مدينة اقتصادية في جازان للاستثمار السياحي والتعديني والزراعي والصناعي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كشف مجاهد عبد الكريم، وكيل محافظ الهيئة العليا للاستثمار لتنمية المناطق، عن توجه الهيئة العامة للاستثمار إلى إطلاق مدينة اقتصادية في منطقة جازان خلال الفترة المقبلة.
وقال لـ "الاقتصادية" إن هناك دراسات ميدانية ويعكف حالياً خبراء من هيئة الاستثمار على زيارة مناطق (عسير، حائل، تبوك، وجازان) للوقوف ميدانياً على المزايا النسبية الاستثمارية والمعوقات لكل منطقة على حدة، على أن ترفع نتائج الزيارات الميدانية للمناطق في شهر حزيران (يونيو) 2006.
وأوضح مجاهد أن توجه الحكومة إلى إنشاء المنطقة الاقتصادية في جازان يأتي لتشجيع الاستثمار في المنطقة وتوزيع المناشط الاقتصادية وعدم حصرها في المدن الرئيسة، كما أن مثل هذه المشاريع تسهم في تشجيع المواطنين على البقاء في مناطقهم لتفادي الهجرة المعاكسة إلى المدن الكبرى بهدف تسريع التنمية في عدد من مناطق المملكة، وتوفير الفرص الوظيفية لأبناء كل منطقة في مناطقهم، إضافة إلى الاستفادة من الميزات النسبية وتشجيع الاستثمار فيها.
وأشار مجاهد إلى أن قيام تلك المناطق الاقتصادية المتخصصة سيدعم دور اقتصاديات المناطق في كل المجالات الحيوية ويخلق ذلك تماسكا وتكاملا للاقتصاد السعودي بصفة عامة.
وبين أن المجال سيكون مفتوحا لرأس المال السعودي والأجنبي على حد سواء، مشيرا إلى أن انضمام السعودية إلى منظمة التجارة العالمية يتيح لكل المستثمرين الفرص الاستثمارية دون قيود أو عوائق ما لم يكن الاستثمار الأجنبي في القائمة السلبية وما عدا ذلك سيجد كامل التسهيلات.
من جانبه، أكد الدكتور سعد محمد مارق أستاذ الاقتصاد في جامعة الملك خالد في أبها، أن التوجه إلى إنشاء المناطق الاقتصادية يأتي كأحد التوجهات الوطنية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي يبعث عهده الزاهر على مزيد من التفاؤل بإزالة عدد من معوقات الاستثمار على مستوى البلاد، والتوجه إلى بناء مجتمع حديث ورفع المستوى المعيشي للمواطن السعودي، والإسهام إسهاما فاعلا في محاربة الفقر وتوفير الفرص الوظيفية المدربة تقنيا والمهيأة لسوق العمل ضمن اقتصاد حديث يعزز من القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، ويظهر إبداعات المواطنين في التخصصات المختلفة في مناحي الحياة الحديثة.
وثمن مارق التوجه الصادق من قبل الهيئة العامة للاستثمار لتذليل الإجراءات البيروقراطية، وقال: "طالما عانى الاستثمار في المملكة من تلك الإجراءات، التي كانت سببا مباشراً لإنشاء الهيئة العامة للاستثمار تماشياً مع توجه المجلس الاقتصادي الأعلى لإيجاد بنى حديثة في بعض الهيئات العامة كما في الهيئة العليا للسياحة والهيئات الأخرى، للقفز على بعض الإجراءات الاقتصادية المهترئة التي يصعب معالجتها بواسطة الأساليب التقليدية".
وأشار مارق إلى أن منتدى عسير الاقتصادي الذي رعاه أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي كشف الفرص الاستثمارية الهائلة التي تزخر بها المناطق السعودية ومنطقة عسير على وجه الخصوص والتي أسفرت عن إنشاء شركة تعدين بمليار ريال وشركة سياحية في تهامة عسير على شاطئ البحر الأحمر بمليار ريال وكشف المنتدى أمام المستثمرين فرصا عديدة في المجالات السياحية والصناعية والزراعية.
وأكد مارق أن منطقتي جازان وعسير ستشكل تكاملا اقتصاديا مهما في حال إنشاء المدينة الاقتصادية وسيكون ميناء جازان منفذا للصادرات والواردات، ومدن عسير ومرتفعاتها مجال خصب للاستثمار الأمثل. وقال إن أهالي المنطقة الجنوبية يتطلعون إلى أن تكون منطقتهم ملتقى للصناعات التكنولوجية النظيفة والصناعات التحويلية في المجال الزراعي والسياحي والتعديني.
وتقف الهيئة العامة للاستثمار وراء تحقيق إقامة المنطقة الاقتصادية في جازان، التي يتوقع لها أن تماثل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية الجديدة في رابغ. إلا أن تحديد حجم هذه المناطق المتخصصة على وجه الدقة يتوقف على الإمكانات التي تتمتع بها كل منطقة على حدة، وستكون مدينة جازان شاملة لمميزات المنطقة الجنوبية بما فيها مرتفعات منطقة عسير بمميزاتها السياحية والتعدينية تضاف إليها مميزات جازان الشاطئية والزراعية وتوفير مناخ اقتصادي يسهم في نماء وتطور المنطقة الجنوبية على المدى البعيد، وتشير الدراسات التقريبية إلى أن المدينة الاقتصادية في جازان ستكون برأسمال مائة مليار ريال

تحياتي::sa05::