من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وأغناه (كتاب الفوائد لابن القيم )

بسم اله الرحمن الرحيم
من كانت الآخرة نيته جمع الله له أمره وأغناه
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي الله صلى الله عليه وسلم قال: من كانت الدنيا نيته؛فرق الله عليه أمره،وجعل فقره في عينيه ،ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ,ومن كانت الآخرة نيته ؛جمع الله له أمره، ، وجعل غناه في قلبـــه وأتته الدنيا وهي راغمة 0 رواه أحمد ، وصححه ابن حبان ، والألباني في الصحيحة
قال ابن القيم في كتابه الفوائد
إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده ؛ تحمل الله سبـحانــه حوائجه كلها ، وحمل عنه كل ما أهمه، وفرغ قلـبه لمحبته ولســـانــه لذكره وجوارحه لطاعته 0
وإن أصبح وأمسى والدنيا همه؛ حمَّله الله همومها وغمومها وأنكادها،
ووكله إلى نفسه ، فشغل قلبه عن محبته بمحبة الخلق ، ولســــانه عن ذكره بذكرهم ، وجوارحه عن طاعته بخدمتهم و أشغالهم ؛ فهو يكدح
كدح الوحش في خدمة غيره ؛ كالكير ينفخ بطنه ويعصر أضلاعه في
نفع غيره 0
فكل من أعرض عن عبوديـــة الله وطاعته ومحبته ؛ بلي بعبوديــــة المخلوق ومحبته وخدمته 0
قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطـــانا فهو له قرين 0
( الزخرف : 36 ) 0
كتاب الفوائد / لابن القيم * إعداد / ناصر بن محمد بشيري

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا

الله يبارك فيك
أخي ناصر