الرياض: محمد العواجي
أكد وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية الدكتور منصور بن ناصر الحواسي أن وزارة الصحة ملتزمة برفع شعار إعطاء الطفل حقه من الرضاعة الطبيعية وعدم التهاون في ذلك، مشدداً على حظر الوزارة استقبال عينات من الحليب الصناعي للأطفـال بشكل مجـاني لجميع مرافقها ومنشآتها الصحية.
وقـال الدكتور الحواسي إن وزارة الصحة حذرت أيضاً من الإعلانات التجارية التي توهم المجتمع بأن الحليب الصناعي مماثل ومساو لحليب الأم الطبيعي.
جاء ذلك خلال رعايته صباح أمس نيابة عن وزير الصحة الدكتور حمد بن عبد الله المانع بفندق قصر الرياض حفل تكريم المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية التي نالت اللقب العالمي كمؤسسات صديقة الطفل.
وأضاف الحواسي أن الحليب الصناعي في المستشفيات لا تستخدمه الوزارة إلا في الحالات الطارئة مثل وجود الطفل الرضيع في العناية المركزة وصعوبة تلقيه الرضاعة الطبيعية من والدته، مبيناً أن مستشفى الولادة والأطفال بمجمع الملك سعود الطبي هو أول من لقب بالمستشفى صديق الطفل.
وطالب جميع مديري المستشفيات والعاملين بالمؤسسات الصحية بأن يشمل هذا المسمى المستشفيات العامة والخاصة في الفترة القريبة القادمة، مبيناً أن الهدف ليس الحصول على الاعتراف ولكن إعطاء الطفل حقه الطبيعي من الرضاعة.
ولفت إلى أن الأنظمة نصت في السنوات الأخيرة وخاصة نظام الخدمة المدنية على إعطاء الأم الموظفة المرضعة الحق في أخذ جزء من الوقت لإرضاع طفلها ،بالإضافة إلى إتاحة الفرصة لأخذ إجازات طويلة المدى من عملها،وذلك لإعطاء رضيعها حقه الطبيعي من الرضاعة.
من جانبه أكد المشرف العام على الإدارة العامة للتغذية المنسق الوطني لبرنامج تشجيع الرضاعة الطبيعية الدكتور محمد بن صالح الجاسر لـ "الوطن" أن الرصد الغذائي لأكثر من 30 ألف طفل في مراكز الرعاية الأولية في مختلف مناطق المملكة، أظهر أن أكثر من 77% من الأطفال يتناولون الحليب الصناعي خلال الشهر الأول من العمر.
وقال إن النسبة تتزايد لتصل إلى 86% في الشهر الثاني و90% في الشهر الثالث، مشيرا إلى أن هذا يدل بجلاء على مدى تغلغل شركات الحليب الصناعي بمؤسساتنا الصحية واختراقها الخطوط الأمنية للوصول للأمهات المرضعات بوسائل شتى لتحقيق أهدافهم الربحية على حساب صحة أطفالنا الرضع .
إلى ذلك أكد ممثل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف إسماعيل الأزهري أن إستراتيجية اليونسيف لتغذية الرضع والأطفال مبنية على إعلان أنوشينتي لحماية وتشجيع ودعم الرضاعة الطبيعية الذي تم تبنيه عام 1990، وصادقت عليه أكثر من 100 دولة من بينها المملكة العربية السعودية والهدف العام هو تخفيض وفيات الرضع والأطفال دون سن الخامسة.
وبين الأزهري أن المملكة تعتبر ثاني أفضل دولة ضمن دول الخليج العربية تطبيقا للبرنامج بعد سلطنة عمان، إلا أن المتتبع لوجود عدة أنواع من الحليب الصناعي بصيدليات المملكة يزيد العبء على وزارة الصحة والوزارات الأخرى المعنية بتقنيين تواجده، مشيرا إلى أن الدراسات العالمية أثبتت أن نسبة الذين يحتاجون للرضاعة الصناعية لأسباب طبية واجتماعية لا تتعدى 5% من جميع المواليد الجدد.
الجدير بالذكر ان 4 مستشفيات من منطقة جازان كرمت كمستشفيات صديقة للطفل من ضمن 13 مستشفى على مستوى المملكة وهي مستشفى الملك فهد المركزي بجازان ومستشفى صامطة العام ومستشفى بيش العام ومستشفى فرسان العام وذلك لتميزها في دعم برنامج الرضاعة الطبيعية
