ماكنت أحسبني أعيش لكي أرى بنت الجزيرة بالمبادئ تهزأ

تتهافت السيدات على تجميل أنفسهن والظهور بمظهر متجدد في المناسبات الاجتماعية فالبعض تتجمل من اجل إرضاء رغبتها وحبها للجمال وأخرى من اجل إعجاب زوجها .

ولكن مهلا .. مقابل هؤلاء هناك في المقابل كثيرات تتجمل لإغاظة السيدات

الأخريات حيث لا يهنأ لها بالا إلا إذا تأكدت أنها ستكون حديث المناسبة لعدة شهور دون إعتبارات لما يتطلبه ذلك من مقابل مادي طالما ذلك سيؤهلها لأن تكون "سيدة المكان".

ولأن البكتيريا تنمو في بيئة فاسدة , بدأت"الموضة" بالتكاثر داخل صالونات التجميل ومنها : صبغ الشعر بألوان الطيف الاخضر والاحمر

والاصفر , أو صبغ أعلى الشعر بلون في حين يكون اسفله بلون اخر , أو القصات ذات التقليعات الغريبة من جعله مائلا , أو قصه بماكينة حلاقة وهو مايطلق عليه "جارسون " وهي قصة فرنسية بدأت بها الشاذات للتعريف بأنفسهن كمثليات جنسيات ثم انتشر عبر سائحة ما الى منطقة الخليج لتلحق بها الأمهات والفتيات على حد سواء بدون فهم لمنطق هذه القصة .

الحديث عن صالونات التجميل يكاد لا يخلو من الطرافة , والغيظ كذلك . وكما هو معروف بأن "البنك" مؤسسة تعطي النقود , فإن صالونات التجميل هو " الكانك" الذي يبتلع النقود . فـ"الكوافيرات" ذائعات الصيت يتهافت عليها الثرياث اينما كانت . في المنطقة الشرقية مثال على ذلك , حيث تعمل واحدة منهن عادة ما يكون زبائنها من عائلة معروفة بناتها لم يتزوجن بعد , الأ انهن مشهورات بأنهن من أوائل فتيات المملكة بالتقليعات حتى نسبت أسماء التسريحات لهن , ودور الكوافيرة هنا القيام بالترويج لقصاتهن وغرابتهن . فتاة فضلت عدم الإشارة الى اسمها حتى لو اختصارا تتذكر قائلة : لا أحد ينسى يوم عرس احدى الشخصيات الهامة , عندما حضرن هؤلاء الفتيات بلباس ابيض واحمر شفاه ابيض وقلم الكحل

ابيض وتسريحة معقودة لخصل صغيرة واقفة كالأقلام في مشهد يبعث الرعب اكثر من الجمال . ومع هذا التناقض في مشهد"الرعب" الذي يفترض ان يكون مشهدا " جماليا " , نجد الكثيرات ممن يسألن عن الكوافيرة مبتكرة التسريحة . فالأفراح بالنسبة اليهن إعلان مجاني , والطريقة : الوصول الى النساء الثريات عبر مجموعة من سيدات الصالونات المخملية في منطقة ما .

يكتسب المحل شهرة كذلك , اذا كان بيئة جيدة لـ"النميمة" , فالكوافيرة "الشاطرة في نظرهن هي التي تجيد نقل المعلومات والأسرار عن زبونات اخريات , حيث يعتبر الدرس الاول للكوافيرات : استمعن جيدا للمكالمات الهاتفية, فربما تظفرن بخبر جيد تنقلنه للزبونات المنافسات .

الجانب الجيد لصالونات التجميل

" إن جاز إعتباره إيجابيا " , هو منح السيدات إطلالة شبابية افتقدنها الأمهات من الجيل الأول . فذات الأربعين عاما تبدو الآن كذات العشرين في ذلك الوقت . ولكن الضريبة لا يقدر عليها أي كان , حيث التسعيرة "تكسر الظهر" على متوسطات الدخل , ولكن على الثريات فهو مجال ممتع لصرف الفائص النقدي المتوفر دائما .

الغريب في صناعة صالونات التجميل , أنه رغم كثرة محلاتها الا أن الأسعار تبدو متقاربة , ولكنها تتضاعف إذا اكتسب الصالون مسمي نادي صحي أو تجميلي , أو عندما يكون اسم صاحبته من الأسماء المعروفة في دنيا الموضة والتجميل .

ولكن هناك ثمة سؤال : هل احتفظ هذا العالم بخصوصية المرأة أم تجاوزها مقابل الإغراء المادي؟

مهما كان الجواب واسعا , "الوفاق" استطاعت التوسع مع الإجابة لتكشف ما وراء هذا العالم في الشارع الواحد , وعلى بعد أمتار من بعضها البعض حيث تجد لوحة لاسماء صالونات تجميل تحمل مسميات لـ"الخياطة" او"مشغل للسيدات" , في حين تختفي كلمة "تجميل" من اللوحة . ورغم اللوحة التي لا تثير الفتيات لكونه مجرد " مشغلا " , تجد السيدات يترجلن من سياراتهن , وبثقة يدخلن "المشغل" لأنهن الوحيدات اللاتي يعرفن أن ثمة شئ مميز ها هنا داخل المحل الذي يرفع لوحة بريئة . قد يكون كوافيرا أو اكثر ؟

ولكن مالسر وراء اختفاء النشاط التجميلي من اللوحة؟هل البعد عن الرقابة هو السبب ؟

أم أن استخراج سجل تجاري لـ"الخياطة" هو الأسهل والأقل شروطا؟

الحقيقة أن السببين معا هو سر الاختفاء , اضافة الى ذلك تهرب البعض من دفع الزكاة لكون سجلات الربح لدى صالونات التجميل تبلغ أضعاف سجلات الخياطة كما هو معلوم لدى الأوساط التجارية . وما يؤكد التوجه الخفي , قيام بعض المحلات بتخصصيص قسم التجميل في غرفة توزيعها الهندسي منعزل نوعا ما عن باقي تصميم المحل دون إشارة الى كون تعريف الغرفة بـ"غرفة الماكياج" , أو تنظيف أو مساج أو غيره . الوضع القائم سمح وشجع بعض الصالونات على انتهاك الدين والعادات ليرضين جنون بعض السيدات والفتيات في أمور لاتصفها السويات الا بـ"الغريبة".هذا الانتهاك طال نشاطين هما : نزع الشعر والنقش بالحناء.

القاعدة في نزع الشعرللصالونات هو الذراعين بمبلغ 100 ريال والبعض تطلب ما تحت الإبطين فتدفع 20 ريالا زيادة , اما الساقين لما تحت الركبة فإن التعسيرة المتعارف عليها 50 ريالا . ولكن جنون الموضة , واعتبار صالونات التجميل غرفة دون خطوط حمراء , سمح لبعض النسوة بدفع 100 ريال مقبال نزع الشعر من الساقين إلى أعلى الفخذين!! . مهلا , هناك بعض الصالونات تقدم خدمات نزع الشعر بالكامل من الجسد مقابل 500 ريال , ورغم كونها نادرة الا انها على الاقل تحدث , ولا تقدم إلا لصديقة مقربة من صاحبة المحل أو لمن توصي عليها هذه الصديقة , وفي حالات أخرى لمن يدل مظهرها ولباسها على تجاوزها المسموح .

ولمن يعتقد أن نزع الجسد بالكامل يستثني العورة المغلظة , يكون مخطئا لأن العرض المقدم يشملها , حيث تنزع المرأة لباسها

أيمانها وحيائها وتقفل الغرفة بالمفتاح وتبدأ الموظفة العمل وهي مكرهة خاصة لو كانت مسلمة وتضطر للقيام بمثل هذه الأمور لقاء لقمة العيش . في هذا النوع من الخدمات لاتستطيع صاحبة المشغل او الصالون ان تكتب الخدمة في قائمة أسعارها خوفا من

العقوبة .

مهلا , ربما يكون هناك من يجرأ على كتابة ذلك . وهو ما يحدث حقيقة , حيث يوجد نادي صحي وتجميلي وهو الأشهر في المنطقة الشرقية يتبع لمستشفى مشهور تجاوز الكل ليكتب في قائمة الأسعار عبارة "نزع شعر خط المايوة البكيني بـ 52 ريالا ". وكان النادي المذكور على فخامة المبنى

والتجهيزات تقتصر خدماته المقدمة على الأجانب حتى ان دخول السعوديات غير مسموح به وهو على ارض سعودية . في المقابل تجد صاحب المبنى في كل حديث صحفي يشير الى مشاريعه الموجهة الى المواطن السعودي وخدمته . ولكن بعد ذلك اضطر صاحب المستشفى ان يفتح أبوابه للسعوديات بعد خسارته من الأجانب الذين اعتادوا القيام بذلك بأنفسهم دون خبيرات في ذلك .

المضحك انه في ايام منع السعوديات كانت رسوم العضوية 350 ريالا للاجنبيات , اصبحت بعد الموافقة على دخول المواطنات بـ 1000 ريال .

ومن الشعر وقصه وصبغه ونزعه , الى نقش الجسد , والذي يجد رواجا بين اوساط الفتيات اللواتي لم يتزوجن بعد . فمن رسم فراشة في أعلى الصدر إلى نقش قلوب أو أسماء مذكرة أو مؤنثة في الكتف من الخلف , في حين يتجرأن السيدات على نقش في الظهر أو البطن أو غيرها .

البعض يستخدم الحناء وهو الشائع لان مدة بقائه لاتتجاوز الأسابيع والبعض الاخر يقوم بالنقش بالتاتو وهو مايعرف بالوشم , ومن التقنيات المشهورة بذلك القيام بوشم احمر شفاه لمحيط الفم واسود للحاجبين للظهور بمظهر ماكياجي دائم . ورغم معرفتهن بأن الوشم محرم لكونه يحجب الماء عن البشرة وهو مالا يكتمل به الوضوء , إلا أن وشم الحواجب انتقل من لبنان الى الخليج حتى اصبح من غير المستغرب ان تجده بين اوساط معلمات الدين , رغم قباحة شكله وتحوله بعد فترة إلى اللون الأخضر بسبب المادة التي يحتويها وهي مادة خطرة تضر البشرة ناهيك أن استخدام ابر الوشم يعد احد نواقل امراض الدم ومنها الإيدز كما صرح الأطباء .

صالونات التجميل ليست فقط بيئة ناقلة "النميمة"و"التقليعات الشاذة" , إنها ايضا بيئة ناقلة للامراض , فالخطر يمكن أن تنتشر عن طريق الجروح التي تحدث عن طريق الخطأ . فمثلاً أثناء قص الشعر بواسطة المقص قد

تحدث بعض الجروح , أو قد يحدث جرح بجانب الظفر عند القيام بعملية تنظيف الجلد المحيط به , ومن خلال هذه الجروح تنتقل جراثيم الأمراض من شخص إلى أخر عن. طريق استخدام نفس الأدوات

دون تنظيفها و تعقيمها بعد كل استخدام. او المواد الكيميائية المستخدمة مع الحناء بقصد إظهار اللون ما لها من تأثيرات ضارة على الجلد

بشكل عام . كل هذا الى جانب بيع وترويج خلطات غريبة مجهولة المصدر بغرض تبييض البشرة .

منقول