جازان او جيزان :
هو الاسم الذي يطلق على البلاد التي تعتبر مدينة جازان قاعدتها الادارية وكانت تعرف قديما باسم (المخلاف السليماني) وجازان هو النطق الصحيح لهذه المدينة ولكن الناس تعارفوا على نطقه جيزان مع ان الاسمين هما لمسمى واحد ولقد ورد ذكر جازان في حديث شريف صحيح اورده يحيى بن ادم في كتابه (الخراج) فقال: ان رجلا قال: يا رسول الله، اني احب الجهاد والهجرة ، وانا في حال لا يصلحه غيري ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لن يألتك الله من عملك شيئا ولو كنت بضمد وجازان" .
الموقع والمساحة :
تعد منطقة جازان ذات موقع متميز ورقعة مساحية شاسعة وتضاريس متبانية ، وكثافة سكانية كبيرة ، فهي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة وتستمد المنطقة جمالها من العديد من المزايا تأتي في مقدمتها جبالها الشامخة المكسوة بالخضرة والسهول الفسيحة والشواطىء الناصعة البناء والمناطق الاثرية كما انها تعد من ابرز مناطق المملكة من حيث الاراضي الزراعية وكثرة وديانها بالاضافة الى وجود ينابيع معدنية ولقد كان لموقع جازان كممر للقوافل من جهة وكميناء على البحر من جهة اخرى اثره في تفاعلها مع الاحداث التاريخية التي مرت بها قبل الاسلام ، وتعد جازان همزة وصل بين الشام شمالا واليمن جنوبا وكانت قريش تسلك هذا الطريق في رحلة الشتاء الى اليمن والحبشة ، ومن اهم الاماكن السياحية في المنطقة جبال بني مالك التي تمتاز بمدرجاتها ومبانيها التراثية وتغطي الاشجار غالبية مسطحاتها فتكسبها سحرا وجمالا وروعة . وكذلك جبل طلان وهو اعلى قمة في جبال بني مالك ويوجد في المنطقة العيون الحارة التي يقصدها المصطافون للتداوي بمياهها .
التضاريس والمناخ :
ان شواطىء جازان الساحلية على البحر الاحمر قليلة التضاريس تمتد من الجنوب الى الشمال بطول ثلاثمئة كيلو وعرض يتراوح بين سبعين وخمسين كيلا ويتبعها ما يقارب مئة جزيرة بحرية اكبرها واهمها جزيرة فرسان.اما تضاريسها فتتكون من ثلاثة اقسام:
منطقة السهول الساحلية: وهي سهول خصبة التربة تلي السبخات الساحلية اكتسبت خصوبتها من الطمي والسيول المنحدرة اليها من الوديان والجبال المجاورة. تبلغ درجة الحرارة في هذه السهول صيفا بين 34 و 44 وشتاء بين 17 و35 اما نسبة الرطوبة فيها صيفا فتصل الى 90% وشتاء ما بين 30 و50% .
منطقة الحزون: بضم الحاء. يتخللها بعض الحرار . بكسر الحاء وهي غنية بالمراعي والحراج والغياض وفيها اراض زراعية وبعض الجبال المتقطعة .
المنطقة الجبلية: وهي قسم من جبال السروات. العمودالفقري للجزيرة العربية. كثيرة التعاريج شديدة الانحدارات تضم عددا من الجبال مثل جبل فيفا وهو مأهول بالسكان على الرغم من وعورته ويقام فيه سوق اسبوعي كل يوم اثنين يدعى ( النفيعة ) ويعتبر اعلى جبال منطقة جازان حيث ترتفع قمته الى 11000 قدم وجبال بني مالك ، وجبال الريث ، وجبال قيس وجبال الحشر. وفي هذه الجبال التي يتراوح ارتفاعها بين 2000 قدم الى 6000 مدرجات زراعية يزرع فيها بعض اشجار الفاكهة كالموز والقشطة والخوخ وبعض الحبوب والحنطة والشعير وتبلغ درجة الحرارة في هذه الجبال صيفا بين 16و28 وشتاء ما بين 3و25 اما الرطوبة فتصل نسبتها شتاء الى 50% وصيفا الى 30% ومناخ جازان بشكل عام يختلف باختلاف التضاريس فالسهول شديدة الحرارة وفي الجبال معتدلة المناخ صيفا واقرب للبرودة في الشتاء. اما الامطار: فهي في السهول من 7 الى 10 سنتمترات مكعبة في السنة وفي المنطقة الجبلية من 35 الى 45 سنتمترا مكعبا في السنة . ويوجد في المنطقة عدد من الينابيع المعدنية منها الحار والفاتر اشهرها :العين الحارة : وتقع على بعد 50 كيلا من جازان في الناحية الشرقية الجنوبية شمال طريق جازان . الخوبة . الوغرة: تقع شمالي طريق جازان. الخوبة. البزة: تقع على بعد 53 كيلا من مدينة جازان.
من التاريخ :
عرفت منطقة جازان قديما باسم (المخلاف السليماني) نسبة الى احد امائها وهو سليمان بن طرف الحكمي من اهل النصف الثاني للقرن الرابع الهجري ومعنى المخلاف هو المنطقة او المقاطعة وقد كان لموقع جازان كممر للقوافل من جهة وكميناء على البحر الاحمر من جهة اخرى اثره في تفاعلها مع الاحداث التاريخية التي مرت بها قبل الاسلام وبعده وتعتبر جازان همزة الوصل بين الحجاز شمالا واليمن جنوبا . وكانت قريش تسلك هذا الطريق في رحلة الشتاء الى اليمن والحبشة . اضافة الى مكانة المنطقة في الادب العربي قديما وحديثا فقد خلد الادب على لسان واحد وثلاثين شاعرا سبعين مكانا ولقد ذكرها الرحالة البولوني لويس فارتيما الذي زارها قبل اربعة قرون وكتب انه رأى خمسا واربعين سفينة راسية في ميناء جازان وانه دهش لغزارة انتاجها من العنب والتفاح والسفرجل والرمان والليمون والبرتقال والقمح والشعير والذرة البيضاء.
