تاريخ مدينة الشرجة بعيدا عن الزيف

مدينة الشرجة الأثرية (شرجة حرض ) والتي قامت على اطلالها بلدة الموسم حاليا ولم يبقى منها إلا قطع متناثرة من أواني الفخار وقبور أهلها القريبة من شاطئ البحر وقد احيطت بسياجين(شبك) من هيئة الأثار حينما كانت تتبع وزارة المعارف وقد سقط بعض اجزاءهما وتآكل البعض. كما يقع إلى الشمال منها مدينة المفجر الأثرية والتي يتضح أنها أقدم من الشرجة بكثير حيث ذكرها المؤرخين دون تحديد مكانها وهي قرية (السهي ) حاليا حيث أن المكان القريب منها جنوبا يعرف لدى الأولين بالمفجر.
*نعود للشرجة.
وقد بقيت أطلال الشرجة ماثلة إلا عهد قريب أدركه اباءنا واجدادنا وأن شرق السياجين صخرة عظيمة كان يستظل تحتها الرعاة وفي غرب القبور يقع(مزار)قبر الشيخ إقبال.
وغيرها من من الأحجار البحرية. كانت على حافة وادي مخشوش الجنوبية وقد جرفها السيل.ونقل الكثير منها إلى داخل بلدة الموسم بما فيها الصخرة العظيمة وكسرت وبني بها الدوائر الحكومية بالموسم من إمارة وشرطة وسجون وقد ازالتها البلدية قبل بضع سنوات أما قبر الشيخ إقبال فبني به بئر في قرية الكدمي(كدمي الدش) التابعة للموسم.
وقد قلل وكثر الجاهلون بتاريخها بأن قبيلة العربة هم من سلالة أهل الشرجة وأن حروب قامت ذهب منهم قوم كثر وهدمت المدينة وكل هذا مناف للصحة. والواقع بينهما فترة زمنية.
وأن سبب اندثارها وخرابها قحط وجفاف عم جنوب الجزيرة وتقول الروايات أنه كان عذابا بسبب اسرافهم حتى أنهم كانو يضعون الرماد على ظهور الإبل فترجع به كما هو لتوقف الرياح والله أعلم. ويقال بأنها سنة أم العظام والتي أكلت فيها الميتة وشرب الدم ويروى أحد المؤرخين اليمنيين(الوشلي) بأن أهل صنعاء أكلو أولادهم في تلك السنة.
ولا يخفى عليكم زيارة إبن بطوطة لها هو وغيره ممن زارها أو ذكرها قادما من القحمة ومن ثم اتجه لمدينة اللحية.وقد مدح أهلها وقال أنهم من أولاد اللهبي من صعدة. وهم أهل خيل وكرم يقومون على خدمة الحجيج القادمين من اليمن وأفريقيا.
كما زارها شاعر المخلاف إبن هتيمل ويتضح من قصيدته أنها في آخر أيامها وقد قال مادحا حاكمها محمد بن موسى.
اعاتبكم فما نفع العتاب.
وأرجو في محبتكم ثواب.
اانكر بعد معرفتي طلولا.
تحكم في عمارتها الخراب.
فما عهدي بها عهد ذميم.
فينبو عنها الركب والركاب.
سمت بمحمد العلم ابن موسى.
معالي لا تشيب ولا تشاب.
هو العضب الحسام اذا شهدنا.
به الهيجاء والبحر العباب.
اغر هباته الآلاف نقدا.
ورسم الوشم والخيل العراب.
ولا ينفك عنه كل يوم.
طعان أو طعام أو ظراب.