البقشة

إحساس مرير ، ومعاناة أكبر من أن تعبر عنها أوزان شاعر آو تلونها ريشة رسام
معاناة لا يستطيع تصويرها إلا صوت مخنوق متهدج ودموع متحجرة ساكنة
وصرخات مكبوتة بين الضلوع تتفجر عن نظرات حادة يرمي بها كل من يرمقهم
بنظرة تأنيب او حتى نظرة شفقة
( تلك هي المعاناة التي يعيشها الكثير من كبار السن رجالا ونساء )
رأيته يجلس وحيدا مبتعدا عن الناس يجلس القرفصاء على درج باب منزله
عيناه شاردتان في الفراغ ، ويداه تداعبان التراب ، وجهه منكوس إلى الأرض
وكأن عيناه قد سمرتا في الأرض .
نعم إنه شيخ كبير في السن قد احدودب ظهره وضعف بصره وقلت حيلته
قد عبث الدهر به ، وأذاقه ما يذيقه من صنوف الشقاء ، وألوان الآلام حتى إذا علم أنه قد أوحشه وملاْ قلبه غيظاً وحنقاً اطلع له في تلك السماء المظلمة بارقة واحدة من بوارق الأمل الكاذب
فاسترده بها إلى حظيرته راضياً مغتبطاً كما تقاد السائمة البلهاء بأعواد الكلأ إلى مصرعها ،
فما اسعد الدهر بالإنسان ، وما أشقى الإنسان به ،
( نعم لقد أحزنني منظر ذلك الشيخ الكبير الذي قد نسى الحياة ونسيه الناس
صدقوني لقد تذكرت ذلك المسلسل طاش ما طاش عندما عرض حلقة ( البقشة )
وهي المتاع الزائد في البيت الذي لم تعد له حاجة وأصبح مجرد عالة على غيره
نعم للأسف الشديد هكذا أصبحت نظرة الكثير من الناس لآبائهم وأمهاتهم أنهم مجرد عالة وحمل ثقيل على قلوبهم ، فيصبح ذلك الرجل الكبير يعيش حياته حزينا كئيبا ينتظر ساعة وفاته كي يستريح ويريح .
تمنيت لو كان ذلك الشيخ الكبير يفهم كلامي لقلت له :
انك قد ضحكت بالأمس كثيراً ، فابك اليوم بمقدار ما ضحكت بالأمس ، فالسرور نهار الحياة ، والحزن ليلها ، ولا يلبث النهار الساطع أن يعقبه الليل القاتم .
ومتى كانت هذه الحياة موطناً للسعادة أو مستقراً لها ؟
ومتى سعد أبناؤها بها ، فنسعد مثلهم كما سعدوا؟
وإن كان لا بد من سعادة في هذه الحياة ، فسعادتها أن يعيش المرء فيها معتقداً أن لا سعادة له فيها ليستطيع أن يقضي أيامه المقدرة له على ظهرها هادئ القلب ، ساكن النفس ، لا يكدر عليه عيشة أمل كاذب ، ولا رجاء خائب ....
وبعد هذا كله أتوجه برجاء وأمل لكل شخص منا أن يرفق بوالديه ، وأن يحسسهم بأهمية وجودهم ، فهم تاج رؤوسنا ، وسبب فلاحنا وفوزنا في الدنيا والآخرة .
صدقوني لقد كدت أبكي عندما تخيلت حالتي وأنا كبير السن ( لو كتب الله لنا العافية ) كيف سيكون مصيري !!!!
هل سأعزز وأكرم في كبر سني وضعف حيلتي وقدرتي ، آم سأكون مجرد عالة وحمل ثقيل على أسرتي ؟؟

لأن بكيت فحق لك البكاء
ولأن حزنت فلن تجد من يعاتبك
أولئك أباءٌ لنا تقدم بهم العمر
نسوا كل شيء إلا لساناً يلهج بذكر الله
نسيتهم الحياة - كما قلت -
ونسيتهم قلوب الجبابرة
آآآآه يا شفق
ليتك أشفقت على قلوبنا
كم أعدت بذلك التصور
صور كنا نعايشها
أناس كنا نعشقهم ونتمنى ان نجلس معهم
رحلوا وغيبتهم الحياة
في القلب بقيت صورهم
وفي الأفاق تلوح ذكراهم
كانوا مصدر الأنس
وفرحة النفس

تقاربت خطواتي و انتهى أمدي =و صرت مغترب الاحساس في بلدي
كأنما بتر الماضي الذي انصرمت =أعوامه عن رؤى يومي و وجه غدي
تمضي الحياة امامي وهي غافلة =عني فلم تلتفت نحوي و لم تعد
أبث فكري فلا بنتي تشاركني=فكري و يأنف مما ابتغي ولدي
قد كنت يوما فتى يلوي عمامته =على البطولة ، أبني منزلي بيدي
ما كان يحملني العكاز ، كنت على=ساق العزيمة امشي مشي متئد
ما كنت اشكو انحناء الظهر في زمن=مضى و لا مقلتي تشكو من الرمد
جبال قريتنا الشماء تعرفني=فكم رأتني اغذ السير في صعد
و كم غدوت الى البستان في غلس=و مجلس الفجر لما بعد ينعقد
و اليوم شيخوختي الرعناء تعزلني=عما اريد و رأيي ظاهر الفند
اشاهد الركض من حولي فيحزنني =ضعفي و قد كنت ذا عزم و ذا جلد
كم مجلس خلتُ أني فيه متحد =عن اهله ، آآه من احزان متحد
تحدثوا عن امور ليست اعرفها=و استبشروا و انا اشكو من الكمد
اغفو و اصحو و ضعفي لا يفارقني=و ليس لي غير رب الكون من سند
تطول ساعات أيامي فترهقني =كأنها رمة مفتولة العقد
جيش من السأم القاسي تلاحقني=جنوده و أنا في حاجة المدد
يا أرذل العمر كم أتعبت راحلتي =فاستسلمت بعد طول الركض للوتد

لا أستطيع أن أكمل يا شفق
ولكن ثق أن لي عودة هنا - بإذن الله -

رعاك الله أيها الوفي المخلص
رعاك الله يا صاحب القلب الكبير
قد لا يعرفك البعض
ولكن من لم يعرفك فليقف هنا
ليتبين صدق الحروف
وجمال العبارات
وصفاء القلب
حفظك الله أخي الغالي
ودمت برعاية الله وحفظه

اخي الفاضل / صدى الوجدان ... تحية عطرة
اشكر لك مرورك الكريم
كما عهدتك مبدعا في ردودك جاد في نقاشك رائع في طرحك
صدقني هدفي من الموضوع ما يلي :
تقديم النصيحة للآباء بالحرص على حسن تربية ابنائهم صغاراً حتى يحسنوا اليهم كبارا .
والنصيحة للابناء بتذكر فضل والديهم عليهم ، فوجب عليهم رد الجميل والاحسان .
سمعنا الكثير من القصص المحزنة ممن رمى والديه في دار العجزة او عمن تنكر لجميلهم وجحد فضلهم
فنسيهم وتخلى عنهم .
تحياتي لك

لله ماأروع قلمك ايها الشفق
وماأجل احساسك



تحية ممزوجة بالورود

ليت الأغبياء يعلمون
أنهم على هذا الطريق سائرون
وأن هؤلاء الشيبان والعجزة قد كانوا في يوم من الأيام
ملء السمع والبصر شبابا وقوة وحيوية ونشاطا
وليتهم يعلمون أنهم كانوا أفضل منهم في كل شيء
في عقيدتهم وإيمانهم وطيبتهم وإخلاصهم ونشاطهم وأعمالهم وتعبهم وكدحهم
وأنهم بنوا وعمروا وربوا وأسسوا وأقاموا وخلفوا البنين والبنات
وحرثوا الأرض وزرعوها
وأقاموا الدنيا وأقعدوها
والواجب أن نحتفي بهم ونقيم لهم وزنا كبيرا في بيوتنا وبيننا
ونقدم لهم كل أنواع الرعاية والتقدير والاحترام والمشورة والترويح عنهم قدر المستطاع
وإخراجهم من عزلتهم .
فإن معاملتك لوالديك ستنال جزاءها في الدنيا من أبنائك وفي الآخرة من رب العالمين .

نسأل الله تعالى أن لا يجعلنا عالة على غيرنا

ما أجمل موضوعك يا أبا محمد
وما أرهف إحساسك

جزاك الله كل خير

رأيتها وقد دب الوهن فى جسدها وكسا الشحوب وجهها تمشي وتتعثر خطاها قالت اه لقد انتهى زمانيه ومات اقرانيه وبقيت وحدي فى هذا الزمن وليس زماني وكأني عبا ثقيل على اهله الارض ارضي طويت فيها رداء شبابي وها انا اقف الان وحدي حديثي طويل ممل وذكرياتي اتلوها على نفسي لاحد يود الاستماع اليه ايها الاحباب ماذنبي ان وجدت فى زمن ليس زماني ايها الاحباب لوكان بيدي لحجزت تذكرة الرحيل ورحلت عنكم

أين انت يا ابي لأحني جسدي كي اقبل قدميك ؟

رحمك الله ايها العزيز واتمنى من الله ان يجمعنا

في جنته.......................

أخي الفاضل / ابو اسماعيل .. تحية عطرة
سعدت كثيرا بتواجدك ونقاشك وطرحك الرائع
نعم ليت الأغبياء ممن جحدوا وأنكروا فضل الوالدين يعلموا ما سيلاقيهم عند خالقهم يوم القيامة
مهما قدمنا ومهما فعلنا لوالدينا فلن نفيهم ولو جزء بسيط من فضلهم علينا ، والأدلة على ذلك كثيرة من الكتاب والسنة الشريفة .
ولكن الا ترى يا استاذي العزيز إن للتربية عند الصغر دور مهم في حصد نتائجها عند الكبر
تحياتي لك

دائما في الطليعة أيها الشفق كلام جميل ورائع لك مني جزيل الشكر New4: فأنت كهذه

أخي الشفق :

يكفي ما ذكره صدى الوجدان عنك :

رعاك الله أيها الوفي المخلص

رعاك الله يا صاحب القلب الكبير

قد لا يعرفك البعض

ولكن من لم يعرفك فليقف هنا

ليتبين صدق الحروف

وجمال العبارات

وصفاء القلب

أخي هل تصدق وصل الأمر ببعض الأولاد

بضرب والديه فوالله عندما تأتي إلى الأم

وتشتكي من ولدها وتقرأ ما تلفظ به ذلك

الولد على والديه لوقفت مذعورا من ذلك

حفظك الله أخي الغالي

ودمت برعاية الله وحفظه

تحياتي أيها الأصيل .

صدقني تأثرت من ذاك الموقف عند سن الرحمه من الأبناء ..... ارفع يدك الى السماء بأن يرزقنا الذريه الصالحه
رائع في كل شيء ايها الشفق