حدثت بقرية المحّرقة ((( في وجوه الفقراء يسكن الجمال )))

((( في وجوه الفقراء .... يسكن الجمال )))




على الحدود المتاخمة لدولة اليمن الشقيقة , وعلى الجنوب الشرقي لمدينة الطوال تقع قرية صغيرة تدعى ( المحرّقة )قرية تبدو للوهلة الأولى ولمن يقدم اليها وكأنها خالية من أي نبض للحياة فهي عبارة عن منازل متباعدة وشجيرات متناثرة وقليل من الرعاة يتضللون بشجرة ( المرخ ).
على بعد عشرة أمتار من الطريق كان هناك دكان صغير يعمل به رجل يبدو وكأنه قادم من حضارة البابليين فذلك الثوب المخطط وتلك العصابة الحمراء تدل على أنه من حقبة زمنية بعيدة .

على سيارتي وملبسي الأنيق كنت أنظر بأنه لاشيء يستحق أن تتأمله في هذه القرية الصغيرة ..... كان لابد لي من أخذ ولو ماءا والتحدث مع صاحب الدكان فما زال لدّي الوقت الكافي قبل الذهاب الى الشخص الذي أتيت من أجله .

تقدمت قليلا وبدأت في مخاطبة صاحب الدكان :
هل لديك مايستحق أن يشترى ؟؟!! قال : نعم ... فكل مافي هذا الدكان للبيع ياولدي قل مالذي تريده وأبقى في سيارتك وسآتيك به .

أريد عصيرا وقاروة ماء باردة .
أخرج علبة صغيرة كان تاريخ الإنتاج قد تجاوز عام بأكمله من تاريخ صلاحيتها فأخذت اتأملها وأنظر اليه متسائلا :
هل يدرك هذا الشخص ما يقدمه من خطر لابناء قريته ؟؟؟
وهل فعلا هذه التواريخ يعيها هؤلاء الفئة من المجتمع ؟؟؟


حاولت أن أبين له خطورة تجاوز صلاحية الإنتاج لكل منتج .... ولكن هل مثل هذا يعي ما أقوله ؟؟!!
أخذني حب الإستطلاع وأظهرت نفسي أمامه كرجل مسؤول نزلت من سيارتي ... تغلغلت داخل الدكان .... بدأت اقلب تلك المعلبات للبحث عن تواريخ قديمة لإنقاذ مايمكن إنقاذه .
في السقف العلوي كانت هناك فتحة صغيرة قد أستغلتها عصافير الدخل ( السامل ) وبنت أعشاشها على الرف الشرقي من الدكان .... العنكبوت قد نسجت مدن متكاملة حتى لقد أصبح واضحا لإول وهلة لمن يدخل ذلك الدكان كم هو في أمن تام ...

أخذت مرة أخرى أبين له مخاطر تلك البضائع المنتهية الصلاحية فهي غير صالحة للاستهلاك الآدمي بعد أن أزحت لثامي قليلا وأصابعي مازالت تحمل أطراف ثوبي الأبيض الأنيق ... ولكن للأسف فلقد كان أميا لايجيد القراءة بالبته ...

خرجت متجها لسيارتي .... فاذا بطفل قد قدم ودخل الدكان وخلفه فتاة فارعة الطول ... تحمل بيدها قصبة تميل قليلا الى الإصفرار.... لم تكن محجبة ... فما زالت تلك العادات السيئة سارية المفعول بل ومتأصلة تماما ً بتلك القرى .

كنت أظنه هاربا ً منها ... لكنه لم يك باكيا ً .... ولم أر على وجهه أى علامة حزن .... شدني ذلك المشي لتلك الفتاة فهي كالسحابة كما وصفها أعشى قيس في معلقته ... فأحببت أن أراها عن قرب !!!

قدمت ولم تعبأ بتلك السيارة الواقفة ولا بالذي يقف بجوارها... دخلت الدكان وبدأت تتناول ماقدمت لشرائه ... وعندما أرادت أن تدفع الثمن كان الطفل


الصغير قد أخذ زاوية بعيدة وبدأ يفرك بكلتا يديه محاجر عينيه ... وأخذ ينظر بخوف اليها .

طلبت منه أن يدفع اليها المبلغ لتقدمه للبائع ثمن ماقامت بشراءه ولكن المبلغ قد فقد منه في أحد الأزقة عندما قدم مهرولا ً ...

بدأت الحيرة على محياها وتأكد لي بأنهما لايملكان سوى ذلك المبلغ عندما عادت مرة أخرى للبحث عنه في جيبي ذلك السروال وتلك الفانلة الخضراء المخططة بالأبيض ... والمطبوع عليها الرقم ( 5 ) والتي أصبحت بدورها تشابه تماما ً خارطة الإدريسي عندما رسم العالم لاول مرة .
أحمّر وجهها من الخجل عندما بدأ صاحب الدكان في إعادة ما قدمت لشراءه . كنت متردداً بين البقاء .... والذهاب الى حال سبيلي وأخيرا ً قررت أن أدفع عنها ذلك المبلغ الزهيد الذي ربما سيكون باب شرٍ اذا لم تعد بتلك الأشياء ودفع ماتبقى من المال اليها .

كانت تمد يدها تارة وتعيدها أخرى ... تريد ان لا تأخذها .....تريد أن تقول شيئا ً ... غلب عليها الحياء ...ناولتها تلك الأشياء .... كنت أسمع الشيخ وهو يردد جزاك الله خيرا ً ياولدي وحفظ الله لك شبابك .... فوالله لوعادت بدونها لربما عوقبت من زوجة أبيها عقابا شديدا .... أخذت اتأمل ذلك الجمال الباهر .... وتلك العيون التي رزقت كحلا ً .... قل أن تجد مثليها ...عدت الى سيارتي وانا أردد في داخلي تلك الحقيقة ( في وجوه الفقراء يسكن الجمال ) أقفت ترمح كريم قد أرتوى وأخذ يلهو بين ذلك العشب المتناثر على جنبات ضفاف نهر جار.... وعيناي ترمقها حتى غابت بين تلك المنازل القديمة .


*****************




النغم المهاجر

الخوبة / قرية البيضاء

http://www.samtah.net/vb/uplooaded/989_1154523695.jpg

خليك هنا وبلاش تفارق

أخي النغم المهاجر من القلب الى اعماق القلب تحية صادقه
وكأنني أشاهد فيلما سينمائياً
من اين اتيت وكيف ..!

أكاد ابصرك محلقا في الافق

مستر روك خيرا فعلت فتلك هي القرية
التي كان يستقطبها القاص في سطوره
مرحباً به كقاص مبدع سأكون بإنتظارك هنا او هناك
لأشاهد ابداع قلمك

كنت سأقول شيئا ما ولكن ,,,!
يبدو انني نسيت لي عودة الى هنا فحرفك جميل

بساتين ورد لك ايها العذب

انت الجميل واسلوبك هو الجميل وترابطك هو الجميل
هكذا يستمتع القارىء وهكذا تشد الأذهان
وهكذا تستثار العواطف وهكذا تستطيع التأثير في النفوس
وهكذا نتعلم كيف نصنع من المشاهد العادية كل الجاذبية


وهكذا أنهي كلماتي التي لن توفيك ولو بعض حقك

النغم المهاجر
كم استمتعنا بقصتك هذه
أسلوبك رائع
وثقافتك ممتازة
وأتنبأ لك بمستقبل باهر في القصة
أتمنى أن تقرأ وتقرأ
وتمتعنا أكثر وأكثر

وفقك الله

لا أظن أن شيء سيوقفني عن تكملة هذه الرائعة الا أقدار الله



فعلا لا تملك الا أن تشيد بهذا الابداع وهو ليس غريب على من كان من منطقتنا الجميلة

لا تحرم الناس من ابداعك كن هنا وستجد من يكون بانتظارك

أنا أولهم
كل التقدير لك يا النغم المهاجر

((( في وجوه الفقراء .... يسكن الجمال )))

لأنهم لا زالوا بطهرهم ونقاء قلوبهم ..

لم يعرفوا هم الحضارات

وزيف المدنية و لا زيف المشاعر

هم أولئك .......

ما زالت لديهم البساطة والبدائية

والطبيعة الجذابة الخلابة

نفوس طاهرة بطهر السماء


ما أروع هذا الإبداع أخي النغم المهاجر

قف هنا ولا ترحل ولا تهاجر

فما زالت القلوب تعشق فنك وإبداعك

لك كل الود والتقدير

والله بعينه يرعاك

فعلأ

انت الجميل واسلوبك هو الجميل وترابطك هو الجميل

"في وجوه الفقراء يسكن الجمال"

هي هكذا الحقيقة دائما جميلة كما هي ..


النغم المهاجر

تملك حرفا مؤثرا ..ينزف جمالا وإبداعا...

جميل جدا أن نصافح كلمات تشبه بياض الثلج في الصفاء

دمت مبدعا

((( مستر / روك


أشكرك على التجاوب السريع .....


لا وبعد بالأقمار الصناعية .....



تحياتي لك أخي الكريم ..... دمت بود )))

الله..الله..الله... جميل...رائع

يا أيها النغم المهاجر...

أتملك كل هذا السحر والإبداع وتبخل علينا !!!

لن أتوقف عن قراءتك حيثما وجدتك...

تحياتي لك.

ماعساي ان اقول بعد أن قالوا

سوى





انا بانتظار جديدك المبدع بكل تأكيد






اخوك المحب




رمز الوفاء

جمال ونقاء

وكلمة بيضاء

وحس راقٍ

هذا هو جل ماأحسست به عندما رأيت هذه القصة التي تفوح برائحة الريف

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محناب

خليك هنا وبلاش تفارق

أخي النغم المهاجر من القلب الى اعماق القلب تحية صادقه
وكأنني أشاهد فيلما سينمائياً
من اين اتيت وكيف ..!

أكاد ابصرك محلقا في الافق

مستر روك خيرا فعلت فتلك هي القرية
التي كان يستقطبها القاص في سطوره
مرحباً به كقاص مبدع سأكون بإنتظارك هنا او هناك
لأشاهد ابداع قلمك

كنت سأقول شيئا ما ولكن ,,,!
يبدو انني نسيت لي عودة الى هنا فحرفك جميل

بساتين ورد لك ايها العذب

---

((( بالمناسبة أخي / محناب

هي بس بقية طيور .... والا هاجرت .... ماعد أريت ولا نافره ...


أشكرك أستاذي الكريم على تجليك في الرد .....

وعلى عذوبة حرفك الرائع ....)))

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحازم2006

انت الجميل واسلوبك هو الجميل وترابطك هو الجميل
هكذا يستمتع القارىء وهكذا تشد الأذهان
وهكذا تستثار العواطف وهكذا تستطيع التأثير في النفوس
وهكذا نتعلم كيف نصنع من المشاهد العادية كل الجاذبية


وهكذا أنهي كلماتي التي لن توفيك ولو بعض حقك

---

((( أشكرك أيها الجميل ....

على ثناؤك العذب .... ومرورك الباهي )))

أسلوب جميل
وسرد قصصي رائع
يدل على موهبة كبيرة متمكنة من أدوات القصة

ناهيك عن هدف القصة النبيل

تحياتي وتقديري الكبير لقلمك الرائع

اقتباس:

---

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوإسماعيل

النغم المهاجر
كم استمتعنا بقصتك هذه
أسلوبك رائع
وثقافتك ممتازة
وأتنبأ لك بمستقبل باهر في القصة
أتمنى أن تقرأ وتقرأ
وتمتعنا أكثر وأكثر

وفقك الله

---

((( أشكرك على المرور وعلى النصح ...

بالإستزادة في الإطلاع )))

عندما قرات.. هناك شيئان .. يجولان في ذهني .. قصة تلك القريه .. القديمة التي لم ترزق

ترف العيش .. القريه التي حتى لم تنعم باسم يزينها .. لاادري هل اتألم لحالها .. ام اقول

كفاها الله شر البلية .. والشيئ الاخر هو روعة القلم الذي ابدع وكفى .. ربـــ يـــ ع الـــ عـــ مـــ ر

اسلوبك جميل ورائع وانت قاص من الدرجة الاولى لكن هناك سم في عسلك غض الطرف عنه كل من رد .
اولاً : من قال لك ان قرية المحرقة مازالت كما تظن البنات فيها يكشفون هذا كلام غير صحيح بل هم اهل عادات مثلما لك انت واهلك عادات لايمكن لأهل المحرقة او القري المجاوره لها ان يرضون بكشف بناتهم وان كنت رأيت بنت فلا يعني ذلك ان تعمم على البقيه.
ثانيا : سألت نفسي سؤال اريد ان اسألك هو هل الدافع الذي جعلك تعطي صاحب البقاله المبلغ هو فقرالبنت اما جمالها لو كان جمالها فهي نقطة تسجل عليك.
ثالثاُ : لو كانت في قريتك وكانت اختك هل ترضي لي انا اقصها وانا اتفنن في حبك روايتها ..
رابعاً : اغضض بصرك عن عورات الناس اخي الفاضل
خامساُ : افتح قلبك لردي واجعل البساط احمدي