يساق بعض الشباب إلى الصف الأول في الصلاة فيتراجع عنه ويحجم ولا يتقدم إليه إلا بشق الأنفس . يفضل الأحاديث الجانبية على أداء السنة والتسبيح ثم تقام الصلاة فترى الصفوف تشكو إلى الله فصف فيه الثلث ، وصف فيه النصف وصف آخر ينتظر المدد . رأيت هذا كله فأحزنني كثيراً ، وكتبت هذه القصيدة بعنوان:
( إحجام الفيل )
ماذا أقول وقد ذهلت لما جرى = يا فيل أبرهة تعال لكي ترى
بعض الشباب وقد أتى متثاقلاً = خطواته نحو الصلاة إلى الورا
إن قيل حي على الصلاة رأيته = بين الصفوف يسير سير القهقرى
قد قلدوك بفعلهم لكنهم = لم يبصروا الدرب الصحيح النيرا
شتان بينكما فأنت عزفت عن = شر وكنت من الإله مسيرا
أحجمت عن تحطيم قبلة أمة = لكن إحجام الشباب تغيرا
يا أيها الفيل العظيم لعلني = أغضى حياءً إن أتيت لتبصرا
ماذا تقول إذا رأيت شبابنا = والبعض في الصف الأخير تسمرا
وحديثه يحلو بجانب خله = حتى وإن قرأ الإمام وكبرا
وصفوفهم عند الصلاة تقطعت = أوصالها وغدت تنوح تحسرا
فهناك نصف في اليمين وآخر = يهوى اليسار وللزوايا بكرا
وتمر ساعات الصلاة ثقيلة = وإذا انقضت نفض الثياب وأدبرا
لا سنة صلى ولا ذكراً تلا = وكأنه ما جاء إلا مجبرا
عجبا أهذا من شباب محمد = أم أنه ضلَّ الطريق وما درى
يا فلينا أهلاً بطيفك إن أتى = وأطل في زمن الضياع وأثَّرا
إن جئت سر نحو الأمام لعلنا = نلتقى شباباً للأمام مشمرا
وأفقت من حلمي فزدت تعجباً = وتأسفاً ، وتألماً ، وتأثرا
لكنني أبصرت صنفاً آخراً = من جيلنا أبدى الملام وأظهرا
أهدى إلىَّ عتابه فقبلته = والشهم يحترم التقي الخيرا
حاشاي أن أنسى شباباً قد سما = للمجد واتخذ المساجد منبرا
لكنني عاتبت بعض شبابنا = وإذا قسوت لعله أن يعذرا
فجميعنا كالعقد إن حباته = خرمت تناثر كله وتعبثرا
أنا ما كتبت قصيدتي مترنماً = كلا ولكني أتيت مذكرا
والشعر ما زار الديار سياحة = ما جاء إلا منذراً ومبشرا
أبو البراء / حسن بن على يحيى السهلي
