مواجهة الغلاء بترشيد النساء

مواجهة الغلاء بترشيد النساء

الاحساء - عبداللطيف المحيسن

موجة الغلاء تنتقل من سلعة الى أخرى

مع معاناة الكثير من الاسر من موجة الغلاء في الاسعار وطمع بعض التجار في الكسب الفاحش رفع العديد من الناس شعار ( مواجهة الغلاء بترشيد النساء) ذاك الشعار عبرت عنه أوساط من المجتمع الذي يعاني إرهاصات الديون وبات أسيرًا بين مطرقة التجار وسندان القروض البنكية.
الحكمة
يرى عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية والمستشار بلجنة تنمية الاسرية بمحافظة الاحساء الدكتور فيصل الحليبي ان التفاهم بين الوالدين في ترشيد الانفاق امر مهم للغاية في هذة المحنة، ويقول الدكتور الحليبي ان البعض من الشدائد التي تمر في حياة الانسان قد تكون في صالحة، ومن المهم بمكان ان نعلم ان الحياة فيها من الصعاب الكثير ولايمكن ان تكون جيدة في كل وقت، ولهذا فان هذا الوقت المناسب ان تكون فية الجادة حاضرة لمواجة الصعاب من خلال تفاهم الاسر مع بعضها البعض حول الترشيد . وقد تعلب الام دورا رئيسا من هذه الناحية وعليها ان ندع الكماليات جانبا حيث مازال فينا العبث موجودا ومازال حب الاستعراض والانفاق ببذخ هو العنوان ومن هنا فانه آان الاون لان نتحرك لمراجعة انفسنا حول تصرفاتنا وعادتنا وتقاليدنا اذا لم تتفق مع ما تحث عليه الشريعة الاسلامية الغراء في عدم الاسراف ورمي الكثير من المأكولات الزائدة عن حاجة الاسرة . فاليوم واقعنا هو الدرس ويجب ان نستغله بالشكل الصحيح حتى نستفيد منه في المستقبل، وان نكون واقعيين اكثر من أي وقت مضى.
فيما يشير عضو كلية الشريعة الاسلامية ومدير لجنة الاهلية بالمبرز الدكتور محمد بن صالح العلي ان التأ كيد على هذه الحكمة مهم للغاية، ويقول الدكتور العلي ان حكمة المرأة في هذا الوقت بالذات سيعطي الاسرة تنظيما اكثر . فنحن نعاني سوء التظيم الاسري الذي يسبب في توفير الازمات المالية والاجتماعية والنفسية وهذا ما ضربنا مثلا على حياة البعض من الاسر غير السعودية التي ربما لايتجاوز راتبها 2000ريال من الاخوة المصريين او السوريين وهم يعشون معنا نجد انهم يعيشون بشكل جيد بعيدا عن الاسراف والتبذير . لقد ضربت الكماليات ارقاما قياسية في حياتنا وأصبحنا نشتري من البضائع التي لا تلزمنا ابدا وكأننا في حالة حرب مع البضائع نلهث وراء اغراءات العروض التي تقدمها المتاجر في دعاياتها.
ويؤكد الدكتور نبيل المحيش ان المرأة تلعب دورا هاما في حياة الاسرة والوقوف جنبا الى جنب مع رب المنزل الذي همه الكبير البحث عن لقمة العيش الطيبة له ولاولاده . ويقول الدكتور المحيش ان المرأة العاقلة الناضجة التي تعمل على توفير جو اسري بعيد عن التبذير والاسراف والحكمة في مثل هذه الامور لان البعض من التصرفات الخاطئة قد تسبب الكثير من المشاكل، وبالتالي احدث الازمات والافضل العمل على ترك العادات التي لا تحتاجها الاسر كثيرا في حياتها كالذهاب الى المطاعم في كل اسبوع مثلا لان اسعارها اصبحت باهظة نوعا ما عن غيرها من العادات.
فيما يرى التاجر عبدالله النجار ان البعض من الاسر لا يتخلى عن دوره في العبث في الحياة ولايتنازل عن موقفه بالرغم من تغير المعيشة . ويقول النجار انه من المهم بمكان ان يكون لللاعلام دور في تثقيف الاسر جميعها حول ترك الكثير من الامور التي ليست ضرورية في حياتنا حتى نستطيع ان نتأقلم مع ظروف الحياة مهما كانت.

متطلبات
ويقول ناصر العقل ان الوضع الحالي يحتاج الى وقفة تأمل منا جميعا في تصرفاتنا ، وماذا نريد بالضبط . فافضل وسيلة حاليا هي وسائل الترشيد . وفي الواقع ان المرأة لابد ان تكون واعية في هذا الجانب بالذات لان الحال تغير بالفعل ويحتاج الى وقفة جادة منا جميعا . فبدلا من ان نشتري شريحة لكل افراد الاسرة يجب ان يحمل الاب والام فقط الجوال ويستخدماه للحاجة فقط.
ويرى محمد العبد القادر ان المرأة تعتبر الركيزة الاساسية في مسألة الترشيد . ويقول العبدالقادر : ان علينا ان نتفهم دور المرأة في هذا امر وعن قناعة شخصية بان دورها هام ومهم للغاية وهو ليس نوعا من البخل، واذا اخذنا العبرة من الذين سبقونا في هذا الشأن اظننا اننا أخطأنا كثيرا وعلى سبيل المثال ان ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما اشتهى شيئا ليشتريه قال في نفسه أكلما اشتهيت اشتريت اذا الموازنة تأتي بالعقل والبعد عن الاسراف سواء في الزواجات أو المناسبات أوغيرها.
ويشير على البدوي الى انه من الحكمة ان نسوي امورنا بهدوء وعقلانية وليس بالبحث عن المادة ليل نهار فالروية والحكمة هما الحل . ويقول البددوي : في الوقت نفسه يجب ان نتفهم اننا جميعا ـ واعني الاسرة ـ في مركب واحد وبالذات شريك الحياة . فالمرأة يقع على عاتقها الكثير تجاه الاسرة وعملية الترشيد هامة في جميع الاوقات والازمان.