تنمية التفكير المنطقي في الطفل
تنمية التفكير المنطقي في الطفل :
لا بد أن يكون كل فرد من أفراد المجتمع الراقي المتحضر أن يكون تفكيره منطقيا ، أي أنه يفكر بعقلية ناضجة متفتحة ليمكنه بذلك أن يتعرف على جميع المعارف الموجودة في هذا العالم الفسيح ، وهذا لا يأتي إلا من خلال التعليم والتعلم 00 فعند الأطفال يعتمد التفكير اعتمادا جوهريا على إدراك العلاقات وكل ذلك من الذاكرة والتفكير يعتمد على الترابط ولا يكون الارتباط في الذاكرة بين الحقائق واضحا ولكن الطفل في عملية الاستدلال لا يربط فحسب بين موضوعين ولكنه علاوة على ذلك العلاقة بينهما 0 ويستطيع الأطفال دون سن السابعة أن يدركوا علاقات في أبسط وأعم صورها ، كعلاقات الزمان والكمية والتشابـهه والاختلاف وما أشبه ، طالما المادة المستخدمة بسيطة ومألوفة وملائمة لقدرتهم القاصرة على الملاحظة 0 ولكن الطفل لا يستطيع أن يلحظ هذه العلاقات من تلقاء نفسه إلا بعد سنوات 0
الاستدلال القياسي
لا يتوقف التفكير على إدراك العلاقات فحسب ، بل يتوقف كذلك على إدراك العلاقات بين العلاقات وذلك شرط الاستدلال المنطقي ، ويكون الطفل في مطلع هذه المرحلة قادرا على العمليات العقلية الأولية اللازمة للاستدلال الصوري ، ويكون التطور عبارة عن اتساع مدى الموضوعات التي يمكن أن تطبق عليها هذه العمليات ، وتنوع تلك الموضوعات وازدياد هذه العمليات العقلية وضوحا وإحكاما 0
الاستدلال الاستقرائي
حيث أن الاستقراء هـو أقرب أنواع التفكير للواقع الملموس ، فيجب الاهتمام به في هذه المرحلة المبكرة ، ولا بد من تعليم الطفل تطبيقه في الحياة اليومية 0
النـقـد المنطـقي
يـنمو التفكير البنائي في الطفل قبل التفكير الـهدمي ( النقـدي ) ويظل إلى الحادية عشرة من عمره غافلا عن دقائق المغالطات المنطقية في التفكير0 ويتصل ذلك بسمة سيكولوجية يتميز بـها الطفل وهي : القابلية الشديدة للاستهواء 0 فالطفل العادي يتقبل بسهولة مختلف الحقائق والآراء ومعظم اتجاهاته في الحياة وأفكاره عن العالم يستقيها عن هذا الطريق الذي يصفه البعض وصفا غير دقيق بأنه ( تقليد ) 0 ولا ترجع قابلية الطفل للاستهواء إلى قصور في تفكيره ، بقدر ما ترجع إلى قصور تنظيم معارفه وهنالك فضلا عن ذلك سبب انفعالي وهو أنه لا يزال إلى هذه السن مأخوذا بـهيبة الكبار ذوي النفوذ في حياته ومتوهما قدرته على كل شيء ، والقابلية للاستهواء عامل في غاية الأهمية في تربية صغار الأطفال ولكن حيث أنـهم قادرون في هذه المرحلة على النقد المنطقي وجب ألا نغفل تنمية قواهم النقدية وإذكائها حتى يتسنى للطفل أن يتعود الاعتماد على تفكيره الخاص والركون إلى مجهوده الشخصي ، وبالرغم من قولنا أن هذه القابلية للاستهواء مرجعها إلى قصور المعرفة المنظمة لا إلى نقص في القدرة على التحليل المنطقي ، وهكذا يظل تفكيرهم حتى هذه السن في المستوى الحسي الجزئي ، ولذلك لا ينبغي أن تنعزل مواد الدراسة بعضها عن بعض ، بل ينبغي أن تتناولها المدرسة في ارتباطها الوثيق بخبرة الطفل المحسوسة 0
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
شكرا جزيلا لك / Roze2010
دمت بصحة وعافية 0
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع
احترامي ..وتقديري
شهرزان
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
شكرا جزيلا لك أخت / شهــ..ـــــــ...ـــــــ..ــــــــ..ـــــرزان 0
دمت في صحة وعافية 0
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
ماشاء الله عليك يا ضيف الله
ايش الحلاوا هاذي
تسلم حبيبي على الموضوع المفيد
شكرا لك
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
أخي ضيف الله أحييك واسمح لي بتساؤلين أظن أن لهما علاقة بالموضوع :
س1:من المعروف أن التفكير البنائي .داعم لتكوين ثروات معرفية لدى الطفل فياترى إلى أي مدى زمني سوف تبقى؟
أعني هل ستظل ملازمة للطفل لفترة كبيرة(على قول المثل السائد العلم في الصغر كالنقش في الحجر) أم أنها معارف لحظية قد تزول ويتم استبدالها بغيرها ؟
س2: هل هناك علاقة تلازمية بين التفكير(المنطقي) بنوعيه(بنائي أو هدمي) وحدة الذكاء لدى الطفل؟أم أن الوراثة لها الدور الأكبر في ذلك كما هو سائد ؟ ..
تحياتي ودمت موفقاً
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
شكرا جزيلا لك أخي الكريم / منصور أبو طالب 0
والحلى من حلاتك 0
دمت بصحة وعافية 0
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المؤشر
أخي ضيف الله أحييك واسمح لي بتساؤلين أظن أن لهما علاقة بالموضوع :
س1:من المعروف أن التفكير البنائي .داعم لتكوين ثروات معرفية لدى الطفل فياترى إلى أي مدى زمني سوف تبقى؟
أعني هل ستظل ملازمة للطفل لفترة كبيرة(على قول المثل السائد العلم في الصغر كالنقش في الحجر) أم أنها معارف لحظية قد تزول ويتم استبدالها بغيرها ؟
س2: هل هناك علاقة تلازمية بين التفكير(المنطقي) بنوعيه(بنائي أو هدمي) وحدة الذكاء لدى الطفل؟أم أن الوراثة لها الدور الأكبر في ذلك كما هو سائد ؟ ..
تحياتي ودمت موفقاً
شكرا لك أخي الكريم / المؤشر
وتجد الجواب على تساؤلاتك في التالي :
التفكير بصفة عامة أمر مألوف لدى الناس يمارسه كثير منهم ، ومع ذلك فهو من أكثر المفاهيم غموضاً وأشدِّها استعصاءً على التعريف . ولعلَّ مردَّ ذلك إلى أن التفكير لا يقتصر أمرُه على مجرد فهم الآلية التي يحصل بها ، بل هو عملية معقدة متعددة الخطوات ، تتداخل فيها عوامل كثيرة تتأثر بها وتؤثر فيها . فهو نشاط يحصل في الدماغ بعد الإحساس بواقع معيَّن ، مما يؤدي إلى تفاعلٍ ذهنيٍّ ما بين قُدُرات الذكاء وهذا الإحساس والخبرات الموجودة لدى الشخص المفكر ، ويحصل ذلك بناءً على دافعٍ لتحقيق هدف معين بعيداً عن تأثير المعوقات .
يتضح لنا من هذا العرض أن التفكير عملية ذهنية لها أركان وشروط ، وتدفعها دوافع ومثيرات ، وتقف في طريقها العقبات . كما نلاحظ تعدد الجوانب وكثرة العوامل المتداخلة والمؤثرة والمتأثرة بالتفكير ، ولعلَّ هذا ما يُفسّر كثرة التعريفات الواردة على التفكير ، وكثرة التقسيمات المتعلقة به وبعملياته ونواتجه .
بناءً على ذلك يمكن صياغة التعريف التالي للتفكير:
التفكير عملية ذهنية يتفاعل فيها الإدراك الحِسّي مع الخبرة والذكاء لتحقيق هدف ، ويحصل بدوافع وفي غياب الموانع .
حيث يتكون الإدراك الحسي من الإحساس بالواقع والانتباه إليه ؛ أما الخبرة فهي ما اكتسبه الإنسان من معلومات عن الواقع ، ومعايشته له، وما اكتسبه من أدوات التفكير وأساليبه ؛ وأما الذكاء فهو عبارة عن القدرات الذهنية الأساسية التي يتمتع بها الناس بدرجات متفاوتة . ويحتاج التفكير كما يقول صاحب هذا المبحث الأستاذ (عزيز محمد ابوخلف) إلى دافع يدفعه ، ولا بد من إزالة العقبات التي تصده وتجنب الوقوع في أخطائه بنفسية مؤهلة ومهيأة للقيام به ويلجأ الناس في محاولتهم فهم التفكير أو العقل إلى مصادر ثلاثة هي :
أ- الفلسفة
ب- علم النفس
جـ- علم الأعصاب
ولكنهم يهملون عن عمد مصدراً آخر على جانب كبير من الأهمية والفائدة ، أو يتجنَّبونه عن غفلةٍ واستحياء ، ألا وهو :
د- الفكر الإسلامي
والمتمثل في الكتاب والسنة وآثار الصحابة والكم النوعي الهائل من الفكر الذي نشأ لخدمتها جميعا ، مثل علوم القرآن والحديث واللغة وعلم الفقه وأصوله وغيرها . لقد آن الأوان لنفض الغبار عن هذا المارد الفكري العملاق لتقديمه بديلا فكريا لما هو موجود ، ليُزيل الظلمة الحالكة والتخبط الفكري الذي يَلُفُّ العالم اليوم ، وليعيد إلى الناس الطمأنينة والسعادة الأبدية المنشودة . إن في هذا المصدر العظيم كنوز تحتاج إلى التشمير عن السواعد ، واستنهاض الهمم ، من أجل العمل الجاد المُثمر للكشف عنها ، والعمل بها ، وتطبيقها ، وتقديمها سائغةً للشاربين .
ما هي مهارة التفكير وهل يمكن تَعلُّمها ؟
مهارة التفكير هي القدرة على التفكير بفعالية ، أو هي القدرة على تشغيل الدماغ بفعالية . ومهارة التفكير - شأنها في ذلك شأن أي مهارة أخرى - تحتاج إلى:
1ـ التعلُّم لاكتسابها بالتمرين .
2ـالتطوير والتحسين المستمر في الأداء
3ـ الممارسة والاصطبار على ذلك .
إن تَعلُّم مهارة التفكير أمر مؤكد قائم فعلاً على الرغم من التشكيك المُثار حول ذلك ، والذي مردُّه إلى أن التفكير عملية طبيعية تلقائية يقوم بها أي إنسان . ولكن الإنسان يقوم بعمليات تلقائية كثيرة ومع ذلك فهو بحاجة إلى تعلُّمها وتطويرها ، كما أن فطرة الإنسان لم تعد بمنأى عن التغيير والتحريف حتى في أمور الغرائز . ناهيك عن التعصب والانحياز الأعمى والغشاوات الكثيرة القابعة على منافذ التفكير وعليه فان الحاجة إلى تعلُّم التفكير وتعليمه تتأكد بأمرين:
1ـ اعتبار التفكير مهارة , وأية مهارة تحتاج في اكتسابها إلى التعلُّم .
2ـ أن التفكير عملية معقدة متعددة الجوانب تتأثر بعوامل كثيرة وتقف في طريقها العقبات .
تميل معظم التوجهات إلى إدخال التفكير ضمن المناهج لاتخاذه سبيلاُ للتحصيل المعرفي وإنتاج الأفكار . وهذا أمر مُلحّ لا بد أن تتبناه كافة المؤسسات التعليمية وتُدرجه في مناهجها لتواكب التقدم الهائل في التعليم ووسائله ، وليكون لدى المتعلم القدرة على متابعة الكم المتسارع من المعلومات المتدفقة بغزارة . ولكن لا بد من الحرص على أن لا يصير مآل التفكير إلى مادة دراسية لها كتاب مقرر وتُعَد لها الاختبارات . حينها سيفقد التفكير أهميته ومهمته ، ولن يتجاوز كونه معرفة جديدة تضاف إلى لائحة المعارف الموجودة . فإنه مما يُؤخذ على التعليم تركيزه على إعطاء المعلومات وكثرة الواجبات والأعباء الملقاة على المتعلمين ، مما قد يعيق عملية التفكير أثناء التعلُّم بسبب التركيز فقط على تحصيل المعرفة .
تنمية مهارات التفكير:
بالنظر إلى التعريف السابق للتفكير يمكن تلخيص مهارات التفكير فيما يلي:
أ- مهارات الإعداد النفسي والتربوي .
ب- المهارات المتعلقة بالإدراك الحسي والمعلومات والخبرة .
ت- المهارات المتعلقة بإزالة العقبات وتجنب أخطاء التفكير .
حيث يتمثل الإعداد النفسي فيما يلي:
1ـ إثارة الرغبة في الموضوع ، وتُعرف بحب الاستطلاع وإثارة التساؤلات والتعمق .
2ـ الثقة بالنفس وقدرتها على التفكير والوصول إلى النتائج .
3ـ العزم والتصميم ، ويتمثل في : السعي لهدف ؛ تحديد الوجهة وطريقة العمل والمتابعة الدءوبة الذاتية لذلك؛ الحرص على النتائج المفيدة .
4ـ المرونة والانفتاح الذهني وحب التغيير : الإقرار بالجهل أن لزم ؛ الاستماع إلى وجهة نظر الآخرين (فتأخذ بها أو ترفضها) ؛ استشارة الآخرين ؛ الاستعداد للعدول عن وجهة نظرك ولتغيير الهدف والأسلوب إن لزم الأمر ؛ التريُّث في استخلاص النتائج .
5ـ الانسجام الفكري ، ويتمثل في تجنب التناقض والغموض ، وسهولة التواصل مع الآخرين بأفكار مُقنعة وواضحة ومفهومة .
أما المهارات المتعلقة بالإدراك الحسي والذاكرة فيمكن تلخيصها كالتالي:
1ـ توجيه الحواس حسب الهدف والخلفية العلمية أو الفكرية . وهذا يعني التمرس على توجيه الانتباه .
2ـ الاستماع الواعي والملاحظة الدقيقة وربط ذلك مع الخبرة الذاتية ، أي تمحيص الإحساسات والتأكد من خلوها من الوهم والتخيلات .
3ـ توسيع نطاق الإدراك الحسي بالنظر إلى عدة اتجاهات ومن عدة زوايا .
4ـ تخزين المعلومات وتذكرها بطريقة منظمة واستكشافية : إثارة التساؤلات ، استكشاف الأنماط ، استخدام الأمارات الدالة والأشياء المميزة ، اللجوء إلى القواعد التي تسهل تذكر الأشياء ، مناقشة الآخرين والتحدث معهم علهم يثيرون فيك ما يؤدي إلى التذكر .
أما المهارات المتعلقة بالواقع والمعلومات فهي كالتالي:
1ـ إعادة ترتيب المعلومات المتوفرة : التركيب ، التصنيف ، اتباع المنهج الملائم .
2ـ جمع المعلومات : استخراجها من مصادرها ، السؤال عنها ، البحث التجريبي .
3ـ تمثيل المعلومات بصورة ملائمة : في جدول أو رسم بياني أو مخطط أو صورة .
4ـ استكشاف الأنماط والعلاقات فيما بين المعلومات : ترتيب ، تعاقب ، سبب ومسبب ، نموذج ، مثل ، تشبيه ، مجاز .
5ـ اكتشاف المعاني : الاشتقاق ، التلخيص ، التخيل للكشف عن المضمون .
وحتى تنطلق عملية التفكير لا بد من وجود الدوافع ، والحوافز المشجعة على القيام بالأعمال ، والدعم المادي والمعنوي من الآخرين ، كما لا بد من إتاحة الفرصة لاستثمار ما اكتسبه الفرد من مهارات بالممارسة والتطبيق في مناحي مختلفة .
الذكاء :
مفهوم الذكاء :
يختلف عامة الناس في نظرتهم للذكاء ، فبعضهم يصف الذكي بأنه ذو اليقظة وحسن الانتباه والفطنة لما يدور حوله أو ما يقوم به من أعمال ، ومنهم من يراه الشخص الذي يقدر عواقب أعماله ولديه القدرة على التبصر ، ومنهم من يراه بأنه الشخص النبيه ... ومهما يكن من أمر هذه العبارات ، إلا أن عالم النفس ينظر إلى الذكاء بطريقة مختلفة عن تلك التي ينظر بها الآخرون إليه ، فالذكاء بالنسبة لعلماء النفس سمة يمتلكها كل الأفراد .
تعريف الذكاء:
قدم علماء النفس على اختلاف مدارسهم تعريفات شتى للذكاء ، بعضها يتعلق بوظائفه ، وبعضها يتعلق بالطريقة التي يعمل بها ، ونتيجة لهذا وجدت تعريفات متعددة لهذا المفهوم الهام مما أدى بعض الباحثين إلى دراسة هذه التعريفات وتصنيفها إلى ثلاث مجموعات :
الأولى : تؤكد على الأساس العضوي وللذكاء : وهذه المجموعة تعرف الذكاء بأنه قدرة عضوية فسيولوجية تلعب العوامل الوراثية دوراً كبيراً فيها .
الثانية : تؤكد على أن الذكاء ينتج من التفاعل بين العوامل الاجتماعية والفرد ، فالذكاء في نظرها القدرة على فهم اللغة والقوانين والواجبات السائدة في المجتمع ، وهنا تكون العوامل الاجتماعية هي العوامل المؤثرة في الفروق بين الأفراد في الذكاء .
أما المجموعة الثالثة : فهي فئة التعريفات التي تعتمد على تحديد وملاحظة المظاهر السلوكية للحكم على ذكاء الفرد .
طبيعة الذكاء :
الذكاء ينظر إليه كقدرة كامنة تعتمد على الوراثة وعلى النمو والتطور السليمين ، فالذكاء كقدرة كامنة يمكن تعديلها عن طريق الاستثارة بالمؤثرات البيئة المختلفة ، كما يؤكدان على أن الذكاء يقف في عمر معين عند الفرد وإن كان هناك اختلاف بين العلماء حول العمر الذي يقف فيه نمو الذكاء .
إن نمو الذكاء قد يتوقف كقدرة كامنة شأنه في ذلك شأن النمو الجسمي ، ولكن لا يعني ذلك توقف التعلم والإنتاج العقلي واكتساب المهارات والخبرات الجديدة .
أهم النظريات التي حاولت تفسير طبيعة الذكاء :
1 ـ نظرية العاملين : يرى سبيرمان أن الذكاء ليس عملية عقلية معينة كالإدراك والتفكير ، بل هو عامل عام أو قدرة عامة تؤثر في جميع العمليات العقلية بنسب متفاوتة يشترك معه عامل نوعية خاص . والعامل العام في رأيه يؤثر في جميع القدرات والعمليات الجيدة من استدلال وابتكار وتصور وتذكر وإدراك حسي ولكنه يؤثر فيها بنسب مختلفة ، وبعبارة أخرى فالذكاء جوهر النشاط العقلي كله فهو يظهر في جميع تصرفات الفرد وأوجه نشاطه المختلفة مع وجود استعدادات نوعية إلى جانبه .
2 ـ نظرية العوامل المتعددة : يرى ثورندايك صاحب هذه النظرية أن الذكاء يتكون من مجموعة من العوامل أو القدرات المتعددة ، وللقيام بعملية عقلية ما لا بد من تضافر ووجود عدداً من القدرات تعمل على مشتركة فيما بينها على اعتبار أن هناك ارتباط بين كل عملية وأخرى ، ويرى ثورندايك أن العمليات العقلية هي نتاج لعمل الجهاز العصبي المعقد الذي يؤدي وظيفته على نحو كلي ومتنوع بحيث يصعب وصفه على أنه مجرد امتزاج مقادير معينة من عام عامل وعوامل نوعية .
ويرى ثورندايك أن هناك أنواعاً للذكاء :
أ ـ الذكاء المجرد : وهو القدرة على معالجة الألفاظ والرموز والمفاهيم المجردة بكفاءة .
ب ـ الذكاء الاجتماعي : القدرة على التفاعل بفاعلية مع الآخرين وإقامة علاقات اجتماعية ناجحة .
ج ـ الذكاء الميكانيكي : قدرة الفرد على التعامل مع الأشياء المادية المحسوسة .
3 ـ نظرية العوامل الطائفية : يرى ثيرستون صاحب هذه النظرية أن الذكاء يتكون من عدد من القدرات العقلية الأولية ، وهذه القدرات مستقلة عن بعضها البعض استقلالاً نسبياً لا مطلقاً وأن بعض العمليات المعقدة يوجد بينها عامل رئيسي مشترك يدخل في عدد من العمليات ولا يدخل في البعض الآخر ، فمثلاً حتى نفهم الهندسة أو الجبر لا بد من تضافر القدرة العددية والقدرة على التصور البصري والقدرة على الاستدلال ، وفهمنا لقصيدة شعرية لا بد من تضافر القدرة على فهم المعاني ، والطلاقة اللفظية والقدرة على التذكر .
خصائص الذكاء :
1 ـ نمو الذكاء .
2 ـ توزيعه .
3 ـ تأثره بالوراثة والبيئة .
4 ـ علاقته بالتعليم المدرسي .
5 ـ علاقته بالمهنة .
6 ـ علاقته بالتكيف الخلقي .
أولاً : نمو الذكاء :
إن الذكاء يزداد بزيادة العمر ، وأن هذه الزيادة هي السبب الذي جعل " بينيه " يتخذ من العمر العقلي وحدة لقياس الذكاء ، كما اتخذ من نسبة هذا العمر إلى العمر الزمني دليلاً على تقدم الطفل أو تأخره العقلي .
وفيما يختص بموضوع النمو العقلي أسفر استخدام اختبارات الذكاء عن بعض الحقائق نشير إليها فيما يلي :
1 ـ أن النمو العقلي لا يزيد بتقدم الطفل في العمر ، وإنما يكون هذا النمو سريعاً في السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل ثم يبطئ بالتدرج بعد ذلك .
2 ـ السن التي يقف عندها الذكاء :
اختلف علماء النفس في تحديدهم السن التي يف عندها الذكاء ،
فالبعض قال إن الذكاء يصل إلى أقصاه في سن 15 أو 16 .
3 ـ بقاء نسبة الذكاء ثابتة : إحدى النتائج الأساسية التي أسفر عنها استخدام اختبارات الذكاء هي أن نسبة الذكاء تبقى ثابتة بتقدم العمر .
4 ـ أن نمو الأذكياء أسرع من نمو العاديين والأغبياء : وهذه النتيجة مترتبة على النتيجة السابقة ، وهي أن نسبة الذكاء تبقى ثابتة بتقدم الطفل في العمر .
ثانياً : توزيع الذكاء :
لو طبقنا اختباراً في الذكاء في مجتمع ما على مجموعة عشوائية من أفراد هذا المجتمع ، لوجدنا أن نسب الذكاء تتوزع بين الأفراد بحيث تتركز غالبيتهم حول المتوسط في جانب ، ويتوزع الباقي على الجانبين المحيطين بهذا المتوسط ، فما دون المتوسط في جانب ، وما فوقه في الجانب المقابل ، ويتضاءل عدد الأفراد في كلا الجانبين كلما بعدنا عن المتوسط .
توزيع نسب الذكاء
نسبة الذكاء التوزيع (%)
عبقري (أو قريب من العبقري) فوق 140 25
ذكي جداً 120 ـ 140 6.75
ذكي 110 ـ 120 13.000
عادي (متوسط) 90 ـ 110 60.000
غبي (أقل من المتوسط) 80 ـ 90 13.000
غبي جداً 70 ـ 80 6.000
ضعيف العقل أقل من 70 1.000
الذكاء والتعلم المدرسي :
إن الاتجاه العام الذي أسفرت عنه أغلب الأبحاث الخاصة بهذا الموضوع ، هو إمكانية تحسين أداء الفرد في اختبارات الذكاء في حدود معقولة ( 10 درجات ) نتيجة التعلم ، وإن كان بعض الأبحاث قد وصل إلى نتائج مغايرة .
العلاقة بين الموهبة والذكاء :
الموهوبون هم من تفوقوا في قدرة أو أكثر من القدرات الخاصة ، وقد اعترض البعض على استخدام هذا المصطلح في مجال التفوق العقلي والإبداع على أساس أن الاستخدام الأصلي لهذا المفهوم قصد به من يصلون في أدائهم إلى مستوى مرتفع في مجال من المجالات غير الأكاديمية ، كمجال الفنون والألعاب الرياضية والمجالات الحرفية المختلفة والمهارات الميكانيكية ، وغير ذلك من مجالات كانت تعتبر فيما مضى بعيدة الصلة عن الذكاء ، فالمواهب قدرات خاصة ذات أصل تكويني لا يرتبط بذكاء الفرد ، بل أن بعضها قد يوجد بين المتخلفين عقلياً .
وهكذا كان يستخدم مصطلح الموهبة ليدل على مستوى أداء مرتفع يصل إليه فرد من الأفراد في مجال لا يرتبط بالذكاء ، ويخضع للعوامل الوراثية مما أدى بالبعض إلى رفض استخدام هذا المصطلح في مجال التفوق العقلي والذكاء .
ومع نمو العلم وتقدمه ظهرت آراء جديدة فتغيرت النظرة إلى الأشياء وهذا ما حدث مع هذا المصطلح ، لذا انتشرت بين علماء النفس والتربية آراء تنادي بأن المواهب لا تقتصر على جوانب بعينها بل تتناول مجالات الحياة المختلفة ، وأنها تتكون بفعل الظروف البيئية التي تقوم بتوجيه الفرد إلى استثمار ما لديه من ذكاء في هذه المجالات . وهكذا نجد أن الموهبة ترتبط بمستوى ذكاء الفرد أو بمستوى قدرته العقلية العامة .
طرق وأدوات الكشف عن الموهوبين :
1ـ محك الذكاء : كان تيرمان أكثر من غيره ، اعتزازاً بهذا المحك ومقاييسه فقام باستخدام مقياس ( ستانفورد ـ بينيه ) للذكاء ، ورأى أن الموهوب والمتفوق عقلياً هو من يحصل على درجات على هذا المقياس بحيث تضعه أفضل 1% من المجموعة التي ينتمي إليها في ضوء مستوى الذكاء .
2ـ محك التحصيل المدرسي : وحسب هذا المحك يشمل التفوق أولئك الذين يتميزون بقدرة عقلية عامة ممتازة ساعدتهم على الوصول في تحصيلهم الأكاديمي إلى مستوى مرتفع .
3ـ محك التفكير الابتكاري : ويعتمد هذا المحك على إظهار المبدعين والموهوبين من الأطفال الذين يتميزون بدرجة عالية من الطلاقة والمرونة والأصالة في أفكارهم بحيث يحاول هذا المحك الكشف عن الفرد المميز والفريد وغير المألوف وبيان مدى تباين الموهوب عن غيره في طريقة تفكيره .
4ـ محك الموهبة الخاصة : اتسع مفهوم التفوق العقلي بحيث لم يعد قاصراً على مجرد التحصيل في المجال الأكاديمي فقط بل نجده في مجالات خاصة تعبر عن مواهب معينة لدى التلاميذ أهلتهم كي يصلوا إلى مستويات أداء مرتفعة في هذه المجالات .
5 ـ محك الأداء أو المنتوج : في هذا المحك يتوقع من الأطفال أن يعطوا الأداء والإنتاج المتفوق في مجال متخصص وخاصة في مستوى كان في مثل عمرهم .
دور المدرسة في الكشف عن الموهوبين:
هناك بالطبع طرق وأساليب للكشف عن الموهوبين نذكر منها :
أولاً : الطرق الموضوعية :
وهي مقاييس موضوعية مقنعة تمتاز بدرجة عالية من الصدق والثبات . بمعنى آخر هي الاختبارات التي جربت قبل استخدامها النهائي لعدد من العينات أو المجموعات تحت ظروف مقننة واشتقت له معايير أو محكات .
ومن أهم هذه الاختبارات المستخدمة في التقييم الموضوعي :
1ـ اختبارات الذكاء : وهي اختبارات تقيس قدرة الفرد العقلية على اكتساب الحقائق وتنظيمها واستخدامها .
ويمكن تصنيف اختبارات الذكاء إلى طرق عديدة منها :
أولا ـ اختبارات الذكاء الفردية : وهي فعلاً أحسن طريقة ، إلا أنها تتطلب وقتاً طويلاً لتطبيقها .
ومن الاختبارات الفردية يمكن إبراز نمطين هما :
1ـ الاختبارات الأدائية : وهي اختبارات عملية لا تستخدم فيها اللغة .
2ـ اختبارات شبه أدائية : وهي اختبارات لقياس ذكاء الكبار وتتكون من قسمين أحدهما لغوي والثاني أدائي .
ثانيا ـ اختبارات الذكاء الجمعية : وهي مفيدة في إعطاء فكرة عامة عن الأطفال ولكنها قد لا تكشف عن الأطفال الذين يعانون صعوبات في القراءة أو من اضطرابات نفسية .
ومن هذه الاختبارات :
1ـ اختبار ألفا : وهو اختبار ذكاء جماعي لغوي أعد للمتعلمين .
2ـ اختبار بيتا : وهو اختبار ذكاء جماعي أدائي ( غير لغوي ) صمم لقياس ذكاء الأميين .
ثالثا ـ اختبارات القدرات الخاصة ( الاستعدادات ) :
وهي اختبارات تبين ذكاء الأطفال الموهوبين ذوي القدرات الخاصة وتطبق اختبارات الاستعدادات في التعرف على الأطفال الموهوبين البارزين في الميادين الخاصة .
ومن أهم اختبارات القدرات الخاصة :
1 ـ اختبارات القدرات اليدوية :
ويقصد بها القدرة على النجاح في النشاطات التي تتطلب السرعة والدقة في استغلال حركات اليدين والذراعين والتنسيق بينها .
2 ـ اختبارات المهارات الميكانيكية :
وهي تلك القدرات التي يحتاجها الفرد في ميدان استخدام وصيانة الآلات وإصلاحها .
3 ـ اختبارات القدرات الكتابية : وهي ضرورة للنجاح في الأعمال الكتابية كالوظائف في المؤسسات والدوائر الحكومية وهي تحتاج إلى السرعة والدقة سواء في الكتابة أو ترتيب الأوراق أو الملفات أو في العمليات الحسابية .
4 ـ الاختبارات الفنية لماير :
وضعها نورمان ماير وتعرف أيضاً باختبارات تذوق الفن وهي اختبارات لمن هم في المرحلة الإعدادية والثانوية للكبار أيضاً وتقيس هذه الاختبارات التقدير الفني الذي يعتبره المؤلف أحد العوامل الأكثر أهمية في الكفاءة .
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
مهارات التفكير :
مفهوم التفكير :
عبارة عن سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير يتم استقباله عن طريق واحدة ، أو أكثر من الحواس الخمس ، وهو مفهوم مجرد ينطوي على نشاطات غير مرئية وغير ملموسة ، وما نلاحظه ، أو نلمسه هو في الواقع نواتج فعل التفكير سواء أكانت بصورة مكتوبة ، أم منطوقة ، أو حركية ، أم مرئية .
ويهمنا في هذا المجال معرفة نوعين من أنواع التفكير هما :
التفكير التفريقي :
التفكير التجميعي :
1ـ التفكير التفريقي ( divergent thinking ) :
يرتبط هذا النوع بنتيجة المعلومات وتطويرها وتحسنها للوصول إلى معلومات وأفكار ونواتج جديدة من خلال المعلومات المتاحة ، ويكون التأكيد هنا على نوعية الناتج وأصالته ، ويعني أن الفرد يمكن ألا يصل إلى إجابة واحدة صحيحة ، لأنه ينطلق في تفكيره وراء إجابات متعددة ، وهذا النوع يقابل عمليات التفكير الإبداعي .
2ـ التفكير التجميعي ( convergent thinking ) :
يحدث هذا النوع من التفكير عندما يتم تنمية وإصدار معلومات جديدة من معلومات متاحة سبق الوصول إليها ، ومتفق عليها ، وينتج عن ذلك إجابة صحيحة واحدة لما يفكر فيه الفرد ، وهو والحالة هذه في تفكير تجميعي مجدد ، ويقابل هذه العملية التفكير الناقد .
مهارات التفكير :
1ـ الملاحظة : مهارة جمع البيانات والمعلومات عن طريق واحدة ، أو أكثر من الحواس الخمس ، وهي عملية تفكير تتضمن المشاهدة والمراقبة والإدراك ، وتقترن عادة بسبب قوي ، أو هدف يستدعي تركيز الانتباه ودقة الملاحظة .
2ـ التصنيف : ويقصد بها تصنيف المعلومات وتنظيمها وتقويمها ، وهي مهارة أساسية لبناء الإطار المرجعي المعرفي للفرد ، وعندما نصنف الأشياء فإننا نضعها في مجموعات وفق نظام معين في أذهاننا ، كالتصنيف حسب اللون ، أو الحجم ، أو الشكل ، أو الترتيب التصاعدي ، أو التنازلي وغيرها .
3ـ المقارنة : وتعني المقارنة بين الأشياء والأفكار والأحداث وفق أوجه الشبه وأوجه الاختلاف، والبحث عن نقاط الاتفاق ، ونقاط الاختلاف ، ورؤية ما هو موجود في أحدهما ، ومفقود في الآخر .
وتتميز أسئلة المقارنة بخصائص أهمها :
1ـ المقارنة :
أ ـ المقارنة المفتوحة : نحو : قارن بين الدراجة الهوائية ، والدراجة النارية .
ب ـ المقارنة المغلقة : نحو : قارن بين المملكة العربية السعودية والسودان من حيث المناخ ، والمساحة ، وعدد السكان ، والمواد الطبيعية
2ـ تدرج أسئلة المقارنة من حيث مستوى الصعوبة ، والاتساع حسب مستوى الطلبة العمري والمعرفي .
3ـ تصلح أسئلة المقارنة لتناول الأشياء المحسوسة ، والأشياء المجردة :
مثال : قارن بين ملعب كرة القدم ، وملعب كرة اليد .
ومثال : قارن بين مفهومي الأمانة والإخلاص .
4ـ تستخدم أسئلة المقارنة في جميع المواد الدراسية .
4ـ التفسير : عملية عقلية غرضها إضفاء معنى على خبراتنا الحياتية ، أو استخلاص معنى منها . ونحن عندما نقدم تفسيرا لخبرة ما إنما نقوم بشرح المعنى الذي أوحت به إلينا .
5ـ تنظيم المعلومات : وهي مساعدة الطلبة على تنمية مهاراتهم في البحث عن المعلومات ، وتجميعها ، ومن ثم تنظيمها ، لأن ما يتلقاه الطالب من المعلم والكتاب الدراسي لا يعدوان في حقيقة الأمر سوى مصدرين متواضعين للمعلومات ، وإذا لم بنم الطالب معارفه عن طريق القراءة والاطلاع الدائم فإن النتيجة الأكيدة هي محدودية الفائدة منها كمصدرين للمعلومات .
6ـ التلخيص : وهو مهارة التوصل إلى الأفكار العامة ، أو الرئيسة والتعبير عنها بإيجاز ووضوح ، وهي عملية تنطوي على قراءة ما بين السطور ، وتجريد وتنقيح وربط النقاط
البارزة . إنها عملية تعاد فيها صياغة الفكرة ، أو الأفكار الرئيسة التي تشكل جوهر الموضوع .
7ـ التطبيق : يعني استخدام المفاهيم والقوانين والحقائق والنظريات التي سبق أن تعلمها الطالب لحل مشكلة تعرض له في موقف جديد . ويعد التطبيق هدفا تربويا مهما لأنه يرقى بالمتعلم إلى مستوى توظيف المعلومة في التعامل مع مواقف ومشكلات جديدة .
والهدف العام من النشاطات التعليمية التي تستدعي التطبيق هو فحص قدرة الطالب على استخدام الحقائق التي تعلمها في مواقف جديدة له .
8ـ الترتيب : ويقصد به وضع المفاهيم ، أو الأشياء أو الأحداث التي ترتبط في ما بينها بصورة أو بأخرى في سياق متتابع وفقا لمعيار معين .
ويجدر الانتباه إلى أن عملية الترتيب ليست بالسهولة التي قد تبدو للوهلة الأولى ، فهناك الكثير من المفاهيم والأشياء التي تجمعها علاقة ، أو خاصية ما ، ولكن الفروق في درجة الخاصية ، أو قوتها طفيفة إلى الحد الذي يصعب معه ترتيبها وفق هذه الخاصية .
منطلقات في تعليم التفكير :
1 ـ ليس بوسعك أن تعلم الناس التفكير ، وكل ما تستطيع عمله هو أن تعلمهم أموراً يفكرون فيها .
2 ـ التفكير مزاولة طبيعية للذكاء الفطري .
3 ـ أن تزايد فعالية التفكير تنشأ عن تزايد في المعرفة وطلاقة لسان أبلغ .
أمثلة على مواقف الطالب كمفكر :
1 ـ التفكير دورة عملياتية :
ويتحقق التدرب على التفكير باستخدام الدورة العملياتية ، وتتضمن هذه الدورة ثلاث حلقات هي الاستكشاف ، والابتداع ، والاكتشاف ، وتمثل الدورة بالشكل الآتي :
ويمكن توضيح عمليات الدورة بالصورة الآتية :
1 ـ الاستكشاف : وهي العملية التي يسبر بها الطالب ميدان خبرة جديدة عليه ، فيجتمع لديه مخزون من الأفكار نتيجة حيويته ونشاطه ومشاهداته واستدلالاته التي تبنى عليها عملية الاستكشاف .
2ـ الابتداع : هي العملية التي يطلق فيها يطلق الطالب الأسماء ، والألفاظ ، والمفاهيم على الخبرات ، والمواقف ، والأحداث التي تمت في مرحلة الاستكشاف .
3 ـ الاكتشاف : توسيع وتفصيل المفهوم الذي تم ابتداعه وتوظيفه بصورة جيدة مما يؤدي إلى توليد مفاهيم جديدة .
1ـ الابتداع
2ـ الاستكشاف
3ـ الاكتشاف
تطبيق إجرائي لتعليم مهارات التفكير
المادة : حديث ، الصف : الثاني المتوسط
الموضوع : شعب الإيمان
الأهداف :
بعد استعراض موضوع الدرس يتوقع أن يحقق الطلاب الأهداف التالية :
1ـ أن يلاحظوا أن موضوع الدرس : هو حديث شريف .
2ـ أن يقرؤوا الحديث قراءة فاهمة .
3ـ أن يستخرجوا ما فيه من أفكار عامة .
4ـ أن يذكروا اسم راوي الحديث ، ويترجوا له .
5ـ أن يلاحظوا ما يستدل من الحديث .
6ـ أن يصنفوا الكلمات والفوائد التي أرشد لها الحديث .
7ـ أن يتنبأ الطلاب ما يمكن أن يستدل من الحديث .
8ـ أن يذكروا الفرضيات التي يمكن التوصل إليها .
9ـ أن يوضحوا ما يمكن أن يترتب على الفرضيات التي توصلوا إليها .
10ـ أن يفسروا معاني الكلمات الصعبة ويستجلوا غموضها .
11ـ أن يلاحظوا التعريف الإجرائي للحديث ويبحثوا عن مرادف .
12ـ أن يذكروا الكم العددي لشخصيات الحديث .
13ـ أن يوضحوا العلاقات الزمانية والمكانية له .
الوسائل وتقنيات التعليم :
الكتاب ـ السبورة ـ العاكس الرأسي ، أو جهاز الحاسب الآلي .
الأساليب والإجراءات :
التمهيد :
طرح بعض الأسئلة المثيرة للتفكير ، لتحفيز الطلبة للدرس ، ومعرفة مدى خبراتهم المعرفية السابقة حول الموضوع بشكل عام .
س ـ درست في السنوات السابقة شيئا عن الإيمان ، اذكر حديثا حول هذا الموضوع .
س ـ ورد ذكر الإيمان في آيات متعددة من القرآن الكريم ، اذكر بعضها .
س ـ ما الفرق بين المفاهيم الآتية :
الأيمان ، الإحسان ـ الإسلام .
العرض :
1ـ أعرض نص الحديث عبر الوسيلة المختارة :
شعب الإيمان
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الإيمان بضع وسبعون ، أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ، والحياء شعبة من الإيمان " .
2ـ يطلب المعلم من طلبته قراءة النص قراءة صامتة فاهمة ، تم يناقش مع الطلبة ما يلي :
أولا ـ مهارة الملاحظة :
ويطرح السؤال التالي : س ـ ما ذا تلاحظون من النص ؟
جـ : 1ـ أن للنص عنوان توسط أعلى الصفحة وهو " شعب الإيمان " .
2 ـ أن النص هو حديث من أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
3ـ يتكون النص من أربع أفكار رئيسة هي :
أ ـ الإيمان بضع وسبعون ، أو بض وستون شعبة .
ب ـ أفضلها قول لا إله إلا الله .
ج ـ وأدناها إماطة الأذى عن الطريق .
د ـ الحياء شعبة من الإيمان .
4 ـ أن للحديث راوٍ هو : عبد الرحمن بن صخر الدوسي ، ويكنى أبا هريرة .
ثانيا ـ ملاحظة الاستدلال :
س ـ ما الذي تستدل عليه من خلال قراءتك للحديث ؟
ج ـ من خلال قراءة الحديث يمكن الوصول إلى كثير من الاستدلالات منها :
1 ـ يدل الحديث على أن من أهم ما يسعى إليه المسلم ، ويعمقه في قلبه ، ويظهر في أفعاله هو الإيمان والتصديق بالله سبحانه وتعالى .
2 ـ من سعة فضل الله تعالى على عباده أن جعل الإيمان شعبا ودرجات أو مراتب متعددة كلما عمل الإنسان مرتبة ، واتصف بها زاد إيمانه وارتفعت درجته .
3 ـ من سماحة الإسلام أن نظم حياة المسلم الاعتقادية والاجتماعية والمالية ، وغيرها وجعلها كلها من الإيمان .
4 ـ أن أعظم درجات الإيمان هو التوحيد بالله .
ثالثا ـ ملاحظة التصنيف :
س ـ اذكر التصنيفات التي يمكن الخروج بها من خلال قراءة الحديث .
ج ـ 1 ـ يمكن وضع عدد من الكلمات في تصنيفات نحو :
بضع ـ سبعون ـ ستون أفضل ـ أدنى
الإيمان ـ الحياء طريقة ـ شعبة
2ـ بيان الفوائد التي أرشد إليها الحديث " انظر الكتاب "
رابعا ـ ملاحظة التنبؤ ، أو الافتراض :
س ـ ما الذي يمكن أن تتنبأ به من قراءتك للحديث ؟
الافتراض في الحديث هو أمر قطعي ، ندرك منه الآتي :
1 ـ أن الإيمان : هو معيار المفاضلة بين البشر ، وليس العرق أو النوع .
2 ـ أفضل شعب الإيمان وأعلاها التوحيد بالله .
3 ـ الحياء شعبة من شعب الإيمان .
4 ـ أدنى مراتب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق .
5 ـ أن الإيمان يعني : قول المسلم بلسانه ، والتصديق بقلبه ، والعمل بجوارحه .
كما أن هناك عددا من الفرضيات الممثلة لصور أخرى من التنبؤات ، والتي تمثل في حد ذاتها حقائق لا0 يمكن تجاهلها وهي :
1 ـ أن للإيمان أثرا على سلوك الإنسان المسلم .
2 ـ الإيمان يجعل العبد قريبا من الرب وقريبا من الجنة .
3 ـ تتحدد مرتبة الإيمان من خلال ما يقوم به العبد من عبادات وطاعات خالصة لله .
4 ـ قد يتساوى المؤمنون في الأجر والمثوبة عند الله .
خامسا ـ ملاحظة التواصل :
س ـ ما لذي يمكن أن يترتب على الفرضيات التي تم ذكرها أنفا ؟
ج ـ استنادا إلى الفرضيات السابقة القول : إن الإيمان عندما يتعمق في نفوس البشر بناء
على المؤشرات والدلالات التي يؤكدها معنى الإيمان وهو قول المسلم بلسانه " لا إله
إلا الله " ، واعتقاده به في قلبه ، وأدائه بجوارحه في صور عبادات وطاعات خالصة
لله عز وجل ، يصبح الإيمان متمكنا من النفوس ويتساوى فيه كثير من المسلمين .
سادسا ـ ملاحظة التفسير :
س ـ وضح معاني يعض الكلمات التي وردت في الحديث ، وضعها في سياقات جديدة .
ج ـ الإيمان : قول باللسان ، وتصديق بالقلب ، وعمل بالجوارح ، يزيد بالطاعة وينقص
بالمعصية . إماطة : إزالة . الأذى : ما يؤذي الإنسان في الطريق من أوساخ ومخلفات
وغيرها .
بضع : العدد من ثلاثة إلى تسعة . شعبة : جزء
سابعا ـ ملاحظة التعريف الإجرائي :
س ـ في ضبط ما ورد في نص الحديث ، ما العنوان المناسب الذي يمكن أن تختاره له ؟
ج ـ درجات الإيمان ـ أجزاء الإيمان ـ مراتب الإيمان .
س ـ ما لمقصود بشعب الإيمان ؟
ج ـ درجاته ـ أجزاؤه ـ مراتبه .
ثامنا ـ ملاحظة العدد :
س ـ كم شخصية ورد ذكرها في الحديث ؟
ج ـ تضمن الحديث شخصيتين أساسيتين هما :
1 ـ الرسول الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهوقائل الحديث .
2ـ أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ وهو راوي الحديث .
س ـ اذكر بعض صفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
س ـ عرّف براوي الحديث . ولماذا لقّب بأبي هريرة ؟
تاسعا ـ ملاحظة العلاقات الزمانية والمكانية :
س ـ حدد العلاقات الزمانية والمكانية من خلال الحديث .
ج ـ تمتد الأجواء الإيمانية للحديث عبر الزمن الممتد منذ أن نطق به الرسول الكريم ـ
صلى الله عليه وسلم ـ وحتى تقوم الساعة ، وفي كل بقعة من بقاع الأرض يوحد فيها
الناس بالله ربا ، وبالرسول محمد نبيا .
التفكير الناقد :
التعريف الإجرائي للتفكير الناقد هو " تفكير تأملي معقول يركز على ما يعتقد به الفرد أو يقوم بأدائه " ، وهو فحص وتقويم الحلول المعروضة من أجل إصدار حكم حول قيمة الشيء .
ويتضمن التفكير الناقد القابليات والقدرات الآتية :
أ ـ القابليات ، تعني أن :
1 ـ يبحث عن صيغة واضحة لموضوع السؤال .
2 ـ يبحث عن الأسباب .
3 ـ تصل إليه المعلومات الضرورية .
4 ـ يستخدم مصادر هامة ويذكرها .
5 ـ يحاول أن يكون ملتصقاً بالنقطة الرئيسية .
6 ـ يأخذ بعين الاعتبار الموقف بكامله .
7 ـ يحتفظ في ذهنه بالقضية الأساسية .
8 ـ يبحث عن بدائل .
9 ـ يحاول أن يكون متفتح الذهن على النحو التالي :
أ ـ يهتم بوجهات النظر الأخرى غير وجهة نظره ( تفكير حواري )0
ب ـ يتجنب إصدار الحكم عندما تكون الأدلة والأسباب غير كافية .
10 ـ يأخذ موقفاً ( ويغير الموقف ) عندما تكون الأدلة والأسباب كافية لعمل ذلك .
11 ـ يبحث عن الدقة عندما يسمح الموضوع بذلك .
12 ـ يسير بطريقة منتظمة في معالجة الأجزاء ضمن المشكلة المعقدة ككل .
13 ـ حساس تجاه مشاعر ، ومستوى المعرفة ، ودرجة حكمة الآخرين .
14 ـ يستخدم قدرات التفكير النقدي .
ب ـ القدرات :
توضيح ابتدائي للآتي :
1ـ التركيز على السؤال :
أ ـ تحديد وصياغة السؤال .
ب ـ تحديد وصياغة المعيار للحكم على الأسئلة المحتملة .
ج ـ الاحتفاظ بالموقف في الذهن .
2ـ تحليل المناقشة في الموضوع :
أ ـ تحديد الاستنتاجات .
ب ـ تحديد الأسباب المصوغة .
ج ـ تحديد الأسباب غير المصوغة .
د ـ ملاحظة الفروق والتشابهات .
هـ ـ تحديد ومعالجة المواضيع غير المرتبطة .
و ـ ملاحظة ورؤية بناء المناقشة .
ز ـ التلخيص .
3ـ طرح السؤال والإجابة عنه لتوضيحه ، أو تحديه مثل :
أ ـ لماذا ؟
ب ـ ما الفكرة الأساسية ؟
ج ـ ما الذي تقصده بـ ؟
د ـ ما الذي لن يمثله ؟
هـ ـ كيف يمكن تطبيق ذلك في هذه الحالة ؟
و ـ ما الفروق التي أحدثها ؟
ز ـ ما هي الحقائق ؟
ح ـ أ هذا الذي تقوله : . . . . . . . . . ؟
ط ـ هل يمكن أن تتحدث عن ذلك أكثر ؟
وقد تعددت تعاريف التفكير الناقد ، إذ يعرف بأنه " عملية استخدام قواعد الاستدلال المنطقي وتجنب الأخطاء الشائعة في الحكم " .
وعرفه باحث بأنه التفكير " الذي يعتمد على التحليل والفرز والاختيار والاختبار لما لدى الفرد من معلومات بهدف التمييز بين الأفكار السليمة والخاطئة " .
ويفترض أحد العلماء أن التفكير يتضمن ثلاثة جوانب ، هي :
أ ـ الحاجة إلى أدلة وشواهد تدعم الآراء والنتائج قبل الحكم عليها .
ب ـ تحديد أساليب البحث المنطقي التي تسهم في تحديد قيم ، ووزن الأنواع المختلفة من الأدلة .
ج ـ مهارة استخدام كل الاتجاهات والمهارات السابقة .
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
الصفات العملية الإجرائية للتفكير الناقد هي :
1 ـ معرفة الافتراضات .
2 ـ التفسير .
3 ـ تقويم المناقشات .
4 ـ الاستنباط .
5 ـ الاستنتاج .
يأتي التفكير الناقد في قمة هرم بلوم ، وهو أرقى أنواع التفكير ، ويكون من وجهة نظر بلوم القدرة على عملية إصدار حكم وفق معايير محددة .
ويمكن تحديد الخطوات التي يمكن أن يسير بها المتعلم لكي تحقق لديه مهارات التفكير الناقد على النحو التالي :
1 ـ جمع سلسة من الدراسات والأبحاث والمعلومات والوقائع المتصلة بموضوع الدراسة .
2 ـ استعراض الآراء المختلفة المتصلة بالموضوع .
3 ـ مناقشة الآراء المختلفة لتحديد الصحيح منها وغير الصحيح .
4 ـ تمييز نواحي القوة ونواحي الضعف في الآراء المتعارضة .
5 ـ تقييم الآراء بطريقة موضوعية بعيدة عن التحيز والذاتية .
6 ـ البرهنة وتقديم الحجة على صحة الرأي الذي تتم الموافقة عليه .
7 ـ الرجوع إلى مزيد من المعلومات إذا ما استدعى البرهان والحجة ذلك .
ويتطلب هذا النوع من التفكير القدرات التالية :
ـ الدقة في ملاحظة الوقائع والأحداث .
ـ تقييم موضوعي للموضوعات والقضايا .
ـ توافر الموضوعية لدى الفرد والبعد عن العوامل الشخصية .
ـ وحتى يمكن تنمية هذا النوع من التفكير ، فإن ذلك يتطلب مراعاة عدد من العوامل المتصلة ، وهي :
1 ـ النقد العلمي ، وعدم الانقياد للآراء الشائعة التي يتناقله الناس .
2 ـ البعد عن النظر إلى الأمور من وجهة النظر الخاصة والتعصب لها .
3 ـ البعد عن أخذ وجهات النظر المتطرفة .
4 ـ عدم القفز إلى النتائج .
5 ـ التمسك بالمعاني الموضوعية ، وعدم الانقياد لمعان عاطفية .
مهارات التفكير الناقد :
1 ـ القدرة على تحديد المشكلات والمسائل المركزية .
2 ـ تمييز أوجه الشبه وأوجه الاختلاف .
3 ـ تحديد المعلومات المتعلقة بالموضوع .
4 ـ صياغة الأسئلة التي تسهم في فهم أعمق للمشكلة .
5 ـ القدرة على تقديم معيار للحكم على نوعية الملاحظات والاستنتاجات .
6 ـ القدرة على تحديد ما إذا كانت العبارات أو الرموز الموجودة مرتبطة معاً ومع السياق العام .
7 ـ القدرة على تحديد القضايا البديهية والأفكار التي لم تظهر بصراحة في البرهان والدليل .
8 ـ تمييز الصيغ المتكررة .
9 ـ القدرة على تحديد موثوقية المصادر .
10 ـ تمييز الاتجاهات والتصورات المختلفة لوضع معين .
11 ـ تحديد قدرة البيانات وكفايتها ونوعيتها في معالجة الموضوع .
12 ـ التنبؤ بالنتائج الممكنة أو المحتملة ، من حدث أو مجموعة من الأحداث .
الخطوات التمهيدية للتفكير الناقد :
1ـ قراءة النص واستيعابه وتمثله .
2ـ تحديد الأفكار الأساسية .
3ـ تحديد المفاهيم المفتاحية .
4ـ صياغة محتوى النص ومضمونه في جملة خبرية .
5ـ إبقاء الجملة الخبرية على شاشة الذهن ( أنا أفكر بـ . . . .
6ـ اعتبار مجموعة الأفكار المتضمنة في النص .
7ـ تنظيم المعلومات بطريقة متسلسلة ومنطقية .
8ـ تقويم المعلومات المنظمة والمتسلسلة المنطقية .
أولاً : الإجراءات التمهيدية للتفكير الناقد :
إن تدريب الطلبة على ممارسة التفكير الناقد في الخبرات التي يواجهونها سواء كانت تعلمية تعليمية أو حياتية ، تستدعي أن يدرب الطلبة على ممارسة مهارات بسيطة تمهيدية حتى يتحقق لديهم الاستعداد لممارسة التفكير الناقد أو التدرب عليه .
ويتم تعلم الطلبة مهارات التفكير الناقد وفق المواد الدراسية الصفية التي يتفاعل معها الطلبة وفق منهاج مقرر .
إن تدريب الطلبة على ممارسة التفكير الناقد وفق وسط محدد ومنظم ومسلسل له عدد من المزايا :
1 ـ يزيد من استعداد الطلبة على ممارسة التفكير الناقد .
2 ـ يزيد من فاعلية أدوار المعلمين في الموقف الصفي .
3 ـ يتيح أمام المعلم الفرصة لممارسة دور أكثر فاعلية وأكثر أهمية من دور العارف والخبير .
4 ـ يزيد من إقبال الطلبة على التعلم الصفي والمواقف والخبرات الصفية المختلفة .
5 ـ يحبب الطلبة بالجو الصفي الذي سيسوده جو من الأمن والديمقراطية والتسامح والتقبل .
6 ـ يزيد من حيوية الطلبة في تنظيم الخبرات التي يواجهونها ، ويتيح أمامهم فرص اختبارها والتفاعل بطريقة آمنة تحت إشراف المعلم وتوجيهه .
7 ـ يدرب الطلبة على ممارسة مواقف قيمة يمكن نقلها إلى مواقف الحياة المختلفة .
8 ـ يسهم في إعداد الطلبة للحياة ، ويتيح أمامهم فرصة ممارسة الحياة بأقل قدر من
الأخطاء .
ويمكن تنفيذ الإجراءات التمهيدية وفق المخطط الآتي :
بعد تدريب الطالب على إنجاز الخطوات الممهدة لممارسة التفكير الناقد يمكن إعداد خطة منظمة للتدريب على التفكير الناقد ، وقد كان مبرر ذلك أن مهارة التفكير الناقد تتطلب جهداً ذهنياً فاعلاً ، بالإضافة إلى توفر بنية معرفية لذلك ، ويمكن تحديد الخطوات كالآتي :
1 ـ صياغة الفكرة التي طورها المتعلم بعد مروره في الخطوات التمهيدية .
2 ـ ملاحظة العناصر المختلفة المتضمنة في النص .
3 ـ تحديد العناصر اللازمة وغير اللازمة وفق معايير مصاغة .
4 ـ طرح أسئلة تحاكم العناصر اللازمة .
5 ـ ربط العناصر بروابط وعلاقات .
6 ـ وضع الأفكار المتضمنة على صورة تعميمات في جمل خبرية .
7 ـ وضع الأفكار في وحدات .
ثانياً : الإجراءات التدريبية على مهارة التفكير الناقد :
حتى تتحقق لدى المعلم قدرة ممارسة التفكير الناقد فإنه ينبغي أن تحقق لديه القدرات التي تم التدرب عليها في الخطوات التمهيدية باستخدام نص محدد .
وحتى تتوافر الاستعدادات لممارسة التفكير الناقد لدى الطلبة فلا بد من تهيئة الظروف التدريبية والخبرات المناسبة التي تجعلهم يتفاعلون معها مرات متعددة لتطوير المهارات اللازمة للتفكير الناقد .
لذلك يتوقع من المعلم كمدرب ، وكخبير في تدريب الطلبة على ممارسة مهارة التفكير الناقد أن تكون لديه مهارات التدريب ، وأن يكون كفياً في تحقيقها ، وأن يكون قادراً على ممارسة مهارات التفكير أمام طلبته ، وعكس نماذج تفكيرية ناقدة واضحة ، يستطيع الطلبة بمشاهدتها تمثّل الفكرة المتضمنة في المهارة التي يراد نمذجتها .
وإلى جانب ما سبق ينبغي على المعلم أن يتمتع بالسلوكيات التالية :
1 ـ يستمع للطلبة وتقبل أفكارهم .
2 ـ لا يحتكر وقت الحصة .
3 ـ يحترم التنوع والاختلاف في مستويات تفكير الطلبة .
4 ـ لا يصدر أحكاما ذاتية .
5 ـ يطرح أسئلة مفتوحة تحتمل أكثر من إجابة .
6 ـ ينتظر قليلا بعد توجيه السؤال .
7 ـ ينادي الطلبة بأسمائهم .
8 ـ لا يعيب الطلبة ، ولا يعلق عليهم بألفاظ محبطة للتفكير .
9 ـ يستخدم العبارات والأسئلة الحاثة على التفكير .
10 ـ يهيئ فرصا للطلبة كي يفكروا بصوت عال لشرح أفكارهم .
تخطيط الإجراءات التمهيدية للتدريب على التفكير الناقد في استخدام درس
" شروط العمل الصالح " من مادة التوحيد للصف الثالث المتوسط الفصل الدراسي الأول
وفق ما يقوم به المعلم والطالب
دور المعم : ودور الطالب
1 ـ افتحوا كتاب التوحيد ص 8 ، واقرأ الدرس " شروط العمل الصالح " قراءة صامتة فاهمة .
2 ـ حددوا الأفكار العامة .
3 ـ من يذكر فكرة لم تكن ضمن الأفكار السابقة ؟
من لديه سؤلا حول بعض الأفكار السابقة .
4 ـ صنف المفاهيم إلى مجموعات وفق الصفات المشتركة بين كل منها .
5 ـ فسر الكلمات والمفاهيم التاليه :
مثلكم
يرجو لقاء ربه .
لا يشرك بعبادة ربه أحدا .
تركته وشركه .
صغ بعض الجمل من خلال النص .
6 ـ يتأكد المعلم من توافر الخبرة المعرفية التي تعلمها الطلبة من خلال النص ، وذلك بطرح الأسئلة التالية :
س ـ ما شروط قبول العمل الصالح ؟
س ـ عرف الشرك بالله وما حكمه ؟
س ـ ما المقصود بالرياء ، وما حكمه ؟
س ـ ما معنى قوله تعالى : ( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) ؟
ماذا نستنتج من النص السابق بجزأيه ؟
7 ـ يطلب المعلم من الطلبة إعادة قراءة الأفكار العامة التي تضمنها النص ، وكذلك الجمل التي قاموا بتدوينها ليتأكد من الخبرة التي اكتسبوها . * يقرأ الطلبة الآية والحديث القدسي كما وردا في الصفحة المذكورة .
ومن خلال القراءة يستدلوا على أن النص الأول هو آية قرآنية ، وذلك من قوله تعالى ، ومن رقم الآية واسم السورة ، كما يستدلوا على النص الثاني بأنه حديث قدسي من عبارة : عن أبي هريرة ، ومن قوله تعالى على لسان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن رواية مسلم .
* يحدد الطلبة على شكل مجموعات الأفكار العامة وهي :
1 ـ شروط صلاح العمل الصالح :
أ ـ يقصد به وجه الله ، والدار الآخرة .
ب ـ أن يكون وفق ما شرعه الله ورسوله في القرآن والسنة النبوية .
2 ـ الشرك في العمل .
3 ـ توضيح معنى الرياء وحكمه .
4 ـ عزة الرب وكمال غناه .
* 1 ـ أن الرياء شرك أصغر ، وحكمه : محرم .
2ـ توبة المرائي تفتح أمامه باب المغفرة .
س1 ـ على من يعود الضمير " أنا " في قوله تعالى : ( قل إنما أنا بشر مثلكم ) ؟
ج ـ على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
س2 ـ لمن يوجه الخطاب في الآية ؟
ج ـ للناس كافة .
س3 ـ ما دلالة كل من الفعل " فليعمل " ، والفعل " لا يشرك " ، وما الغرض من ذلك ؟
ج ـ التأكيد على خطورة الشرك ، لأنه يبطل العمل .
* يمكن تحديد المفاهيم التالية :
إلهكم ـ إله ـ ربه أنا ـ بشر
واحد ـ أحد ـ معي عمل ـ شرك ـ عبادة
يوحى ـ يرجو ـ يعمل ـ يشرك
أشرك ـ تركته
* يفسر الطلبة ما يطرح عليهم من كلمات ومفاهيم :
مساوٍ لكم في البشرية .
يرجو ثواب الله .
لا يصرف شيئا من العبادة لغير الله .
انصرفت عنه ، وعما يشرك به .
* يصوغ الطلبة الجمل التي يريدون مثل :
1 ـ أوحي إلى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الله إله واحد .
2 ـ من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا .
3 ـ ينبغي على الإنسان أن يعمل صالحا .
4ـ يجب عليه ألاّ يشرك بالله .
5ـ الله أغنى الشركاء عن الشرك .
يجيب الطلبة بالآتي :
ج 1 ـ أن يقصد بالعمل وجه الله ، والدار الآخرة .
2ـ أن يكون العمل وفق ما شرعه الله ورسوله .
ج : الشرك بالله هو : أن يعبد الإنسان مع الله إلها آخر ، وهو شرك أكبر يخرج من الملة .
حكمه : محرّم .
ج : الرياء : أن يعمل المرء العمل لله ـ كالصلاة ـ ويتظاهر به ليحمده الناس عليه ، وهو شرك أصغر ، لا يخرج من الملة .
حكمه : مجرم .
ج : لا يصرف شيئا من العبادة لغير الله .
ج : نستنتج من النص :
1 ـ أن الرسول بشر كباقي البشر ، غير أنه يوحى إليه من الله سبحانه وتعالى .
2 ـ الإيمان بوحدانية الله .
3 ـ يشترط في العمل الصالح شرطان لا بد من توافرهما .
4 ـ أن الله غني عما يشرك به .
* تذكر كل مجموعة ما استوعبته من أفكار ، وتعيد بعض المجموعات الجمل التي تم تدوينا آنفا ، مع وضع الأفكار في سياق جديد .
يمكننا أن نقول أن للتفكير لغات عديدة, ويمكن للإنسان أن يستخدمها إذا أراد أن يولد لديه العديد من الأفكار الإبداعية. كما أنه يحسن بالمرء إذا تعطلت عنده لغة عن توليد أفكار جديدة أن يجرب استخدام لغة أخرى فلعله يجد بغيته فيها. ومن هذه اللغات التفكيرية سبع لغات, وهي كما يلي:
1ـ اللغة البصرية "visually":
والتي يتم فيها استخدام: الصور, الرسومات, المخططات, الرسوم التوضيحية, الرسوم البيانية, المجسمات, المنظر ثنائي الأبعاد أو ثلاثي الأبعاد, وغيرها.
2ـ اللغة الحرفية أو اللفظية "verbally":
والتي يتم فيها استخدام: الكلمات, الوصف, الكتابة, الكلام, التعليمات, القوائم, وغيرها.
3ـ اللغة العددية أو الرقمية "Numerically":
والتي يتم فيها استخدام: الأعداد, الجمع, الطرح, الضرب, القسمة, المعادلات, الجبر, وغيرها.
4ـ اللغة المنطقية "Logically":
والتي يتم فيها استخدام: التحليل, الأسباب, الأحكام, الدليل, الاختبار, الاستقراء (تتبع الجزئيات للتوصل منها إلى حكم كلي), الاستنتاج, وغيرها.
5ـ اللغة المتعاقبة أو المتسلسلة أو المتتالية أو المتتابعة "Sequentially":
والتي يتم فيها استخدام: الوقت, الأحداث, الفترات, التطورات, وغيرها.
6ـ اللغة العاطفية "Emotionally":
والتي يتم فيها استخدام: الأحاسيس, المشاعر, الوجدان, الآراء, الجانب الإنساني, الآمال, الجانب النفسي, الأهواء, الانفعالات, وغيرها.
7ـ اللغة الفكرية "Conceptually":
والتي يتم فيها استخدام: النظريات, الفلسفات, الاستعارة, المجاز, الرموز, التشبيه, وغيرها.
بعد ذكر اللغات السبع يحسن بنا أن نضرب مثالاً على كيفية استخدام اللغات التفكيرية في توليد الأفكار, فلو أردنا (مثلاً) أن نقدم خدمة متميزة للعميل فيمكننا أن نولد أفكاراً جديدة عن طريق استخدام اللغات التفكيرية وذلك كما يلي:
1ـ باستخدام اللغة البصرية يمكننا الحصول على الأفكار التالية:
أـ رسم مخطط توضيحي لمكان العمل يوضح الأقسام والإدارات المختلفة لتسهيل حركة العميل داخل المؤسسة.
ب ـ تعليق العديد من الصور الجميلة والمجسمات الفنية في مكان تواجد العميل.
ج ـ وغيرها.
2ـ باستخدام اللغة الحرفية يمكننا الحصول على الأفكار التالية:
أ ـ كتابة كلمات ترحيبية للعميل.
ب ـ كتابة التعليمات الإرشادية للعميل.
ج ـ وضع آلية تسجيل لتسجيل ملاحظات واقتراحات وشكاوى العملاء.
د ـ وغيرها.
3ـ باستخدام اللغة العددية أو الرقمية يمكننا الحصول على الأفكار التالية:
أ ـ العمل على تقليل عدد الشكاوى من "100" شكوى في الشهر إلى "10" شكاوى.
ب ـ جمع الأقسام الأربعة التي يتنقل بينها العميل في قسم واحد يختص بتلبية احتياجات العملاء.
ج ـ غيرها.
4ـ باستخدام اللغة المنطقية يمكننا الحصول على الأفكار التالية:
أ ـ ما هي الأسباب التي تجعل العملاء يرغبون في التعامل مع المنافسين؟
ب ـ عمل اختبار أو استبيان للتعرف على رغبات العملاء وملاحظاتهم.
ج ـ غيرها.
5ـ باستخدام اللغة المتتالية يمكننا الحصول على الأفكار التالية:
أ ـ تحديد جائزة شهرية للعملاء تتناسب وأبرز حدث في هذا الشهر.
ب ـ عمل تطوير واحد متميز في كل شهر (يمكن تسميته خدمة الشهر).
ج ـ وغيرها.
6ـ باستخدام اللغة العاطفية يمكننا الحصول على الأفكار التالية:
أ ـ التعرف على مشاعر العميل تجاه كل خدمة تقدمها له المؤسسة.
ب ـ تحديد الكلمات والحركات والخدمات التي تبهج العميل.
ج ـ وغيرها.
7ـ باستخدام اللغة الفكرية يمكننا الحصول على الأفكار التالية:
أـ لو شبهنا العميل بالملك, ترى ما هو الأسلوب الذي ينبغي أن نعامل به الملك, ومن تم نعامل به العميل؟
ب ـ ما هي فلسفة المؤسسة تجاه العميل وخدمته؟
ج ـ وغيرها.
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
ماشاء الله وكأننا أمام موسوعه علم
قلب صارخ
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
بادئ ذي بدء أشكرك أخي الفاضل على هذا الإسهاب ثم أهنئك على اختياراتك وانتقائك لمواضيعك ومنها هذا الموضوع الذي نحن بصدده وهو التفكير المنطقي ..وأرى أن اختيارك للعنوان لم يأت من فراغ فأنت الرجل الدارس والمطلع والمتخصص في هذا المجال (هذا ماأخبرني به شخص عزيز) ولذلك تطفلت عليك بأسئلتي أعلاه ليقيني بأنني سأمتع نفسي والقراء بهطول معلومات يمطرنا به خبير .فاعذرني لتطفلي ...أخي تعلم أنت والجميع أن الطفل تنقصه كثير من القدرات والتي تُنمى مستقبلاًفي مراحل نموه المختلفة ولذا فإن قدرته على التفكير تكون محصورة في نمط واحد من أنماطه السبعة ألا وهو التفكير المنطقي الذي سيواكب قدراته وينمي حاجاته المتواضعة فالتفكير المنطقي يعرف بأنه التفكير الذي يمارس لمحاولة بيان الأسباب والعلل والحصول على أدلة تؤيد أو تثبت وجهة النظر أو تنفيها وهذا كما قلنا يتوافق مع حاجات ومدارك الأطفال الذين يتميزون برغبتهم العارمة لحب الإستطلاع والبحث عن إجابة لكل سؤال ......
بالإضافة إلى قابلية هذا النمط لتدخل الوالدين بالتوجيه والتعليق لتعزيز المفاهيم التي توسع مدارك الابن ...وتنمي خبراته المستقبلية بل وتشبع فضوله الجامح
أما بقية الأنماط التفكيرية فالطفل قد لايحتاجها في سنوات عمره الأولى (هذا من وجهة نظري )
وللجميع مني كل الحب ..
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
شكرا جزيلا لك أخي الفاضل / قلب صارخ 0
دمت بصحة وعافية 0
مشاركة: تنمية التفكير المنطقي في الطفل
شكرا جزيلا لك أخي الفاضل / المؤشر ، ويسعدني أن تستمر في متابعة ما أنشره هنا 00 وتسعدني أسئلتك 0ومعجب جدا بثقافتك ومعلوماتك الممتازة 0
دمت بصحة وعافية 0