حـــــمـــامـــــة الـــمـــشـــتــاق
هذه آخر قصيدة أنشرها من الشعر العماني الحديث حتى 27/6/2007 فاعذرونا حتى ذلك الحين:
صاح الحمام على ربى الأغصان=وأتى يسائل مـا الـذي أردانـي
وعلا الصياح مطالبا فـي لهفـة=منـي جـواب التائـه الحيـران
أنا ياحمامة محنتي فـي غربتـي=فلتسمعـي ولتكتبـي أشجـانـي
ولتحملي من ذا المعنـى قصـة=ولتحملي منـي الـذي أوهانـي
البيـن أرق مهجتـي وسقانـي=كأس العذاب وبالهمـوم رمانـي
وعتى علي بكـل ألـوان الشقـا=واستل خنجـر غـدره وصمانـي
واستل سيفا من سيوف سمومـه=فمضى يقطـع أودجـي وجنانـي
وغدى كذئب جاء يبغـي صيـده=وغدوت في المرعى كما الحملان
فاستحكمت أنيابـه فـي خافقـي=ومضى يمزق ما حـوت أركانـي
بيـن تنمـر وانتشـى بصبابتـي=مثل الأسود عدت على الغـزلان
وأتى بجمر مـن لهيـب محـرق=واختار شيي في لظـى النيـران
يا بين حسبك لا تزد من لوعتـي=يا بين مالـك تنتشـي عصيانـي
يا بين ويحك لا تحـدر مدمعـي=وارحم عيون المغـرم الضمـآن
وارفق لحال معذب فـي غربـة=ما عاد يقـدر لوعـة الكتمـان
ما كنت أحسب أن بعدك غادتـي=نار ستحرق خضرتـي وجنانـي
ما كنت أحسب أن من فرط الجوى=سأكـون يومـا واهـي البنيـان
ما كنت أحسب أن بيـن حبيبتـي=يومـا سيأتـي حامـلا أكفانـي
هل من سبيـل للوصـال فدلنـي=يا نائحا فـي الأيـك والأغصـان
أم كيف أسلو عن وصال حبيبتـي=وترى عذاب البيـن قـد أولانـي
أم كيف أصبر يا حمام وقد أتـى=ذا الصبر يشكو حرقـة الأجفـان
كيف اصطباري يا حمام وقد ترى=بيـن الحبيـب بغربتـي ينعانـي
كلا وربـي يـا حمـام فـإن ذا=قد فـاق منـي طاقـة الإنسـان
يا نائحـا سجـل لديـك بأننـي=قد ضقت ذرعا والهـوى أودانـي
سكت الحمام عن النواح فشدنـي=صمت المكان ووحشة الأزمـان
فرفعت هامي للحمـام مسائـلا=إن كان أنهـى قصـة الولهـان
فإذا الحمـام مجـدل فـي تربـة=ساحت عليهـا أدمـع الحزنـان
وإذا الحمام موسد فـوق الثـرى=كمدا علـي مـن الـذي أبكانـي