::sa03:: أربع عشرة طالبة من قرى متقاربة على الضفة الجنوبية لوادي المغيالة بمحافظة صامطة ، يدرسن في مراحل مختلفة داهمهن سيل عارم في ذلك الوادي وهن في طريقهن للمدارس التي تقع في الجانب الآخر منه فنجا السائق وسبع منهن ، واجتاح السيل السبع الأخريات حيث وجد بعضهن على مسافة عشرة كيلو مترات من مكان الحادث على حالة يرثى لها بعد أن ودعن هذه الدنيا جميعا إنا لله وإنا إليه راجعون.
ألا من مُبْلِغٌ عنِّي البرايا = بكارثةٍ دَهَتْ أهلَ الرَّوَايَا
بكارثةٍ يشيب الطفل منها = لقد أضحت هنا أمَّ القضايا
بيوم السبت مأساةٌ وحزنٌ = فكم عينٍ غدت تبكي الضحايا
ضحايا السيل في وادٍ خطيرٍ = ألا فلتبك ياكِرْسَ الحشايا
قُرَانَا كُلُّها أمْسَتْ بحُزْنٍ = من الكُدْمِيْ إلى جِهَةِ العَطَايَا
وفي شِعْبِ الدَّهَامَةِ بات حزنٌ = تشَاطِرُه القُرَى حتى المضَايا
ويا جازان ما كَفْكَفْت دمْعاً = يشاركك الأسى كلُّ البَرَايا
وتبكي الحَقْلَةُ الثَّـكـْلَى نفوساً = مضت لله طاهرةَ العَبَايا
بنات كن آمالاً كباراً = فجاءتْهن يا صاحِ المنَايا
مضى سَبـْعٌ وخَـلّفْنَّ المآسي = وحزناً حلَّ في أرض الرَّوايا
فإحداهنَّ قد تركتْ رضيعاً = وقد كانت تمتِّعه الهدايا
ومنهنَّ التي تركت ضعافا = لَقُوا بوفاتِها كلَّ الشَّجَايا
ومنهنَّ التي تَبْنِي طموحاَ = طواها الموت في عمر الصَّبَايا
أيا رحمن فارحمهنَّ دوماً = وجَنِّبْهُنَّ في الأخرى البلايا
ومَتِّعْهُنَّ في جنات عدن = وطَهِّرْهُنَّ من كلِّ الخطايا
وصبَّرْ أهْلَهُنَّ أَيَا إلهي = فنِعْمَ الصَّبُر إن تأتِ المنايا
فصبراً آل نَجْمِيِّ فصبراً = قَضَى المولى بكارثِةِ الرَّواَيا
ويا آل العَكُوْرِ كذاك صبراً = فصبر المرء من خيرِ السجايا
وإنَّا لِلإلَهِ لراجعُونا = وما في هَـــــذه الدُّنيا مَطَايا
فعيشُ المرءِ في الدنيا قَصِيرٌ = يُنَغَّصُ بالمصائِبِ والرَّزَايَا
عسى الرحمنُ يَجْمَعَُنا بخيرٍ = ويُنْجِـينا الإلهُ من الخَزَايَا
شعر الأستاذ / محمد بن حسن أبو عقيل
المعهد العلمي بصامطة
