هذه قصة أخرى للكاتب مسعد الحارثي بعنوان " حالة "
أرجو أن تقضوا معها وقتاً ممتعاً منتظراً منكم مداخلاتكم
(حـــــالة)
على عجل كان يتناول طعام الغداء. مكالمات تلفونية متبادلة مع مجموعة من الاصدقاء. ارتدى ملابسه. الى مجلسه اليومي اسرع بالخروج.
الجميع متواجد. امامه منشفة بيضاء من حوافها تطل بعض الاوراق الخضراء. بدأ التغريد خارج اقواس الزمن. تزكم اذنيه رائحة صدى طنين الصمت. ناقش. تأمل. باع. اشترى .نظر. شرب. تبول. غسل وجهه. طوى منشفته وخرج.
لم يكن الطريق الى منزله طويلاً. فكر في شيء ولا شيء. الحياة في نظره لا تستحق التفكير. مارس كل العهر الانساني القابع في خبايا الجسد النتن. تمدد على سريره واسلم جفنيه للسهر. افاق ظهراً. طلب من زوجته تجهيز الطعام. اعطته ورقة حمراء كان قد احضرها بواب العمارة وطالبها بالتوقيع على صورة منها فرفضت لان التوقيع ليس من اختصاصها. وضعها في محفظته مع اخر قطعة نقدية بقيت من راتبه. أبدت له لهفتها لمعرفة ما تحويه هذه الورقة ذات اللون المختلف عما تعهد من فواتير. وهو يهم بالمغادرة اجابها هذا انذار من صاحب العمارة باخلاء الشقة لتأخره في الدفع لعدة اشهر. خرج. افكار تتصارع في راسه وهو في طريقه الى جلسته السرمدية.
مسعد الحارثي
جدة
مارس 2002م