إن الابتسامة لا تكلف شيئا ولكنه تعود بخير كثير ، وهي لا تفقر من يمنحها مع أنها تغني آخذيها ، ولا تنس أنها لا تستغرق لحظة لكنها تبقى ذكرى حلوة إلى آخر العمر، وأنه ليس هناك من هو فقير إلى درجة أنه لا يملكها ولا من هو غني إلى درجة أن يستغني عنها وكن واثقا من أنها راحة للمتعب، وأمل للبائس ، وفيض سعادة للسعيد ، وهي إن كانت لا تشترى أو تباع ، فإن خيرها يعم آخذها ومعطيها .. فابتسم .. ابتسم
نعم ... إنها حركة بسيطة و لكنها تعني للمدعو الشيء الكثير، فهي بذرة صغيرة ترميها في نفسية المدعو تنموا و تكبر و تؤتي أكلها بإذن الله و هاهو خير البشر يرشدك أيها الداعية و يحثك على البسمة : فيقول : " تبسمك في وجه أخيك صدقة" وهاهو صلى الله عليه و سلم يصف حسن الخلق فيقول : " بسط الوجه و بذل المعروف و كف الأذى" و يقول : " كل معروف صدقة و إن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق ...".
وأن العبوس و الغلظة ليست من الدين في شيء خاصة في مقام الدعوة إلى الله ولا يهمك بعض من جعلوا من العبوس أصلا من أصول الدين فابتسامته كهلال رمضان لا يوفق الكثير في رؤيتها، و يسمي هذا التزمت التزاما أو وقارا و أنا أرى أن هذا الذي يفعل هذا الفعل لن يكون أكثر وقارا من رسول الله صلى الله عليه و سلم، الذي قال فيه أبو الدرداء رضي الله عنه :" ما رأيت أو ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يحدث حديثا ألا تبسم " و في حديث آخر عن عبد الله بن الحارث بن جزء قال: " ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه و سلم" .
و هاهو ديل كرنيجي - أحد علماء النفس المشهورين - يقول في كتابه كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الآخرين :
إن ما يقال أن سر النجاح يكمن في العمل الجاد و الكفاح فلا أؤمن به متى تجرد من الإنسانية اللطيفة المتمثلة في البسمة اللطيفة.
و هاهم أهل الصين يوجهون لدعاة الإسلام نصيحة جميلة و الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها أخذها إذ يقول المثل الصيني :
الرجل بوجه غير باسم لا ينبغي أن يفتح دكانا
فكن أخي كالرجل الهرم الذي قال فيه الشاعر زهير :
تراه إذا ما جئته متهللا كأنك تعطيه الذي أنت سائله
و إياك أن تكون من الذين :
وجوههم من سواد الكبر عابسة كأنما أوردوا غصبا إلى النار
ليسوا كقوم إذا لقيتهم عرضا مثل النجوم التي يسري بها الساري
و تذكر دوما أن :
الابتسامة تحدث في ومضة و يبقى ذكرها دهرا، و هي المفتاح الذي يفتح أقسى القلوب، و هي العصا السحرية التي تكبت الغضب و تسري عن القلب.
و ختاما - ما رأيكم أن نجرب هذا المفتاح فنبتسم في وجه كل من تلقاه من أهلك أو أصدقائك أو إخوانك أو زملائك أو طلابك أو موظفيك و ترى ردة فعلهم ، لعل الله يكتب لك أجر المعروف بأن تلقى أخاك بوجه طلق ، أو يكتب لك ما هو خير من حمر النعم بأن يشرح الله صدر أحدهم على يديك أو على شفتيك .
و كما بدأنا بالابتسام فإنا نختم بالابتسام و السلام
تحياتي للجميع
باسم: باسم: باسم: