أهديك قلبي

جاءت ساعة إمساكي بالقلم لأرد على جميل ما كتبتيه سيدة الجمال ، فتهت بين غابات الكلمات لا أدري بأيهما أبدأ أو أسطر كلماتي ، فأحسست بألم الكلمات ، وحسرات الجمل وأنات الحروف ، وبدأت الكلمات تتسطر أمامي فرأيتك سيدة الجمال فتذكرت الجمال ، فأنا لا أكتب إلا عندما يؤرقني الجمال ، ويلهب ليلي ، ويحرق صباحي ، ويتلف نهاري ويتعب أصيلي ، قلت أيها الجمال مهلا ، فأنا لا أقدر أقف أمام طغيانك وجبروتك 00 فأمامك تتلاشى الكلمات ، وتختلج الأنات ، وتتعالى العبرات ، فأنت يا ذات الدل والدلال ، والحسن والجمال ، ما يشبهك أحد ، ولا يصل لمقامك بشر 00 عدت أطارد كلماتي بعدما ذابت بين شفتاي ، ولم أعد أمسك بواحدة منها فتوقف القلم وخرس لسان يدي ، وأعلن تمرده على المسير على صفحات أعددتها كي يبتسم عليها 00 رميته قائلا له : لا بأس أيها المتمرد على سيدك 00 ولكنه عاد معتذرا وتعلق بأصابعي فأمسكت به بعنف إلا أن هناك حسرة داخل القلب بدأت تحرق أول شمعاتها فتذكرت قول الشاعر :
ما تضيق إلاّ وتفرج
يأتي الله بالفرج
لا متى مكسوف ومحرج
بيننا ما فيه حرج
قول ما عندك حبيبي
خلني أشاركك بالآه
لا تشيل الهم وحدك
واترك الباقي على الله
نقسم الهم و الأسية
بالتساوي لك ولي
لي شوية ولك شوية
لا تخبي شيء علي
بعد هذا الضيق لا بد
كل شيء يرجع لمجراه
لا تشيل الهم وحدك
واترك الباقي على الله
ابتسامتك الرضية
مثل ما راحت تجي
ابتسم ولك عليّ
وعد تأخذ ما تبي
والذي بينك وبيني
سر بس يعلم به الله
لا تشيل الهم وحدك
واترك الباقي على الله
أعاملك بطيب نيّة
دلني كيف ابتدي
لكن النفس الشقيّة
حظها دايم ردي
ليتها إلاّ بالأماني
من تمنى شيء يلقاه
لا تشيل الهم وحدك
واترك الباقي على الله