الإغرءات الثمانية ( علي بن حمزه العمري )
قد تجتمع على الانسان في لحظة واحدة محنة أو اثنتين أو لربما ثلاثة فيكون الفكاك منها والتخلص من بقايا اثارها مريرا لكن ان يمر بثمان محن متلاحقة متسارعة مغرية وينجو منها جميعاَ ونفسة في اتم الاستعداد لقبول واحد منها فضلا عن اجتماع ثمانية منها ثم الخروج بعد ذلك بدون تأثير جانبية فهذا يدعو للدهشة ويثير الانتباه .
إن هذه الإغرات الثمانية أو إن شئت فسمها ( المحن الثمانية )ابتلى بها الشاب الجميل والمغترب عن أهله ووطنه والمعذب نفسيا وجسميا من قبل أحب الناس اليه وهم إخوانه , انه يوسف الصديق عليه السلام .
ففي مثل هذه الأجو الصعبه والالام القاسيه التي يفترص ان تبقى فيه حصلت هذه الأغرات الثمانيه في بيت امراءة العزيز , كما وصفها القران الكريم في سورة يوسف .
قال تعالى ((وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الابواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون - ولقد همت به وهم بها لولا أن راى برهان ربه كذالك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين )
وهذه الاغرات هي :
1- ( وراودته ) ومعناها الحركات الفاتنه والرقصات الجذابه .
2- ( التي هو في بيتها ) وتعنى قوة التفاعل من قبل المراة لوجود الامان فهو في بيتها مما قد يغريه ويطمئنه .
3- ( عن نفسه ) فهو توجيه الاغراء الكلى له فكراَ وروحاَ وجسماَ.
4- ( وغلقت الابواب ) ليرى بنفسه خطوات الأمان فيطمئن أو ليرى ذلك فيسقط .
5- ( وقالت هيت لك ) ففي قراءة ( هيت ) تعنى : تعال الي وأنا أتمنى لقاك وما يصاحب هذه الدعوة من مراودة وكلام جذاب .
6- ( وقالت هئت لك ) وفي هذه القراءة ( هئت ) تعنى : أنني متهيئه لك أنا كلي لك .
7- ( ولقد همت به ) فقد بادرت واتجهت اليه لتلمسه وتهيجه وتحرك الساكن فيه .
8- ( وهم بها لولا أن راى برهان ربه ) فهو بشر ولكن الله سبحانه وتعالى حماه ولم يهم بالمعصيه ابتداء.
ومع هذا كله تبقى النفس الأبيه الشريفه في خضم هذه المحاولات اليائسه والمغريات المجتمعة التي تحطم الجبال , تبقي لتمتزح مرارة الشهوة مع جلال الاحسان وجمال الاستجابه الأمر الله جل جلاله فتقوى رقابة الله , ومع ضعط الفتنه وهيجان الشهوة غلا أن نسائم الجنه وحلاوة لقيا الله ولذة الانتصار تطفىء نيران الفتنة حتى تسكن أو تهداء ليخرج منها صافيا مخلصاَ مخلصاَ.
فهنيئا للشباب الأطهار الذين تغلبوا على ساعات الأغراء وتذكروا قول الغزالي ( من أنس بالله هنا أنس به هناك )
( لقد كان في قصصهم عبرة الأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه تفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ).
