الجزء الأول
العنوان : الإيمان يمان
الحمد لله القائل ( شهد الله أنه لااله إلا هو والملائكة أولوا العلم قائماً بالقسط لا إله إلاهو العزيز الحكيم ) , أشهد أن الله حق أشهد أن محمداً حق أشهد أن النبيين حق أشهد أن الجنة حق أشهد أن النار حق, أشهد أن لا إله إلاالله وحده لاشريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير , والصلاة والسلام على رسول الله القائل : يقول الله عزوجل : ( وعزتي وجلالي ماأعتصم بي عبد فكادت له السموات والارض الاجعلت له من بينهما خرجاً ومخرجاً , وعزتي وجلالي ما اعتصم بغيري عبد إلا زلزلت الأرض من تحت قدميه ) وعلى اله وصحبة ومن سار على منهجه إلى يوم الدين ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أهل اليمن
السلام عليكم يا أنصار الرسالة المحمدية
السلام عليكم يا أنصار الدعوة الخالدة
السلام عليكم يا حفاظ العقيدة
السلام عليكم يا حماة الإسلام
والله ما تمنيت بلداً بعد الحرمين أن أزوره إلا اليمن , وإني كنت أسال الله أن يهيئ لي أن أسلم على أهل اليمن , وأن أعانق أهل اليمن وأن أسكب دموعي مع أهل اليمن .. يقول الرسول علية الصلاة والسلام ( الإيمان يمان والحكمة يمانية ) يقول عليه الصلاة والسلام ( أتاكم أهل اليمن هم أرق الناس قلوباً وألينهم أفئدة ) .. يقول شاعركم وأحيكم ببضاعتكم التي ردت إليكم وهو يسلم على أهل اليمن من المنفى :
مزقيني يا ريح .. ثم إنثري أشلاء جسمي في جو تلك المعاني وزعيني على الحقول والأغصان .. بين القدود والأغصان .. وصلي جيرتي وأحبابي وقصي عليهم ما دهاني .. يمن يملأ الفؤاد اشتياقاً .. ولهيب من عارم الخفقان ..
أيها الاخوة الأبرار : ما أسعدها من ساعة , قبل صلاة المغرب وأنا أرى أبناء الاوس والخزرج يرفعون لاإله الاالله لااله الله نلقى بها الله , لااله الاالله نطوي بها أعمارنا وندخل بها قبورنا , ونلقى بها ربنا .. حمد نفسه قبل أن يحمده الحامدون فقال الحمد لله رب العالمين .. وصف نفسه قبل أن يصفه الواصفون فقال( سبحان ربك رب العزة عما يصفون) , أثنى على نفسه قبل أن يثني عليه المثنون ( قل هوالله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفؤاً أحد ) جئت اليوم ما تسعفني الأشعار , قد نظمت قصائد في جيوبي لكن لا ألقيها , غلبني الدمع والشوق فسوف أتركها غداً لمجال الشعر ..
جئت وعندي حب كبير , أريد أن أعانق كل مسلم موجد في اليمن , أريد أن أعانق الطفل والشيخ الكبير والشاب والعالم والعامي .
لكن يارب , ياأحد , ياصمد , يامن لم يلد ولم يولد , ولم يكن له كفؤاً أحد , نسالك بأسمك الأعظم , الأكرم , الأجل , الأسمى , أن تجمعنا بهم في الفردوس الأعلى( ويردد الحاضرين بصوت واحد .. آآمين ), يارب إنا اجتمعنا على حبك , لم تجمعنا المناصب ولا الأنساب ولا الاحساب , أتيت من بلاد الحرمين من السعودية إلى اليمن حباً في أهل اليمن , ماأتيت , إلا لأقول لهم أحبكم في الله , فأسال الله أن ينفعني وإياكم بهذا الحب يوم لاينفع مال ولابنون إلامن أتى الله بقلب سليم .. ولماذا أحببناكم لثلاث خصال :-
أولها : أن الإيمان يمان والحكمة يمانية , كل الوفود تعرض إلا وفد اليمن رحب وهلل وسهل بلاإله إلاالله محمد رسول الله . أرسل صلى الله عليه وسلم رسله إلى الأقاليم فمنهم من قتل ومنهم طرد إلا معاذ بن جبل لما أرسله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن قالوا أهلاً وسهلاً يامعاذ نشهد أن لاإله الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما الثاني : فلأن الأنصار منكم وأنتم من نسل الأنصار ومن يشابه أباه فما ظلم , وقد قال شاعركم المعاصر وهو يخاطب الرسول علية الصلاة والسلام :
أنا أبن أنصارك الغر الأولى سحقوا
جيش الطغاة بجيش منك جرار
إذا تذكرت عماراً وسيرته
فافخر بنا أننا أحفاد عمار
طه إذا ثار إنشادي فإن أبي
حسان أخباره في الشعر أخباري
أما الثالث : فلأنكم واصلتم المسيرة في نصرة الدين , وكنتم أكثر الناس تلمظاً على المبدأ الحق لاإله إلاالله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لكن !! من الذي يستأهل المدح ؟! من الذي يستأهل الحمد ؟! من الذي يجب علينا أن نثني عليه اليوم , ونمجده اليوم , ونسبحه اليوم , ونحمده اليوم , ونمدحه اليوم , ونوحده اليوم , ونسجد له اليوم , ونقدم جماجمنا له , ونسجد له , ونحقد له , ونسعى له , ونطوف له ( الله) , ونصلى له ( الله) , ونصوم له ( الله) , ونسعى له إنه الله لاإله إلاهو .. إسمع إلى الله يمدح نفسه .. إذا مدح الله نفسه فلتخرس الزعامات ولتسكت الهيئات , ولتخرس المنظمات , وليسكت الزعماء , وليتواضع الكبراء , وليخرس الشعراء , وليبكي العلماء .. يقول ( هل تعلم له سميا ) يقول من سمى من سمي مثلنا , هو الرحمن الرحيم هل تعلم له سميا ؟! ويمدح نفسه فيقول ( فعال لما يريد ) قال أبن تيميه رحمه الله ( القسمة رباعية من الناس من ينوي ولايفعل ومنهم من يفعل ولاينوي ومنهم من لا يفعل ولاينوي ( إن الله لهو فعال لما يريد ) من الذي غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون إنه الله لاإله إلاهو يرى دبيب النملة السوداء في الليلة السواء على الصخرة الصماء لأنه رب الأرض والسماء أجرى الماء وسير الهواء وأقام الضياء , وخلق النور والظلماء ورفع السماء فلا إله إلاهو ..
يقول شاعركم ولاأعلم أني حفظت لاكثر من شعراء اليمن , ولاقرات لاكثر من علماء اليمن , ولا لاكثرمن أدباء اليمن . يقول وهو يمدح الباري جل في علاه : ياشعراء اليمن ياادباء اليمن ياكتاب اليمن امدحوا الواحد الاحد توجهوا إلا لله بأقلامكم وبألسنتكم وبرسائكم , انصروا الله , كونوا أنصار الله يقول :
سبحان من لوسجدنا بالجـبـاه لــه
على شفاه الجمر والمحمي من الببر
لم نبلــغ العشر من مـقـدار نـعمـتـه
ولاالـعـشـر ولاعـشـرمـن الــعـشـر
وقال شاعركم الثاني وقد خرج في الناس في صحراء صنعاء وهو يتوسل إلى الله أن يغيث البلاد والعباد ويبكي ويقول
لطائف الله ..
الطيف بعباده إسمع الأسماء الحسنى
لطائف الله وإن طال المدى
كلمحة الطرف إذا الطرف سجى
كم فرج بعد ‘ياس قد أتى
وكم سرور قد أتى بعد الأسى
من يحس الظن بذي العرش سبحانه
بذي العرش جنا حب لشائك من شوك السفر
إلى أن يقول سبحانك من له ( السبحان ) من له الجبروت الله من له الملك وحده الله سبحانه..
قال : سبحان من يعفوا ونهفوا دائماً
ولايزال مهما هف العبد اعفا
يعطي الذي يخطي ولايبمنعه
جلاله عن العطا لذي الخطا
جل في علاه وتقدست أسماءه .. جئت اليوم لاأمدح أحداً لأمدح الأحد .. جئت اليوم أوحد لله جئت اليوم أوحد الله في عليائه ,وأذكركم بمقامه وبلأخذه وبجبروته , وبقدرته .. جل في عليائه لاإله إلاهو لارب سواه .. ذهب أحد ةالناس في العراق مظلوماً في العصر العباسي أخذ السلطان بستانه وحديقته وقصره ودمر داره , فشكى على الوزير , قال الوزير من يستطيع للسلطان , مايستطيع للسلطان الاالواحد الديان , لايقهر السلطان إلا الرحمن , فذهب إلى قاضي القضاه في بغداد , قال أشكو إليك السلطان هدم داري وأخذ قصري وأخذ بستاني وحديقتي , قال من يستطيع للسلطان ألا الديان .. فجلس المظلوم في السحر يشكوعلى الواحد الأحد ,قال يارب : إنك قلت (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) اللهم فخذه , اللهم فخذ هذا الظالم .. فما دار جمعة إلا وراس الظالم معلق بباب المسجد الجامع وقد انتهى سلطانه وجبروته وملكه فقال المظلوم :
إذا جار الوزير وكاتباه
وقاض الأرض أجحف في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل لقاض الأرض من قاض السماء
تقدس سبحانه , تبارك لاإله إلاهو .. وأريد أن أبين لكم هذه المسائل التي أريد أن أعرفكم بشئ تعرفونه , لكن من باب التأكيد بم عرفتم الله ؟! سؤال يطرح الأن إلى هذا القرن قرن الأشعة الحمراء قرن الكمبيوتر قرن الذرة , ولازال العلماء يجيبون على ذلك , من أغبى غبي في الملا حده إلى أذكى ذكي فيهم كأنشتاين الذكي اليهودي العبقري الذي يقول ( إن من ينظر إلى الكون وإلى مبدع الكون وإلى أيات الله في الكون يعلم أن الله حكيم لايلعب بالبرد ) , ولذلك يقول عن حكمته سبحانه( والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون ) وقال (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ) . عرض هذا السؤال على أئمة الإسلام , قيل لأحمد بن حنبل رحمة الله بما عرفت ربك ؟! قال : بيضة الدجاجة تفقس فيخرج منها حيوان سميع بصيراً إلا يدل على السميع البصير؟!
وفي كل شئ له أية
تدل على أنه واحد
فياعجباً كيف يعصي الإله
أم كيف يجحده الجاحد
لماذا أريد أن أعظم الله في قلوبكم ؟!
لأن الوهن والهزيمة والذلة التي نعيشها اليوم إنما أتتنا من عدم تعظيم الباري جل في علاه ..
إخوة الإيمان : لو عظمنا الله إمتلات مساجدنا بالمصلين والمسبحين والمستغفرين , لوعظمنا الله ماكان في أرضنا من يسب الله ويستهزئ برسول الله صلى الله عليه وسلم .
لوعظمنا الله ماضمنت الشرائع حكماً ولا تحكيما وانقياداً وخضوعاً واستسلاماً .. لوعظمنا الله ما تعاملنا بالربا وما مورس في بلادنا ولا ولا أنحرف عن منهمج الله , لوعظمنا الله ما اختلفنا وتعادينا حتى غلبنا الكافر واستباح ديارنا واستذل المسلمين واستهان بمقدراتنا ومقدساتنا .. فعظموا الله ..
من أراد العظمة لدينه ولأمته فليعظم الله ..
من أراد أن يعتز فليعز الله , من أراد أن تتوحد الأمة فليوحد الله لاإله إلا الله ..
قيل للشافعي رحمه الله : بم عرفت الله ؟! قال : ورقة التوت تأكلها الدودة فيخرج حريراً ( دودة القز) وتأكلها الغزالة فتخرج مسكاً وتأكلها النحلة فتخرج عسلاً ألا تدل على قدرة القادر ؟!! جل في علاه ..
