وهذه قصة آمنة الناجية من حادث ضلع
يبدو أن مهمة الفتاة السعودية آمنة عيسى بعيطي (17 عاماً) في التكيف مع حياتها الجديدة ستكون «صعبة» بعد خروجها من مستشفى عسير المركزي إثر ماسأة حادثة عقبة «ضلع».
كانت آمنة واحدة ضمن 33 راكباً كانوا يستقلون الحافلة المنكوبة التي سقطت صباح الجمعة الماضي من أحد الجسور في عقبة وادي ضلع في «عسير» ، إذ وصل إليها رجال الإنقاذ وهي في نوبة بكاء وتحضن جثة رجل مسن، اتضح لاحقاً أنه والدها ، كما ستبقى هذه الحادثة « المأساوية» خالدة في أذهان عائلة إبراهيم السعودية (من أهالي جازان)، إذ راح ضحيتها ابنهم علي إبراهيم وابنتيه فاطمة وشريفة وابنه يحيى ن جاء ذلك في تقرير للزميل عادل الثقيل ونشر في "جريدة" الحياة 24 فبراير 2008م .
لم يكن بيت هذه العائلة هو الوحيد الذي تم فتح أبوابه أمس لاستقبال المعزين، بل ان هناك 20 بيتاً على الأقل في ثماني دول بدأت في استقبال العزاء في ضحايا الحادثة التي أودت بحياة 26 شخصاً ينتمون إلى ثماني جنسيات ، ومما يزيد «وجع» غالبية هذه العائلات أنه بفقدها لأبنائها لم تفقد أشخاصاً فقط بل مصادر دخل أيضاً، فمن بين القتلى 18 شخصاً جاؤوا من بلدان مختلفة تاركين خلفهم عائلات تعتمد عليهم في توفير قوتها.
ومعلوم أن «الباص» في السعودية هو الوسيلة التي تلجأ إليها هذه الشرائح خلال سفرها، لأنها لا تقوى على تحمل نفقات تذاكر الطيران.
وعلق مدير العلاقات العامة في صحة «عسير» سعيد النقير في اتصال مع «الحياة» على قصة الفتاة آمنة بقوله : «سيتم درس حالتها مع جميع المصابين، وسيقدم - لمن يحتاج من المرضى - العلاج النفسي والدعم الاجتماعي، لتجاوز تبعات الحادثة» ، وأكد أن حال الفتاة الصحية مستقرة، وهي بكامل وعيها في الوقت نفسه ، وجّه أمير منطقة عسير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز بتشكيل لجنة للتحقيق في حادثة «حافلة» عقبة ضلع ، وكان تقرير صدر أخيراً عن مرور منطقة عسير كشف أن الحوادث التي وقعت في عقبة ضلع خلال الـ 27 عاماً الماضية أدت إلى مقتل 1890 شخصاً على الأقل
من جهة أخرى، وقعت حادثة أخرى صباح أمس لسيارة تقل معلمات على احد الجسور في عقبة «شعار» في عسير، ما أدى إلى وفاة طفلة وإصابة أربع معلمات والسائق وابنته، نُقلوا جميعاً إلى مستشفى أبها العام، حيث وصفت حال بعضهم بالخطرة