الهيمنة وفوبيا المنافسة! وعقل البلوي المتحجر

[c] عندما يشتري نادٍ ما عقود لاعبي الأندية الأخرى ممن يحتاجهم وممن لايحتاجهم.. وعندما يقوده إيثار الذات والخوف من الماضي والهروب تجاه شراء من (هب ودب) وإغراء اللاعبين واستغلال ظروفهم وقطع الطريق أمام الأندية الأخرى من الاستفادة من اللاعبين الآخرين (للتكويش) على كل لاعب قد يفيد ناديه أو نادياً آخر.. عندها فقط ندرك ان القيم الرياضية والفروسية قد تلاشت واضمحلت عند أولئك الأنانيين.. وعندها أيضاً ندرك ان المنافسة أضحت دون معنى ولا قيمة لها ولا قيم تؤطرها.. عندها فقط ندرك ان ما يحصل سيصبغ حقبتنا الرياضية هذه بغمام أسود.. فالرياضة فروسية ومنافسة متاحة للجميع.. أما شراء الجميع هلعا وخشية من المنافسة فهذا لم يعد رياضة ولا منافسة ولا يقر من كل ذي عقل سليم.
وهنا أذكر تماما عندما كانت إمكانيات أحد الأندية تسمح له بانتقال بعض اللاعبين البارزين إلى ذلك النادي في وقت مضى.. فقد كانوا هم أنفسهم يطلقون على اللاعبين المنتقلين عبارات أمثال المرتزقة الطيور المهاجرة وغيرها من المسميات بينما يسمون النادي المستفيد بمقبرة اللاعبين والفريق المجمع وفريق المرتزقة ويعزفون على وتر الوطنية حيث ان تجمع اللاعبين المتميزين في ناد هو هدم لبقية أندية الوطن.. والآن عندما أصبح ناديهم المستفيد الأوحد ينسقون ما بين (كتبتهم) لتبييض وجه الطيور المهاجرة وهجرتهم في اتجاه أحادي.. وكنا نظن في السابق ان كلامهم ذاك عن مبدأ.. ولكن تلاشت المبادئ مع توفر (الفلوس).. ففقدوا مصداقيتهم كما سيفتقدون الثروة الطارئة طال الزمان أم قصر.. فالتاريخ علمنا أنه لا يصح إلا الصحيح.. ويبقى السؤال: هل هذا السلوك الأناني سيكون محل رضا الأوساط الرياضية والشبابية أم محل نقمتهم؟! ثم هل الهلع من المنافسة يصل إلى هذا الحد من التخبط وشراء عقود لاعبين عاديين بعشرات الملايين لقطع الطريق على الأندية الأخرى من الاستفادة منهم؟!.. إنها حقاً فوبيا المنافسة!
الأمن والمال!!

صالح رضا
[/c]