http://www.ta7meel.com/up/42/1091391610.jpg
لو كتبت عشرات المقالات ،،، او نظمت القصائد ،،، او ابدع الخطباء ،،، فلن يصل التعبير والتصوير لحال المواطن مثل ماهو مرسوم في هذا الكاريكاتير للرسام المبدع ربيع بصحيفة عكاظ
لاحظ اللوحة التي تطلب من الواقفين في السرا ان يلتزموا بالنظام والدور ،،، وهكذا هي الحال
مع احترامي للمسئولين في المصالح الحكومية المعنية
التوجه العام للبلد هو تخفيف تكاليف معيشة المواطنين ،،، وبالضرورة فان ذلك يستوجب توفير الفرص لهم لزيادة دخولهم ،،، أي ان المسألة هنا مركبة ومزدوجة الاتجاه
اقول انه من المؤسف والمحزن مانرى من تضييق طرق قصيرة وبدائية يتبعها الناس لزيادة دخلهم ،،، هذا التضييق والتسلط تمارسه جهات حكومية من اهمها البلدية والمرور ،،،
مثلا،،، بيع الخضار والفواكه على مفترق الطرقات ،،، لا اجد سببا مقنعا كافيا لان نحرم هؤلاء الشباب من هذه الفرصة للعمل ،،، حتى وان كان مؤقتا الى ان يجد الواحد منهم وظيفة دائمة ،،،، منظرهم بائس ومحزن حين تنزل عليهم سيارة مندوب البلدية ،،، فتراهم يتراكضون ويهربون بسياراتهم واحيانا بدونها الى حين ابتعاد مندوب الحسد والتسلط من البلدية
مثلا ،،، عواجيز ونساء البيع بالبسطات في الاسواق وفي الاماكن العامة ،،، يكدون لاجل مكسب بسيط يقوت اسر وبيوت ،، او حتى يقوت البائعة نفسها فلا تنتظر احسان وصدقة من أحد ،،، ولكنها لاتأمن ان يضيع كدها اياما من موظف صغير في البلدية فيحجز على بضاعتها ويصادرها ويطردها ويهينها ،، وكأن الله اعطاه مفاتيح الرزق ليوزعها
مثلا ،،، موظف بسيط راتبه لايكاد يغطي ايجار المنزل ،،، كيف يمكنه توفير متطلبات حياة عصرية له ولاسرته براتب لايزيد عن اربعة آلاف ،،، والكثير منهم لايزيد عن الفين ،،، ومنهم شباب في عز النشاط والحيوية ويرغب في استثمار شبابه ،،، فيمنع من العمل في أي نشاط تجاري ،،، وممنوع عليه التوظف في وظيفة اخرى مساء ،،، وممنوع عليه امتلاك وقيادة باص البلدة ،، وتاكسي الليموزين ،،، وهكذا يبدع المسئولين المعنيين في سد وقفل ابواب العمل الحر والشريف امامه ،،،،، ولا ادري بأي حجة تافهة؟؟؟
اعتقد ان زمن سن هذه الانظمة التي تحرم الناس من زيادة دخولهم بالعمل الشريف قد تغير ،،، ويجب علي المسئولين ان يعوا ان تكاليف المعيشة زادت على المواطنين ولم يعد الريال بالقوة الشرائية التي كان عليها قبل عشر سنوات او عشرين سنة
كثير من الخدمات المجانية من الدولة مثل التدريس والصحية لم تعد مجانية،،، لم يعد يفي المركز الصحي ولا المستشفى الحكومي بمعالجة ودواء الناس ،،، وما يحدث للمريض في هذه المراكز والمستشفيات هو نوع من الاذلال المهين قبل ان يعطى علاجا مهدئا وليس شافيا،،، كثير من المدارس لم تعد تستوعب الطلاب ،، وان استوعبت فان مايحدث بها هو نوع من مزارع الدواجن الكثير من الناس ومعظم المسئولين المعنيين لايرضونها لابنائهم،،، وحتى المرحلة الجامعية لم تعد مجانية ،، ونرى وسنرى ان الاباء يصرفون على أبنائهم لتدريسهم في الجامعات الخاصة هنا وفي البلدان المجاورة ،،،،، وغيرها الكثير من الخدمات الحكومية لم تعد مجانية كما في السابق
اذن لابد من تخفيف اعباء المعيشة على طبقة كبيرة من الناس،،، وذلك في المسارين المتوازيين ،،، زيادة الدخل ،،، وتخفيف التكاليف المقدمة من الحكومة
واعتقد جازما ان من اسعد وافضل القرارات التي يترقبها المواطنين هنا هو تخفيف سعر البنزين والمحروقات،،، وانا متأكد ان هذا القرار سيكون له الاثر الكبير في تحقيق نفس طويل وعميق للناس ،،، ويستطيعون معه اعادة العمل بمحافظ النقود في جيوبهم التي انهكتها فواتير كثيرة مغالية .
للكاتب / عبدالله الناهسي الشهراني
.
