-
نحن والماضي
امام شاشة التلفاز جلست لأتابع دعاية للخطوط الجوية السعودية
وهي تنقل معاناة رجل يحاول دخول المطار
والتذكرة الغبية الحجم والتصميم تمنعه من الدخول
ذهبت الى مكتب الخطوط لغرضي
فوجدت صورة رجل ضخم الجثة يحمل تذكرة بليدة تثقل كاهله حتى تقاصر
وكتب تحت الصورة " لا تشيل همها"
فقلت في نفسي سبحان الله. ترى من الذي ارغمنا على حمل هذه التذكرة عقودا من الزمن سواكم؟
من الذي ابدع هذه التذاكر الا انتم؟ ما حيلتنا امام اختراعاتكم وافكاركم؟
نحن المستفيدون فقط وانتم الشركة المتخصصة في تقديم افضل وارقى الخدمات!
ثم تنبهت الى ان القضية قضية توفير مصاريف لا اكثر ولا اقل
من اجل المصلحة المادية تنكرت الخطوط السعودية لماضيها واتهمته بعرقلة حياة الناس
وبعد تفكير ليس بالكثير ادركت ان هذه القضية قضية متكررة كثيرا في حياتنا
قضية التنكر للتاريخ ومهاجمته
فهذه قضية الجهاد الأفغاني الذي تباهت به الأمة فترة من الزمن لم يكن في الأخير سوى مسرحية
مخرجها غيرنا وبطلها الوهمي نحن والآن اصبح البطل محل التهمة
بل لقد خرج بعض المدعوين بالمفكرين ليبينوا ان اسقاط الإتحاد السوفييتي كان خطأ استراتيجيا
إذ تفرد قطب بحكم العالم وخسر العرب أكبر حليف كان يقف في وجه هذا القطب
لا أدري ما حاجتنا الى مفكرين يأتون دائما متأخرين ويبينوا لنا سبب النكسة والخطأ المبين
ما نحتاجه أكثر هو البعد الاستراتيجي لقراءة الأحداث قبل وقوعها ومحاولة توجيه الأمة لما تحمد عقباه
ولما يجنبها المصائب، أما شرح كيف حدثت المصيبة فلن يجدي كثيرا
لأن المصيبة لن تتكرر بحذافيها بل ستأتي بشكل آخر
وبعدها سيتصدى مفكرونا الأفاضل لتحليل كيف حدثت مصيبتنا الجديدة.
ان التعجل في اتخاذ قرارات ورؤى تخص عموم الأمة مغبة كبيرة من قبل المفكرين والموجهين
ومن شأنه (اي التعجل) ان يحرج صاحبه حرجا كبيرا وتدفع الأمة فاتورة التهور الغير مدروس جيدا
فكم من نفس ازهقت بسبب فتوى وكم من منشأ حضاري تهدم بناء على رؤية غير صحيحة
ليظهر بعدها اصحاب تلك الفتاوى والرؤى ويتخذوا مسارا آخر ويهاجموا المسار الأول
وفي أحسن الحالات يقولوا انهم كانوا مخطئين.
فما فائدة هذا الكلام بعد الصفعة.
ما اجمل ان يبني المرء الموجه او المرجع رأيه بناء على بعد استراتيجي بعيدا عن التعجل
فاعتذاره لن يفيد الأمة بعد نكبتها.
كم ضحكت خجلا لأولئك الذين هاجموا الأطباق الفضائية حين قدومها ليصبحوا هم ملاكها وسدنتها
لقد كان احرى بهم التريث لمعرفة ابعاد القضية.
ومثلهم من شهر بالانترنت ليصبح هو من أكبر رواده
وختاما ما اريد ان اقوله :
ان التنكر للتاريخ والتبرأ منه يأتي حين يتضح عواره
والذي أخّر اتضاح العوار هو العوار في المفكرين والمحللين واعتمادهم على نظرات آنية مبتسرة ضيقة
لا تعتمد على دراسات معمقة ولا على النظر الى أبعد نقطة ممكنة
آمل ان يتصحح وضعنا حتى لا نضطر الى ان ننسلخ من امسنا اليوم ولا من يومنا غدا
مع خالص الحب والتقدير
نايف أزيبي
ابها
27/6/1428هـ
-
رد: نحن والماضي
قضية التنكر للتاريخ ومهاجمته
قضية أزلية
كم ممن سقط في خندق التنكر للتاريخ
الذي يربطهم بماضيهم
كانوا بالأمس يفخرون به ويتباهون
لكنهم عادوا له اليوم وعادوه
رجعوا كي يفتكوا به
ويسلخوا منه كل معناً جميل
علقوه عليه بالأمس القريب
لافتات تحذرك من أمسهم
وتدعوك إلى حاضرهم
الذي سينتهي عما قريب
ويكون مركوناً كسالفه
وسينال ما ناله من سبقه من عقوق وجحود
نسوا أو تناسوا في زحمة التمدن والحضارة
ورفات التجديد والتبديل
أن من لا ماضي له لا حاضر له يذكر
ونحن نشهد هذه السيناريوهات من حولنا نتساءل :
ترى أي ثمن يمكن أن يكون أغلى من ثمن التنكر للتاريخ ؟
وما يغني الرجوع بعد أن وقعت الفأس في الرأس ؟
وهل ينفعنا شيء ذلك التراجع ؟
كثيراً ما تنهمر الدموع
مع ابتسامة خجل تعلوا وجوه القوم
أنهم كانوا مخطئين
أخي نايف
أبدعت حين سطرت
وتميزت حين طرحت
حرفك لا يجارى
وبحر تميزك لا يشق
وإن ظن القوم
أنهم يدركون بعد كلماتك تلك
لك تحياتي بلا حدود
-
مشاركة: نحن والماضي
ايها الاحبة الأكارم
قد تأتي قضايا وأحداث في ذلك الماضي " المتهم " لايكون حينها الجواب ولاتفكير الصحيح الا بعدما تنقضي
فالنبي صلى الله عليه وسلم لما " في أحد " لما اشار لهم بالمدينة ولكنهم اختاروا الخروج وحصل ماحصل من هزيمة هل كانت ردود الفعل من الماضي ((( أي لماذا لم نبقى في المدينة او اسئلة اخرى ))) كلا كلا
بل كانت بواعث الهزيمة حاضرة في الغزوة
حتى الذين هاجموا الاطباق الفضائية ((( هاجموها لأنها أتت بكل أسواقة النخاسة ))) ولكن اليوم البديل موجود من قنوات اسلامية ان صح التعبير !
لاتتهجم على الماضي الذي رأيت من خلاله النظره الصائبة ولاتنسى المكان وظروف الوقت والحال وفروقات اخرى
لاداعي لذكرها
اتفق معك في ماهية التفكير المستقبلي لما سيحصل في المستقبل واتفق معك بأن التاريخ يعود نفسه
ولكن قبل هذا كله لابد أن نتفق على الاستفادة من أخطاء الماضي
حتى لوكانت حمقاء فقد استفدت منها .
اطلالة سريعة <<<<<<<.