الفقه في الدين ضرورة ملحة في زمن الفتن والعولمة
[أعزائي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعود إليكم مجددا رغم كثرة المشاغل والالتزامات الأكاديمية بناءا على إلحاح كثير من المحبين ويسعدني أن تكون المشاركة الأولى بموضوع قدمته لمؤتمر (مقررات الثقافة الإسلامية بين الواقع والتطلعات والذي عقد في جامعة الملك فيصل بالأحساء ) وكان البحث بعنوان( الفقه في الدين ضرورة ملحة في زمن الفتن والعولمة) وسأقسمه إلى أجزاء 000
الجزء الأول
تمهيد
بما أن من أهم الجوانب التي ينبغي التركيز عليها مبحث الفقه في الدين ، سيما في هذا الزمن الذي اختلط فيه الحابل بالنابل ، وكثر عدد المتعالمين والمفتين ، و أصبح الدم رخيصاً ، بناء على فتاوى سفهاء الأحلام حدثاء الأسنان ، ذلك أن الفقه في الدين يجعل المرء المسلم ثابتاً على قمة الوسطية بعيداً عن طرفي الإفراط والتفريط ، إذ الحق حسنة بين سيئتين .
وبما أن الشباب-بصفة خاصة- هم صفوة المجتمع وموجهو المستقبل ، وصانعوا عقول الأجيال القادمة ، كان لزاماً أن يكونوا فقهاء بدينهم ، وواقعهم حريصين على مصالح بلدانهم ، يوازنون بين المصالح والمفاسد ، ويفقهون أدب الخلاف ، ويبلغون الخير للغير بحكمة وموعظة حسنة وهذا هو سر اختيار هذا الموضوع وضرورته
المقصود بالفقه : -
الفقه في اللغة : العلم بالشيء والفهم له والفطنة فيه ، وهو في الأصل : الفهم يقال : أوتي فلان فقهاً في الدين أي فهماً فيه ، وفقه فقهاً : بمعنى علماً وفقه بالكسر : فهم ، وغلب على علم الدين لشرفه .
وفي الاصطلاح : العلم بالأحكام الشرعية العلمية المكتسبة من أدلتها التفصيلية
والمراد بالفقه في هذه الورقة اللغوي لا الاصطلاحي .
وأقصد بالفقه في الدين : فهم المراد من نصوص الشرع سواء كانت النصوص تتعلق بمسائل الأصول أو مسائل الفروع وتقديم الآراء والحلول لما يجد من أشياء وأمور استناداً للنصوص الشرعية والفقه فيها وهذا الفهم يفهم في ضوء قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم ، بعد ما سأله عن الإسلام والإيمان والإحسان ، مع قول النبي صلى الله عليه وسلم : من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين )) والآثار الأخرى .
لماذا الفقه ؟
1. لتوافر النصوص الشرعية الواردة في بيان فضل الفقه في الدين والترغيب فيه
ومن ذلك : -
قوله تعالى : {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ))
وقوله عليه الصلاة والسلام: (( الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا .. الحديث
وفي لفظ (( خياركم إسلاماً ، أحسانكم أخلاقاً إذا فقهوا ))
ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس بقوله : (( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ))
2. لأن جل الأخطاء التي تقع في هذا العصر وتنسب إلى الإسلام تقع بسبب جهل المرتكبين لها بدينهم وعدم فقههم له .
3. ولأن هذا الدين هو الدين الشامل الكامل الخاتم الذي لا يقبل الله يوم القيامة ديناً سواه {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } فكان لا بد من بيانه للناس كما أنزل ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة .
4. لأن طلبة الجامعات والكليات هم موجهو الأجيال وبناة أفكارهم في المستقبل فلا بد من تأصيل هذه المسألة لديهم وفقههم لها ، إذ يصعب إحاطتهم بكل أصول الدين وفروعه ، غير أن فقههم لمقاصد الشريعة ، وفقه الموازنات والأوليات وفقه أدب الخلاف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك من مسائل الفقه الكلية مقدور عليه .
5. لأن الأمة تبتلى في كل عصر بغلاة وجفاة وقد قيل : ضاع هذا الدين بين الغالي فيه والجافي عنه ، وفي هذا العصر ابتليت الأمة بالغلاة من دعاة التكفير والتفجير والتدمير ، وبالمتفلتين المستغربين دعاة التجديد المطلق والتحلل من كل القيم والانسياق وراء أطروحات الغرب والشرق فكان لا بد من تأصيل وتعميق مبدأ الفقه في الدين في عقول أبناء الأمة ليحد الغلاة ويقصر المتفلتون ويلتقي الطرفان في وسطية الإسلام .
وإلى اللقاء في الجزء الثاني بعنوان (شمولية الفقه في الدين)
مشاركة: الفقه في الدين ضرورة ملحة في زمن الفتن والعولمة
مشاركة: الفقه في الدين ضرورة ملحة في زمن الفتن والعولمة
لأن الأمة تبتلى في كل عصر بغلاة وجفاة وقد قيل : ضاع هذا الدين بين الغالي فيه والجافي عنه ، وفي هذا العصر ابتليت الأمة بالغلاة من دعاة التكفير والتفجير والتدمير ، وبالمتفلتين المستغربين دعاة التجديد المطلق والتحلل من كل القيم والانسياق وراء أطروحات الغرب والشرق فكان لا بد من تأصيل وتعميق مبدأ الفقه في الدين في عقول أبناء الأمة ليحد الغلاة ويقصر المتفلتون ويلتقي الطرفان في وسطية الإسلام .
وإلى اللقاء في الجزء الثاني بعنوان (شمولية الفقه في الدين)
=======================================
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل وأحسن الله إليك وكتب ذلك في ميزان حسناتك
وزادك الله علمـــــــــــــــا
والجميع في شوق إلى لقاء أمثالكم والإستفادة منكم -- بارك الله فيكم وجزاكم الله خيــــــــــــــــرا
مشاركة: الفقه في الدين ضرورة ملحة في زمن الفتن والعولمة
نحن في زمن كثرت فيه الفتن
وكثر فيه المفتين والمتكلمين باسم الدين
فمنم من يحلل ومنهم من يحرم
وآراء متناقضة متعاركة
واتهامات عجيبة غريبة بين المسلمين بعضهم البعض
والخوف كل الخوف على الشباب وأخص صغارهم
من الميل والانجراف وراء بعض المخطئين .
وهذا الموضوع حساس جدا ومهم جدا
وكم نتمنى أن يطبع ويوزع على مستوى المدارس المتوسطة والثانوية .
لكي يكون أعم فائدة وأشمل .
بارك الله فيك يا أستاذنا المحبوب
وجزاك الله كل خير