أبي .. رحيل كل بهجة في حياتي ..

أبي


(1)
أبي ..
رحيل كل بهجة في حياتي ..

ويرحل الطيبون ..
ويرحل الطيبون ..
ويرحل ..........
الطيبون .................

آآآآآآآآآآآآآآآآه يا أبي ..
لم أكن أعرف الموت يوماً ..
حتى رحلت ..
ولم أكن أعرف معنى الحياة حتى رحلت ..
(( حبيبي ..
حبيبي .. حبيبي رحمك الله رحمة واسعة ، وأكرم مثواك يـــــــــــا حبيبي ))


(2)
يـــا دعاءً ضل يحميني صباح مساء ..
يـــا كل توفيق أحاط سنيني ..
ويــا كل نصحٍ تلقيته من قلب مؤمن ..
ويــا أطهر فكرٍ شربته ..
ويا أجمل بسمة وأجمل لفظ سمعته ..
ويــا رحمة الآباء أنت ..
............
(( رحمك ربي يا أبي رحمة واسعة ..
و الحمد لله ))
الحمد لله ..
رضاء بما كتب ..
و الحمد لله أن من علينا بك ستون عاماً وثلاث ..
زرعت فينا الكرامة ..
علمتنا كيف أن الخير راحة ..
والبعد عن الشر راحة ..
والعمل عبادة وراحة ..
والإحسان هو سر السعادة ..
و كتبت في روحي وصية :
(( يـابني إحرص على فعل الخير))


(3)
إلهي .. ياكريم .. ياكريم .. ياكريم .....
((سبحانك اللهم وبحمدك ..
الحمد لله ..
لا اله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ))
يا هذه الترانيم الجميلة ..
التي كنت أطرب لها من لسانك فجراً ..
يا أجمل الكلمات التي غادرتني بلفظك ..
ومازال وقعها كالصدى في أعماق روحي ..
ويا أصدق إيمان غسلت به أرواحنا ورحلت ..
(( حبيبي ..
حبيبي .. حبيبي رحمة الله عليك ))


(4)
لن أنسى ما حييت ..
يوماً .. في بيتنا القديم ..
القرآن في يديك (سورة البلد) ..
وتتلو وتشرح معنى البلد ..
نرددها بعدك ..
وتفرح حين حفظنا البلد ..
ولن أنسى ما عشت ..
كيف كنا نتربع بجانبك كل صباح في الطريق للمدرسة ..
وأنت تردد (( يا مطلوب يا موجود .. افتح لنا أبواب الخير وأقفل عنا أبواب الشر ))
ولن أنسى ما بقيت ..
حصص القرآن ودروس التفسير والفقه ..
....
ولن أنسى ..
طوافنا يا والدي بالكعبة المشرفة ..
دعائنا ..
صلاتنا ..
حنانك وحرصك باغتنام المكان في الصلاة والدعاء ..
حججت معك مرات .. طفلاً تحملني ..
وشاباً إلى جانبك تردد وأردد (( لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك لك لبيك ..
.. .. ..
أخي .. يا تلك الكلمة التي تبكيني..
حينما أذكرها ..
كم قلتها لي يا أبي ..
أخي أنت وصاحبي يا أبي ..
.....
لن أنسى حين شاهدتك خلسة ذات مساء ..
تذرف دمعاً رقيقاً ..
تكسرت مثل الزجاج ولم تك تقوى الفراق ..
دموع الرجال كانت تسيل ..
والأرض ليلتها كانت حزينة ...
.. .. ..
حبيبي ..
رحمة الله عليك .. رحمة الله عليك ..
.. .. ..


(5)
كيف لي أن أعيش دون قدوه ..
وكيف لي أن أحب دون روح ..
وكيف لي أن أردد كلاماً جميلاً ..
في غيابك الروح ..
وكيف ..
وكيف ...
وكيف ؟؟
أفكر في ما تبقى من أمنيات ..
رسمت لها أنت كل الطرق ..
لكي لا أتوه ..
وكنت والله بعد الله أنت المعين ..
لأبلغ كل أمانيّ التي فيها أعيش ..
وأشهد أني مازلت أنهل خير دعائك ..
.........
وغبت وغابت جميع الأماني ..
سوى تلك التي زرعت في الروح ..
نحو الطريق القويم ..
سأحفظ كل ..
نصح من الدر قلته ..
وأسلك كل درب نظيف سلكته ..
وأصنع كل خير دعوة إليه ونلته ..
وأسأل ربي المعين .. الرحيم ..
بأن يجمعنا في جنان الخلد ..
هو الله العظيم الكريم ..الجواد الحليم ..السميع المجيب .
....
رحمك الله يا أبي .. رحمة واسعة .

إبنك / حمزة عبده كاملي 5/4/1427هـ

عظم الله أجرك ياريفي
وأسكن والدك الفردوس الأعلى


إصـعـدْ،
فمـوطـنـك

الـسّـمـاءُ
، وخـلِّـنا فـــــي الأرضِ،
إن الأرضَ لـلـجـبـنـاءِ

أقسم بالله ... إنني تأثرت بكلماتك التي كانت تفيض دما ودمعا
رحمك الله يا والد زميلنا رحمة واسعة وأسكنه الله في جنات الفردوس

جئت هنا ..
لأشكر من مر ..

أبي رحمك الله .. وأسكنك فسيح جناته ..

أخي الغالي

عظم الله أجرك

وأحسن عزائك

وألهمكم الصبر والسلوان

وجعلكم خير من يبر بوالدكم بعد موته

درر نثرة

كان الحزن معناها

والألم يسكن في ثناياها

لا أملك غير أن اقول لك

رحم الله والدك ووالدينا

وجميع موتى المسلمين

من يقرأ هذا الألم


ولا تشده رغبة


جامحة للبكاء؟!


وكأن السماء


-الآن-

تسكبُ جمرا!

* * *

كأن المساء


يلتهم الطرقات


يحتسي الخطوات


ويلهو بالدماء!

* * *

أيها الإبن البار ..
أي أب لاشك سعيد بإبن كأنت..

رحم الله والدك وأسكنه فسيح جناته

* * *

دعنا في قاع

دعنا نتجرع التعب

ننام على صراع


ممرغ بالكذب

غارق في الأوجاع
* * *

مودتي

رحمك الله يا أبي رحمة واسعة ..