تتطور قدرات طفلك اللغيوية من مجرد المناغاة وهو رضيع الي المناقشة الحقيقية وهو تلميذ .
وهويستخدم هذه القدرات بشكل أو بأخر ليستعلم عن كل صغيرة وكبيرة عن العالم المحيط به .
وفي سن معينة , ينظر طفلك إليك على أنك الموسوعة التي سوف تمده بالمعلومات المتكاملة و الخبرات .
فلا تخيبي أماله ، واستمتعي معه بتجاذب أطراف الحديث ، وساعديه على امتلاك مفاتيح اللغــــــة .
تختلف قدرة الطفل على التحكم في مفاتيح اللغه وإجادة أساليبها تبعا للمرحلة العمرية التي يمر بها , لكنه في جميع الأحوال , يستخدمها لمد جسور التواصل مع الكبار وسبر أغوار العالم المحيط به , هذا بالاضافة إلى استخداماته العادية لها في الكلام و التعلم و الفهم فالطفل يستخدم اللغة إذن للوفاء بحاجاته التعليمية واكتساب الخبرات التي تختلف باختلاف مراحل النمو التي يمر بها وتزداد كلما ازداد عدد سنوات عمره ... كالاتـــــــي :
2 - 3 أعوام : مرحلة تعلم الكــــــلام .
ما أن يبدأ الطفل في اكتشاف الكلمات وفنون استخدامها , تتولد لدية رغبة في أن ينصت الآخرون له , فيبدأ في سماعهم صوته , وسرعان ما يقوم ببناء الأحاديث وسرد الروايات و الاشتراك في مناقشات ليتمكن من وصف ما رآه , أو ما فعله ,أو المطالبة بما يريد , ولكن لسوء الحظ , فان عدم وضوح الأحرف و الكلمات التي ينطق بها يحول دون بلوغه هدفه , وفي هذه الحاله , نجده يردد نفس الكلمات ويصر على نفس المطالب , ويتتهي الأمر باستسلامه لحالة من العصبية الشديدة , واذا تجرأت الأم على تفسير كلماته بشكل خاطئ فإن حالة العصبية تتحول الي حالة غضب عاصفة , خاصة اذا تحول طلب الذهاب الي الحديقة , في أذنيك , إلي طلب تناول شطيرة على سبيل الكثال , عنذئذ , يشعر الطفل بخيبة أمل كبيرة .
حاولي : بدلا من الاكتفاء بالفرجة عليه وهو يخوص في الآلفاض الغربية , ويقع في الورطة اللغوية تلو الأخرى , حاولي أن تقدمي له بعض الاقتراحات الممكنة , قولي له مثلا (( أنت تريد أن تقول إن ..)) وعليه أن يجيب بعد ذلك بنعم أو لا ثم قومي بصياغة الجمله أو العبارة التي يريد إيصالها اليك باستخدام كلمات صحيحة , واضحة , وسهلة .
تجنبي : الاجابة عن أسئلته وطاباته بشكل مطلق باستخدام (( نعم ) أو لا فقط .. لأن هذا لأسلوب قادر على قطع جسور التواصل مع الطفل .
4-5 أعوام : أسئلة لا تنتهـــــي .
يبدا الطفل في هذه المرحلة بذل محاولات مستميتة لفهم العالم المحيط به و سبر اغواره , وإذا امتنع الشخص (( الكبير )) عن الاجابة , فإنه لا يدعه في حالة , بل يعاود طرح السؤال عليه مرات و مرات , وحتى إذا أجاب عن أسئلته , فإنه لا يتركه , بل يمطره بكم آخر من الأسئلة يتفرع من الأول , حاولي أن تجيبي عن أسئلته بعبارات عقلانية يستطيع فهمها ولا تضفي على إجاباتك إيحاء بالغموض أو طابعآ علميا جادا حتى لا تزداد حيرته ، فإذا سأل عن كيفية عمل كريم الشمس , على سبيل المثال , لا داعي لأن تسمعية خطبة عصماء عن مخاطر الأشعة فوق البنفسجية أو أثر الميلانين في البشرة , بدلا من ذلك فومي بتشبيه أشعة الشمس بشعلات اللهب الصغيرة التي تحرق الجسم , و تشبية الكريم بالمظلة , حيث تمنع الأشعة من الوصول الي الجسم , تجنبي إعطاءه أوامر بالصمت إذا كانت أسئلته تسبب لك الإحراج أو تضعك في موقف لا تحسدين عليه , وتجنبي أيضا الاجابه عن أسئلته في كلمة ونصف , لأن ذلك يشعر الطفل بالاهمال و النبذ .
6-7 أعوام: مناقشات حقيقيـــة .
في هذا السن , يصبح الطفل قادر على التفكير و التحليل , ويبدي اهتماما بكل صغيرة وكبيرة من حوله , ويستعين بك على استكمال معارفه واتمام خبراته , فانتهزي فرص الاجازات على شاطئ البحر , أو في الريف أو الجبل أو الغابة للقيام بهذا الدور كما ينبغي , لأن الطفل يجد في هذا المناخ مادة جيدة للتامل و التفسير , فانتهزي الفرص للدخول معه في مناقشات ممتعه , لكنها تتطلب منك التحلي بالصبر وحسن التصرف و اللباقة , لأن الطفل , في الغالب , لايكتفي بتفسير مطلق أو مبهم , ولكنه يريد الإحاطة بكل صغيرة وكبيرة عن الموضوع الذى يسأل عنه , وهو ينظر اليك باعتبارك موسوعة معلومات متكاملة , حاولي ألا تخشي الأسئلة الصعبة و المتخصصة لأن هذه الخشية تحول دون استمتاعك بمناقشة طفلك , بدلآ من ذلك , حاولي , إذا استعصت عليك الإجابة , النزول الي مستواه و محاراته في الفضول و الحماسة .
تقبلو تحياتي و احترامي أخوكم
