أنت مسافر ! فما زادك ، وأين راحلتك؟
أنت مسافر ! فما زادك ، وأين راحلتك؟
بقلم الشيخ الدكتورعبد السلام بن إبراهيم الحصين
إنَّكَ في هذهِ الحياةِ مُسافِرٌ إلى الله؛ فهلْ تُطيقُ السَّفَرَ في ظُلمَةِ الليلِ، وضعْفِ الرَّاحِلةِ، وانعِدامِ الأنيسِ، وفُقدانِ الدليلِ، وقِّلةِ الزادِ؟! إنَّكَ مالَمْ تتخِذْ صَاحِبًا ودلِيلًا، وتتزودْ زادًا كافِيًا وسلِيمًا، وإلا مللتَ المسِيرَ، وضللتَ الطريقَ، وسقطتَ في وسطهِ .
وفي غمرةِ البحثِ، وكثرةِ الطُّرقِ، واختلافِ المزاودِ والرواحلِ لن تجدَ كالقلبِ السليمِ، المملوءِ باليقينِ، والصلةِ بالله، راحلةً لا تنقطِعُ أبدًا، ولنْ تجدَ زادًا كزادِ التَّقْوى، لا تُنفِقُ منهُ إلا ربا أضعافًا مُضاعفةً، ولن تجدَ كالعلمِ الصحيحِ يهديكَ في ظُلماتِ الليلِ البهيمِ؛ فهذهِ راحتُلكَ، وهذا زادُكَ، وهذا دلِيلُكَ.
إنَّ الواقِعَ الذي يعيشُهُ العبدُ قد يقطَعُ عليه الطَّريقَ، ويحولُ بينهُ وبينَ ما يصبُوا إليهِ من طاعَةِ اللهِ وعبادَتِهِِ، والاستقامَةِ على دِينِهِ، بل رُبَّما حملهُ هذا الواقِعُ على فِعلِ ما يكْرَهُ، وتركِ ما يُحِبُّ، وإنَّ نظراتِ الآخرِينَ، وكلماتِهِم، وأفعالَهُم قد تكونُ حائلاً عظِيماً بينَ العبدِ وبين الاستمرارِ في طريقِ النجاةِ، ولكنَّ الله رحِمَ عِبادَهُ، وجعلَ لَهُم مَّن الزادِ والغذاءِ ما يُعينُهم على تحمُّلِ ذلكَ كلِّه، ويسلِّيهِم في سفرِهِم إليه، ويُغنِيهِم عن كلِّ شيءٍ؛ فأولُّ ذلكَ الصِّدقُ معَ الله، وإخلاصُ العملِ لهُ دونَ سِواهُ؛ فالصدقُ سيفُ اللهِ في الأرضِ، ما وقعَ على شيءٍ إلا قطَعَهُ {يا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللهَ وكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}، ولَنْ تكُونَ صادِقًا إلا بِعِلْمِ صحيحٍ، وعملٍ صالحٍ، قالَ تعَالى {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً ولا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أحَداً}، ثُم الرُِّفقَةُ الصَّالِحَةُ التي تُعينُ على الحقِّ وعلى الصبرِ، قالَ تعالى {والعَصْرِ، إنَّ الإنسَانَ لفِي خُسْرٍ، إلا الذِينَ آمَنُواْ وعَمِلواْ الصَّالِحَاتِ، وتَواصَواْ بِالْحَقِ وتَواصَوا بِالصبرِ}، ثُم الدُّعاءُ ، وهو بابٌ عظيمٌ من أبوابِ النجاةِ في هذا الطريقِ الطويلِ {إياكَ نعبُدُ وإياكَ نستعينُ ، اهدِنَا الصِّراطَ المستقيمَ ..}، {وإذَا سألَكَ عبادِي عَنَّي فإني قريبٌ أُجيبُ دَعوةَ الداعِ إذا دعان..} فكيف شعورُكَ ومن أنتَ مُسافِرٌ إليه قريبٌ منكَ يجيبُ دُعاءك، ويكشِفُ ضُرَّكَ؟! ثم إذا بَذلتَ السببَ فتوكلْ على الله، وتبرأْ من الحولِ والطولِ، وأكثِرْ من قولِ (لا حولَ ولا قُوةَ إلا بالله).
فتفقدْ راحلتكَ ، وتزودْ لسفركَ، وانزعِ الغِطاءَ عن عينيكَ، وارفع الْحُجُبَ عن قلبِكَ وأُذُنيكَ، حتى تكونَ ممن يُقالُ فيه {مَنْ خشِيَ الرحمنَ بالغيبِ وجاءَ بقلبٍ منيبٍ ادْخُلُوها بسلامٍ ذلكَ يومُ الْخُلودِ لَهُم مَّا يشاؤنَ فيها ولدينا مزيدٌ}.
رد: أنت مسافر ! فما زادك ، وأين راحلتك؟
بارك الله فيك ايه الناصح الأمين
السفر يحتاج الى زاد نعم اليس السفر الى الأخرة يحتاج الى زاد
نعم قد اوضحت ذلك جزاك الله وأزيد على ذلك مما كان يقوله الصحابي الجليل
أبي الدرداء رضي الله عنه حيث جاء .
وقف أبو الدرداء ذات يوم أمام الكعبة ، ثم قال لأصحابه : أليس إذا أراد أحدكم سفرا يستعد له بزاد ، قالوا : نعم
قال : فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون إليه
فقالوا : دُلَّنا على زاده
قال : حجوا حجة لعظائم الأمور ، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور ، وصوموا يوماً شديدا حره لطول يوم النشور .
رد: أنت مسافر ! فما زادك ، وأين راحلتك؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جبران حكمي
بارك الله فيك ايه الناصح الأمين
السفر يحتاج الى زاد نعم اليس السفر الى الأخرة يحتاج الى زاد
نعم قد اوضحت ذلك جزاك الله وأزيد على ذلك مما كان يقوله الصحابي الجليل
أبي الدرداء رضي الله عنه حيث جاء .
وقف أبو الدرداء ذات يوم أمام الكعبة ، ثم قال لأصحابه : أليس إذا أراد أحدكم سفرا يستعد له بزاد ، قالوا : نعم
قال : فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون إليه
فقالوا : دُلَّنا على زاده
قال : حجوا حجة لعظائم الأمور ، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور ، وصوموا يوماً شديدا حره لطول يوم النشور .
وإياك أخي جبران
شكرا لإضافتك الجميلة
تقبل تحياتي وتقديري
مشاركة: أنت مسافر ! فما زادك ، وأين راحلتك؟
جزاك الله كل خير أخي الناصح الأمين
وجعله في موازين حسناتك
حفظك المولى
رد: أنت مسافر ! فما زادك ، وأين راحلتك؟
رد: أنت مسافر ! فما زادك ، وأين راحلتك؟
السلام عليكم
شدني الموضوع لما لمسته وشاهدته من الكثير من المسافرين عبر الطرقات
ورأيت العجب سيارات زودت وحملت بكل المؤن ما خف منها وثقل لم يتركوا
بارداً او حاراً فعلاً تكاد السيارة تئن من شدة الحمولة - وللأسف لو فتشت متاعهم
بل السيارة بكاملها لن تجد حتى كاسيت ديني او ورقة سطر فيها دعاء السفر
ربما الرحلة لا تتعدى ثلاث الى 6 ساعات ومع ذلك حرصنا وحرص اجميع على
اكتمال كل شيئ من كل مالذ وطاب رغم ان كل الاحتياجات متوفرة على الطريق
اهملنا وتناسينا سفراً طويلاً لا رجعة منه سفراً على طريق لايوجد به محطات تتزود
منها بالوقود لهونا بالدنيا ونسينا معادنا ورحلتنا الابدية اما رحلة شقاء ام سعادة
رحلة لى جنات عدن لا تطلب من الزاد الى التقوى وطاعة الله وسنة نبية زاد باقي تجده
في ظلمات القبر (نسأل الله السلامة وزاد تقوى وعبادة مقبولة) شكراً اخي الناصح
جعل الله زادك التقوى ورحلتك الجنة
رد: أنت مسافر ! فما زادك ، وأين راحلتك؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو نوف
السلام عليكم
شدني الموضوع لما لمسته وشاهدته من الكثير من المسافرين عبر الطرقات
ورأيت العجب سيارات زودت وحملت بكل المؤن ما خف منها وثقل لم يتركوا
بارداً او حاراً فعلاً تكاد السيارة تئن من شدة الحمولة - وللأسف لو فتشت متاعهم
بل السيارة بكاملها لن تجد حتى كاسيت ديني او ورقة سطر فيها دعاء السفر
ربما الرحلة لا تتعدى ثلاث الى 6 ساعات ومع ذلك حرصنا وحرص اجميع على
اكتمال كل شيئ من كل مالذ وطاب رغم ان كل الاحتياجات متوفرة على الطريق
اهملنا وتناسينا سفراً طويلاً لا رجعة منه سفراً على طريق لايوجد به محطات تتزود
منها بالوقود لهونا بالدنيا ونسينا معادنا ورحلتنا الابدية اما رحلة شقاء ام سعادة
رحلة لى جنات عدن لا تطلب من الزاد الى التقوى وطاعة الله وسنة نبية زاد باقي تجده
في ظلمات القبر (نسأل الله السلامة وزاد تقوى وعبادة مقبولة) شكراً اخي الناصح
جعل الله زادك التقوى ورحلتك الجنة
وإياك أخي أبو نوف
شكرا لمرورك الجميل
تقبل تحياتي وتقديري