ادخل و شوف هذا المتحضر ....................... ماسك الذنب ويهرول

هناك أناس لا يفقهون المتغيرات
يسير العالم من حوله ويدور و تتلاشى معالم وتستحيل معالم ويمضي أقوام وتتحرر أفكارُ
وهو لا يزال جالس على ( شبرية ) نصفها الأسفل أكلته الأرضة ونصفها الأعلى تمزقت حباله
ولم يتحرك عن عالمه حتى يرى عالم المنتديات فيرى الناعقين فينعق معهم
لعله من غباء فهمه لا يعرف عن المنتديات إلا ما تفتحت عليه عيناه ولا يفقه تغيرات طرأت على العالم من حوله
لو فقهها لتغير فكره المنغلق بأصفادِ تحمل من أكوام التراب المتراكم أضعاف أضعاف وزنها
ورغم هذا الانغلاق المستحكم لا يزال يرى نفسه عليَّةً في القوم , ثقافةً وفكراً وتفكيراً واطلاعاً يكاد أن يقول يا أرض انهدي
وقد أقفل عيناه بزبدٍ من بقايا سيل العرم وغشا عيناه بخرقة من خرق مومياء فرعونية وحشر فاه بعظمة ليبدو كالصديق الوفي
وأمسك بيده ذنباً مشبعاً وسار يهرول وراءه لا يدري إلى أين ولا يحسب حساباً لعثرةٍ أو حفرةٍ أو كديةٍ
لأنه لايفقه من عالمه شيئاً ,فعلى هذا وقعت يده وبهذا استمسك , و كأنه قادم من بلاد الواق واق
ويالمنظره الطريف وهو يهرولُ قافزاً فينةً ومتعثراً فينةً أخرى لم يعد يهتم إلا لقدوته ومثله الأعلى فهو يهرول مقتفياً لا يلوي على شيء
و إذا سيق إلى مطبٍ ووقع وانفلتت يداه وفاته مَثَلُـهُ جلس ينتظر على قارعة الطريق
يمسح بيده غبار الرصيف ويلطم بها وجهه حسرةً على ما تركت يداه تبت يداه
ولا أشبه انتظاره إلا بإحدى عجائز نيسابور جالسةً فواهٍ لها من حالةٍ
ولا تحس به إلا وقد قفز من جديد قفزة كرٍ يهرول ويرمل لأنه وجد فكرةً جديدةً ليطرقها وذنباً أروع وأجمل من سابقه ينقاد له ويجني من ثمراته
آه لو أنه ينفض الغبار عن أصفاده ويحرر فكره وينظر للعالم من حوله ليراه تغير كلياً عن العصور الحجرية فلم يبقَ فيه مَخْبَأ ولا مُخَبَئ
فقد أبانت الحقائق زيف الباطل , وكشف الصدق جبةَ الزور , وأظهر الواقع ضباب الخيالات
وسقطت أستار الرذاذ عن مجتمعات جعلت ديدنها قذف المبادئ , ورمي الأخلاق
ونبز مجتمعات في قمم العوالم , لا يضرها نقد الناقدين , أو فحش أفكارهم
عالم تلاشت غماماتٌ كانت تحجبُ وتخلط فيه بين الواقع والخيال
فما الذي بقي ليجذبه لهذه الحُشُش يعتل منها وينهل أما له في الحق غُنْوَةً وبالصدق كفاية وبالواقع بديلاً عن خزعبلات المستغربين
كفاك يا مسكين تخلفاً عن مبادئك ,عد لأخلاقك وشمائلك فليس هذا تخلفاً
وانصر الحق وتواص به فليس هذا تراجعاً
واترك أذناب المستغربين فلن تجني منها إلى لعناتٍ تحيق بك
إني لا أرى فرقاً بين العامي الأمي المتخلف الذي لا يفقه من عالمه شيئاً
وبين من لما تثقف , انبهر بالإرجاف وحملق عنده وتوقف , ترك النور المبين وأعرض عنه وتأفف , وانخدع بأكاذيب المرجفين وتزلف , وتنكر لدينه وخانه , وقد حُمِّلـَهُ أمانه .
عندما أراد أن يرى قالوا له كقول صاحب الهرم لا داعي سنريك ماترى فماذا تريدُ أن ترى
قال العفة
قالوا:سألت عن أمر سهل وبسيط لا يحتاج أن تفتح له عينيك
العفة هي ضربٌ من السخافة , تحرمُ الشباب من مشاعر اللطافة
فقال : والأخلاق
قالوا : تخلفٌ ومحاق
قال :فالدين
قالوا : ضد الحضارة والتمدين
قال: أريد أن أصبحَ مشهوراً فكيف ؟
قالوا: خذ أغرب ما قاله الناس عن الدين والأخلاق والمجتمع من غمزٍ ولمزٍ , و عليك بالدين وأهله
وارفع راية التحرر , وسيشار إليك بالبنان وستصبح أشهر المشاهير .
قال : أريد أن أصبح متحضراً فيقولون فلان متحضر فكيف ؟
قالوا: عليك بالأذناب
قال: وكيف
قالوا: أمسك بأي ذنب من الأذناب . وتهرول ولا تتركه مهما كانت الصعاب
قال : أي أذناب
قالوا: كل تابع لثقافة الغرب المتحررة من الدين والأخلاق فهو ذنب فعليك به
قال : وبعدُ ماذا يكونُ لي
قالوا: إذا أمسكت به ولم تفلته وتبعت أفكاره واتبعته حذو القذةِ بالقذة
عند ذلك ستحصل على الجائزة الكبرى وتنال أعظمَ وسام
قال : وما هو
قالوا: هو أنك سترقى إلى رتبة ذنب
أسألكم بالله أليس هذا هو التخلف
إيه يا أيها الخارج من قوقعة النكد هناك عالم آخر اسمه الإنترنت تتفاعل معه من خلال أدواتٍ تسمى الحاسوب
يمكن من خلالها والله أن تنشر الأخلاق والآداب والفضائل وتستطيع بفضل الله أن تذبَّ عن دينك ومجتمعك
وتسطيع كذلك أن تضع أفكاراً حضاريةً متطورةً , ثاقبةً نيرةً منيرةً ترى الحضارةً والتطور من كل الجوانب
وكل ذلك والله تستطيعه تحت مظله الإسلام ودون أن تتلظى برمضاء من سخفٍ , وبدون أن تهرول

إعداد الزائر