برهم قبل ان تندم
--------------------------------------------------------------------------------
قرات مقال جميل جدا عن بر الوالدين
للشيخ محمد اسماعيل المقدم (حفظه الله)
اسمعوا رحمكم الله الى هذا الحديث ولنقف معه دقائق
قال الشيخ :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم )
والمعنى جليل ( ان من تعظيم المسلم لله تبارك وتعالى أن يكرم كبار السن ويحترمهم وأن من يتطاول على كبار السن لا يجلهم ولا يعظم الله تبارك وتعالى )
فوقفة امام هذا المعنى ونظرة الى المجتمع فوجدة أن جل الشباب لا يجلون الله عز وجل
نعم الشيخ غالبا ما يكون حاد الطباع لا يعرف سوى لغة الأمر
لكن ألا يمكن أن نصبر عليهم ونكرمهم ونحترمهم اجلالا لله عز وجل هذا بالأضافة إلى أن البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت
ان الشباب في الطرقات ينهرون الشيوخ ويهينونهم انها مشكلة من أعظم المشكلات
التي تدل على تفكك المسلمين وانحلال اواصر الأخوة بينهم
ليس هذا بخلق المسلم
المسلم بنصر المظلوم
المسلم يكرم الضيف
المسلم يحترم الكبير
المسلم يعطف على الصغير
المسلم يعرف للعالم حقه
المسلم يعرف للشريف حقه
المسلم يساعد المحتاج
فليس من الوفاء لكبار السن أن يهملوا أو يتركوا فريسة الضعف أو العجز أو المرض أو الحاجة .
الشيخوخة :
هي المرحلة الأخيرة للانسان ، فيمر الشيخ بمرحلة نفسية ، وعاطفية وجسمية ، وعقلية خاصة بعد أن خبر الحياة ، وجاهد فيها ، وقدم جهده وأدى وظيفته في الحياة ، وأصبح بمثابة الضيف فيها ، المزمع على السفر عنها ، لذلك يستحق الانسان في مرحلة الشيخوخة رعاية خاصة ، ،وحقوقاً لا يطمع بثمارها ، ولكن تناسب الظروف التي يقتضيها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم )
وعن أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من شاب شيبة في الاسلام كانت له نوراً يوم القيامة )
هؤلاء هم مصابيح الأمة يوم القيامة ...
فللشيوخ مكانة خاصة عند الله تعالى ، وفاء بحقهم ، وتكريماً لهم على ما قدموه في سابق أيامهم لوطنهم ومجتمعهم ...، فقد روى أبو بكر رضي الله عنه أن رجلاً قال : ( يا رسول الله أي الناس خيرُ ؟ قال : من طال عمره . وحسن عمله . قال : فأي الناس شرٌّ؟ قال من طال عمره وساء عمله )
هذا هو خلق المسلم
نعم
فالمسلم ليس بلعان ولا بصخاب ................... الخ من الأمراض التي أصابت المجتمع
فكبار السن وأصحاب الشيب الضعفاء لهم قدر لدي الأمة المسلمة :
ان الشيخوخة حلقة لا يمكن ان تفقد انت وأنا وكل من يعيش اليوم مرحلة الشباب سوف يصير شيخا إن امهله القدر
هذه سنة الله في خلقه .
والشيوخ في الأمة سبب للنصر والبركة والرزق ، فقد روى مصعب بن سعد رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم )
وقد ذكر عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت : ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلهم )
ويأمر النبي صلى الله عليه وسلم بتقديم الأكبر سناً بقوله : ( كبِّر كبِّر )
وذلك سواء في الحديث أو المشاورة أو دفن الأموات ،، أو إمامة الصلاة .
حتى في وقت الحرب مع الأعداء ، واحترام الشيخ الكبير من الأعداء ، وهو ما تكرر في وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده عند بعث الجيوش . قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه عندما خرج لوداع جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه موصياً جند المسلمين: ( يا أيها الناس ! قفوا أوصكم بعشرٍ ، فاحفظوها عني: لا تخونوا ، ولا تغلوا ، ولا تغدروا ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة ، ولا تعقروا نخلاً ، ولا تحرقوه ، ولا تقطعوا شجرة مثمرة ، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ، ولا بعيراً إلا لمأكلة ، وسوف تمرون بأقوام قد فرّغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له ، وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام ، ،فإذا أكلتم منها شيئاً بعد شيء فاذكروا اسم الله عليها )
أما المشكلة الكبرى من يؤذي أبويه عند الكبر ويتململ منهما ويضجر من رعايتهما
قال تعالى : ( وبالوالدين احسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما ً واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) ( سورة الاسراء)
الآية الكريمة أكد الله سبحانه على بر الوالدين في حالة الكبر وبلوغ سن الشيخوخة مع دعوته إلى الاحسان إليهما في كل حال ، لكنها في حال الكبر أكد وأوجب ، فهي الحال التي يحتاج إليها الوالدان إلى رعاية الأبناء .
اعتزر عن الأطالة ولكنها دعوة للنقاش حول موضوع هام جدا فهذا الشيخ الكبير هو أبي وأبوك وعمي وعمك وجدي وجدك
يحتاجون لمن يقدم لهم العون
منقول
