقدة تجعل قواعد اللعبة مبنية على ردت فعل الخصم والمتوقع ردة فعله يكون الفعل المقابل اصوب من فعله كونه متوقعه فيترصد له من حيث يصرف يتصرف ضده فإذا تساووا تعادلوا وتنتهي اللعبة وإن أخطأ احدهم فاز الأخر باللعبة .
محمد المساوى
