الحضور والإنصراف
لا يحق لك ايها المرؤوس أن تتأخر دقيقة واحدة ولا أن تتخلف عن المجيء مبكراً ، ويجب عليك أن تخاطر بنفسك ، وتسرع بسيارتك ، وأن تصل في الوقت المناسب مهما كلفك الأمر من مجازاتك عن سرعة أو مخالفتك لقطع إشارة ، المهم أن تأتي قبل إقفال البيان وإلا فالويل لك والثبور على فعلتك ، أما أنت ايها الرئيس فالوقت متسع لك ، فأي وقت تشاء أن تحضر فهو لك ، إن شئت حضرت مبكرا فهذا يدل على اهتمامك الكبير وحسن تدبيرك ، وإن لم تحضر فلا بد أن شيء ما قد منعك من الحضور مبكراً حتى لو كان هذا كل يوم ، فأنت معذور في كل الحالات ، وبالنسبة للانصراف فلربما كان هناك عمل يقتضي وجودك أيها المرؤوس ، فلا ضير إن مكثت نصف ساعة أو أكثر ، فمصلحة العمل فوق كل اعتبار ، أما أنت ايها الرئيس فلك أن تنصرف في الوقت الذي تريد بدون أن تستأذن أو تعلم أحدا ، فلقد بذلت جهداً بما فيه الكفاية .
الإجازات
الإجازات حق حصري لإرادتي أنا الرئيس ، فأنا الذي أقرر متى تأخذ الإجازة ومتى لا ، وأنا الذي بيده أن يوقع على إجازتك ويقبلها أو يرفضها ، وقد أحرمك من إجازة تستحقها في وقت تحتاج إليها، ولا يحق لك أيها المرؤوس أن تعترض أو تشتكي ، أما أنا الرئيس فسأتمتع بإجازتي وقت مايحلو لي ، وسأقضيها متى مارغبت بها ، ولن يمنعني أحد من ممارسة حقي الطبيعي (الاستبداد ) في نيل مطلبي هذا .
الدورات والانتدابات
الدورات حقوق مكفولة لك أنت ايها الرئيس ، فأنت الذي تميز بين الموظف الذي ترتاح له ، وتستسيغه ، وتستعين به في انجاز معاملاتك الخارجية والداخلية ، ومستودع لأسرارك ، ويتكتم على مخالفاتك ، وهو عين ثالثة لك على موظفيك ، فهذا الموظف له الأولوية في حضور الدورات ، والحصول على الانتدابات ، وإعلامه بها ، وإخباره عن انسبها ، أما الموظف المجد ، المجتهد ، الذي يسعى بكل ما أوتي من طاقة ، وكل ما مُنح من موهبة ، لإظهار إدارته بالمظهر اللائق والمناسب ، وتقديم الغالي والنفيس من اجل الإخلاص والتفاني في عمله ، والمثابرة عليه ، فهذا تغلق ادراج مكتب المدير على دوراته وتغيب في مكان مجهول ، وتحبط عزائمه ، وتثبط قواه ، ويفتر نشاطه ، ويقضى عليه بسبب الإحباط الذي لاقاه ، وبسبب تجاهل التقدير والإشادة له ، وهذا دأبك أيها الرئيس
حرية التعبير
أنت ايها المرؤوس لاحول ولا قوة لك ، فحرية التعبير لديك مصادره ، والإرادة مسلوبة منك ، والإدلاء بالرأي بالنسبة لك منزوع ، فلا رأي فوق رأي الرئيس حتى لو كان خاطئ ، ولا فكرة في ذهن الرئيس تعلو عليها حتى لو كانت غير صائبة ، فاقتراحك أيها المرؤوس مرفوض ، ولفت نظر غيرك متجاهلة ، وصوتك غير مسموع ، فالأمور تسير كما يريدها الرئيس .
الإنصاف
ليس هناك من جهة تقيم فيها علي مظلمتك ، فأنت خاضع لنزواتي ورغباتي ، واذا سولت لك نفسك في يوم من الأيام، أو تجرأت وحاولت أن تشتكي علي أو أن تنصف نفسك مني ، فأنت بذلك تجني على نفسك ، ألا تعلم أنه لا يجوز أن تتعدى مرجعك الذي هو أنا ، ألا تعلم أنه في الأخير سوف ينالك عقابي وسوف أضطر إلى نقلك إلى أي إدارة تلاقي فيها العناء والتعب ، وسوف يكون امتداداً بل أكثر من ذلك من الاضطهاد والتعنت وسوء المعاملة .
