عرض للطباعة
بينما كنت اقرأ في بعض كتب الأدب
وما كان يمارسه الشعراء في البلاط من نفاق صارخ
وتمجيد لمن لا يستحق ومبالغة ممقوتة
ربما وصفت أظلم الخلق بالعادل
ورسمت الأضعف بالأقوى
وحينما رأيت تخدير المشاعر الذي مارسه الشعراء لأولئك القادة
ومن قلب للمفاهيم فكم من معوج حسنوه
وكم من نكبة وصفوها بالانتصار
خطر علي هذا السؤال:
هل ساهم الشعراء في أفول نجم العزة
وكانوا سببا لسقوط بعض الدول القوية؟؟
لكم أيها الشعراء هذا التساؤل!!
مما لا شك فيه
أن للشعر وقعه الخاص في اثراء روح الحماس
وتعظيم الممدوح
وتحقير المذموم
فكم قد رفع الشعر من وضيع كان موطئاً للأقدام
وكم اذل من عزيز كان في قومه هو البطل الهمام
وذلك يوم كان للشعر متذوقيه
وله من يسمع
أما الآن فمملكة الشعر
أحسبها أنها مغلقة الأبواب
مع كثرة من يقطنها من أدباء وشعراء
لا يعلى عليهم في ميدان الشعر والأدب
ولكن قل من يتذوق الشعر
ويعرف معانيه
فكان للشعر بسابق العصور
مكانه المرموق
ولا شك أن الشعر قد ساهم من قريب أو من بعيد
في أفول أنجم العزة من سماء الكون
وكان لبعض الشعراء يد في
سقوط بعض الدول
واندثارالحضارات بها
أخي الفاضل / أبو شذى
لك تحياتي على مواضيعك
الرائعة والمتميزة
دمت برعاية الله وحفظه
وربما تكون لي عودة
صدى
أجدك صدى لما في داخلي
على أحر من الجمر انتظاري
بصراحة قرأت الموضوع مرتين
وكم من قوي اذل وكم من ضعيف رفع ...
انا لا استطيع ان اجيبك على السؤال بذاته
وساكتفي بطرح مثال لأحد الشعراء الذي مدح الرجل الذي كان من ( بني انف الناقة )
وقال غيره : الذنب
ناهيك عن امثلة كثيرة من الهجاء والمدح لكثير من القادة فمنهم من
تتغير النظرة اتجاهه بسبب بيت هجاء واحد قد يغير مسيرة حاكم
من الاعلى الأسفل وهناك من المدح ما رفع وعز كثيرين مع أنهم
ليسوا ممن كان وصفهم فيما قيل عنهم وانما كسب المال من الشعراء
هو همهم فتركهم يلعبون بالشعر هجاءا ومدحا على غايتهم ...
وانا بين النعم واللا في الاجابة على هذا السؤال ,,,
وجميل ما طرحته أخي نايف ...
مما لاشك فيه ان الشعر في تلك الأيام كان هو الوسيلة الإعلامية القوية
فقد ساعد الشعراء في علو الدول آن ذاك00000 كما أدى أيضا عمله في زعزعة دول أخرى
والتاريخ يشهد بذلك 0000إذن الشعر له دور أساسي في تلكم العصر 0
إخواني أنا لآانكر دور الشعر السياسي والاعلامي
ولكنني أتساءل عن نقطة واحدة
عن المبالغات في المديح ووصف الحاكم بأنه خير البرية
والتحريض بين المسملين بعضهم البعض
هل كان ( شعراء البلاط) يمارسون تخديرا للحكام واشغالا لهم عن قضايا مصيرية؟؟
في تحليلي الشخصي أنهم أوغلوا في هذه المسئلة كثيرا
والمثال على ذلك قول الشاعر:-
مما يزهدني في أرض أندلس 0000000أ لقاب معتضد منها ومعتمد
ألقاب مملكة في غير موضعها0000000 كالهر يحك انتفاخا صولةالأسد
[ونلاحظ في هذين البيتين أن ملوك الطوائف قد شغلوا من قبل الشعراء بالمديح والثناء وهذا مانراه من تلكم
الألقاب في البيت الأول حتى أنهم عرضوا دولة الإسلام إلى خطر النصارى مما أدى فيما بعد إلى مايسمى
اليوم (بالأندلس المفقود )
حبيب ألبي ... أبو شذى ...
ليسوا هم السبب بالصورة التي تجعلم هم السبب الرئيس .. وإن كانوا لهم اليد الطولى حيث كانوا يمثلون صورة الإعلام ... ومارسوا تخدير الساسة حتى غفل آخر خلفاء الدولة العباسية الثانية عن أعدائه ... وانشغل باللهو والمجون مع الجواري .. حتى غزاه التتر وسبوا كل نسائه وبناته وجواريه .. ووضعوه في كيس وداسوه بحوافر الخيول حتى مات !
ولكن حينما نقوم بقراءة بسيطة لشعر بلاط الخلفاء والأمراء ... نجد أن حين تكون الدولة معتزة قوية .. يكثر شعر العزة والقوة ... وحين تركن بلاطات ـ إن صح الجمع ـ الخلفاء للهو والدعة يظهر الشعر رقيقاُ وادعاً ..
اسمع إلى أبو تمام في زمن المعتصم القائل :
السيف أصدق أنباءً من الكتب ** في حدّه الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في ** متونهن جلاء الشك والريب
والعلم في شهب الأرماح لامعةً ** بين الخميسين لا في السبعة الشهب
أين الرواية؟ أم أين النجوم؟ وما ** صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
تخرصًا وأحاديثا ملفقة ** ليست بنبع إذا عُدّت ولا غرب
عجائبا زعموا الأيام مجفلة ** عنهن في صفر الأصفار أو رجب
***
ثم انظر إلى المتنبئ أبو الطيب .. شاعر السيف والقلم يمدح سيف الدولة وكان رافقه في غزوة عاد منها منتصرا :
على قد أهل العزم تأتي العزائم *** وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها *** وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ
يُكـلّفُ سَـيفُ الدَولَـةِ الجَـيشَ هَمّـهُ *** وقـد عَجَـزَتْ عنـهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
وَقَفـتَ وَمـا فـي المَـوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ *** كـأَنكَ فـي جَـفنِ الـرَّدَى وَهْـوَ نـائِمُ
تَمُــرُّ بِـكَ الأَبطـالُ كَـلْمَى هَزِيمـةً *** ووَجــهُكَ وَضَّــاحٌ وثَغْــرُكَ باسِـمُ
نَــثَرتَهُمُ فَــوقَ الأُحَــيدِبِ كُلِّــهِ *** كَمـا نُـثِرت فَـوقَ العَـرُوسِ الـدَراهِمُ
***
ولكن حين فسد البلاط ... وانحرفت ساسة تصريف الأمور .. فسد الشعر ... هذا إبن هانىء الأندلسي يقول في المعز لدين الله الفاطمي ، ويكفي منها هذا النموذج المهين للمبادىء والأخلاق :
ما شئت لا ما شاءت الأقدار *** فاحكم فأنت الواحد القهار
وكأنما أنت النبي محمد *** وكأنما أنصارك الأنصار
... وإن شئت زدتك ..
أخلص الود .. طيب الأصل .
المعتز
رأيك صائب جدا
وبارك الله فيك
طيب الاصل
هل افهم من كلامك انهم كانوا تابعين
تسيرهم الظروف التي تحيط بهم
ثم المتنبي يمارس دور التخدير المبالغ فيه
تحية
زدنا ولا تبخل
أبو شذى ....
تعرف جيداً موقف عمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ من الشعراء حين جاءوا مادحين ... ينظمون الكلمات المنمقة ـ تخدير ـ ... ويتسابقون لاستمالة الخليفة كما تعودوا من سابقيه ... تعرف موقفه من ذلك ..
فهم في نظري تبعاً ... !
دمت بود .
يقول أبو تمام :ولولا خلال سنها الشعر ما درى =بغاة العلا من أين تؤتى المكارم
ولقد ردت الخليفةَ معاوية عن الهرب في ليلة صفين أبياتُ عمرو بن الإطنابة:
أبت لي عزتي أبى بلائي = وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وقولي كلما جشأت وجاشت= مكانك تحمدي أو تستريحي
لأدفع عن مكارم صالحات = وأحمي بعد عن عرض صحيحفما الشعر إلا مهذب للنفوس راق بها درجات سلم القيم
ولقد كان الشعر وقود الهمم وسهاما لا تقل شأنا عن سهام الحرب
( لهو أشد عليهم من وقع النبل)
ولقد كان الشعر من أذكى الوسائل لإشعال نار الغيرة على الدين إبان الحروب الصليبية .
ولقد تعرض لهذه النقطة التي أثرتها هنا الدكتور شوقي ضيف في حديثه عن الأدب العباسي
حيث قال كلاما لا أتذكره تماما ومما لا يزال عالقا بالذاكرة من مفهومه :
ولا يعني ذلك ( وصف الخلفاء بالعدل والشجاعة وعلو الهمةو ووووو........) صدق ما قاله الشعراء في الخلفاء العباسيين أو حصوله واقعا إنما كانوا يضربون لهم المثل الأعلى ليحتذوه. فعلى كل خليفة أن يتأمل نفسه بعد كل قصيدة مدح .
فلا أتصور أبدا أن يكون الأدب عامل هدم في حياة الأمة إلا إذا فقدت ماهو أجل منه من القيم
وعلى كل حال ( كل إناء بما فيه ينضح)
وافر المحبة
أستاذي يحيى الشعبي
أشكر لك جميل ردك ووضوح عباراتك
هذا هو بالفعل السبب:
حين تنتكس الفطر والقيم في المجتمع فما الشعر عنها بشاذ
بل هو صدى لما يعتلج في النفوس
كلما استقام المجتمع استقام الشعر
وكلما انتكس انتكس
ولا نتكلم عن الحالات نادرة بل نقصد الوجهة العامة
وافر الود
سألت فأوجعت أيها الأزيبياقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف أزيبي
لم يكن الشعراء في يوم من الأيام سببا في أفول نجم العزة
لكن تأريخنا يانايف يحتاج إلى صياغة أخرى صادقة
حتى نعرف من هم السبب...
تحية سامقة تليق بقامتك...